أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سليم نصر الرقعي - كي لا يكون عيد الحب عيدا للخب!!














المزيد.....

كي لا يكون عيد الحب عيدا للخب!!


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 5787 - 2018 / 2 / 14 - 18:34
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بغض النظر عن الحديث عن أصل نشأة هذا العيد (Valentine s Day) وبغض النظر عن الفتاوى الدينية التي تقف كالعادة موقفا معاديا لمثل هذه المناسبات فلا شك اننا اليوم نحتاج الى شحنات هائلة من الحب في هذا العالم الذي بات يغص بالكراهية!!، نحن بالفعل في عالم يغرق في الكراهية بكل صورها!، فالكراهية في معظم الحالات لا تسفر عن وجهها ولكنها إما أنها ترتدي لثاما أو اقنعة متعددة، فقد ترتدي الكراهية قناع الوطنية والقومية والدين والعرق والطائفية والجهوية والقبلية والمذهبية والحزبية بل حتى التعصب لنادي رياضي!، بل قد ترتدي احيانا حتى ثوب التمدن والحضارة بل لو ذهبنا أعمق لوجدناها ترتدي احيانا ثوب الحب!!... فكم من جريمة ارتكبت في الدنيا وعبر التاريخ بإسم الحب!! ، لهذا قيل (إن من الحب ما قتل!)، خيانات لروابط الزوجية والصداقة والقرابة المقدسة ارتكبت باسم الحب والعشق والغرام!!، وفي مجتمعاتنا العربية اليوم تعم الكراهية بشكل رهيب غير مسبوق، بل في البلد الواحد تغيب المحبة وتسود الكراهية السوداء الى حد الحقد والرغبة في التشفي والتشظي!!، انظر ما يحدث في ليبيا وسوريا والعراق واليمن!!؟، انظر ما يحدث بين دولة قطر وجيرانها من دول الخليج!!، انظر كيف تقود تركيا حربا ضد أكراد سوريا باسم (غصن الزيتون)!!!!!؟؟؟؟.... حتى بالحسابات المادية فإن هذه الكراهية مكلفة جدا وثمنها تعدى عشرات المليارات في كل بلد عربي!!، حتى الارهاب في الحقيقة هو نتيجة تراكم شحنات هائلة من الكراهية والحقد!... وهكذا نحن اليوم نعيش فعلا في عصر الكراهية ، الكراهية السوداء العمياء القاتلة!، لهذا ما احوجنا الى المحبة ، الى الحب الانساني الحقيقي لا الحب الكاذب المغشوش الذي يفتقد للمعاني الروحية العميقة!، فاليوم نجد حصرا للحب في تلك العلاقة بين الجنسين فقط!، ولو أمعنت النظر فستجد أن المقصود بالحب هنا لدى الكثيرين ليس سوى العلاقة الجنسية ومتعة اللقاء في الفراش!، في الغرب هنا يكاد مفهوم الحب ومفهوم الجنس يغدوان مترادفين!، فحينما يقولون ممارسة الحب فهم يقصدون ممارسة الجنس!!، مع ان ممارسة الجنس يمكن ان تكون بدون حب، والحب يمكن ان يكون بدون جنس!، لكنه خلط للمفاهيم وحصر لمفهوم الحب في نطاق ضيق جدا وهو خلط اضر بالقيم الاخلاقية ضررا فادحا بل وجعل الحب الرومانسي العميق بين الجنسين يصبح جزءا من الماضي والتاريخ وجزءا من عالم الخيال والخرافات!... وكثير من علاقات التعلق بين الجنسين - وإن كان ظاهرها العشق - فإن مضمونها يقوم على حب التملك، حب يشبه في طبيعته حب تملك المال، (هذا حبيبي وهذا مالي ومتاعي)!!.

الشاهد هنا اننا في عالم مفلس أشهر افلاسه لا في ميدان الاخلاق وحسب بل في ميدان الحب واصبح عالما يغص بالكراهية، غاب الحب من القلوب ومن البيوت!!، حتى التدين اصبح تدينا ضامرا يفتقد للمحبة ويتغذى على الكراهية!!، الوطنية اصبحت تعني كراهية الاجانب!، وهكذا بتنا نعيش في عصر الكراهية بشكل واضح، كراهية رهيبة تعصف بكل شيء ابتداء من العلاقات الزوجية والعلاقات العائلية التي هي اساس المجتمعات الانسانية والتي تضعضعت وتصدعت بصورة مخيفة حتى في بلداننا التقليدية المحافظة!!، بتنا غارقين في طوفان الكراهية والبغضاء والشحناء الذي يغرق عالمنا وعصرنا الحالي فيما قلوبنا تتطلع في حزن وقلق الى قدوم (سفينة نوح) !!، سفينة الحب، الحب الحقيقي بمعناه الانساني العام الذي يسمو على الغرائز الانانية وحب التملك، هذا ما نحتاج اليه اليوم أكثر من شيء آخر خصوصا في بلداننا العربية التي حطمها واغرقها طوفان الكراهية واصبحت كالعهن المنفوش!، لهذا فأنا شخصيا لا اعتراض عندي من حيث المبدأ على جعل يوما عالميا للاحتفاء والاحتفال بالحب كقيمة انسانية اساسية وعليا نسميه يوم الحب او عيد الحب ولكن بشرط أن نفهم ما هو الحب؟وان لا نحصر الحب فقط في العلاقة بين الجنسين وبين الزوجين على أهميته والذي في الغالب للأسف الشديد يقع اسيرا لحب التملك وحب التباهي والتفاخر خصوصا في المجتمع النسوي حيث تحاول كل امرأة ان تظهر أمام قريناتها بأنها محبوبة أكثر منهن وأن زوجها أو حبيبها اشترى لها بمناسبة عيد الحب هدية أثمن واجمل مما اشترى لهن أزواجهن وعشاقهن!!، وهكذا يتحول عيد الحب في المجتمع النسوي خصوصا في مجتمعاتنا العربية المتخلفة والمأزومة الى مناسبة لعيد الزينة والتفاخر ومحاولة كل إمرأة أن تغيظ بقية النساء من خلال اظهار واستعراض ما حصلت عليه من هدايا من زوجها وحبيبها فيكون احتفالها بعيد الحب احتفالا بيوم الخب لا بيوم الحب بل ربما بيوم الثار وتصفية الحسابات القديمة مع أخريات!! ، احتفالا مغرضا زائفا يخفي خلفه ويخبي روح الكراهية والحرب الخفية ضد تلك الأخريات بما يشبه حرب الضرائر!!، علينا أن نعلم ونتعلم بأن مفهوم الحب والمحبة أكبر وأعلى وأوسع من ذلك بكثير واذا لم نفهم ذلك فسيظل عيد الحب بهذه الطريقة مجرد عيد للأنانية وللتنافس والتفاخر والتعالي والنفاق واثبات الذات واثبات للملكية ولتصفية الحسابات ليس أكثر ولا اقل ويضيع المعنى الحقيقي للمحبة وسط كل هذا الاحتفالات والاستعراضات الشكلية ووسط كل هذا الهرج والمرج لنعود في اليوم التالي ليوم عيد الحب كما كنا بل وربما أسوأ مما كنا من حيث زيادة كمية الكراهية على كمية المحبة بشكل كبير وفظيع في حياتنا الخاصة والعامة !!... وكل عام وقلوبكم عامرة بالمحبة .... والسلام!.
♡------------------------♡------------------------♡------------------------♡------------------------♡------------------------♡------------------------♡------------------------♡------------------------♡------------------------
أخوكم المحب : سليم الرقعي










#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمازلتَ يا قلبُ ترجو رضاها!؟
- آآخ من الاسترالية !؟
- التطرف الإسلامي بين الدور الإيراني والدور السعودي!؟
- الحل الإنفصالي في اليمن وليبيا هل يحقق الإستقرار!؟
- حزب النور السلفي يؤيد انتخاب السيسي!؟
- الأمة الوطنية !؟.محاولة للفهم!
- الفرق بين الرجال والنساء في صيد العصافير!؟
- المعتزلة والخطأ المدمر!؟
- أول عملية لزراعة رأس لإنسان!؟
- بمناسبة السنة الامازيغية الجديدة!؟
- حول ما يجري في المملكة السعودية!؟
- الاقتصاد بين (العلم) و(الفلسفة) و(الفكر)!؟
- الرجال وجر النساء لملعبهم الملغوم !؟
- أيها الغاضبُ منِّي!. شعر
- الفكر التسويقي!، محاولة للفهم؟
- مقومات العدالة الاجتماعية والقضائية في المجتمع!؟
- العدالة والتفاوت في المواهب والمكاسب!؟
- بريطانيا وعار وعد بلفور المشؤوم!؟
- نكبة الأكراد في كردستان واللعبة الدولية!؟
- استقلال كاتالونيا ومأزق أسبانيا والاتحاد الاوروبي!؟


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سليم نصر الرقعي - كي لا يكون عيد الحب عيدا للخب!!