أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر كريم القيسي - بحور الدم














المزيد.....

بحور الدم


شاكر كريم القيسي
كاتب وباحث , ومحلل سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 5047 - 2016 / 1 / 17 - 21:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بحور الدم....
د. شاكر كريم القيسي
الكل يهرول في كل اتجاه.. في الازقة من خلف وجوار المول المحترق بنيران عصابات العصر ..المدججين بالسلاح ومرتدين الزي العسكري وهم يطلقون رصاصات الموت على الناس الامنيين.. ام ثائر امرأة كبيرة ذهبت لتشتري الدواء فهي تهرول في كل اتجاه دون هدف او مقصد.. يعدو النساء والاطفال معها ومن خلفها وهم يلاحقونها بالصراخ والضجيج.. سماع تفجيرات واطلاقات لن تتوقف.. حاولت الفرار من كل هذا وذاك بدون جدوى.. الجميع وقعوا في كمين عصابات العصر واجهزة الشرطة التي تطلق النار عشوائيا للتعبير عن خوفها ليس الا..
تهدمت منازل الناس الامنين في ذلك الحي المحترق.. سرقت محلات الصيرفة.. احترقت محال الناس التي هي مصادر ارزاقهم.. تبعثرت الجثث هنا وهناك... كل شيء يحترق.. يالها من مصيبة تضاف لمصائب المواطن.. الحكومة في نومة كنومة اهل الكهف ..لا تعرف ماذا جرى وما حصل.. الاجهزة الامنية وعبر وسائل الاعلام الكل يغني على ليلاه.. لااحد يعرف الحقيقة والذي جرى.. ام ثائر وعدد من النسوة والشيوخ والاطفال احتموا في قيصرية ..الصراخ يتعالى منهم.. فلا يلبث ان يصدر اصواتا غريبة واضحة المعاني بشكل هستري .. اهتزت النوافذ سمعت وقع أقدامهم من مكان قريب. سرت في أعضاء جسدي رجفة. دوي القنابل والتفجيرات غير متوقف. لم يهدأ ازيز الرصاص في سماء مدينتنا بعد. الكثير من الناس يرتجفون خوفا. مع دوي القنابل تدوي فكرة الموت في عقولنا الخرساء. كذلك فعلت أم ثائر المسكينة و هي تتمتم بكلمات الدعاء:
رحمتك يا رب.. عفوك يا رب.. نسألك الأمن و الأمان لهذا البلد و أهله.. الكل يصرخ ويصيح رحمتك يا رب.... مساء دامي في بغداد الجديد التي لن يتوقف نزيف الدم فيها منذ زمن.. لاتنفع فيها خطط او قطع طرق.. انجلى الموقف وانكشفت عورات الأجهزة الامنية المسؤولة هناك.. . شرعت أتأمل المكان أمامي. الخراب و الوحشة تسوده. فجأة! والضجيج بعبارات من الهزء والسخرية والتهكم من قبل المواطنين.. والمزيد من العبارات البذيئة من الألقاب والألفاظ النابية على المسؤولين ..واصبحت دور السكن المهدمة مزارا للمتفرجين.. توقفت اعمال اصحاب المحال المحترقة وضاع رأسمالهم.. مدخرات الناس الضعيفة تضيع واحلامهم تموت.. لا أحد يهتم بمعاناتهم.. نصبت خيم العزاء هنا وهناك.. ولامن زائر من مسؤولي الصدفة للعوائل المنكوبة.. هكذا هي حياة الناس في كل الانفجارات والنكبات... فهل من متعظ ؟؟ وهل من معتبر ؟؟



#شاكر_كريم_القيسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما لا يعطى للعمامة حقها...!!!
- هل نتمكن من هذا القول الشجاع؟ مؤتمر النخب والكفاءات العراقية ...
- المتقاعدون لا يحتاجون للراتب التقاعدي.!!!
- ليس هكذا تبنى الاوطان ياساسة العراق- الجديد-؟!!
- اذا كان التظاهر حق مشروع فلماذا التعسف؟.!!!
- بعيدا عن المجاملة.. من اجل الحقيقة، حال الشعب وحال الحكومة.. ...
- اعتراف طوني بلير متأخر...الوطن العربي كله محتل؟.!!
- العراق - الجديد- والثقافات الدخيلة..
- نريد العيش بسلام كفانا ظلما ومهاترات وخطابات بغيضة.!!
- رئيس مجلس الوزراء يحذر من اسقاط العملية السياسية؟.!!!
- المطالبون بالأقاليم واهمون:
- النفحات الايمانية في هذا الشهر الفضيل...
- وطن للبيع المباشر ولكن- بالتفصيخ-؟!!
- الوطنية ليست بالتصريحات وانما بالأفعال والاقوال والمواقف...
- ماهو ذنب المواطن العراقي يدفع فاتورة سراق المال العام؟.!
- لعبة الاستعمار الجديد.. من -القاعدة -الى- داعش-؟.!!
- ثمار التحرير من - النظام الديكتاتوري-.. المجيئ بنظام - ديمقر ...
- المصالحة الطريق السليم للوحدة الوطنية وبناء الوطن وليس الاقص ...
- من اجل بغداد مضيئة ومرتاحة.!
- ايها الساسة احلفكم بحب الامام الحسين علية السلام لا تتحدثوا ...


المزيد.....




- أين اختفى اليورانيوم الإيراني -عالي التخصيب-؟.. و-قيصر- أقوى ...
- زيلينسكي: يجب محاكمة جميع مجرمي الحرب الروس بمن فيهم بوتين
- الاحتلال يقصف نازحين ويجدد استهداف المجوعين في غزة
- -قرار أميركي صارم- بعد تسريب نتائج الضربات على إيران
- إسرائيل تتساءل: أين 400 كيلوغرام من يورانيوم إيران المخصب؟
- قوات إسرائيلية في إيران.. زامير يكشف -مفاجأة ما بعد الحرب-
- هل انتهى «العد التنازلي لزوال إسرائيل»؟ فرانس24 تتحق
- الناتو يرسم مستقبل الامن الجماعي في لاهاي
- ويتكوف يأمل باتفاق سلام مع إيران وماكرون يدعوها للتعاون مع و ...
- إيران تعيد فتح مجالها الجوي جزئيا بعد وقف إطلاق النار مع إسر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر كريم القيسي - بحور الدم