أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جواد كاظم الدايني - ايران داخل سجون القبانجي














المزيد.....

ايران داخل سجون القبانجي


جواد كاظم الدايني

الحوار المتمدن-العدد: 4021 - 2013 / 3 / 4 - 08:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا تبدوا الاشياء كما نراها فلا قبانجي خلف قضبان ولاية الفقيه بل حماقة رجال الدين التي اعتقلها العقل المستنير للمفكر , واعتقال كهذا لا يحتاج الى قانون او سلطة فهو يطاردهم حيث هم ويحبسهم داخل فضاء تاريخي من الزيف والكذب . ولكي يتخلص اصحاب الفقيه من كابوس مطاردة الفكر العقلاني لهم توضف قدرات دولة لاجهاض مشروع تنويري يقلب طاولة التاريخ ويسحب بساط القدسية الذي يفترشه فقهاء الحكم الإكليروسي . عندما يجابه الفكر بالعنف فهو دليل على الافلاس الفكري لمن يمارسه هو اسلوب من تعييه الحجة وتخونه ملكاته الفكرية والعقلية لتقرير حقيقة تاريخية بسيطة تتمثل بكون الانسان وليس الله هو القيمة المطلقة للواقع التاريخي عندها لا يكون لحقوق الاله غير ما يرتبط بالروحي الانساني دون الحاجة لمؤسسات كهنوتية او فقهية او سلطوية لا تتقن سوى الخلط السخيف بين ما للالهة وما للسلطان وما للفقهاء . الحقيقة ان فكر القبانجي يهدد تلك الحقوق ويفضح زيف" وكالة " الالهة التي منحتها للسلطان وللفقهاء . ينجح بشجاعة في مواجهة تضليل الكهنوت والفقهاء للناس وهو يحدد ملامح " الخديعة الكبرى " التي عشناها تحت ما يسمى تاريخ العروبة والاسلام وبمجرد ما ان يتم ازاحة الاقنعة المقدسة حتى تجد نفسك خجلا من انتماءك لهكذا تاريخ غني بالفتوحات الهمجية لاجلاف الصحراء المؤيدين بقوى الاهية لامضاء شريعة سماوية بمباركة نبوية فاما الاسلام او الجزية او القتل وسلب اعراض واموال الناس , وحتى تجد من بين المبشرين بالجنة من القتلة والزناة وعبيد السلطة والمال والجنس . ليس لنا ان نحاسبهم او نقيمهم لانهم ابناء قيمهم وليس للكهنوت ان يقدسهم كأصنام تجتر ثقافتنا افعالهم واقوالهم وكأن لا خلاص لنا من عبادة الاشخاص وكأن لا صور للحياة غير صورة علوج مكة . يموضع العقل الفقهي العروبي والاسلامي هذا النشاط الفكري العقلاني والنقدي للقبانجي شأنه شأن مفكريين كبار مثل علي شريعتي وعبد الكريم سوروش( الذي ترجم له القبانجي الكثير ) وعبد الرزاق الجبران وجميع المفكريين التنويريين يموضع كل ذلك في خانة المؤامرة على الاسلام من قبل اليهودية والصليبية والعمالة للغرب ويصبح المفكر العقلاني والحر عميلا ومن يفكك التراث بأدوات الحاضر متأمرا . واذا افترضنا جدلا بوجود مؤامرة علينا فأن الغرب من الذكاء ان يدرك ان القضاء علينا !؟ لا يتطلب القضاء على الاسلام بل بالعكس ان الحفاظ على اسلام الكهنوت والفقهاء" وهو الاسلام الرسمي" هو من سيتكفل بذلك ولا اشك انهم لا يختلفون ونحن على ان التجارب التاريخية تثبت ان الدين الاسلامي لم يكن ابدا عاملا لتوحيد الناس شأنه شأن كل الاديان عبر التاريخ واذا كانت ثمة مؤامرة بأعتبار اننا نتخلف عن ركب التطور المدني والانساني والحضاري فهي مؤامرة الاسلام الكهنوتي والفقهي علينا وهو يرى ان تخلفنا هبة من السماء. يريد القبانجي ان يحرر الناس من استعباد الفقهاء لهم وهم يهدمون الفردانية الانسانية لتصبح عملية الانقياد الجمعي اسهل فالفرد لا يفكر الا ضمن الجماعة التي تجمعهم مهمة مقدسة لا جدال فيها وهي الحفاظ على الدين ووحدة الثقافة بدلا من ثقافة الاختلاف الغير معقولة في المخيال الديني ولا ننسى ان كل ذلك هو لخدمة رجال الدين والكهنوت القائمون على الامر برمته ويصبح من يفكر خارج السرب مارقا على الملة والدين خاصة عندما يقدم رواية مغايرة للرواية الرسمية والمضللة التي يتبناها الكهنوت والسلطة عن التاريخ والدين ليقدم صورة اقرب الى الواقع الارضي منه الى المرويات الاسطورية التي لا تداعب سوى العقول البسيطة والساذجة للعامة والتي تستأنس بالانقياد الاعمى للمنبر الديني والفقهي الذي ينجح بأمتياز في الحفاظ على فغرة الافواه ( اشد الصور رعبا ) . وفي سبيل الدين او سبيل الفقهاء يدعون الناس لمواجهة الهجمة الفكرية العقلانية بالتقوقع داخل الانتماء الديني ويحدث ذلك بالمزيد من الحركات والطقوس العبادية والدروشة لابعاد خطر " الجني " المسؤول عن تلبس عقلنا بالانفتاح الفكري العقلاني والليبرالي في محاولة للحفاظ على مكتسباتهم الفقهية عبر التاريخ حيث تمثل الاغلبية من ذوي العقول البسيطة والساذجة مجال نشاطهم ومادة عملهم الفقهي والمنبري بأعتبار ان واجبهم المقدس هو الحفاظ على بيضة الاسلام وفي الحقيقة ان النظام المنبري قائم على الطاعة المطلقة والنصياع الاعمى حيث لا جدال ولا تفكير غير مباركة كلام المنبر بالصلوات المحمدية , ليس لانه لا يوجد ما يثير الجدل في الاسلام وانما لان الفقيه الخطيب لا يملك الا ان يعطي ما يريده الناس السذج من الخرافات والا يفقد قيمته المادية والمعنوية عند الناس ولذا لا يتوانى الكثير من المنبريين عن منافقة الحظور بتوزيع هبات المغفرة وبأنهم من الخيريين والمباركيين بمجرد جلوسهم تحت المنبر . طبعا لا شك ان الايمان ضروري للجانب الروحي للانسان او المجتمع غير ان ذلك لا يحتاج لمأسسة الفعل الايماني للمجتمعات الا اذا تم ذلك لتوضيف منفعة لجهة ترغب بممارسة السلطة لا اكثر . ينتمي السيد القبانجي الى تيار الثائر الانساني الاكثر قدرة على تحسس النكوص والارتداد الانساني الذي يمر على التاريخ البشري والاكثر شجاعة لرفض ذلك بالوقوف بوجه السلطة الرسمية الدينية او الدنيوية الي تحاول اخضاع الناس بالقهر وبالتضليل للتحكم بمقدراتهم والضحك على عقولهم , ينتمي القبانجي لمدرسة انسانية راقية انجبت ثائرون كبار كالحلاج الصوفي وزيد بن الحسين وعلي شريعتي والحسين بن علي ومحمد احمد خلف الله واخرون كثيرون صنفهم التاريخ الرسمي الفقهي على انهم هراطقة وملحدون وزنادقة غير ان هؤلاء كانوا النقاط المضيئة والوحيدة في تاريخنا المظلم .



#جواد_كاظم_الدايني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرسي العراقي ونوري المصري اشكالية الماضي وعبثية الحاضر
- سلطة صماء ومعارضة بكماء
- ربيع آخر


المزيد.....




- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جواد كاظم الدايني - ايران داخل سجون القبانجي