أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - معتز نادر - في إنتصار العبث الأخلاقي على *الأخلاق الشكلية للعصر :















المزيد.....

في إنتصار العبث الأخلاقي على *الأخلاق الشكلية للعصر :


معتز نادر

الحوار المتمدن-العدد: 5721 - 2017 / 12 / 8 - 14:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في البداية لا أقصد بمصطلح الأخلاقية المفهوم الإعتيادي للأخلاق الدارجة التي لا أجد على المستوى الفردي طائل واضح منها وذلك لسبب بديهي ألا وهو إنتشار البؤس العام نتيجة الإلتزام الشكلي بتلك الأخلاق وسيطرة حالة من التعجرف السياسي الصبياني على المشهد العالمي والمنعكس حالة نجومية في إتخاذ القرار يدفع ثمنها الكثير من الناس الذين لا ذنب لهم وهذا ليس بوهمٍ يساري فأي نظرة إحصائية متمعنة إلى العالم بقاراته الخمس ستكون نتيجتها الإقتصادية بالمقام الأول مؤسفة وكارثية ،
ما أنشده في هذا الموضوع هو التركيز على هشاشة التشدق العالمي والفلسفي الفكري العصري *المُدعي فهمنة *بروعة القيمم الأخلاقية وضرورتها والتي هي برأي أخلاق –عاكسة- مشكوك بأمرها وتقوم أساساً على تقويض الفرد وجعله غير صادق مع نفسه لا بل خائف أيضا وقد تطرقت لهذا الموضوع في مقالتي- غرابة الشكل البشري ومفهوم الحضارة العاكسة )
إن مفهوم *الاخلاق* الذي اتمناه وأبتغيه هو التجربة الأخلاقية النابعة من إفرازات التجربة الشخصية النفسية للفرد بحد ذاته –أي تلك المنبثقة من لحظات إبداعية وحالة إلهام تٌسقط رؤياها على واقع مهترئ لجعله أكثر إشراقا -
إذ لا علاقة للأخلاق بجزئية التهذيب الإجتماعي الذي هي شيء إيجابي بطبيعة الحال وإذا أردنا ان نحصر الأخلاق في هذا الإطار سنجد أن الأخلاقي هو الشخص الجيد أحياناً والسيء أحيان اخرى
وهو الذي في لحظة ما ممكن أن يتحول إلى مجرم وفق قواعد المجتمع ولأسباب لا خيار له فيها وهذا عبث بحد ذاته
-شخص مسالم مثلاً يتعرض لهجوم من شخص بمنتهى الَشر والسوء فيدافع عن نفسه دافعاً الشرير بيديه فيسقط الأخير على خلف رأسه ويموت فيذهب الشخص الجيد للسجن المؤبد ليحاكم مثله مثل أي مجرم أخر – وبدوره القضاء لن ينظر بعين الرأفة للشخص الجيد ولكن هذه الحادثة لن تقلل من قيمة الشخص الجيد الخيّرة لكونه مفيد وطيب القلب لكن الشخص الجيد في هذا المثال يجب أن يعي عبثية الموقف الذي جرى معه *لا أقصد ألا يحزن لكن أن يُدرك طبيعة الحادثة *
في الحقيقة لا أفضّل إستخدام مصطلح الأخلاق كثيرا لأنه من وجهة نظري بحاجة لإعأدة تاهيل وتغيير جذري على خلفية المعطيات والتداعيات العالمية على مختلف الأصعدة ولاسيما على صعيد الشجع الإقتصادي وعلى صعيد حالة التوحّد في الخطاب السياسي العالمي .
-
أما عن الأخلاق المعاصرة إذا أردنا الغوص في الأمر بمفهومه المبدئي الإعلامي بالتحديد- فهي توصيف ساذج وسطحي لأشياء معقدة وغريبة الاطوار تدور في عمق الإنسان – أقول ذلك لأن طبيعة الإنسان معقدة وغريبة الأطوار بحد ذاتها وليست أخلاقية بالمعنى المطلق أو بالمعنى الدارج والمٌروّج له
-لماذا أربط هنا العبثية بالأخلاقية لأن غرض الفكر العبثي الإيجابي –العشوائي في بعض الاحيان والذي هو ليس بالغير مسؤول كما يٌروج له بل منضبط وجدير ونفسي جداً- غرضه أن يكون أخلاقيا بمعنى سلوكي كاشف وإستدلالي لا أن يكون أخلاقياً مجتمعي مجامل
إن هدف العبثية هو البحث عن صدق اللحظة وحساسيتها وليس عكس ذلك وذلك الهدف يبحث عن السبب الذي تهدف إليه الأخلاق الدارجة ولا تجده في نفسها في ذات الوقت -
إن العبثية في لحظتها المناسبة هي *الأخلاق* التي نحلم بها- إنها حالة بحث عن الإيجابي
ولا أقصد هنا بالعبثية ذات السلوك العشوائي الغير مدروس -والمجاني الإستعراضي الذي يبتغي وحسب لفت النطر إليه من دون ان يكون صاحب مشروع نفسي حقيقي يهدف للبحث عن مجهوله
إذ ليس هدف العبثية هو الوصول للنتائج وإنما في إستمرار البحث عن تلك النتائج وإستمرار البحث عنها يعني أن يعبّر ذلك البحث بمجهوده عن خَيرها وجدواها
سدقني عزيزي القارئ إن في داخل العبثية نظام رهيب وإلا كانت المنظومة الذاتية للشخص المعني بها ستنهار أمام أي إحتكاك أو موقف عملي يمثل تحديا بالنسبة لها
على سبيل المثال ثمة بعض الفوضوين القريبين من نظرتي للعبثية مُصريين ان يُظهروا إختلافهم الشكلي على حساب مضمونهم الفكري إنهم يريدون أن يقولوا شيئا عبر مظهرهم الخارجي ،يرغبون أن يتم الإعتراف بهواجسهم عبر شعور الأخرين بالغرابة تجاههم
هذا حقهم ولكني لا أجده كافيا كي يكون مشروعاً فكرياً مقنع
هو متغيرون وإنقلابيون لدرجة انهم ينقلبوا على الفكر الذي صنع شخصياتهم وكوّن مواقفهم تجاه الحياة
بالنسبة لي - ليس هناك فكر يتغير كل يوم وإنما يتغير عندما يكون ثمة تجربة تتغير دائماً–...
*
بشكل أو بأخر الفلسفة الأخلاقية من المنظور التاريخي هي التعبير عن حالة سَعي تعتري طموح الإنسان نحو الخير ،هذا جميل ، ولكنها أيضا ورقة لعب للباحثين عن الأقنعة المزورة - للباحثين عن العفّة وعن الخداع المُهذب الشائع جدا في عالم السياسة والإعلام بوجه خاص
بالنسبة لي أُدرك حاجتنا لغطاء الحماية الذي يشعرنا بالأمان
وكي لا أكون مبالغاً اعرف أن الإنسان مهما كان قوياً فهو لا يستطيع ان يكون صادقا في كل لحظة من الحياة فهو لن يصمد أمام حاجته للحماية والأمان التي توفرها المسايرات المجتمعية ذات الإطارالجمعي -بالتأكيد هذه ليست دعوة للكذب وإنما للوقوف أمام الذات التي تعبر بطبيعة الحال عن حالة صدق .
ريما يسأل القارئ عن أن يكون مفهوم العبثية فضفاض كمفهوم الأخلاق من خلال طرحي هذا ؟
سأجيبه بأن العبثية هي السلوك الناتج عن تفكيرعميق وشديد الحساسية
للدرجة التي ربما تظهر من خلالها أكثر تنظيماً من الرؤية الحالية لروعة التنظيم – كرؤية الإنسان مثلا لروعة النظام في الكون؟ -
ليس غرضي إلغاء مصطلح الأخلاقية كأسم ذلك لأن الفلاسفة الذين تحدثوا عن الأخلاق لم يكونوا جهلة بل كانوا نوابغ
وإنما مقالتي تمثل وجهة نظر بأن الأخلاق التي نحياها حاليا عبر الخطاب الإعلامي والسياسي والفكري في أحيان كثيرة ليست بالأخلاق التي نطمح إليها وهي بحاجة لإعادة نظر من زاوية عبثية إن جاز التعبير والعبثية هنا لا تمثّل السالب وإنما تعبّر عن الحيرة بين مستوى الأفكار حتى نصل للفكرة الأقوى والأكثر جدوى ومنفعة -تلك الحيرة التي تدفع للتمرد والتجربة
بالمحصلة لن أدافع عن الفكرة كثيراً فكل إنسان يستطيع أن يكتشف ذاته وعشوائيتها بالطريقة المثلى إذا نوى ذلك .
*
أمثلة حية للسقوط *الأخلاقي *:
مثلا مجلس الأمن الدولي يرى أن من اللأخلاقي أن تقوم القوات الحكومية في سوريا بقصف المدنيين وتدمير البنية التحتية وهذا بحد ذاته موقف سياسي شكلي ورخيص ومتهالك لأن من اللأخلاقي جداً أن تكون روسيا التي تسببت وشاركت في قتل ألاف المدنيين في سوريا – هي العضو الأبرز وصاحبة القرار الأهم في مجلس الأمن وذلك عبر إستخدامها المتكرر لحق النقض *فيتو* لإنقاذ النظام السوري من العقاب ،
من اللطيف أيضا ألا يكف رئيس مجلس الأمن عن القلق تجاه الحرب الدائرة في اليمن والصومال والعراق وغيرها.. لكن من اللأخلاقي جداً أن يظل يقلق من دون أن يقوى على فعل شيء وهو رئيسٌ لمجلس الأمن
يجب أن يفهم العالم ويعترف أن وجود مجلس الأمن بصيغته الحالية هو جزء من تفاقم الفكر العسكري العالمي في ظل عجزه على إيقاف الحروب
وأن الأخلاقي *العبثي* في هذه الجزئية هو ألا يكون موجوداً بالأساس وفق صيغته الحالية لا أن يكون موجودٌ من دون أن يقوى على فعل شيء -في إسبانيا على سبيل المثال يعيش الناس بسلام وسط حالة من التحضر والرقي لكن الثيران هناك لا يعيشون بسلام عندما يُقتل 5000 ثور سنويا في حلبات مصارعة الثيران برأي كل ما هو أخلاقي في إسبانيا لا يعادل هذا السلوك الدموي المتوحش لتأتي بعد ذلك المحكمة العليا في إسبانيا وتعلن أن طقس مصارعة الثيران هو جزء من الثقافة الإسبانية !!!!!!
-ما أريد قوله تماماً هو أن العبثية ليست تعبير وحسب عن الشيء المعقّد والعدمي والسلبي...
هي حالة إدراك وفكر وإحساس بحتميتها وغرابتها من قبل الفرد وفق المعطيات الراهنة -وبالتالي تكون محاكاة واقعية وعملية لجوهر التمرد والوعي الفكري الثوري الذي يمثّل قمة الأخلاق الغَير سياسية والغَير عسكرية .
العبثية الاخلاقية تمثّل حالة عدل تُحاكم الشخص المعني والقانون الأخلاقي إذا لم يكن عادلاً فسيكون عبثيّا سلبيّا
*
من حق قائل أن يتسائل طالما تنضوي العبثية على كل هذه الإيجابية فلماذا لا يكون حضورها مماثل لحضور النظام الأخلاقي القانوني الذي يحكم العالم ؟
سأجيب بأن التفكير العبثي سابق للنظام الأخلاقي فالقرار الأخلاقي الحالي هو نتيجة لحالة عبث داخلية منهكة أدت لتلك النتيجة ، بعض القوانين الأخلاقية الحالية ستضطر جرّاء الوعي التدريجي للإرتداد لعبثيتها كي تبحث عن نتائج أفضل لتبني أخلاقياتها وبالتالي تغيير قوانينها وقواعدها
إن النظام العبثي هو نظام فكري وسلوكي متطور في حقيقة الأمر
ولن تظل العبثية * الإحساس –الفكر *أسيرة النخبوية وهذا ما يعول عليه النظام الأخلاقي المعاصر الذي هو مٌلك محتمل لكل فرد .



#معتز_نادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملخص وفكرة فيلم - النهاية المحتملة- ( قصة سَعيد ):
- شِعر حر
- فاعلية وجَمال المرض النفسي ؟!
- حقيقة الشعور الثوري ووهم الجاذبية السياسة :
- الإلحاد بوصفه قيمة -من كتاب *الحوارالعظيم*
- غرابة الفرد ومفهوم الحضارة العاكسة:


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - معتز نادر - في إنتصار العبث الأخلاقي على *الأخلاق الشكلية للعصر :