أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهور العتابي - لازلنا بخير .. ..















المزيد.....

لازلنا بخير .. ..


زهور العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 5797 - 2018 / 2 / 24 - 22:59
المحور: الادب والفن
    



قادتني قدماي قبل أيام لزيارة سيدي ومولاي موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام...وكعادتي بعد الزيارة اتخذت مكانا بين النساء لاقرأ ماتيسر من القرآن الكريم وقراءة بعض الأدعية والتسبيح .. وبينا انا في هذه الحال سمعت صوت امرأة تجهش بالبكاء كانت تبكي بحرقة والم شديدين ..واستمرت على هذه الحال طويلا ..كانت تجلس قبالتي وتخفي وجهها بطرفي عبائتها ...وطيلة فترة مكوثي لم تهدا ولو لحظة ..آثار وضعها تعاطف النساء من حولها وأخذن يهدئنها لكن دون جدوى ..بعد أن أتممت قراءتي وضعت القرآن في مكانه المخصص اقتربت منها علني استطيع ان اخفف عنها بعض مما تشعر به ؟ قلت لها..(كافي حجية مو صحيح هذا الي دتسوي حرام بحق نفسج ..قلت ذلك وانا أربت على كتفها واقول. (حجية كلنا عدنه هموم ومتاعب ربما أكثر منج حتى !! والا ليش اجينه وتعنينه لباب الحوايج ؟..اكيد نطلب شفاعته الكل مزدحمين..عدنه قهر وعدنة متاعب لكن مع هذا تشوفينه نبجي شويه وبعدين نهدأ ...لازم .. لأن الإمام هم يريد من عدنه نصلي بحضرته....نقره قران .. نسبح. ..مو فقك نبجي تمام لو لا ؟ ثم انتي بهالحالة راح تزعلين الإمام منج ...اهدائي حبيبتي هاج أخذي هاي السبحة مالتي مزورة من بيت الله وقبر الرسول ..سبحي بيها شوية اني متأكدة راح ترتاحين هواية )...
.الحمدلله انها اخيرا اخذت برأيي وامسكت بالمسبحة وهي تقول .(اي والله تمام عيني .. استغفر الله ربي ...يعذرني موسى بن جعفر فدوه لاسمه )..قالت هذا وهي تنظر إلي .بان وجهها ...امرأة طيبة تبدو في السبعينيات من العمر لطيفة المحيا..ورغم سني عمرها هذه إلا أنها لازالت حلوة ..تشعرك بانها امراة تعبانة على نفسها ..راقية ...المهم بعد أن هدأت قليلا سألتها ما بها مالذي يبكيها لهذه الدرجة ؟ ....تبين ان مشكلة هذه المرأة غريبة بعض الشي ....فهمت منها انها تسكن لوحدها ..زوجها متوفي منذ امد بعيد لها أربعة أولاد هاجروا جميعا خارح العراق .. ( كلمن بديرة على كولتها ) وحاولوا مرارا ان ياخذوها معهم إلا أنها فضلت البقاء في العراق واصرت على ذلك رغم الحاحهم الشديد لأنها لا تستطيع ان تفارق العراق اولا إضافة إلى أنها تعيش وتسكن بجوار جارة العمر الصديقة الطيبة أم سمير فهي أقرب لها من الأخت ..عاشوا عمرا طويلا سوية قرابة الخمسة وثلاثين عاما أو أكثر.... تقول ان أم سمير هذه لم تبخل عليها يوما بالرعاية والاهتمام بعد سفر الاولاد ..كل يوم تعودها تراعى مصالحها .(نأكل وتشرب سوه) كل احتياجاتها الصغيرة والكبيرة أم سمير هي وأولادها من تقوم بها ....حتى تنظيف البيت جندت إحدى بناتها لتقوم بهذا ...تقول انها فعلا سعيدة بحياتها هذه بدليل أن أولادها حينما يتصلون بها بين فترة وأخرى أدركوا انها مرتاحة جدا و ما عادوا يخشون عليها لانها بمعية ام سمير وهم يعرفونها جيدا خمسة وثلاثون عاما من جيرة طبيبة حلوة كافية لتجعلهم مطمئنين تماما لوضع والدتهم الحبيبة .... إلى ان جاء اليوم الموعود !!..يوم النحس كما تقول. .الذي حصل أنها في يوم ما كان لابد من ( تسليم فلوس ابو المولدة ومكان جوة ايدي فلوس تكفي ) هكذا قالت....فاضطرت لأن تلجا الى ما كانت تدخر من نقود حيث كانت تحتفظ بمبلغ ثلاثة ملايين دينار( بالديلاب ) مع (زوج ملاوي وكم محبس ذهب .)..تقول صدمت حينما لم أجد أي أثر لا للذهب ولا ( الفلوس )... بحثت عنهم في كل مكان لم أجد اثرا لهم ... واخذت تبكي من جديد وأكثر حرقة هذه المرة ...ما فهمته من هذه المرأة الطيبة أنها لاتبكي على ما ضاع من ذهب و مال..ابدا هي اقسمت على ذلك كثيرا وقالت بان ما فقدته لايعني شيئا أمام فقدانها لصديقة العمر فيما لو انها قالت لها واخبرتها بموضوع السرقة ربما قد تجرح مشاعرها وتفهم اني اتهمها معاذالله و تقول بل تؤكد أنها لايمكن ان تشك قيد شعره بنزاهة صديقتها ام سمير لأنها عشرةعمر وإنها هي كل ما لديها الان بعد سفر أولادها .. الغريب بالامر أن أم محمد هذه لم تخبر احدا بالموضوع بما فيهم صديقتها المقربة ام سمير مع العلم ان السرقة مضى عليها اكثر من شهر....حتى أولادها لم تخبرهم بما حصل تقول ( ليش اقلقهم خطية كافي عليهم الغربة ) ثم انها تخشى أن ياخذوها معهم بعد معرفتهم بالذي حصل وهي لاتريد هذا ابدا لانها هنا سعيدة جدا مع صديقة عمرها والتي هي بمثابة الأخت لها وأكثر ... لهذا اختارت المسكينة السكوت على الكلام والبوح .!!..ترى كم هي عظيمة هذه المرأة !....كم هي طيبة وحكيمة ..كيف استطاعت أن تتحمل وزر ما حصل دون أن تتكلم !؟ كم هي كتومة !! يا لها من امرأة رائعة فعلا ...تعاطفت معها كثيرا وأردت فعلا ومن كل قلبي أن اساعدها...ليس لي سوى النصح طبعا .. وفعلا حاولت .....ابتداءا قلت لها ( حجية انتي قصدتي الإمام حتى يحل مشكلتج تمام ؟؟ اني امرأة عابرة ربما الله عز وجل بعثي الج حتى انطيج الحل .. قالت ...(فدوى لعينج ياريت الله يشهد شكد حبيتج وارتاحيتلج ) ...
نصحتها بأن تخبر صديقتها فورا بما حصل لأن علاقتهما مبنية على الصراحة وسلامة النية دوما لذا يجب أن لاتخشى شيئا من الكلام معها ..اكيد المراة ستقدر هذا ...هناك مشكلة حصلت ويجب ان تكون على علم بها هي أولا وقبل غيرها..هي وبنانها من يدخلون البيت فقط .إذن لابد أن تعلم أم سمير بماحصل .. ربما أحد أبناءها من سرق لاسامح الله( كلشي يصير ..الشبطان شاطر ) لذا كان لزاما أن تجعل ام سمير وبصورة غير مباشرة ان تحتاط وتبحث عن الفاعل ...قلت لها انا متأكدة بان الحل بيد أم سمير وليس سواها ....في البداية لم تقتنع ولكني في النهاية استطعت ان اقنعها والحمدلله.... ..وبعدما شعرت أن ام محمد اصبحت أفضل بكثير مما كانت عليه.....هدأت تماما قررت أن أودعها وأرحل ..... .
خرجت من الإمام وانا أفكر بهذه المرأة ويشهد الله كم تألمت لحالها ولكن في عين الوقت ابهرتني جدا باخلاقها.... ترى من أي معدن هي !؟ ...امرأة تعيش لوحدها وسُرقت لكن كرم ونبل أخلاقها منعها من البوح بالسرقة حتى للمقربين منها لا لشيء إلا لأنها تحمل من الطيبة و الوفاء والنبل الكثير الكثير ولا تريد أن يكون المال بديلا أو سببا لفقد ما لديها من وقيم ومثل ومباديء.....واصحاب ..!!
إذن بوجود أم محمد ومن هم على شاكلتها احبتي نحن اكيد بخير....
وعسى أن يكونوا ( كثر )
ليكون العراق معافى و بالف خير ...وبإمكاننا ان ننهض به من جديد ...
نعم بالمبادئ والأخلاق تبنى الأوطان وتنهض الشعووب ...



#زهور_العتابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نزول المطر .....
- تفاحة ادم !!! (٢)
- تفاحة ادم !!!
- المفارك وَطن !!!
- من أرشيف العناية المركزة....... (٤)
- من أرشيف العناية المركزة ( ٣)
- من سخريات القدر ٢
- من سخريات القدر ....!!
- الحمدلله ....!!!
- من ارشيف العناية المركزة ( ٢ )..حالة الطفله لقاء ....
- قصص من الارشيف ...من الrcu .. ...قصة رقم (١)
- أيام وذكريات لا تُنسى .......
- صِحينَه ....
- نسينَه .....
- انتخابات... أم ماذا !!؟؟
- انَه موش انَه .......
- ارضَ بالنصيب ..وايّاك ان تحلم (٢)
- اقبل بالنصيب ..وايّاك ان تحلم
- هواي طيبين .....
- يا وطن يحبيّب..ابد لا تعتب..


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهور العتابي - لازلنا بخير .. ..