أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي العامري - لماذا ينتخب العراقيون من يسرقهم














المزيد.....

لماذا ينتخب العراقيون من يسرقهم


محمد علي العامري

الحوار المتمدن-العدد: 5766 - 2018 / 1 / 23 - 22:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في البلدان الديمقراطية العريقة ذات المجتمعات المتحضرة ، عالية الوعي والثقافة ، تجد الفرد عندهم يبحث عن أفضل البرامج السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي يطرحها ويتبناها هذا الحزب أو ذاك، ليتسنى له معرفة لمن يصوت وينتخب ، وأن لا يذهب صوته بدون مقابل من الإنجازات وتحقيق الطموحات ، بحيث يتلمس المواطن أن مطالبه قد تُرجمت كإنجازات على الأرض .
فالناخبون هناك لا يفكرون بدينهم ولا بمذهبهم عندما ييذهبون الى صناديق الإقتراع أثناء الإنتخابات ، فهم يصوتون بوعي وبإرادة ثابتة لكل من يحقق لهم طموحاتهم بحياة أفضل تكون على الأقل بمستوى ما يتمتع به غيرهم من إمتيازات في البلدان المتقدمة عليهم .
أما عندنا في العراق فالديمقراطية وتداعياتها حديثة العهد ، ونزلت على العراقيين بشكل مفاجئ دون مقدمات ، ولم تسبقها دراسات إحصائية علمية للمجتمع العراقي ، ولا حملة توعية لتهيأة المجتمع للتعامل والتفاعل مع الديمقراطية الجديدة بالشكل الصحيح . بل رأينا العكس تماماً ، فبدلاً من الأخذ بيد الإنسان العراقي وإنتشاله من وحل التخلف والأمية التي أنتجتها حروب البعث العبثية، وزادتها جهالة وتدميراً حملة صدام حسين الإيمانية سيئة الصيت ، جاءت الأحزاب الإسلامية لتزيد الطين بلّة ، حيث جاءت هذه الأحزاب بمشروعها الخطير الذي أعاد علينا إنتاج التخلف وكرس الجهل عن طريق دغدغة مشاعر الناس مذهبياً وطائفياً وحتى عشائرياً بل ومناطقياً ، وساهم بتغليف العقول بغشاوة المقدس وعمي البصيرة ، فضاعت البوصلة وأصبح المجتمع تائهاً حائراً ومغلوباً على أمره .
عام 2006 طرحت الأحزاب الإسلامية الشيعية منها والسنية شعاراً فضفاضاً " المذهب في خطر " كإنما هناك إتفاق غير مكتوب بين هذه الأحزاب الإسلامية لتقسيم المجتمع العراقي الى مكوّن شيعي ومكوّن سني ، وكل كتلة تأخذ مكوّنها لتتلاعب بمقدراته كيفما تشاء ، وقد نجحت بذلك نجاحاً كبيراً ، وإستلمت السلطة وثبتت أقدامها ، وتقاسمت هذه الأحزاب خيرات العراق فيما بينها ، وبفضلها أصبح الشيعي والسني خارج التغطية لا ناقة له فيها ولا جمل . ولكننا رأينا كيف أعاد العراقيون لثلاث دورات إنتخابية نفس الأحزاب ونفس الوجوه التي ذاقوا الأمرّين منها ، والسبب هو أن " المذهب في خطر " .
هذه الأيام وعند إقتراب موعد الإنتخابات ، إنتبهت هذه الأحزاب الإسلامية وتذكّرت شعارها الأول " المذهب في خطر " هذا الشعار السحري الذي مازال يلهم المشاعر ويدغدغ العواطف ويشعل الروح الطائفية والتعصب الطائفي ، ليذهب الشيعي والسني ويصوت وينتخب نفس الأحزاب التي لدغته من الجحر نفسه ثلاث مرات وسيلدغ للمرة الرابعة أو الخامسة . ورأينا كيف تورمت جلود الشيعة والسنة من اللدغات لأن " المذهب في خطر " .
لذلك إنقسم المجتمع الى سني وشيعي ، وكل طرف مازال يعشعش الذعر في دماغه من الطرف الآخر بسبب الخطاب المسموم للإسلام السياسي ووعّاظه المستفيدين الذين صدعوا رؤسنا بمواعظهم وخطبهم التي لا تسمن ولا تغني عن جوع ، بل تبشر بتمزيق النسيج الإجتماعي وبث روح الكراهية وزرع الفتنة الطائفية بين أبناء المحتمع العراقي .
ولهذا نرى غالبية الناخبين العراقيين يذهبون الى صناديق الإقتراع وهم ضعيفي القناعة والوعي ومسلوبي الإرادة لمن ينتخبون ، فهم ينتخبون المذهب المتمثل بالحزب حامل الراية . ولم يعر هؤلاء الناخبون أي إهتمام بالأشخاص الذين يصوتون لهم سواء إن كانوا فاسدين أو نزيهين ، المهم هم قد إقتنعوا بأن مصيرهم ومصير مذهبهم قد إرتبط بوجود هؤلاء ، ولا خيار أمامهم سوى إعادة إنتخابهم .
الكاتب الأمريكي فريدمان صور { الناخبون العراقيون مثل مشجعي كرة القدم ، لا يريدون شيء سوى التهليل لفريقهم }
محمد علي العامري



#محمد_علي_العامري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الحجر الأسود مازال في مسجد الكوفة - الحلقة الثانية
- هل الحجر الأسود مازال في مسجد الكوفة
- كلهم يدّعون الوصل بالله
- نظام الحكم الحالي ، غير شرعي وغير دستوري
- تهمة الإلحاد بالشيوعيين والعلمانيين
- إعادة إنتاج التخلف
- التآمر ، و ( نظرية المؤامرة )
- إلى أين ، أزمة اليسار العرابي ؟
- الإسلام ليس هو الحل
- - الشريعة الإسلامية - سلاح ذو حدين ( الحلقة الرابعة )
- - الشريعة الإسلامية - سلاح ذو حدين - الحلقة الثالثة
- - الشريعة الإسلامية - سلاح ذو حدين - الحلقة الثانية
- - الشريعة الإسلامية - سلاح ذو حدين
- سألوني .. لماذا لا تكتب عن مشكلة قطر
- ولكن .. يأتي الإرهاب لنا من هنا
- يمر الظلام علينا من هنا ...
- هل هناك إمكانية لتغيير الخطاب الديني وتجديده
- لا بديل عن الدولة العلمانية في العراق
- لي كلمة بمناسبة أعياد الحزب الشيوعي العراقي


المزيد.....




- نهاية غير سعيدة لفائز بجائزة يانصيب قيمتها أكثر من 167 مليون ...
- تتجاوز -حماس-.. مصدر لـCNN: إسرائيل وأمريكا تناقشان آلية دخو ...
- توقيف أمين عام -الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- طلال ناجي في س ...
- ميدفيديف يهدد زيلينسكي بعد رفضه هدنة موسكو القصيرة: لا ننتظر ...
- تعادل قاتل - لايبزيغ يؤجل تتويج بايرن بلقب الدوري الألماني
- في موسكو.. انعقاد المنتدى العالمي الثاني لمناهضة الفاشية
- ما وراء تصريحات ترامب حول قناة السويس؟
- -نيوزويك-: سياسات ترامب تحفز حلفاء واشنطن الأوروبيين لتطوير ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن رصد طائرة مسيرة قادمة من الحدود المصري ...
- كوريا الجنوبية.. حزب سلطة الشعب يختار كيم مون-سو مرشحا للانت ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي العامري - لماذا ينتخب العراقيون من يسرقهم