أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جواد كاظم الدايني - دولة المتدينون














المزيد.....

دولة المتدينون


جواد كاظم الدايني

الحوار المتمدن-العدد: 5779 - 2018 / 2 / 6 - 22:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دولة المتدينون
ــــــــــــــــــــ
قرأت ذات مرة مقالا عن التفكير النقدي واليات تنمية الملكة النقدية ,من خلال نشاط ذهني اجرائي يمكنه المساعدة في فهم المغالطات والعيوب الفكرية والمسلمات الغير منطقية, بالاخص عندما نكون مضطرين لاطلاق احكام القيمة فيما يخص شؤوننا الانسانية والحياتية. وافضل طريقة لاختبار حسك النقدي هو البدأ بتنظيرات ونصوص قادة ومنظري الاسلام والاسلام السياسي, فالانبعاجات العقلية والتبريرات الفجة واللغة التبجيلية كافية لان تجلب اي نص لديهم الى الدائرة السهلة للنقد.
من على صفحات الفيس بوك , سجلت مداخلة على احد منظري حزب الدعوة " الحاكم " عندما كان يشحذ قلمه لاظهار قوة تماسك الحزب, وهو يفسر الاختلافات الحزبية والسياسية الداخلية بأعتبارها جزء من بينة حزب الدعوة, كون الحزب مؤسسة ديمقراطية ومرجعية سياسية وفكرية في السلطة والمجتمع!, مقاله كان في سياق الرد على اعداء الدعوة ممن يراهنون الان على بوادر انشقاق جديد بين المالكي والعبادي, لم اذكره بتاريخ الدعوة الانشقاقي لكن ذكرته بأنشقاق الجعفري الاخير , فأجاب " ان ذلك محتمل لكن النتائج لا تتغير", فأجبته " قد تكون هذه هي المصيبة ان النتائج لا تتغير !" فهو يرى ان ما يجمع الدعاة ويدعم قوة تماسكهم هو " الفيلسوف وليس الحداد ", ويقصد بالفيلسوف هنا هو السيد محمد باقر الصدر احد مؤسسي الحزب ومن الجيل الثاني له وصاحب مؤلفات فلسفتنا واقتصادنا, غير ان الخطاب السياسي والثقافي والفكري وسلوك الدعاة والفساد وعدم احترام النظام المؤسساتي وحجم الفشل الكارثي في ادارة الدولة, لا يعكس وعيا منفتحا ولا رؤية عقلانية للحياة بل عكس سمة طائفية محبطة للوطنية لم تكن من سمات نشأة الدعوة الاولى, وربما يكون " الحداد " حقا وليس الفيلسوف هو من يجمعهم. فأما ان الدعاة لم يستوعبوا فلسفة الصدر في قيادة الاسلام للمجتمع او هو غياب كامل للفيلسوف, لان الفلسفة والفلاسفة يعملان على تغيير العالم نحو الافضل, فلا يمكن لاحد انكار ان ماركس هو فيلسوف والماركسية هي فلسفة كان لها بالغ الاثر في تغيير شكل العالم.
وهو يتحدث عن حزب " قائد" فاتني تذكيره بالسوداني راهب الدعوة الفاسد ولم تحضرني اللوثة العقلية لمتكلم الدعوة الجعفري كي أسأله عن اهلية الدعاة لرسم سياسة حزب يقود بلدا صعبا كالعراق وكيف يمكن لتنظيرات الكفيشي او تصريحات الدعاة, بوجوههم المكفهرة وسمة التعالي على المجتمع وخطابهم المتعجرف من ان تساهم برسم رؤية حديثة لمستقبل العراق.
مثلما نجحت اوربا في فصل الدين عن الدولة, يجب علينا التفكير جديا الان التفكير في فصل المتدينين عن الدولة, لانهم نجحوا في دخول الدولة من ابواب الدين الخلفية والظلامية فمن اكثر المقولات تشويشا وخداعا هي ما يسمى الاسلام السياسي, فرجاله يمارسون السياسة وقيادة الدولة من خلال ثقافتهم الدينية والتي عادة ما تكون محدودة الافق ومحكومة بأطر مغلقة لا تصلح لادارة التنوع الثقافي والانتمائي للكتل البشرية, او ضمان الحفاظ على الاسس المعتبرة للدولة الحديثة بالاخص منها, ضمان الحريات واستقلالية المؤسسات, لذا فهم سيؤثرون بشكل سلبي على مسار الدولة. ورغم اصله الغربي والمرتبك الا انه فعلا يعكس الارباك الفكري والهوياتي, لمن تشملهم هذه التسمية الغير معترف بها من قبل الساسة المتدينون, فالصدر وهو يطالعنا بمؤلفاته الفلسفية يقدم عمليا رؤية اسلامية متكاملة لخطة حزبية وسياسية لادارة الدولة, المفروض ان تكون مرجعا لحزب الدعوة, ورغم ذلك فهم يصرحون اننا لسنا دولة دينية بالرغم من ان دستورنا يقر ان الاسلام هو دين الدولة! وهذا ايضا لا يعني انهم يملكون تصورا عن التسمية المقابلة للدولة الدينية, بعبارة اخرى انهم لا يقولون ان الدين يقود الدولة, لكن الدولة تتبع المتدينين الذين هم ليسوا رجال دين مفقهون ولاهم جامعين لشرائط رجال الدولة, وانا اتحدث عن حاجتنا لرجال دولة من الطراز الرفيع الذي يصلح لقيادة بلد معقد كالعراق. وانا اشك انهم قادرون على نحت تسمية عقلانية واضحة للدولة التي يتحكمون بها الان واين هي حدودها واين هي حدود الدين الذي يتعبدون به على كرسي الحكم, وفي الاغلب انك ستتوه, ليس بسبب ضيق افقك, وانما بسبب ضيق افقهم, وتنظيراتهم الفجة لا تستهوي غير مستوى هابط لجهل الناس, لذا فهم بهذا المستوى يعتبرون رجال دولة ناجحون, لكن بالمقاييس النبيلة والراقية فهم مدعاة للخزي والعار. انه خلل ثقافي واخلاقي ومشكلة تخلف عويصة تلف بساساتنا بجميع انتمائتهم وتوجهاتهم يدعمهم جمور واسع مغلوب بجهله.
جواد



#جواد_كاظم_الدايني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقيه على سطح التايتنك
- بين مقولتين
- الفقاعة البرزانية والنصر الشيعي
- ملحدون بلا الحاد
- شكرا .... هربرت رايموند !
- عن العربان والحضارة
- مشكلة وحل
- الشيعة ..... عراقيون دائما
- ابن ` المعلمة `… قراءة في معايير المفاضلة والاستحقاق
- ثورة سنية ضد المالكي-1
- ثورة سنية ضد المالكي
- النظافة وعباءة الوردي
- هذيان وفقر في اروقة السياسة
- اسطورة التسامح الديني
- نبوءة سياسية
- الدولة الموعودة
- الإسلام والسياسة والحمق
- الجزيرة ...... و- جلاب القرية -
- هوية ...... بدل ضائع
- الشيوعية ليست كفراً والحاداً


المزيد.....




- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جواد كاظم الدايني - دولة المتدينون