أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جواد كاظم الدايني - فقيه على سطح التايتنك














المزيد.....

فقيه على سطح التايتنك


جواد كاظم الدايني

الحوار المتمدن-العدد: 5752 - 2018 / 1 / 9 - 10:16
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


فقيه على سطح التايتنك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اذا كانت لدينا معرفة جيدة بولاية الفقيه وشاهدنا الممثل ليوناردو دي كابريو الذي ادى دور جاك صاحب الرجل الخضراء, في فلم التايتنك, فأننا سنحتاج لالمعية كبيرة كي نعرف العلاقة بين الامرين, متواضعا سيخبرك كاتب السطور بما قد تكون علاقة حقيقية بينهما, اذ تصورت ان الفقيه صاحب الولاية وجاك صاحب روز قد صعدا على نفس التايتنك, مع مفارقة ان التاريخ يعيد نفسه مع اختلافات بسيطة في الشكل والمضمون, وهما يسيران بأتجاه جبل الجليد, غير ان جاك وصل لقدره قبل اكثر من قرن, واما الفقيه فأن الجبل على مرمى من بصره لكن عنجهيته لا تسمح له بالرؤية الصحيحة.
على خلاف جاك الذي كان صعوده التايتنك بلعبة قمار, فان الفقيه قد صعدها بفتوى فقيهة استعباطية او استنباطية استندت الى روايات دينية وتاريخية, مصداقيتها ليست اقوى من خيط العنكبوت, لكنه مع ذلك نجح في تأسيس نظام سياسي قائم على ولاية مطلقة له على الناس, وهي غير قابلة للنقض , ولا تضاهيها غير ولاية الله الافتراضية. في فورة الحس الديني والاعناق المشرئبة للمدينة الفاضلة, لا يمكنك ان تعرف ما الذي يعنيه قراءة كتاب " من هنا المنطلق " للسيد الخميني وهو يعد بجمهورية اسلامية لا تختلف عن جمهورية افلاطون, بشرط ان يأخذ فقهاء الدين زمام الامور وتكون لهم الخيرة في الامور التي انيطت سابقا او اناطها الله للانبياء والائمة المعصومين. واستنادا لتلك الاحاديث الدينية والنصوص المقدسة فأن " الفقهاء هم ورثة الانبياء ", وهذا يكفي بالنسبة للخميني ليفيض عليك بعبارات انشائية قصيرة ومقتضبة لدور الفقيه في الحياة السياسية, نجحت كثيرا في التتناغم مع الحالة الثورية التي كان يعيشها المجتمع الايراني بسبب سياسات الشاه التعسفية والقاسية. ربما من طبيعة الثورات ان تكون نتائجها " الاولية " غير متحكم فيها والقبول بها يكون في لحظة مشوشة للوعي, عندما لا يكون هناك من وقت كاف للتفكير فيها جيدا واستيعابها استيعابا عقليا وليس عاطفيا, التاريخ يخبرنا ايضا ان هكذا ثورات شهدت ثورات مضادة على تلك النتائج, ربما لان عملية هظم التغيير او نتائجه لم تجري بشكل طبيعي, وهو ما قد يسبب عسر سياسي يخيم على المجتمع والدولة, من المؤكد ان العسر السياسي لجمهورية ايران الاسلامية قد تأخر كثيرا, الا ان اعراضه بدأت تتشكل منذ الاحتجاجات الخضراء في العام 2009 عندما فاز المرشح المحافظ المدعوم من قبل الولي الفقيه احمدي نجاد بفترة رئاسية ثانية, مقابل خسارة مير حسين موسوي مرشح الحركة الاصلاحية, وعندها كانت هناك اتهامات للفقيه بتزوير الانتخابات وفرض مرشحه على حساب ارادة الناخب الايراني, كما لم تخلوا تلك الاحتجاجات من المطالبة بمزيد من الحريات السياسية والفردية والفكرية وتحسين الوضع الاقتصادي. العسر السياسي والم الحريات المكبوتة قادم لا محالة, فاذا استذاقه جيل الثورة وروادها الاوائل, فأن الجيل الجديد من الشباب وبما يحمله من رغبة الانفتاح على العالم ونحو مزيد من الحريات السياسية والثقافية, لا يشعر بعلاقة عضوية بينه وبين مكتسبات الثورة, ولا يحمل الاستعداد لتحمل الام ذلك العسر الذي سببته سياسات الفقيه الداخلية والخارجية وما تجلبه لهم من صعوبات العيش بسلام وطمأنينة واستقرار سياسي واقتصادي. نحن العراقيون خبرنا هكذا ظروف, فليس من الهين ان تعيش في وسط اقليمي وانت مهدد بمن حولك, فتستعدي مرة وتسبب المشاكل في اخرى, وتتدخل بشكل لا اخلاقي في شؤون الاخرين بينما ترمي مشاكلك الداخلية على كاهل الفقراء والمطالبين بحياة طبيعية, حين يتم اجبارهم على العيش في جو وحالة ثورية مستمرة لا يعرفون معها السكينة, وممهورة بمؤامرة افتراضية على الاسلام وعلى جمهوريته الفاضلة في ايران. وفي هذه الظروف لم يعد من المستغرب ان يتجرأ الايرانيون على قداسة الفقيه, حتى وان تعلقت الاحتجاجات الاخيرة التي اجتاحت اكثر من عشرين بلدة في ايران هذه المرة بالجوع والخبز, فأن الجوع غدا سيتجاوز الخبز الى الحرية والعقلانية السياسية. وسيظهر جبل الجوع اما تايتنك الفقيه مثلما ظهر جبل الجليد امام تايتنك صاحب الرجل الخضراء.

جواد



#جواد_كاظم_الدايني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين مقولتين
- الفقاعة البرزانية والنصر الشيعي
- ملحدون بلا الحاد
- شكرا .... هربرت رايموند !
- عن العربان والحضارة
- مشكلة وحل
- الشيعة ..... عراقيون دائما
- ابن ` المعلمة `… قراءة في معايير المفاضلة والاستحقاق
- ثورة سنية ضد المالكي-1
- ثورة سنية ضد المالكي
- النظافة وعباءة الوردي
- هذيان وفقر في اروقة السياسة
- اسطورة التسامح الديني
- نبوءة سياسية
- الدولة الموعودة
- الإسلام والسياسة والحمق
- الجزيرة ...... و- جلاب القرية -
- هوية ...... بدل ضائع
- الشيوعية ليست كفراً والحاداً
- ايران داخل سجون القبانجي


المزيد.....




- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما
- اعتقال ناشطات لتنديدهن باغتصاب النساء في غزة والسودان من أما ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جواد كاظم الدايني - فقيه على سطح التايتنك