أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - معتز نادر - قصص قصيرة جداً















المزيد.....

قصص قصيرة جداً


معتز نادر

الحوار المتمدن-العدد: 5744 - 2018 / 1 / 1 - 16:33
المحور: الادب والفن
    


فنان صغير
كان الفتى بين إخوته الكبار في حضن أحدهم
وكانوا يتحادثون في أمور العائلة واصواتهم مرتفعة
بينما يبرم بعينيه المكان غير اّبه بأحاديثهم .
مرّت السنون وصار الفتى رساما مرموقا
تتناقل لوحاته المعرض والمتاحف , وتذكر الصحف اسمه
أما لوحته الأشهر فكانت في متحف المدينة الكبير
وعند افتتاحها أُزيح الستار عنها ,فكانت لوحة زيتية كبيرة ظهر فيها
صورة شاب جالسا على كرسي وعلى ركبتيه يستريح طفل شارد.
***********
الساحر

الجبال تتكىء على بعضها
وفي الأسفل سعي الحيوانات الحثيث وصوت الحشرات الصغيرة
وصدى تأخذه أينما حللت
هناك براعم زهرية تنفلت على الربيع فيما يغذّي نهر قديم الكائنات,
وقبل الإ ياب تحمل القروية اليافعة صُرتها وتُرخي الملاءة من على خصرها وترحل
وفي الأفق تنزلق الشمس المسحورة..............
مضت سنوات على الحكاية وصار الصبي شابا
وفي أحد الايام عاد من عمله باكرا, عابسا صامتا
ومع أول الفجر حيث الشمس ما زالت نائمة
قام من فراشه ,فتح النافذة وطار مع سرب البجع.



البحّار

نهض في منتصف الليل وشرع يبكي يشهق ويبكي
كل شي ء على ظهر الباخرة كان هامدا - مُستقلا كوجه الماء
عَارك احداثاً عظيمة , قَتل أناسا
إن البحّار يقسو عندما تأتي الاهوال دفعة واحدة ,
كان قطعة من الباخرة
ورغم ضاّلة الرحمة كانت دموعه المذروفة تضيف شيئا عميقا للبحر ..
****************

****
المدينة المتعبة

بين ثلاثة أبنية مهجورة وعليها اّثار دمار
خرجت النكتة الجميلة وضحكوا
وظلوا يضحكون حتى الصباح وحتى إنتهت الدنيا وجاءت الجنة
كانت جميلة فيها بُرك صغيرة وصبية تلهو
وفيها بحيرة كبيرة ممتلئة بالبط والنساء
وشبان مشاكسون ,وفيها مغفلون, ومرتزقة ,
منذ ذلك اليوم لم يتوقف الضحك
فقد ادركوا جميعا أن السعادة شيء منطقي .
******
***********

فتاة المرتفعات

كانت الأرض في ظلام دامس
وليس من شجرة تميس أو عليل يُذكر
إنطلقَت بمجهود كالمعجزة إنطلقت الحركة وغربلت المناخ
وأصبح الكون متاّلفا ومعقولاً وأطلّت الصبيّة- ومن على التلّة الخضراء عند ضوء المساء اللطيف
وقَفت أمام منزلها الخشبي حيث روعة المنظر تسبب النعاس ووهن الشفق يثير الحزن والبراءة لا يُعلى عليها
وقَفت كعرق البلح تتذكر أشكال طفولتها
ومُدنا لم تزرها وحربا أرقّت المرتفعات ووجوها لاترتيب لها تذكرتها وهي تذوب
وبشيئ من الفزع أتسعت عيناها وتخيّلت الأرض القديمة
بسكونها الأبدي ولونها الواحد اللانهائي
حيث البسيطة صخرة متعرجة ممدودة لا ريح لها ولا إنجاز,
ولكن الرائحة الخفيفة الشهية كانت قد أزُفت و فوحت أنفها وأعادتها إلى المرح الصامت
إلى ثغاء الحملان, تلك الرائحة التي لن تزول
أَرجعتهَا حتماً إلى المرتفع والكوخ والبراءة.
*************

السفينة العاشقة

كُنّا على السفينة وكانت أول مرّة للحب
دفعنا بعضنا وتشبّثنا وارتمينا،ونقبّل ونقبّل
يا لنا من حيوانيين أليفين جميلين .
أتذكرين ثمة من يرانا
البحّارة يتوقون إليك
إنك المرأة الوحيدة وهم جياع
ونقبّل بعضنا ونقع على كومة القش المتسخة
وبدأت السماء تمطر.
في الماضي أحببت ساقيكِ والاّن أعشق حضنكِ
اّه السحر لا يزول إنه الميناء
هيا يا عجوزي تماسكي وجدنا ميناء والسفن فيه كثيرة
تحمّلي أيتها العجوز بضع خطوات وحسب
إن الوصول إليها يشعرني بالسنين الفائتة
الرائحة قديمة والجو بارد ولكنه شهي،
النور النور ها هو الفانوس
اجلسي على السرير كي نبدأ صراعنا الحميم
ومعركتنا السخيفة الصغيرة....
إذاً سأفتح ذراعي
فلتقرع الأجراس
سأغرق في حبكّ أيتها العجوز
أيتها المرأة على ظهر السفينة......
---------------

حكايا العيون

انظري الى الشابة هناك ,وكأنها تبرعت بعينيها,
إذ لا ضوء فيهما لا حياة
ومع أنها شامخة ومشرقة في لوحة البهو الرئيسية
إلا أنها ترقص شاحبة الليلة ,
وبعد أيام سألوا عنها وقالوا غادرت المنزل
خرجت صامتة بطيئة شعرها منسدل على كتفيها
خرجت وروبها الأبيض يُظهرها كظل إمرأة في طريقها للقبر .
وفي منزل قريب ظهرت واحدة من البنات المتعيشات
غريب!إنها تشبه الفتاة ذات الروب الأبيض
الفتاة الشاحبة!
بل لها نفس عينيها الإنسانيتين.
--------
الحفل
إنها حلوة رقيقة وممشوقة القوام
بشرتها ناعمة بيضاء كزهرة الثلج
أما أنا , لستُ ثرية ولم أذهب إلى الجامعة
وعيناي الخضراوان لا تجذبان إلا المارقين الجوالين
ولا يُغري جسدي الجميل إلا المسنين الأغنياء
ومع هذا سألبس ثوبا رائعا في عُرسها لأبدو بفتنتها وألفت نظر الشبان
وعند السهرة رقص الجميع من أجل الفرح
وباركت فتاتنا للعروس الجميلة والتقت النظرات ,
تعانقتا ورغرغ الدمع في العيون المتوهجة .
------------

نشأة وبداية
قبل سنوات ضوئية لم يكن كائنات ولا إله
والسكون صخر أرض ممدودة وفجوات وعرش الكون شاغر,
وبعدها تشكّلت عناصر ومخلوقات
وغزوات بدأت تعم وجه اليم وفي الحرش سكنت قبائل
عينها على الغصن والعاج الثمين
وفي يوم جنحت الارض إلى شكلها الحالي وهيمنت حضارة
عشعشت في أدغال موغلة وبين حبال أغصان مرخية
فيما الطبيعة فجّة والاجسام عارية وصفير الليل هائم
-عشعشت صرخة الرعاة الحجرية.
-------------

كان أكبر عُمراً
ويدا ًبيد سِرنا ليلاً في الطريق الموحل المليء بالحفر
نبتعد بحذر عنها ونحتمي تحت أسقف المنازل من زخ المطر
*ليته يلقى من يتكىء عليه دائما *
لكن الملل والإستياء دخل قلبينا
وفجأة جفلنا، ومن قلب العتمة نظرنا لبعضنا ولمعت أعيننا ثم مشينا مسرِعَين وسط المطر لا يهمنا شيىء,
وكقردَين بين الشجر
صِرنا نقفز من فوق الفجوات مبَللين بالماء.
*********

الناموسة
في الشتاء حيث لا قبيلة لها ولا ونس
كانت وحيدة ومتوحشة والعلاقة بيننا كانت مستحيلة،
فأنا اخاف أن تقرصني وهي تخاف أن أجهز عليها
إنه صراع الكائنات الخائفة
اعتقدها جائعة ومخضرمة بطعم رزقها
ورغم أُ لفة يومين وبسبب الخوف كانت الحياة جافّة
والنور المنسرب الى المكان لم يقلّل من ضخامتي ،
لقد كانت صغيرةجدا جدا .
************

العاشقة
سيرحل غدا
ذاك الذي سحر عيناي وأذاب قلبي
قلبي الذي يتشوف الفرار كعصفور في قفص
سيرحل غدا وسترحل معه لحظات أبدية
ولكن لا؟ الدنيا ملئ بالأمل والحنان
وحبي وحناني يفيضان ولن يضيعا سدى.
ولكن ماذا عن شفتاي....؟
إنهما ترتجفان أيضا.
****



#معتز_نادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة ضد الحكومات * الفصل بين الميلشيوي والثوري
- شِعر حر -مذكرات عام 2008
- من الثورة السورية إلى الأزمة الأخلاقية الكبرى :
- في إنتصار العبث الأخلاقي على *الأخلاق الشكلية للعصر :
- ملخص وفكرة فيلم - النهاية المحتملة- ( قصة سَعيد ):
- شِعر حر
- فاعلية وجَمال المرض النفسي ؟!
- حقيقة الشعور الثوري ووهم الجاذبية السياسة :
- الإلحاد بوصفه قيمة -من كتاب *الحوارالعظيم*
- غرابة الفرد ومفهوم الحضارة العاكسة:


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - معتز نادر - قصص قصيرة جداً