أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جواد كاظم الدايني - ثورة سنية ضد المالكي-1














المزيد.....

ثورة سنية ضد المالكي-1


جواد كاظم الدايني

الحوار المتمدن-العدد: 4842 - 2015 / 6 / 19 - 23:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اثنان اتمنى لو يصيبهما خرس, أويطبق فمهما علة او عدالة, وهما نوري المالكي وطارق الهاشمي, الاول كان رئيسا لوزراء العراق ولثمان سنوات, مرت بعضها كأخطر فترة هددت التماسك الوطني, اما الثاني فكان نائبا لرئيس الجمهورية, وقد دارت حوله شبهات عدة, جعلته مطلوبا للقضاء بتهم الارهاب. بين الرجلين خصال مشتركة اولهما انهما عدويين طائفيين, وثانيهما انهما مثالين رائعين لما يمكن ان يتحفنا به الاسلام السياسي من شخصيات ابسط ما يمكن ان يقال عنها انها " غير سوية ", فحديثهم وخطابهم هو سعاراً طائفيا بهذيان يسمح لهما بأنتقاء اي كلمات وترتيبها لتبدوا جملا تكشف عن عمق ضحالة الرؤية واعتلال الفكر.
اغلب من ينهلون من ارومة الاسلام السياسي يعانون من متلازمة " السخف والعنجهية " التي نقابلها هنا بــِ " الاسلام والسياسة ", ولا يمكننا ان ننسى هنا طبعا, مثالين اخرين هما اردوغان التركي ومرسي المصري. هذه ربما احد مساوئ الديمقراطية والحرية, خاصة عندما تمارس في المجتمعات التي تعاني خللا في بنية وتكوين وعي افرادها, فيغدوا ذاك الخلل, نقطة الضعف التي يمرمن خلالها الحمقى الى المسؤوليات العليا في الدولة, تسمح لهم بعد ذلك بقول ما يشاؤون دون من رادع اخلاقي او قانوني او حتى الشعور بمسؤولية الكلمة وتقدير عواقبها,عندما تكون مزورة وقاصدة لتضليل الراي العام, ولان الكلمة المسؤولة تعطي لكل شيئ حقه وحجمه فهذا ما يتجنبه نوري المالكي وطارق الهاشمي, ومن يدور في فلكهما. الاثنان غادرا السلطة قبل ان ينتشيان من افيون الهوس بها, ولم يجربوا حد الثمالة فيها لذلك بقيت في أنفسهم اشياء منها, وهم يجاهدون دائما العودة اليها, مهما كانت النتائج وحجم الخراب الذي يتوقف على عودتهم مرة ثانية.
اكثر مايؤرق هذين الشخصين انهما عاجزان عن امضاء وفرض رؤاهم الطائفية للاستمتاع بالتحكم في مقدرات الوطن تحت ذريعة نصرة المذهب. الاثنان هاربان من عدالة خانتها منظومة قضائية فاسدة وسلطة سياسية متخاذلة وخلل في القيم الاخلاقية, وصحيح ما يقال " ان من امن العقاب, اساء الادب ".
لا يفرح الطائفيين اولئك, غير حرب طائفية تحرق الجميع وتعود بالمآسي والويلات علينا, كي تكون تلك الحرب مصداق لنظرتهم المريضة, وتكون البيئة مناسبة لعودتهما عرابيين للازمات المفتعلة ذات الدوافع الطائفية والمنفعية, التي تهدد أمن واستقرار بلد الطوائف, لا الطائفيين الذين لا دين لهم, لا عقل لهم. كل ما تبقى منهم صوت فارغ يرتد صداه عن خيبة املهم بتلك الحرب, خطاباتهم فقيرة وبائسة, لا منصت لها غير فئة من الجهلة ومعدمي الثقافة, الذين يغذون لهما ميولهم الكارزمية الفارغة, حيث يعتقدان انهما يفيضان على الناس من مكنونات الحكمة والقول الحق والتوجيهات والاوامر السديدة. يشتركان بسحنة عفت عنها قيم التسامح والحكمة والتعقل, ويتسلل الى نفسي شعور غير مريح في كل مرة اقرأ اواسمع لخطاب اي منهما حيث تفوح منهما رائحة الكراهية والعمى الانساني.
فمن عش الاسلام السياسي الذي فرخ فيه اردوغان نوياه التسلطية, يتخذ الهاشمي تركيا منبرا لبث سمومه الطائفية ونشر الاكاذيب والتضليل عن حقيقة ما يحدث, ولا يجد من حرج من ان يعرض مصداقيته لخطر السقوط, عندما لا يتواني عن توضيف الارهاب او اي تفاهة اخرى لتعزيز نوايا الطائفية. بينما يتخذ الاخرمن سدة نيابة الرئاسة والسلطة ونفوذه داخل الدولة, حجرعثرة امام تهدئة الامور والاحتكام للغة العقل والحوار والتفاهمات السياسية التي عفت عنها سياساته الهوجاء والتي كلفتنا كل هذا التدهور الكبير الذي حدث ويحدث بعد سقوط الموصل, وحيث يكون عاجزا وتخذله قدراته العقلية على تشخيص الاسباب, اوالتغاضي عن كون سياساته الاخيرة كانت اهمها، فقد اعاد صياغة ما جرى ويجري بطريقة ليست بغريبة عن مستوى ادراكه المريض عندما يصرح ان ما يحدث هو " ثورة سنية ضد الشيعة " واني استغرب كيف صبر ثمان سنوات في السلطة وهو بهذا العجز والبؤس.
واذا صحت مقولة المالكي هذه, فمن دروس التاريخ تعلمنا ان الثورات تكسب شرعيتها من نفسها, انها حق لانها ثورة, فالناس والشعوب لا تلجأ اليها الا في حالات القهر والظلم والجوع, ويعلمنا كذلك ان الثورات كانت تقوم ضد الانظمة الفاشية والمتسلطة, او ضد افراد يمارسون الظلم والاضطهاد وهم في السلطة, لذلك فعبارة المالكي تلك غير دقيقة, فالشيعة طائفة وهي ليست نظاما ولا فردا, كما ان المالكي لا يمثل الشيعة عامة, لانهم ليسوا كيانا سياسيا متجانسا, ناهيك انهم اصبحوا غير متجانسين اجتماعيا وطبقيا وثقافيا بسبب الخلاف السياسي والمرجعي الديني. لذا ستكون العبارة اكثردقة لو اعدنا صياغتها ,نحن, على انها " ثورة سنية ضد المالكي " وكما قلت ,اذا صح توصيف ما يحدث بأنه ثورة. فأتمنى ان تكون ثورة تصحيحية تعيد الجميع الى جادة الوطن وتقوم بمراجعة شاملة للنظام السياسي وفق قواعد الحوار والمشتركات الوطنية, واذا نجحنا ستهوي العروش الطائفية على رؤوس اصحابها, ممن لا تهمه غير مصلحته الشخصية والحزبية المنفعية.
على الشيعة ان تفهم ان الاغلبية ليست هي الحكم المطلق, " ولهم في اردوغان عبرة لو يفقهون ", وان الشراكة الحقيقية هي شراكة القرار السياسي كضرورة لبناء الدولة الجديدة, وعلى السنة ان يفقهوا ما يريدونه هم الان, لا ما يريده الارهاب, ولا ما يريده الانتهازيون الذين خسروا ما في ايديهم بسقوط نظام البعث, ويحاولون العودة الان تحت مسمى سنة العراق, والمفترض انهم خبروا سياسة الاقنعة المزيفة التي مارسها ضدهم سياسيوهم وممثليهم.



#جواد_كاظم_الدايني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة سنية ضد المالكي
- النظافة وعباءة الوردي
- هذيان وفقر في اروقة السياسة
- اسطورة التسامح الديني
- نبوءة سياسية
- الدولة الموعودة
- الإسلام والسياسة والحمق
- الجزيرة ...... و- جلاب القرية -
- هوية ...... بدل ضائع
- الشيوعية ليست كفراً والحاداً
- ايران داخل سجون القبانجي
- مرسي العراقي ونوري المصري اشكالية الماضي وعبثية الحاضر
- سلطة صماء ومعارضة بكماء
- ربيع آخر


المزيد.....




- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جواد كاظم الدايني - ثورة سنية ضد المالكي-1