أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر كريم القيسي - تحديات الهوية الثقافية العربية في ظل العولمة.














المزيد.....

تحديات الهوية الثقافية العربية في ظل العولمة.


شاكر كريم القيسي
كاتب وباحث , ومحلل سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 5778 - 2018 / 2 / 5 - 13:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحديات الهوية الثقافية العربية في ظل العولمة.

بقلم: د. شاكر كريم
صحيح ان العولمة اليوم تعتبر ظاهرة العصر التي نتجت عن مخاضات واقع سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي وتقني واعلامي، كانت ولازالت تعمل على الساحة العالمية بشتى عواملها المتضاربة، وظروفها المتناقضة، وبجميع ما يكتنفها من طموح لبسط النفوذ وفرض الهيمنة على الاخرين بطرق متعددة.
ومن هنا يمكن القول ان العولمة ليست ظاهرة جديدة من مستحدثات القرن العشرين، بل هي مصطلح جديد للتعبير عن واقع قديم، كان ملازما لجميع الامم والقوى العظمى التي استخدمت جيوشها للهيمنة على غيرها من الدول والممالك، فالامبراطورية الرومانية، مثلا بسطت سيطرتها على العالم المعروف في زمانها، ونشرت انظمة حكمها وانماط حياتها السياسية والاجتماعية والثقافية، ممارسة بذلك ضربا من ضروب العولمة وهكذا، الحال بالنسبة لنابليون الذي رسخ في حملته على الشرق، اللغة الفرنسية، واساليب التفكير واشكال الحياة الفرنسية التي ما تزال سائدة في اكثر تلك الاقطار.
واليوم تشهد الانسانية ثورة تقنية كبرى، تتمثل بعولمة الاتصال والاعلام، ان لهذه الثورة اثرا عميقا في تسريع وتيرة المبادلات واختصار المسافات، فضلا عن ازالة الحدود الثقافية الموجودة بين الشعوب.
ولكن من شان تدفق المعلومات بهذا القدر الهائل والانماط المتعددة ان يجلب معه مخاطر على ثقافات الامم والشعوب ولا سيما النامية منها ان لم يجر التعامل معها بحذر وروية.
في الواقع ان انكماش المكان ، واختصار الزمان، واختفاء الحدود هي امور تربط حياة الناس على نحو اشد واعمق واسرع مما كان يحدث في الماضي، بحيث يتاثرون باحداث تقع في اقصى العالم، وهذا يعني ان الجماعات والافراد الذين تتعامل معهم وسائل العولمة المعاصرة، سيكونون هدفا سهلا لخلط العولمة ومراميها، مالم يكونوا محصنين بشكل مناسب للوقوف بوجهها، اي ان لديهم القدرة على تمييز كل ما هو مفيد وغير مفيد.
وثمة اضافة اخرى ينبغي ان لاتفوتنا الاشارة اليها في هذا المجال، وهي انه ربما تكون الحواجز الجغرافية قد انهارت فيما يتعلق بالاتصالات، ولكن بالمقابل، نشا حاجز جديد، غير مرئي، اشبه بشبكة عالمية، تضم في صفوفها الموصولين بها، وتستبعد الباقين في صمت، يصعب اداركه وهذا ما يحصل اليوم من خلال وطرق الاتصالات السريعة، وصناعة المعلوماتية والتقنيات ولهذا نرى ان الامم والشعوب التي تمتلك مكونات حقيقة هويتها الوطنية وثقافتها القومية، ترفض التبعية والذوبان في ثقافات غيرها، وتفشل كل مخطط لافنائها، ولاتقبل ان تفرط في ذاتيتها، وتحرص على ان تحافظ على وجودها، ولما كانت العولمة بكل انماطها واشكالها هي ظاهرة العصر وسمته، وان الوقوف في وجهها، او محاولة تجنبها او العزلة عنها، انما هو خروج على العصر وتخلف وراءه، فعلينا الاقبال على دراسة عناصر هذه العولمة وفهم مكوناتها، والتنبه لاتجاهاتها، ثم التعامل معها من موقع الثقة بالنفس، والادراك العميق لخصائص ثقافتنا. واستخراج كوامنها الاصيلة وتفعيلها مع تلك الثقافات العالمية الوافدة، اخذا وعطاءا مع امتلاكنا القدرة على السهام والمشاركة. تاكيدا على الخصوصية الثقافية للشعوب. خاصة ان العولمة الامريكية اليوم تسير في طريقين متعاكسين، فهي من جهة شديدة الاعتزاز بهويتها والحرص عليها، ومن جهة اخرى، ترفض الاعتراف بالهويات الاخرى الوطنية للشعوب الاخرى.
ومهما يكن الامر، فان التحديث والنمو اللذين تشهدها العولمة الامريكية لايمكن ان يحققا التغريب الثقافي في المجتمعات غير الغربية، بل يؤديان الى مزيد من التمسك بالثقافات الاصلية لتلك الشعوب، التي تستطيع ايجاد تيار ثقافي مضاد يقف في مواجهة روح الهيمنة التي تنطوي عليها هذه العولمة، فكرة ونظاما، وتطبيقا وممارسة، وفي التعامل مع الاثار المترتبة عليها..



#شاكر_كريم_القيسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللجان البرلمانية عامل عرقلة لتشريع القوانين ام ماذا؟
- الاقصى يستصرخكم: المجازر الصهيونية لن تتوقف
- خلافاتهم اسباب مآسينا...
- النفط والحرب على الدواعش وفق الرؤية الامريكية للعولمة؟.!!
- هكذا هو قدرنا كعراقيين وعرب ومسلمين.. من شمطاء الى شمطاء..
- عندما تتوقف واشنطن ودول الغرب والدول الاقليمية من دعمها للإر ...
- وماذا يريد الاخوة الكرد بعد..!!
- لا تخلطوا الدين بالسياسة؟.!!
- القادم من الايام لن يكون افضل من اليوم..!!؟
- بمناسبة ذكرى الغزو الهمجي للعراق العظيم.!!
- الديمقراطية الوافدة رحمة على السياسيين ونقمة على الفقراء وال ...
- لن تتحقق المصالحة الوطنية في ظل تهميش ووضع الفيتو على هذا وذ ...
- بحور الدم
- عندما لا يعطى للعمامة حقها...!!!
- هل نتمكن من هذا القول الشجاع؟ مؤتمر النخب والكفاءات العراقية ...
- المتقاعدون لا يحتاجون للراتب التقاعدي.!!!
- ليس هكذا تبنى الاوطان ياساسة العراق- الجديد-؟!!
- اذا كان التظاهر حق مشروع فلماذا التعسف؟.!!!
- بعيدا عن المجاملة.. من اجل الحقيقة، حال الشعب وحال الحكومة.. ...
- اعتراف طوني بلير متأخر...الوطن العربي كله محتل؟.!!


المزيد.....




- أفغانستان: حكومة طالبان تكافح الجفاف بانشاء قناة على نهر أمو ...
- إسرائيل - إيران: من الحرب المفتوحة إلى حرب الظل
- طهران تنفي العودة إلى محادثات جديدة مع واشنطن
- بعد ثلاثين عاما من الصراع : اتفاق سلام بين الكونغو الديمقراط ...
- نجل أحد الرماة السنغاليين يرفع دعوى قضائية ضد فرنسا بتهمة إخ ...
- بزشكيان يدعو لوقف -التساهل- مع إسرائيل
- الاتحاد الأوروبي: عنف المستوطنين بالضفة يجب أن يتوقف فورا
- حماس تطالب بتحقيق دولي في قتل المجوعين بعد تقرير هآرتس
- عاجل | كاتس: وجهت الجيش لإعداد خطة بشأن إيران تضمن الحفاظ عل ...
- شاهد لحظة إضرام رجل النار داخل مقصورة مترو أنفاق مزدحمة بالر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر كريم القيسي - تحديات الهوية الثقافية العربية في ظل العولمة.