شعوب محمود علي
الحوار المتمدن-العدد: 5806 - 2018 / 3 / 5 - 21:25
المحور:
الادب والفن
عويل الرياح
1
حبر جرى ودمي
غطّى على الجرفين
في دجلة الخير فيا فراتنا الحزين
للآن كان الموج والهدير
يدقّ باب الصمت
ويصبغ التاريخ
بكلّ ما يفيض من همّ ومن انين
ليحتوي بغداد
صهيل هولاكو كعشب ينمو في الجبين
احسّ يا حبيبتي يطحنني الحنين
في ملعب السنين
بكيت مخنوقاً بلا دموع
ما زلن في بيت ابي الشموع
يضئن والربوع
يلبسن قمصان ظلام الليل
يدق في جمجمتي صهيل تلك الخيل
2
من يحنث اليمين
فامّنا بغداد
تمرّ من شريان تاريخ تجلّى بدره المضيء
في رحم القرون
اصيح يا مدينتي ما أكثر السجون
تشاد والطاغوت
يجول كالخنزير في شوارع المدينة
النرجسيّ النزق المجنون
كان العراق كرة تضرب به الامثال
وتارة حبلاً به تعلّق الرجال
أصيح والموّال
كان العراق قاتلاً مقتول
على يدي طاغية مجهول
أصيح يا بهلول
مات العراق شامخاً مذلول
وانتهت الفصول
في المسرح الدامي
وفي مدينة الألعاب
من بعد ما غطّى على عراقنا الغياب
3
صدى صهيل الخيل
جاء على سكّة هذا الليل
والعربات السود
تجرّها الكلاب تحت قبّة النجوم
الى متى نصوم؟
عن الكلام وعن الخصوم
فتارة نخضع للطغيان
وتارة نخضع للصبيان
الملتحين داخل الاروقة الخضراء
هم سملوا عيون بغداد
وهم من قيّد العراق
يا دولة الشقاق
يا دولة النفاق
يا دولة السراق
غداً نرى العراق
مغتسلاً تحت القناديل يصلّي وهو في المحراب
ويغلق الأبواب
بوجه قطعان من التيوس
والثعلب المريب
اصيح يا محمّد الحبيب..
حناجر بحّت من الدعاء
وهدّنا البلاء
وعمّ في بلادنا الشقاء
منذ أتت حيتاننا الصفراء
تعوم في بحيرة الخضراء
تطارد الأسماك طول الليل والنهار
وتقطع الشباك
وتغرق القوارب
وهي تغنّي لعراق الذهب الأسود والمسواك
في فمها النتن تغنّي البدر في المحاق
اهواك يا عراق
اهواك يا عراق
اهواك يا عراق
أهواك أهوى كنزك الدفين
ونفطك الثمين
مروده والكحل
كالذهب الأسود في العينين
#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟