أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - نحن في حالة حرب لا مصلحة لنا فيها














المزيد.....

نحن في حالة حرب لا مصلحة لنا فيها


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5767 - 2018 / 1 / 24 - 19:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك عرف قانوني يقول: "صلح خاسر أفضل من دعوى رابحة" وهنا يمكن القياس على هذا المبدأ بكلّ مناحي الحياة، ويمكن استعماله في الحرب بشكل عام، وفي الحرب السّورية بشكل خاص حيث أنّه كان على السّوريين أن يشدوا الأحزمة على البطون كون النضال من أجل قضية العرب الأولى " فلسطين" ومنذ قيام إسرائيل، ولا أعرف إن كان الصلح على بعض الأشياء أفضل من خسارة كلّ شيء، لكن لن يكون ذلك لسبب بسيط وهو أننا نعتمد الخطاب القومي الشعبي، أو الديني المضلل. أما وقد انتهى أمر فلسطين فإنّ الثورة السّورية لا يعيبها أنها خرجت من الجامع مادام شعارها الدولة المدنية والشعب السّوري واحد، لكنها وئدت منذ أشهرها الأولى، وأصبح ما هبّ ودب يتحدّث عنها. كانت ثورة عفوية مثل كل الثورات، ولم تتبعها حركة منظّمة كي تستمر، وأصبحت كما صحن الدبس يجتمع عليه الذباب والنحل والكثير من الحشرات.
سوف أتحدّث بإيجاز عن تأثير الحرب على الأجيال المقبلة من حيث أنّها تؤثر على الأطفال بسبب فقدانهم الوالدين ، أو أنّ الوالدين عاطلين ، و قد يكون الطفل في رعاية بديلة مع شخص يهتم به فقط قليلا بسبب فقده عائلته. يفقد الأطفال فرصة التعليم خلال الحرب، يضطر بعض الأطفال إلى الانتقال إلى مخيمات اللاجئين، ينتظرون لسنوات في ظروف بائسة في انتظار العيش الطبيعي، وقد تتعرض الفتاة للاغتصاب والتهميش من جانب المجتمع وتفقد فرصة الزواج. إن هناك نتائج كثيرة للحرب تجعل الأمر محزناً أكثر مما نتوقع
تتدهور صحة الطفل في الحرب بسبب التغذية، وسلامة المياه، والمرافق الصحية، والإسكان، والحصول على الخدمات الصحية. قد يكون هناك فقدان للحصانة لنواقل الأمراض مع حركة السكان. ويتعرض الأطفال اللاجئون بشكل خاص للمزيج المميت من سوء التغذية والأمراض المعدية
ينتشر البغاء من أجل الحصول على الكفاف. وتؤدي الخسائر والاضطرابات الشديدة في حياتهم إلى ارتفاع معدلات الاكتئاب ذلك الاكتئاب الذي يتم تفجيره بالعنف حيث ينتمون للمليشيات من أجل التعبير عن غضبهم، وكما يعلم الجميع كيف تستغل المليشيا الأطفال، وتعودهم عل المخدرات كي ترسلهم في أعمال انتحارية، أو مهمات خطيرة.

الآثار الأخلاقية والروحية تتلخص في اللامبالاة من العالم المحيط، أو الأسوأ من ذلك، الخداع الذي يتسبب فيه الكبار عندما يغرسون في البيئة ثقافة القتل حيث يفقد الأطفال معنى بناء أنفسهم في عالمهم. وينتقلون إلى عالم والكذب والسرقة، وبيع الجنس من أجل البقاء. قد يكون لديهم بنية أخلاقية يتمّ تفكيكها بالقوة واستبدالها في تدريب على القتل كجزء من قوة عسكرية.
لن أتحدّث عن تنفيذ القانون الإنساني الدولي فيما يتعلق بحماية الأطفال في
الحرب والذي يتناول اتفاقيات جنيف، واتفاقية حقوق الطفل، حماية الأطفال المتضررين من الحرب فيما يتعلق بالأغذية والملبس والأدوية والتعليم ولم شمل الأسر فهذه الاتفاقيات مجرد حبر على ورق، كما أنني لن نتحدث عن بذل الجهود الإعادة تأهيل الأطفال المتضررين من الحرب من أجل الشفاء الاجتماعي الذي يتجه نحو تعليم ثقافة السلام. قد يكون هذا مستحيل حالياً. لأن الحرب والفقر يفترض أنهما مرافقان لنا.
نحن اليوم نعيش على أبواب العالم كالمتسوّلين، والتعاطف الإنساني كان يفرض علينا أن نتعاطف مع أطفال الغوطة كما أطفال عفرين. لكن ما هو هذا التعاطف؟ هل نقول أن الغوطة لن تهزم، وقد هزمت؟ أم نطلب من أطفال عفرين أن يدافعوا عنها؟
هل نتجمع أمام سفارات العالم كي نجبرهم على الشّعور، أم ندبك في الساحات تعبيراً عن الغضب؟
هل هذا مفيد؟ بالطبع لا.
الشجاعة ليست في حمل السّلاح والحرب، ولا في تسجيل موقف على وسائل التواصل. الشجاعة هي الضّغط على قادة الحروب، وعدم تأييدهم مهما كان تفكيرهم، وعلينا أن نوافق على أية مرحلة انتقالية ليس فيها الأسد، ففي ذهاب الأسد احترام للأرواح التي زهقت بالباطل. لن تكون حكومة ما بعد الأسد إلا من اللاعبين على السّاحة سواء اتهمناهم ، أم باركناهم.
الشعب السّوري بكل مكوناته يهمه السّلام ولقمة العيش، ولا أحد يهتم للمذهب أو القومية . نعم هو يُكره على حمل السّلاح، وعلى الموت من قبل قلّة من تجار الحروب، ومبيضي الأموال، وتجار المخدرات الذين اغتنوا من حالة الحرب السورية. دعونا نقول لا للسلاح، ونشعر العالم أننا مغلوبون على أمرنا ونحتاجهم في حمايتنا كشعب، وليس كمجموعات، دعونا لا نؤجّر أنفسنا، ونصاب بداء العظمة حيث "نحن كمجموعة، ومن بعدنا الطوفان" إنّها صرخة في واد.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل الرّأي العام
- لعنة الفيس بوك، وثقافة الكراهية السّورية
- قلبي كومة قش
- كيف ينبغي أن تتفاعل الشابات كما حركة #MeToo في التعارف؟ نقاش ...
- ولكن. . .
- أحلام ليست بأحلام
- دعونا نستعيد السّلطة من المليارديرية
- عندما تظهر في بثّ حيّ على الفيس-لا تفتح باجوقك على مداه
- ترامب رئيس غير صالح - متى يكفّ مؤيدوه عن استخدامه؟
- العالم بالأسود والأبيض
- غثيان
- نحن والفراغ
- الحبّ بين اثنينا
- أشعّ بالأحمر
- 1968 دغدغة الحياة الجنسية للنساء
- لاحبّ أسمى من حبّي
- خلقت من نجم محترق
- ظاهرة -العرصة الخلوق-
- رسالة من حيوانه
- إلى العام الجديد


المزيد.....




- حاكم خيرسون الروسية: 7 قتلى وأكثر من 20 جريحا بهجوم مسيرات أ ...
- مكتب زيلينسكي يصدر تصريحا غريبا حول الحرب بين الهند وباكستان ...
- أربعة سيناريوهات لمستقبل سوريا
- الرئيس المؤقت لكوريا الجنوبية يقدم استقالته
- وداع غير تقليدي.. ترامب لماسك: -كنت مذهلا!-
- مدفيديف: ترامب -يحطم نهائيا- عناد نظام كييف حول التسديد بواس ...
- مقتل 7 أشخاص وإصابة آخرين في قصف القوات الإسرائيلية على مناط ...
- طفل في حالة حرجة و6 مصابين بحادث دهس في اليابان
- حاكم خيرسون الروسية: 7 قتلى وأكثر من 20 جريحا بهجوم مسيرات أ ...
- العنف الطائفي في سوريا، بين تحديات الداخل ومطامع الخارج


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - نحن في حالة حرب لا مصلحة لنا فيها