أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - حصار قطر ...رب ضارة نافعة














المزيد.....

حصار قطر ...رب ضارة نافعة


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 5744 - 2018 / 1 / 1 - 00:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عندما يقع حدث بمستوى الكارثة ،يصاب الناس بالهم والغم،ويخنع الجميع لما هو مقسوم لهم ،ويكتفون بالعويل ولطم الخدود ،والركون إلى الزاوية تعبيرا عن الضعف الذي ألمّ بهم ،ونرى ما هو أسوأ من ذلك ،عند فقدان القائد أو المبادرات القوية التي ترقى إلى مستوى الحدث لمواجهته ،وتحويل الضعف إلى قوة والهزيمة إلى نصر.
هذا بالضبط ما حصل مع دولة قطر التي تعرضت ل"ظلم ذوي القربى"حسدا وطمعا ،لحصار غاشم في شهر رمضان الماضي ،وكان مقررا أن يتبع هذا الحصار غزوا عسكريا مسلحا للعبث بسيادة قطر ،وقد تم الإتفاق مع التسي تسي "أبو الرز"لتوفير المرتزقة كي يقوموا بغزو قطر وإحتلالها.
معروف أن دولة قطر صغيرة في حجمها وعدد سكانها ،ولذلك وحسب تخطيط"الأخوة الأعداء"،فقد تخيلوا أنه من السهل عليهم إجتياحها وتغيير نظامها السياسي وإغلاق قناة الجزيرة ،وإجبار الدمية العميل الذي يتم تنصيبه حاكما لقطر على التنازل عن كافة مكاسب قطر التي تحققت بجهد الرجال ،تخطيطا وتنفيذا،وفي المقدمة إستضافة المونديال في العام 2022.
يقولون في الأمثال ان حساب القرايا لم يتوافق مع حساب السرايا،ف"إمارة "قطر الصغيرة تصرفت بفضل حسن إدارة وتخطيط وطول نفس وأدب قيادتها بصورة أذهلت الجميع،وبدت للعالم وكأنها إمبراطورية يصعب الإقتراب منها أوالنيل من كرامة أهلها والمس بطموحاتهم المستقبلية ،وليس سرا القول أن ما حققوه من مكتسبات لم يأت بالهيّن أو مجانا ،بل خطط له ونفذه وعمل حارسا له قادة يطلق عليهم بحق أنهم مبدعون ،وإلا من كان يتخيل أن قطر الصغيرة ستقف في وجه كل من السعودية والإمارات ومصر التسي تسي،ومعهم بطبيعة الحال زيادة في العدد جزيرة الريتويت الباحثة عن العمولة ،شأنها شأن التسي تسي الباحث عن الرز،في حين أن القطبين الاخرين وهما السعودية والإمارات فكانا يبحثان عن دور وأثر فاعل حققته قطر بجهود قيادتها ،وفشلوا هم في تحقيق شيء من ذلك القبيل ،رغم أنهم لا يقلون ثروة عن قطر ،ولكن الأمور لا تقاس بالثروة المادة ،بل بنوعية العقل في جمجمة الرأس وطريقة التفكير ومدى الإخلاص للبلد.
أثبتت قطر أنها صعبة المراس ،وكانت حدودها متاريس نار سرمدية منعت الغزو ،وأصبحت قطر قلعة حصينة يصعب على أعدائها الإقتراب منها ،أما في الساحات الدولية ،فقد شهدت أروقة الأمم المتحدة ومراكز صنع القرار في العالم حركة قطرية تنم عن روح صمود لم يشهد لها التاريخ مثيلا، ورأينا سمو الأمير تميم يهدر بالحق في الأمم المتحدة ،ويقدم رواية صادقة متماسكة أقنعت الجميع بصحتها ،فكان الموقف كله داعما لقطر ولحقّها في إمتلاك الجزيرة وإحتضان المونديال ،رغم ما قيل من قبل الطرف الثاني ،ورغم حجم الرشا التي بعثروها يمنة ويسرة دون ان يكسبوا موقفا يعتد به لصالحهم.
كان الشاب وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني صوت قطر المدوي في العالم، وأذهل الجميع بحسن أدائه وقدرته على تحويل الدفة لصالح بلده ،وهم الذين سبقوا قطر بعشرات السنين في المجال الدبلوماسي وبالعلاقات مع دول العالم وبالحجم الكبير في الأثر العالمي ،لكن هدير خطوات قطر وصوت قادتها كان قادرا على شطب كل أثر معاد على الساحة الدولية ،وباتت قطر حديث المجتمع الدولي ،إذ كيف لدولة صغيرة مثلها أن تشطب تاريخ دول عريقة ،ولم يخطر ببالهم أن الدول هذه الأيام لا تقاس بالمساحات ولا بعدد السكان ،بل برؤية القيادة وطموحها وقناعتها بالموقف الذي تتخذه.
أما عسكريا فقد حصنت قطر نفسها بعلاقاتها مع الحلفاء وفي مقدمتهم تركيا ،وتغلبت على الحصار بالتواصل مع الحلفاء امثال إيران وتركيا ،وجرى إغراق السوق القطرية بكل ما يحتاجه المواطن القطري من بضائه للإستهلاك ،ولم يشعر المواطن القطري بالحصار ،ولم تتوقف حركته عند آثار الحصار التي دفعته لفنتاج والإبداع .
لقد تحولت قطر المحاصرة في ظل الحصار إلى دولة منتجة ومبدعة ،ونشاهد هذا التطور في المجالات الزراعية والصناعية والفنية والإبداعية كافة ،وعززت من وحدتها الوطنية بإلتفاف الشعب حول قائده ،وتواصلت الحياة في قطر متناغمة مع رؤية القيادة ،وإصرارها على عدم التنازل عن مكتسباتها أو الضعف أمام أعدائها ،وهذا ما جعل الأعداء يتحولون إلى موقف الدفاع بدلا من الهجوم بإنتكاسة واضحة لا لبس فيها،بعد أن أيقنوا صلابة الموقف القطري وهشاشة مواقفهم ،وهزيمتهم أمام قطر في الساحات الدولية ،قبل أن يتجرعوا سم الهزيمة أمام شعوبهم التي لم تقتنع أصلا بمواقفهم ولم توافقهم على الحصار.
بالأمس إتصلت مع أحد إعلاميي قطر المميزين وهو الأستاذ جابر الحرمي ،وهو في طريقه إلى مطار عمّان الدولي عائدا إلى الدوحة بعد زيارة قصيرة للأردن إستغرقت يوما واحدا وكان قادما من إستانبول ،وسألته عن تداعيات الحصار على الشعب القطري ،فقال أن القطريين قيادة وشعبا حولوا الحصار إلى نصر وتمكين ،وخلقوا قطر الجديدة المبدعة والمنتجة...وصدق الرجل فرب ضارة نافعة.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنقلابيون الجدد
- جاء الدور على إيران
- التحالف السعودي-الإسرائيلي خدمة للمشروع الصهيوني
- الأردن ...الطريق إلى الدوحة وطهران سالك
- الأخوة الأنذال-قصة قصيرة
- الحفريات الإسرائيلية في القدس...سلّم على داوود
- حصار قطر ..فخ لتفكيك السعودية
- العبيد
- أمريكا هي الطاغوت والطاغوت أمريكا
- قراءة في كتاب -سوريا ..الدم الأسود- لوزير الإعلام السابق سمي ...
- حفل العيد الوطني القطري إستفتاء لتعزيز العلاقات الثنائية
- الطيار يوسف الدعجة ..أيقونة شرف
- إستقطبت وزير الخارجية .... -قعدة رصيف- تناقش تحولات الموقف ا ...
- التشبيك المتين بين ترامب وبوتين
- البروفيسور جمال شلبي: الأردن والاتحاد الأوروبي: علاقات غير م ...
- -الجنائية الدولية- بين عمى الألوان والإنتقائية الموجهة..الأر ...
- الحل في الرياض
- قنابل كوريا وكوبا والعرب
- قرار ترامب..هلا بالخميس؟؟؟!!!!
- ترامب يبيع القدس بكرسي البيت الأبيض


المزيد.....




- إسرائيل تكثف ضرباتها ضد إيران وطهران ترد بوابل صاروخي على حي ...
- الحرس الثوري يعلن تنفيذ موجة جديدة من الهجمات ضد إسرائيل أقو ...
- -واينت-: مقتل 3 إسرائيليين جراء إصابة مباشرة بصاروخ إيراني ف ...
- الجيش الإسرائيلي يمنع نشر معلومات أو لقطات للقصف الإيراني وس ...
- لقطات لحرائق ودمار واسع في تل أبيب جراء القصف الإيراني غير ا ...
- لماذا فرضت إسرائيل حصارا تاما على الضفة أثناء قصف إيران؟
- بدء هجوم صاروخي إيراني واسع على إسرائيل الآن وصفارات الإنذار ...
- لقطات فيديو لسقوط صواريخ إيرانية على مناطق متفرقة في إسرائيل ...
- يديعوت أحرنوت: هجوم إيراني جديد بالطائرات المسيرة من المناطق ...
- مباشر: موجات متتالية من القصف والصواريخ بين إسرائيل وإيران ت ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - حصار قطر ...رب ضارة نافعة