أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - فؤاد النمري - الشيوعية المبكرة















المزيد.....

الشيوعية المبكرة


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 5770 - 2018 / 1 / 28 - 20:57
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


الشيوعية المبكرة

كتبت قبل بضعة عشر يوماً تحت عنوان "الشيوعية في الأفق القريب" إلا أن الأحزاب الشيوعية لم تلق بالاً للموضوع بالرغم من أهميته الحديّة الفاصلة، وما ذلك بالطبع إلا لأن هذه الأحزاب كانت قد طلّقت الشيوعية كما الماركسية اللينينية منذ أن قاد خروشتشوف انقلاباً على الاشتراكية في خمسينيات القرن الماضي وهي اليوم مجرد فلول تقتصر استراتيجيتها على مشاركة البورجوازية الوضيعة في السلطة حيث هي اليوم ترفع شعارات بورجوازية وضبعة مثل الدولة المدنية (اللاطبقية!) والديموقراطية (البورجوازية) والعدالة الإجتماعية(المهزلة) .
بل إن عدداً من الشيوعيين البلاشفة الجدد تساءلوا كبف يمكن الوصول إلى الشيوعية بدون وجود أحزاب شيوعية حقيقية متشككين بالطبع من جديّة الأطروحة، ومتجاهلين بنفس الوقت أن فلول الأحزاب الشيوعية القائمة لم يعد بمقدورها أن تكون أحزاباً شيوعية حقيقية، فما بالك بتشكيل أحزاب شيوعية أخرى !؟

نعيد اليوم التأكيد على أن الشيوعية ستدهم العالم في وقت قريب جداً قبل أن يكون هناك شيوعيون حقيقيون يتدبرون أمور االمهام العاجلة الملحة لمقتضيات الشيوعية المداهمة وتلك قضية شعواء أوصلنا إليها الإنقلاب على الإشتراكية السوفياتية في خمسينيات القرن الماضي ؛ ولذلك فإن قضية الشيوعيين الملحة الأولى والأخيرة اليوم هي تربية حلقات من الشيوعيين الماركسيين على درجة قصوى من الإحاطة التامة بعلوم الماركسية وهو أمر في غاية الصعوبة في ظل فوضى الهروب من الاستحقاق الاشتراكي القائمة اليوم . وعلينا هنا أن نزبد على ذلك فنؤكد أن عالم اليوم ليس بحاجة إلى أحزاب شيوعية تقود الطبقة العاملة في صراعها مع طبقة البورجوازية الوضيعة المتسارعة إلى الإنهيار لأكثر مما يمكن أن تساعد فيه الطبقة العاملة خاصة مع غياب الشيوعيين الحقيقيين والمحيطيين . ستدهمنا الشيوعية قبل أن نمتلك أي عنصر من عناصرها !! لكن لماذا وكيف ستدهمنا الشيوعية مبكراً قبل أن يكون لدينا أي من عناصرها !؟ ذلك خلاصة البحث .

ستأتينا الشيوعية باكراً بسبب قوى الإندفاع للثورة الإشتراكية البلشفية الروسية التي لم تمت كما يعتقد العامة، بل ما زالت في الأرض تمسك بأزمّة التطور الإجتماعي في كافة بقاع الدنيا ؛ وسيأتينا مد الشيوعية الجارف قبل أن نمتلك شيئاً من عناصرها حيث أن عامة الشيوعيين لم يدركوا أبداً طبيعة ما وصف بإنهيار الإشتراكية وليس أدل على ذلك من أن أحداً من أيتام خروشتشوف قال بالفم الملآن أسباباً محددة لانهيار الاتحاد السوفياتي والثورة الشيوعية بالتالي . البروليتاريا الروسية لم تنهزم أمام طبقة تقدمية بل أمام طبقة رجعية دائما وأبداً كما وصفها ماركس وإنجلز في البيان الشيوعي وهي طبقة البورجوازية الوضيعة .

فلول الأحزاب الشيوعية وبالرغم من أنها قد غيّرت الاستراتيجية والتاكتيك المقررين بصورة عامة من قبل الأممية اللينينية تغييراً نوعياً وهي جميعها تطالب اليوم بالديوقراطية البورجوازية وبالمساكنة الطبقية التي تلغي أو تنكر الصراع الطبقي ويالعدالة الإجتاعية التي تنكر الإشتراكية، إلا أنها مع ذلك لا تتنازل عن الإدعاء بأن النظام الرأسمالي الإمبريالي لا يزال يعمل بل ازداد توحشاً . يدعون هذا رغم أنهم يعملون فيما يتجاهل مثل هذا الإدعاء السمج . وأبلغ ضرب من ضروب الوقاحة هو الإدعاء بشيء والعمل في نقيضه، فلا الديموقراطية البورجوازية ولا المساكنة الطبقية ولا العدالة الإجتماعية تتناقض مع الرأسمالية الإمبريالية . لا يمكن مجرد الإفتراض أن الرأسمالية الإمبريالية ما زالت تعمل وازدادت توحشا بينما فلول الأحزاب الشيوعية وجدت نفسها مضطرة إلى تغيير سياساتها من النضال المر من أجل التحرر والإنفكاك من ربقة الإمبريالية إلى المطالبة بشعارات بورجوازية صرفة . إن أبسط محاكمة للاقتصاد الماثل اليوم بموجب المعايير الماركسية تقول أن النظام الرأسمالي حال أن قرر صندوق النقد الدولي في اجتماعه الإستثنائي في جمايكا في يناير 1976 قطع العلاقة بين النقد من جهة والبضاعة من جهة أخرى بناءً على توصية من أول اجتاع للخمسة الرأسماليين الأغنياء في رامبوييه 1975 (G5)، وأن من يقرر قيمة النقد هو الدولة وليس الإنتاج البضاعي للدولة، فذلك يعني دون أدنى لبس أو إبهام أن النظام الرأسمالي لم يعد له أي دور يلعبة في الاقتصاد حيث من المعلوم تماماً أن تجارة النظام الرأسمالي تنحصر في إنتاج البضاعة قصراً ؛ فالنظام الرأسمالي يشتري قوى العمل من العمال لكنه لا يستطيع أن يمتلكها ليبيعها من جديد بغير أن ينقل قوى العمل من زنود العمال إلى المادة الخام كيما يكون هناك (Value-Form) قيمة استعمالية قابلة للمبادلة في السوق – وهذا من أولى المفاهيم في علم الإقتصاد الماركسي .
جهود العمال هي ما بحدد قيمة النقد وليس قيمة النقد اتلمقررة إدارياً هي ما يحدد قيمة البضاعة أو جهود العمال . لذلك انطفأ النظام الرأسمالي في أرضه . طبعا المبدأ الجديد في تحديد قيمة النقد لم بعمل أكثر من ستار لانهيار النظام الرأسمالي بفعل حركة التحرر الوطني التي سدت منافذ فائض الإنتاج في مراكز الرأسمالية العالمية ؛ ليست الدولة الأميركية بالطبع هي من حدد قيمة دولار 2012 بسنتين فقط من سنتات 1975 بل كان ذلك بسبب انهيار النظام الرأسمالي وليس بغيره كما قد يظن البعض .

لا مشاحة في أن البورجوازية الوضيعة السوفياتية هي التي نهضت حال رحيل ستالين لتقويض النظام الإشتراكي . يُساء الإفتراض أن البورجوازية الوضيعة إنما قوضت النظام الإشتراكي لأجل بناء نظام رأسمالي بدلا عنه، لكن ماركس نفسه كان قد وصف البورجوازية الوضيعة (lower middle class) بالرجعية أبداً حتى وهي تناضل ضد الطبقة الرأسمالية، ولماذا مجرد الإفتراض أن خروشتوف وجنرالات الجيش الذبن قاموا بالإنقلاب على الإشتراكية كانوا من أنصار النظام الرأسمالي !؟ عند انهيار النظام الرأسمالي في مراكزه في السبعينيات ما كانت السلطة لتؤول إلا إلى البورجوازية الوضيعة حيث كانت قد لحقت بالبروليتاريا هزيمة كبرى في مركز ثورتها في موسكو .
الإشكال الأصعب الذي يواجه العمل الشيوعي اليوم بل وتقدم البشرية جمعاء هو أن فلول الأحزاب الشيوعية من أيتام خروشنشوف ومن يلوي ليَّهم يشيحون وجوههم عن الحقائق الماثلة على الأرض، عن انهيار النظام الرأسمالي في السبعينيات بعد انهيار النظام الإشتراكي في الخسينيان ودخول العالم بالتالي في فوضى الهروب من الاستحقاق الإشتراكي بقيادة البورجوازية الوضيعة في كافة أقطار العالم .
البورجوازية الوضيعة لا تنتج إلا الخدمات التي لا تضيف سنتيماً إلى الثروة الوطنية، تستهلك الثروة ولا تضيف إليها نقيرا، ولذك فإن البورجوازية الوضيعة سائرة سريعاً إلى زوال . تأرجحت وشيك الإنهيار في العام 2008 غير أن الإدارة الأميركية تلقتها بدعامة قيمتها 700 مليار دولار . تلك الأموال الهائلة إنما هي في النهاية على حساب عمال الصين طالما أن عليهم صناعة بضائع تستبدل بها هذه الأموال . تم إنقاذ طبقة البورجوازية الوضيعة في العالم كله وليس في الولايات المتحدة فقط وذلك عن طريق المزيد من الاستدانة والمزيد من الفوائد المصرفية الباهظة التي على الشعب الأميركي أن بدفعها سنوباً والمزيد من استغلال العمال الصينيين، لكن ذلك لن يمتد لبضع سنوات أخرى لن يمتد لما يتجاوز الربع الأول من القرن الحالي وهو ما يؤكد أن بروليتاريا العالم ستواجه الشيوعية قبل العام 2030 . فليجد الشيوعيون البلاشفة الجدد في تحصير الماركسيين المحيطيين لاستقبال الشيوعية المبكرة . تلكم هي أنفاس لينين وستالين الخالدين .



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول خطاب الأمين العام للحزب الشيوعي السوفياتي
- الماركسية هي علم العلوم
- تفكيك الستالينية (Destalinization)
- الشيوعية في الأفق القريب
- أهم قضية شيوعية !!
- الشيوعيّة قَدَر البشرية
- من يتذكر ثورة اكتوبر البلشفية
- حرب -الشيوعيين- على الشيوعية (2)
- حرب -الشيوعيين- على الشيوعية
- الليبرالية الجديدة (Neoliberalism)
- النقد المشبوه للإشتراكية السوفياتية
- لغز الصراع الطبقي (The Riddle of Class Struggle)
- الأحزاب الشيوعية هل كانت حقاً شيوعية ؟
- الديموقراطية البورجوازية لم تكن يوماً أفقاً للثورة الإشتراكي ...
- الذاتوية مفسدة للإقتصاد وللسياسة كما للتاريخ أيضاً
- من يعرف الثورة البولشفية ؟
- في مثل هذه الساعة قبل مائة عام
- فؤاد النمري - كاتب ومفكر ماركسي بلشفي - في حوار مفتوح مع الق ...
- الخدمات لا تنتج أدنى قيمة
- القراءة الماركسية للتاريخ (10 B)


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - فؤاد النمري - الشيوعية المبكرة