أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد حمزة - دفاعا عن الفلسفة














المزيد.....

دفاعا عن الفلسفة


محمد حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 5803 - 2018 / 3 / 2 - 08:56
المحور: المجتمع المدني
    


جميع الناس يتفلسفون، لكنهم ليسوا بفلاسفة. هذا أول درس تعلمته مع جيلي في أول حصة في مادة الفلسفة. لكن هناك أيضا أناس يتفلسفون. هؤلاء العباقرة وأصحاب العقول النيرة اغنوا الفكر الإنساني لقبوا بالفلاسفة حبا وتقديرا وكرامة لأعمالهم. اغلبهم لم يطلب هذا "اللقب". وتعددت أسماء هؤلاء الفلاسفة: المعلمون، الحكماء، أصدقاء الحقيقة، أطباء المجتمع ...
تفسير لاروس (المنجد الفرنسي) لكلمة فلسفة هي الرجوع للعقل، إذن جميع الأعمال الفكرية هي في الأساس ذات طبيعة فلسفية. الهدف هو دفع الإنسان لاستعمال طاقاته لإبداء رأي وإعطاء دليل.
فالعقل هو مبدع العقلانية. وهذه الأخيرة، يقول المفكر الفرنسي "ألبيرجاكار" بأنها تمكننا من تجاوز السؤال العفوي و السيئ الصياغة والذي لا يمكن أن نجد له جوابا (لماذا تدور الشمس حول الأرض؟) لطرح السؤال الذي يمكن أن نجد له جوابا ( كيف نفسر دوران الأرض جول الشمس؟). بقليل من الخيال الخصب، نفس العقل يمكنه إيجاد أجوبة مناسبة. فإذا كانت الأجوبة نهائية فستنتهي الفلسفة. لكن في اغلب الأحيان تكون هده الأجوبة انطلاقة لطرح أسئلة جديدة تساهم في توسيع دائرة النشاط الفلسفي .
الفلسفة تعلم قول كلمة "لا" فهذه ال"لا " لا تعني بالضرورة إثبات العكس أو "لا" الذي يفهم منها العوام "لعكس" بل انطلاقة لتطوير الفهم وبداية لطرح أسئلة أخرى أكثر جوهرية.
إلا أن الدولة المغربية لم تتعامل مع الفلسفة كمادة للتنوير الفكري حينما همشت الفلسفة من داخل الفصل و من خارجه وأفرغت الدرس الفلسفي من محتواه ومن ماهيته في البرامج والمناهج المدرسية .
إن الضرب الذي تعرضت له الفلسفة كمادة ذات مساحة كبيرة في مناهج التعليم منذ بداية السبعينات، كان هدفه قتل الفكر النقدي بمقاربة أمنية. واليوم ما تعيشه الفلسفة هو استمرار لهذا المسلسل بمقاربة اديولوجية وخلفية محاسباتية. الشيء الذي يهدد بشكل كلي استقلالية المجالات المعرفية والإبستمولوجية ولا يخدم التربية والتكوين مما يوحي بان هناك خصومة بين العلم و الفلسفة .
إذا كانت هاته الأخيرة معركة ضد الجهل، فلا يمكنها تجاهل العلم نظرا للترابط الوثيق بينهما. فمنذ العصور القديمة بذل الفلاسفة جهداً كبيراً في تفسير ظواهر العالم وماهيته وأصله ووجوده، وكان لا بدّ من وضع أسسٍ وقواعد معيّنة للبحث عن الأجوبة. إن النظريات العلمية هي الأساس الذي يعتمد عليه الفلاسفة لتفسير وإجابة تساؤلاتهم، وغالباً ما يكون العالم فيلسوفاً أو العكس. لذلك لا يمكن الفصل بين العلم والفلسفة.

لقد جرى ربط الفلسفة، منذ بداياتها الإغريقية، بنزعة نقدية ظلّت تتراكم مع مرور القرون وتطوّر الفعل الفلسفي وتلوّنه بألوان حضارية شتى. وإلى أيامنا هاته، لا يزال هذا الارتباط جوهرياً، وإن دعت الكثير من المواقف إلى مراجعة تمظهراته.

"أم العلوم" لا يمكن أن تتجاهل العلم؛ الاثنان ينهلان من نفس المنبع. ففلسفة العلم كان لها التأثيرعلى التطور، حيث عملت على النظر للعلم في ضوء حركيته العظمى عبر التاريخ باعتباره مؤسسة ثقافية اجتماعية تؤثر في باقي المؤسسات المشكلة للحضارة وتتأثر بها، والتأكيد على ديمقراطية العلم وتعدديته، كانجاز إنساني مشترك مفتوح أمام أي حضارة غربية كانت آم شرقية، وأمام أي إنسان رجلا كان أو امرأة.
الفلسفة كانت مثالا للمبهمات الواضحة سعيا وراء الأصل، يقول الفيزيائي البارزي "دي اسبانيا". في عصرنا يبقى هذا القول صحيحا، فعلى مر العصور كانت الفلسفة مرآة للقنابير، وكما هي القنابير فالعقول الشابة محتاجة الى الضوء، والفلسفة مكنت من إيجاد هذه الأجنحة للتحليق نحو الضوء. وبهذا التقليد أعطت الاسم الجميل للفكر .
اختم بالمقولة العميقة للمفكر الفرنسي وعالم الجينات ألبيرجاكار(Albert (Jacquard؛الفلسفة هي "فن العيش"،أي ان يصبح الإنسان غير خاضع لتسلسل التحولات الغدائية (métabolisme)، بل إنسانا مستفيدا من الوعي اللصيق بإنسانيته.



#محمد_حمزة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياة في جريان و مقولة -عدم تجاوز ماركسية ماركس -
- تطور الافكار بين الحتمية التاريخية والتركيز الاهتمام على الم ...
- اخطار مادة البي اسيفينول – أ
- ثمن بقاء القضية الكوردية عالقة
- من اجل تعاقد وطني منتج لاصلاح التعليم العالي
- تكنولوجيا متقدمة وحاضنة متأخرة
- برلمانيات العشائر
- برلمانيات عشائريات
- مشروع قانون تغيير وتتميم القانون 01.00 المتعلق بتنظيم التعلي ...
- الكمياء العضوية او كمياء الكاربون:من التسليم بالقوة الخفية ا ...
- في الحاجة إلى وعي بيئي متجدد
- الجامعات الخاصة و عملية التصحر العلمي
- تأملات في العلم و المواطنة : الدمقرطة و المشروع الانساني
- الإعجاز العلمي في بورصة التفسير العصري
- تأملات في العلم و المواطنة : التركيب و التنوع
- اعتقال الصحفي أنوزلا يسائل التأويل الديمقراطي للدستور المغرب ...
- التعليم العالي العمومي المغربي : من التأزيم إلى التفويت و ال ...
- النقابة الوطنية للتعليم العالي و ملحاحية البرنامج النضالي ال ...
- ثورات «الربيع العربي» وسؤال العقلاتية السياسية
- الحاجة إلى ابن رشد أم الحاجة إلى مجتمع المعرفة


المزيد.....




- الأونروا تكشف عن المستور.. -اسرائيل- تجوع مليون طفل في غزة
- الأمم المتحدة: المستعمرون هجّروا 69 تجمعا للفلسطينيين في الض ...
- صحة غزة: المجاعة في القطاع وصلت إلى مستويات كارثية
- الأونروا-: إسرائيل تجوّع مليون طفلٍ في غزة
- الأونروا تطالب برفع الحصار عن غزة: إسرائيل تجوع المدنيين وبي ...
- هيئة الأسرى: الأسير محمد ربيع في دائرة الإهمال الطبي المتعمد ...
- الاحتلال يقتل 33 مواطنًا من المجوعين والجوع يصل إلى أعلى مست ...
- تجويع سكان قطاع غزة جريمة إبادة جماعية مستمرة وصمت دولي مُري ...
- نشطاء اميركان يتظاهرون في بروكلين للمطالبة بإنهاء العدوان عل ...
- عاجل | الأونروا: السلطات الإسرائيلية تجوع المدنيين في قطاع غ ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد حمزة - دفاعا عن الفلسفة