أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - وجود القائد المرحلي و ليس التاريخي هو مشكلة العراق














المزيد.....

وجود القائد المرحلي و ليس التاريخي هو مشكلة العراق


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5802 - 2018 / 3 / 1 - 02:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من متابعة ما يجري اليوم و ما مر خلال القرن الماضي كي نقيم ما حكم العراق، و نبين جوهر القادة الذين سواء تسلطوا و احرقوا الاخضر و اليابس ام كانوا معتدلين و لكنهم نجحوا في مهامهم المرحلية فقط و خسروا فرص تثبيت اركان الدولة التقدمية الديموقراطية بهفواتهم او عدم قدرتهم على ادارة الامور في دولة بما تتصف به من التناقضات و الاختلافات المتعددة الاوجه و الخلافات المتجسدة في كيانها و تركيباتها.
ان ما نلاحظه و بشكل جلي دائما هو افتقار العراق الى قائد تاريخي يمكن ان ينقله الى مرحلة متقدمة من مسيرته، انهم جميعا و بلا استثناء و لكن بنسب مختلفة كان كل منهم قادئا لمرحلته سواء ادارها بشكل معقول او مقبول او ماساوي كما هو حال الانظمة الدكتاتورية التي مر بها العراق و اخرها استقرت على خراب البلد من اساسه.
لا يمكن ان نعيد السبب في عدم امتلاك العراق لعقول يمكن ان تدير البلد و تنقله الى مستوى افضل و دون رجعة الى الوراء بشكل مطلق فقط، و انما الاسباب كثيرة موضوعية وذاتية عراقية خالصة، نتيجة لما سار عليه منذ انبثاقه بفضل قوى استعمارية اهدافها ضمان مصالحها على حساب التقدم المنشود من اهل البلد الاصليين لبلدهم. نعم القادة كانوا قليلين ( اصلا العدد الاقل من الذين يمكن تسميتهم بالقائد الحقيقي) و ما يمكن ان نحسب بعض الاسباب هنا؛ كثرة الانقلابات في ازاحة الحكومات و احلال البديل بقوة السلاح دون بروز ارضية لاندلاع ثورة حقيقية بمعنى الكلمة التي يمكن ان تنقل البلد الى مرحلة متقدمة من جهة، و المستوى الثقافي العام الذي لا يمكن ان نعتبرها دافعا للتغيير الشامل في الجوانب الثقافية السياسية الاجتماعية للشعب، و من خلال التغيير يمكن انتظار بروز قائد ملهم بمعناه الاصيل يتمكن من ادارة البلد بحنكة و امكانية غير قليلة لتبقى نتائج عمله طاغية في امكانية تقدم البلد و يمكن وصفه بالقائد التاريخي من جهة اخرى.
اي العراق المعلوم عنه بخصوصيته الثقافية و الاجتماعية لمايتسم به تاريخه و جغرافيته و شعبه بما فيه من التركيبات و المكونات المختلفة الشكل و الجوهر، لا يمكن ان يديره الا عقلية قادرة فوق العادة و خارج مساحة من لا يمكنهم الخروج من المرحلة الانية لحكمهم، اي قائد تاريخي يسلك الطريق بعقلية استراتجية تاريخية بعيدة المدى دون التعلق بما يمكن ان تفرضه عليه متطلبات المرحلة القصيرة الامد، اي قائد يخطو خطوات مستقبلية دون التقيد بسمات ضيقة معيقة للعقلية التي يريده العراق، من اجل اخراجه من مشاكله الطويلة الامد . تاثيرات اصحاب المصالح العديدة الخارجية المؤثرة و الداخلية التابعة، امكانياته الاقتصادية الوفيرة و طمع الجميع به، موقعه الاستراتيجي المثير و الحافز لتدخلات الجميع، عدم بروز الملائم المتفهم و البصير لما يمكن ان ياتي فيما بعد، مع تراكم الخلافات التي تفرز ما يعرقل مسيرته و لم يتمكن من ان يتجاوز كل العقبات التي تصنعها الاختلافات العديدة في بنيانه.
اننا مررنا بمراحل و شهدنا قوادا كثيرة، فمنهم من يستحق الذكر الطيب، و وضع بصماته على مرحلة من مراحل العراق و منهم قد تمكن من تجاوز مرحلة معينة من حكمه ولو قليلا، الا انه في النهاية فشل او لم يدَعوه في السير الى الامام، او لم يتمكن من تجاوز العوائق التي اعادته الى قوقعه و مساره و دائرته الخاصة التي تحكمت على اسلافه. و منهم طمع لما فوق مستواه العقلي و امكانياته و قدراته و اودى بالبلد الى غير رجعة حتى الى المربع الاول في تاريخه. و منهم لم يصل الى مستوى يمكن ان تضع مقدرات البلد تحت سلطته و تفكيره و نظرته الى الحياة، و منهم لم يصل الى معرفة الحكم المدني و متطلباته، و عليه كنا دائما بعيدين عن تجسيد ارضية ملائمة و امكانية ذاتية لميلاد قائد تاريخي يمكنه من العبور و ايصال البلد الى منطقة و مكان لا يمكن ان يرجع الى ما كان عليه، و يمكن ان نسميه بالقائد المطلوب للعراق، و به يمكن ان يتمتع اي مكون فيه بتحقيق طموحاتها و اهدافه و ان كانت حقي تقرير المصير لمن يحلم به، و هذه احدى مشكلاتنا العويصة التي لا يمكن ان يتجنبها بلد لم يدخل الى مكان يمكن ان نعتبر عمق الدولة فيها هو البديل لما يجب ان يكون لدينا من هذا النوع كما هو الحال في الدول الديموقراطية العميقة التي لا يمكن ان تحتاج لقائد تاريخي ملهم لادارتها، و انما المؤسساتية الموجودة هي التي احلت محل مثل هذا القائد المطلوب الذي نتطلم عنه و لمثل دولنا التي لازالت ملتزمة بالادارة القديمة من العشائرية و الدينية و العرقية والمذهبية من الجانب الفكري و العقيدة، و الدولة لازالت في طور التكوين اساسا.



#عماد_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يغطون فساد العراق بتحرشهم بكوردستان
- هل عملیة الاستفتاء هي التی فتحت ابواب ضغوطات بغد ...
- نستدل ما تحمل امريكا من دقائق تعاملها مع قضايا منطقتنا
- العبادي سهل اجراء الاستفتاء من اجل اهدافه
- ان كان الحكم هو الخصم
- عندما ندينهم من افواههم
- المحكمة الاتحادية نطقت بما كان معلوما من قبل
- اليس من حقي ان اعيش حياتي و لا اجدها في العراق اليوم ؟
- الاستقلال قرار الاغلبية المطلقة للشعب الكوردستاني و ليس من ص ...
- لماذا قاسم سليماني متنفذ في السليمانية ؟
- مواقف بغداد تثبت صحة الاسباب الموجبة للاستفتاء
- تاكدنا من نظرة العراقيين بكافة مشاربهم الى توجهات الكورد
- هل العبادي احجن حقا
- انه الاحتلال بذاته
- اخبث المواقف ازاء استفتاء كوردستان من بريطانيا قبل الاخرين
- رسمت عملية الاستفتاء حدود جمهورية كوردستان السياسية
- لا يعلم العبادي بانه سيسقط من القمة
- ما مصير المناطق المحتلة خارج اقليم كوردستان؟
- نتیجه‌ الاستفتاء لا یمكن تجاوزها حتی باحتل ...
- ستبقی عملیة الاستفتاء حیة لحین تحق&# ...


المزيد.....




- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني
- أمل عرابي: دفاع ترامب عن نتانياهو يؤكد وجود مصالح سياسية مشت ...
- تفاعل الأوساط السياسية الإسرائيلية مع دعوة ترامب لوقف محاكمة ...
- روسيا تطوي صفحة اتفاق نووي مع السويد عمره 37 عاما
- البرش: الاحتلال يكثف هجماته على مراكز الإيواء وإصابات منتظري ...
- إلغاء جلسات محاكمة نتنياهو بعد مشاركته في جلسة سرية بالمحكمة ...
- لماذا أفريقيا أولوية لإيران بعد الحرب؟
- شاهد.. بوغبا يبكي خلال توقيع عقده مع موناكو الفرنسي
- الاحتلال يصعد بالضفة ويعتقل العشرات بالخليل واعتداءات المستو ...
- إيران تشكك في التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار وتؤكد جاهزيتها ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - وجود القائد المرحلي و ليس التاريخي هو مشكلة العراق