أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف عبوش - بدعة الذكوري والنسوي في الأدب العربي














المزيد.....

بدعة الذكوري والنسوي في الأدب العربي


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 5785 - 2018 / 2 / 12 - 23:00
المحور: الادب والفن
    


بدعة الذكوري والنسوي في الأدب العربي
نايف عبوش
 ما أن ظهر مصطلح الأدب النسوي على الساحة الأدبية، جريا وراء تقليعات الحداثة في أوائل سبعينيات القرن الماضي،حتى تضاربت الآراء بحدة بين مؤيد لهذا التوجه ، ومعارض له . فالبعض اعتبره تخصيصا لأدب المرأة، وتمييزا لابداعها، في حين رأى البعض الآخر انه تهميش لها، وإجحاف بحقها.
وبغض النطر عن هذه التجاذبات ، وحيث ان الإبداع الأدبي بما هو ومضة وجدانية، وحس مرهف، فإنه لا علاقة له بالجنس على ما يبدو ، وبالتالي فإنه لا يصح نعته على أساس الجنس ، ذكرا كان، ام أنثى،طالما إنه يظل انثيالات وجدانية، تحرك مشاعر المتلقي.

ولأن تقييم جودة الأدب، بالإضافة إلى ذلك، يأخذ طابعاً فنيا بنيويا، بغض النظر عن الجنس المبدع للنتاج الأدبي، فإن القيمة الأدبية للنتاج تظل فوق هكذا تصنيف مفتعل.
ولم تعرف ساحة الإبداع العربي هكذا تصنيفات منذ العصر الجاهلي، والعصور اللاحقة .ويمكن الاشارة في هذا الصدد إلى ما جاء في كتاب الأغاني للأصفهاني، على سبيل المثال ، من (أن نابغة بني ذبيان.. كانت تضرب له قبة حمراء من أدم بسوق عكاظ يجتمع إليه فيها الشعراء؛ فدخل إليه.. حسان بن ثابت.. وعنده الأعشى..وقد أنشده شعره . وأنشدته الخنساء قصيدتها التى مطلعها:

قَذىً بِعَينِكِ أَم بِالعَينِ عُوّارُ..

أَم ذَرّفَت إِذ خَلَت مِن أَهلِها الدارُ

حتى انتهت إلى قولها:

وَإِنَّ صَخراً لَتَأتَمَّ الهُداةُ بِهِ..

كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ

وَإِنَّ صَخراً لَمولانا وَسَيِّدُنا..

وَإِنَّ صَخراً إِذا نَشتو لَنَحّارُ

فقال لها النابغة: لولا أن أبا بصيرٍ – يقصد الأعشى-- وهو شاعر مشهور من أصحاب المعلقات- أنشدني قبلك لقلت: إنك أشعر الناس!!

فقال حسان: أنا والله أشعر منك ومنها.

قال له النابغة: حيث تقول ماذا؟

قال: حيث أقول:

لَنا الجَفَناتُ الغُرُّ يَلمَعنَ بِالضُحى...

وَأَسيافُنا يَقطُرنَ مِن نَجدَةٍ دَما

وَلَدنا بَني العَنقاءِ وَاِبني مُحَرَّقٍ...

فَأَكرِم بِنا خالاً وَأَكرِم بِذا اِبنَما

فأجابه النابغة: إنك لشاعر لولا أنك قلت( الجفنات) فقللت العدد.. ولو قلت( الجفان) لكان أكثر. وقلت( يلمعن في الضحى) ولو قلت( يبرقن بالدجى)، لكان أبلغ في المديح لأن الضيف بالليل أكثر طروقاً..وقلت:( يقطرن من نجدة دماً)فدللت على قلة القتل ولو قلت( يجرين)لكان أكثر لانصباب الدم..وفخرت بمن ولدت ولم تفخر بمن ولدك. فقام حسان وغادر الخيمة.. وبقيت الخنساء، ولم يحضر أحد إلى خيمة النابغة ليقلل من شأنها،  أو يعيب حضورها الشعري فوق المنبر، حيث بقيت على مكانتها في الجاهلية والإسلام. وعندما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قومها من بني سليم.. وأسلمت معهم، كان عليه الصلاة والسلام يستنشدها وهي في مجلسه، فيعجبه شعرها.. وكانت تنشده، وهو يردد معجبا:( هيه يا خناس.. هيه يا خناس).

هكذا كانت حقيقة المشهد التاريخي لواقع حال الساحة الشعرية، والأدبية العربية،ولم تكن هناك، يومذاك، ثمة تقسيمات لنتاجاتها على أساس بدعة الجنس، وهم الاقحاح الاعرف بصنعتهم ، ليتم نعت ذاك النتاج شعرا نسويا، وذاك الآخر شعرا ذكوريا، بل كانت الجودة دوماً هي العنوان.



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنور الطين.. صناعة أيدي ختيارات أيام زمان
- جدلية ضول الرفاكة مع الدار في التراث الشعبي
- اكلهن إبن آوى
- أسلوب المدح بالمعاني في شعر الاديب المبدع أبو يعرب
- ها قد وهن العظم..
- من هدوء الطبيعة إلى ضجيج العصرنة
- إحياء تقاليد التعاليل.. ومجالس السمر
- محمود عبدالله.. معلم فاضل استوطن ذاكرة جيل
- صخب العصرنة.. والحاجة إلى الطمأنينة وراحة البال
- دعونا نتفاءل بحلول العام الجديد
- وهكذا أضحت القدس قضية إنسانية
- السمن الحر.. من عمل أيدي ختيارات أيام زمان
- الفيتو الأمريكي.. والرد العربي المطلوب
- تهويمات حالمة
- العرب.. بين حال الشرذمة وخيار التكامل
- توحيد موقف الرفض.. والقدس عربية
- التهويد باطل.. والقدس عربية
- من ذاكرة الحياة الدراسية
- وتظل القدس العاصمة الابدية لفلسطين
- الطاحونة


المزيد.....




- مش هتغيرها أبدا.. تردد قناة وان موفيز “one movies” الجديد 20 ...
- دق الباب.. اغنية أنثى السنجاب للأطفال الجديدة شغليها لعيالك ...
- بعد أنباء -إصابته بالسرطان-.. مدير أعمال الفنان محمد عبده يك ...
- شارك بـ-تيتانيك- و-سيد الخواتم-.. رحيل الممثل البريطاني برنا ...
- برنامج -عن السينما- يعود إلى منصة الجزيرة 360
- مسلسل المتوحش الحلقه 32 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- -الكتابة البصرية في الفن المعاصر-كتاب جديد للمغربي شرف الدين ...
- معرض الرباط للنشر والكتاب ينطلق الخميس و-يونيسكو-ضيف شرف 
- 865 ألف جنيه في 24 ساعة.. فيلم شقو يحقق أعلى إيرادات بطولة ع ...
- -شفرة الموحدين- سر صمود بنايات تاريخية في وجه زلزال الحوز


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف عبوش - بدعة الذكوري والنسوي في الأدب العربي