أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوهر يوحنان عوديش - وتبقى نار العراق مشتعلة














المزيد.....

وتبقى نار العراق مشتعلة


كوهر يوحنان عوديش

الحوار المتمدن-العدد: 5809 - 2018 / 3 / 8 - 10:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من اكبر المشاكل واكثرها تعقيدا التي تواجه البلدان وتكون عائقا امام تطورها وتقدمها وازدهارها هي المشاكل الداخلية والحروب الاهلية التي تدمر الوطن وتبدد ثرواته وتهدر ارواح المواطنين الابرياء هدرا، ويعتبر العراق واحدا من البلدان اللامستقرة التي كانت المشاكل والمشاحنات والحروب الداخلية اهم اسباب عدم استقراره وضياع ثرواته هباءا، وذلك بسبب شعور ابناء قوميات معينة بالغبن والظلم من السياسة المتبعة ضدهم من قبل الانظمة والشخصيات المتعاقبة على الحكم في العراق.
بعد 2003 كان هناك فرصة ذهبية لتأسيس عراق ديمقراطي حضاري يحفظ حقوق مواطنيه ويصون كرامتهم ويعوضهم عن كل المظالم والويلات والاهانات التي ظلت تلاحقهم لعقود من الزمن بسبب السياسة العوجاء التي مارستها الانظمة المتعاقبة على الحكم منذ تأسيس الدولة العراقية، خصوصا وان القسم الاعظم من مسؤوليه وقادته الجدد قضوا عشرات السنين من عمرهم ملاحقين خارج البلد بسبب ارائهم السياسية المختلفة عن النظام الحاكم، لكن الذي حدث/ويحدث هو عدم الاستفادة من اخطاء الماضي وتكررت المآسي بصورة ابشع وان كانت من نوع مختلف، حتى ان الكثير من معارضي النظام السابق اصبحوا اليوم بعد تسلمهم للسلطة ومقاليد الحكم ينتهجون نفس الاسلوب، ان لم يكن اسوأ، لادارة البلد.
مضى على استفتاء اقليم كوردستان العراق في 25 ايلول الماضي اكثر من خمسة اشهر وليس هناك اي مؤشر لتطبيع الاوضاع وتحسينها بين اربيل وبغداد، سوى تصريحات اعلامية تبشرنا بتقدم المباحثات بين الجانبين دون تلمس اي تغيير او تحسن في الواقع المزري الذي يعيشه الشعب الكوردستاني جراء انقطاع رواتبه منذ سنين، بسبب الامتناع عن صرف الميزانية المخصصة لاقليم كوردستان اثر خلافات سياسية لم تحسم لحد اليوم، وما زاد الخلاف حدة هو تمرير ميزانية العراق لعام 2018 بالاغلبية دون الاخذ بنظر الاعتبار مقاطعة الكتل الكوردستانة ورفضها للميزانية بشكلها الحالي اثر خفض الحكومة العراقية لمخصصات الاقليم الى 12.6% بعد ان كانت نحو 17% في السنوات السابقة.
ما يثير الاستغراب لدى المواطن العراقي عموما والمواطن الكوردستاني خصوصا هو بقاء الخلافات على حالها، او بالاحرى اشتدادها، في وقت يدعي فيه كلا الطرفان باللجوء والاحتكام الى الدستور لحل كل الخلافات والمشاكل العالقة بين الطرفين، رغم اعلان حكومة اقليم كوردستان وتأكيدها على احترام تفسير المحكمة الاتحادية العليا للمادة الاولى من الدستور الذي لا يجيز الانفصال ولا يسمح به، وكذلك تقديمها لكافة التسهيلات والمساعدات اللازمة للجان الفنية والمالية المشكلة من قبل بغداد للقيام بمهامها في الاقليم، وهذا يدل على ان الدستور الذي يريدون تطبيقه ليس سوى وسيلة لتنفيذ غايات مدفونة وتمرير مصالح شخصية بعيدة عن هموم ومصالح الشعب.
ان اسلوب بغداد في التعامل مع اربيل، من حيث غلق المطارات وقطع الرواتب والاحتكام الى القوة والتعامل بمبدأ الاغلبية والاقلية او الغالب والمغلوب، لحل المشاكل ليس بافضل اسلوب للتعامل مع الاخر ومواجهته، خصوصا واذا كان المقابل قد ابدى المرونة اللازمة لحل المشاكل، بل بالعكس من ذلك يؤدي الى نتائج سلبية وكارثية على المدى البعيد.
الوعود المعلنة والتصريحات الاعلامية التي تطرب الاذان وتبقي البطون خاوية اصبحت مادة نافذة الصلاحية وغير صالحة للاستهلاك والتصديق!، فاذا كانت بغداد صادقة في ما تعبر عنه من حيث كون مواطني الاقليم مواطنين من الدرجة الاولى شأنهم شأن مواطني المحافظات العراقية الاخرى، عليها فتح مطارات الاقليم امام المواطنين واطلاق رواتب موظفي الاقليم، ومن ثم البدء بحوار جدي لوضع حلول دستورية وقانونية دائمية وليس ترقيعية لجميع المشاكل والخلافات بين الطرفين والشروع من جديد لبناء وطن يسوده الدستور ويحكمه القانون ويحفظ حقوق المواطن بغض النظر عن كل الانتماءات، واذا كان ذلك صعبا على الطرفين لانعدام الثقة بينهما حاليا فيمكن الاستعانة بالامم المتحدة وغيرها من الدول الصديقة التي عبرت مرارا وتكرارا عن استعدادها للوساطة بين الطرفين ومد جسور التفاهم بينهما تمهيدا لاتفاق نهائي ودائمي ينهي كل الخلافات ابديا.
استمرار الحال على ما هو عليه لن يفيد اي طرف بل يزيد الكره والحقد والعداوة بين ابناء الشعب العراقي، واذا كان قادة العراق الجدد يحسون بالمسؤولية فعليهم ادراك وفهم الوضع الراهن ومحاولة احتوائه وايجاد الحلول اللازمة باسرع وقت ممكن وليس تعميق المشاكل وزيادة الشروخ بين الشعب لالهائه واستغبائه لتحقيق مصالح شخصية على حساب دماء ابنائه.

صرخة:- لا تعظموا نفوسكم من تجويع الشعب وتدمير مستقبله.



#كوهر_يوحنان_عوديش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عظمة الاستقالة
- مؤتمر لاعادة اعمار العراق ام لتذليله؟
- حوار ام مماطلة وتخدير؟
- الخطاب التحريضي ضد المسيحيين الى متى؟
- ماذا تعلمنا من درس داعش؟
- محاربة الفساد، دعاية انتخابية ام خطوة لتصحيح المسار؟
- يغتالون الطفولة ارضاءاً لشهواتهم
- حوار ام فرض للذات؟
- اوقفوا تدمير العراق
- مهزلة التمثيل المسيحي في المفوضية العليا اللا ( مستقلة ) للا ...
- المشكلة العراقية ليست في الاعلام
- ما هو ثمن قتل الشعب الكوردستاني هذه المرة؟
- الخلل في الدستور ام في العقول؟
- لا تجعلوها كوردية عربية
- استقلال كوردستان ووحدة العراق المتباكي عليها
- استقلال كوردستان خطوة لتعزيز الامن والاستقرار في المنطقة
- دعوة صريحة لاخلاء البلد من المسيحيين!
- وطن يتيم
- تحرير مناطق المسيحيين في سهل نينوى لا يكفي لعودتهم
- البرلمان العراقي يصوت على منع الخمور، اذا البرلمان موجود!


المزيد.....




- مشاركة لافتة لعارضة الأزياء السعودية أميرة الزهير في عرض بإي ...
- الجيش الإسرائيلي يستهدف مدخل مجمع الأركان العامة في دمشق.. م ...
- تداول فيديو منسوب لترامب بزعم أنه دعا لـ-ضم لبنان إلى سوريا- ...
- ضربة دمشق بعد ساعات قليلة فقط على تهديد وزير دفاع إسرائيل.. ...
- بعد سرقتها في زمن النازية.. فسيفساء بومبي تعود لتسترجع كتابة ...
- أقليات العراق - البحث عن ملاذ دائم في ألمانيا
- لقاء مرتقب بين ترامب ورئيس وزراء قطر.. أمل جديد للتوصل لهدنة ...
- تصريح صحفي حول القرار الحكومي بحل المجالس البلدية ومجالس الم ...
- الديون: سياق ومفاهيم
- وثائق قضائية: لندن وضعت خطة سرية لنقل آلاف الأفغان إلى بريطا ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوهر يوحنان عوديش - وتبقى نار العراق مشتعلة