مدرسة الموسيقى والباليه في بغداد ....ظاهرة تستحق التعميم ....

زهور العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 5801 - 2018 / 2 / 28 - 15:39
المحور: الادب والفن
    

كنا قد لبينا أحد اللأيم الدعوة لحضور حفل خاص لمدرسة الموسيقى والباليه ..حيث مدرسة أحبائي..احفادي ..أولاد ابنتي الغالية..من الوهلة الأولى فوجئت وانبهرت بهذه المدرسة ..مدرسة تختلف تماما عن غيرها من المدارس في العراق ....بصراحة معلوماتي عنها معلومات بسيطة جدا..كنت أظن أنها مدرسة للموسيقى والباليه حصرا ...ولم يتسنى لي ابدا ان أدخلها ولو لمرة واحدة ....لكني ءاك اليوم دخلتها مدعوة لحفلة كغيري من أهالي الطلبة .دعوني في البدء أصف لكم ما شاهدته... هي مدرسة مختلطة تضم او تجمع بين الروضة والابتدايية والثانويية ( متوسطة واعدادية) أي أن طلابها من كافة المراحل الدراسية ..كل هؤلاء وبكل مراحلهم العمرية هذه يتلقون علومهم الدراسية الأساسية في هذه المدرسة... تحت سقف نفس البناية...بباحاتها وصفوفها المتعددة ... فإنك ما أن تدخلها حتى ترى كل الأعمار من الطلبة..اطفال صغار ..صبية ...شباب من بنين وبناات ...باقات ورود ملونة تنتقل هنا وهناك .بمنتهى الجمال والثقة والراحة والتفائل والانسجام ....
مدرسة متميزة ...مختلفة عن غيرها من مدارس العراق عامة حتى عن تلك المدارس التي يسمونها مدارس المتميزيين أو المتميزات ..مدرسة الموسيقى غير هذه المدارس تماما .البناية غييير .. الطلبة غيييير .. طلاب بمنتهى الترتيب..و النظافة وحسن الهندام ...تشعر بأن الطالب أكثر رقي ..أكثر هدوووء وتفائل و انشراح بل اكثر سعاادة ...حلوين بكل ماتحمل هذه الكلمة من معنى سبحان الله ( كأنما ملكطيهم تلكط ..) ....حينما دخلت المدرسة أنبهرت وسعدت بمن حولي من الطلبة ..راقبت حركة هؤلاء الأولاد والبنات وعلاقتهم و حديثهم مع بعضهم البعض في ( الفرصة ) وجدت شيء مختلف عما نراه في المدارس الاخرى...ببساطة شديدة... هذه المدرسة كمن او هي اشبه بكلية مصغرة ولكن لإعمار مختلفة ...تشاهد الطفل ...الصبية..الشباب ...شابات...جمع لطيييف وكوكتيل جمييييل جدا (والله يشرحون القلب فعلا )..حتى الأساتذة غير الأساتذة الذين نعهدهم في المدارس الأخرى ..هم اكثر تميزا وحضورا ..أكثر سماحة ..وجوههم مرحة لطيفة ...متفائلة .تعاملهم مع طلبتهم بكل طيبة وحب ...يتكلمون مع هذا ..يداعبون ذاك ..حتى مع أهالي الطلبة كانوا بمنتهى الذوق والرقي .....المدرسة بصراحة جميلة ...جميلة..و بكل المقاييس ......
ولا يفوتني احبتي ان اقول ان في مدرسة الموسيقى والباليه يتلقى الطالب كل العلوم ..منهاج كامل كما المدارس الأخرى ولكن هناك درس أساسي إضافي مهم بل أكثر اهمية من الدروس الأخرى إلا وهو درس الموسيقى...الموسيقى بكل الاتها ...العود ...الكمان ..بيانو .الجوزة .و...جميع الآلات الموسيقية موجودة وكل طالب ملزم بدراسة ما يختار هو من هذه الآلات وطبعا كل حسب قدرته وما يناسب ميوله وهوايته ... إضافة إلى أن هناك دروس خاصة في الباليه والانشاد..واغاني التراث... وهكذا يتم اعداد الطالب اعدادا فنيا صحيحا ضمن الاطر الصحيحة ووفق التراث الفني العراقي الأصيل مع اهتمام الكادر التدريسي بالمواد والعلوم الاخرى طبعا ......
الحفلة كانت جميلة جدا رغم مدتها القصيرة ادى بها الطلبة مجموعة من القطع الموسيقية الحلوة والأناشيد والأغاني العراقية التراثية القديمة الخالدة .....استمتعنا فعلا بالحفل وعشنا أوقات ممتعة ...رائعة ...اخرجتنا ولو قليلا من المتاعب والروتين الذي يلازمنا ابدا والذي لاينتهي ....
من كل ما تقدم احبتي أقول ترى لو كان لدينا وفي العراق أكثر من مدرسة كهذه ترى هل يعاني احبتنا ...أبناءنا ....طلبتنا من الضجر و النفور من المدرسة ومن مناهجها الروتينية الجافة ...المملة .!؟...لما لا نرتقي بالطالب ونجعله يتحرر من تلك العقد والامراض التي تلازمه و على الدوام وفي كل مراحله الدراسية الطويلة .! لما لا نهيء للطفل ظروف صحية وفي مدرسته تحديدا كي نعده اعدادا صحيحا ليكون عضوا نافعا في المستقبل ليرتقي بنفسه اولا وببلده ثانيا ..وهذا هو الأهم...لما لا ..! ألا يستحق أطفال وأبناء العراق العظيم منا هذا الاهتمام ؟ أليس صحيحا أن نمنح طلبتنا الأعزاء فسحة من الوقت لممارسة هواياتهم وما يحبون..لما لا نجعل من درس الموسيقى درسا مهما كبقية الدروس كي نرتقي بطلبتنا ...أحبائنا ..فلذات أكبادنا...هؤلاء الذين طالما اتعبتهم الحروب ولوثت مسامعهم أصوات البنادق والانفجارات ....!! ترى هل هناك أمل أن يحصل هذا @؟...هل هناااااااك !! ومتى !؟

#زهور_العتابي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل