أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احسان جواد كاظم - تنزيلات نهاية موسم برلمانية - الكرسي بفلس !














المزيد.....

تنزيلات نهاية موسم برلمانية - الكرسي بفلس !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 5758 - 2018 / 1 / 15 - 08:46
المحور: كتابات ساخرة
    


قضية بيع كرسي نائب برلماني مستقيل لآخر لم يفز بالانتخابات الماضية واستعجال السيد رئيس مجلس النواب بعرض التصويت على البديل قبل البت بقبول استقالة المتنازل - لولا اعتراض البعض وسحب التصويت في آخر لحظة - والبرلمان مقبل على اطفاء شمعته البرلمانية بعد اربعة اشهر, قوبلت بأستغراب شعبي ولامبالاة من لدن اغلب برلمانيينا على اعتبار انها باتت تقليداً مشت عليه الاحزاب المهيمنة من اسلامية ومتحاصصة معها, وهو يشكل احد مصادر مدخولاتها .
فكم من مرة, علق احدهم غسيل الآخر الوسخ في كشف عمليات بيع وشراء مقاعد برلمانية ؟!
العلة هذه المرة تكمن في التسعيرة المعلنة والتي ربما اثارت غيرة البعض من نواب الشعب على برستيج البرلمان وكراسيه, فقد بدت كما لو انها تنزيلات آخر الموسم لمتجر ( سكند هاند ) اعلن افلاسه, والتي لم تتعد النصف مليون دولار تافه, كما أعلن, وهو ثمن بخس لكرسي مجلس نواب عراقي الذي ليس ككل الكراسي في العالم... ليس لأن وظيفته الطبيعية بأراحة عجائز ممثلي الشعب ليفكروا برفاهه, تختلف.
ولا لأن جماله يضاهي طراز كراسي لويس السادس عشر وعروش قياصرة آل ايفانوف المرصعة ولا حتى عرشا طيبا الذكر هيلاسي لاسي والشاهنشاه محمد رضا بهلوي المذهبة, بل لأنه يرفع بمكانة المتربع عليه الى مستوى لورد في مجلس اللوردات البريطاني, بفترة قياسية لاتتعدى الربع دورة برلمانية, لما تدره ( صنعة ) تمثيل الشعب بتسخين احد كراسي مجلس نوابنا الموقر من غنائم على شكل رواتب ومخصصات مليونية, تضمن لحائزه ثلاثية السعادة - الامان والرفاه والمستقبل الزاهر.
الامان بما يعطيه من حصانة برلمانية تبيح له تشكيل الميليشيات التي تتيح له الاستيلاء على اراضي المواطنين وعقارات الدولة واستلام الكومشنات من صفقات اسلحة او تمرير اغذية فاسدة عبر الحدود لفائدة دولة جوار شقيقة او تهريب نفط الى ميناء ايلات الاسرائيلي, بدون رادع.
اما الرفاه فهو بما يضمنه له وعائلته من رغد العيش الهني, الآني والمستقبلي, بتقاعد باذخ و قصر منيف في المنطقة الخضراء مؤبد, مع جوازات سفر دبلوماسية له ولكل افراد عائلته ليبددوا ضجرهم في اوربا او امريكا. مع حمايات وسيارات مصفحة رغم قبوعه بالمنطقة الخضراء وعدم مغادرتها, تجنباً لنظرات الحسد الشعبي او قل الحقد الشعبي وغبار وازدحامات شوارع بغداد الحضارة. ليدوم له كل ذلك حتى بعد انهاءه لخدمة الشعب الذي يئن من وطأة الفقر والمرض ونقص الخدمات وحصار احزاب الشريعة.
والمستقبل الزاهر المدعّم بحساب بنكي تقاعدي وسمعة نيابية وتاريخ نضالي محاصصي.
لاتخلو هذه الصفقة من لمسة انسانية, اخوية لايمكن اغفالها, وهو تنازل السيد النائب البرلماني, حبياً, عن كرسيه الدافيء لزميل حزبي محروم مقابل مبلغ تافه كما ذكرنا.
وهذه اللمسة الحبية موصولة بأجتهاد السيد رئيس مجلس النواب بالتعجيل بالانجاز لتجاوز التعقيدات البيروقراطية الغبية والروتين الأداري الممل.
بالنتيجة, خرج الجميع من الصفقة بحمص ومستوي بعد, راضين مرتاحين... النائب المستقيل وحزبه وزميله المرتقي لكرسي النيابة !
فقد خرج النائب المستقيل بتقاعد عالٍ وحافظ حزبه على حصته الطائفية المقدسة مصانة من اطماع المتربصين بالكرسي والطائفة, مع ضمان حماية دستورية لزميله المستفيد المتهم بقضايا فساد, بحصانة برلمانية تمنحه وقتاً لتدبير اموره للهروب الآمن الى الخارج او تسوية مشرفة مع قانون العفو النافذ عن المزورين والفاسدين وتجار المخدرات والارهابيين.
الايجابية الاخرى ( حسب التعبير العلماني ) او الحسنة الاخرى ( حسب التعبير الديني ) التي يتصف بها النائبان المستقيل و البديل هي " القناعة " وهي كنز اثمن من اي كنز, فليس من واحد منهما طامع ان يعمّر على كرسي النيابة, كما عمّر لُبد نسر لقمان الحكيم, او كما غيرهم من ديناصورات ممثلي الشعب الذين اخذوها من ايام التكوين الديمقراطي الأولى الى اليوم وربما الى يوم يبعثون.
حمى التحالفات التي نراقب مشاهدها عن كثب اليوم, حيث الصراع محتدم على ضمان الكرسي وموارده وليس على افضل البرامج واعدلها التي تخدم المواطن, تعكس قيمة الكرسي البرلماني الحقيقية وثمنه الاخلاقي الباهض.
مسؤولية تثمين الشخوص والاحزاب والتحالفات والكراسي المتنازع عليها تقع على عاتق المواطن والكلمة الفصل لهذا الناخب. وله ان يشارك بقوة لقلب الطاولة على المعتاشين على مآسيه وجوعه !
ومضة - " ما احد يعرفك يا هوى الناس
غير اليحب الوطن والناس "



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاءات بغداد لبدائل البارازاني والتحالفات المرتقبة
- كربلاء الفداء الغارقة في نفاياتهم !
- فوائد السفر خمسة... مضار زيارات السياسيين للخارج جمة !
- ما غاب عن بال ترامب وادارته والاسرائيليين !
- حبيس الشعارين !
- المواطن العادي بين ازمة استفتاء كردستان ومشاحنات الساسة
- عوائل الدواعش, ورقتنا الرابحة لتحرير مواطناتنا الأيزيديات !
- دهشة الاحتفال الاول بذكرى اكتوبر العظيم
- استفتاء اقليم كردستان - ارادة شعبية ام قرار سياسي ؟
- نبوءة الحرب الأهلية... نذير شؤم !
- اعلام اسرائيلية في سماء كردستانية !
- استفتاء اقليم كردستان العراق بين الدوغما والبراغما !
- انهاء دور البارازاني السياسي جاء امريكياً !
- وصفة الوزير السابق رائد فهمي للحد من الفساد !
- زيارة وفد الاستفتاء الكردي الى بغداد... نتائج متوقعة !
- طريقة سانت ليغو المُحرفة وصنع الأغلبية الباغية !
- رسالة السيد مسعود البارازاني الأخيرة... لمن ؟
- لكي لايُسرق النصر على داعش او يُقزّم !
- ازمة قطر والتسامح في حقوق العراقيين !
- مناقشة لرؤية الشيخ قيس الخزعلي حول رئيس الوزراء القادم


المزيد.....




- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احسان جواد كاظم - تنزيلات نهاية موسم برلمانية - الكرسي بفلس !