أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - -الجنائية الدولية- بين عمى الألوان والإنتقائية الموجهة..الأردن نموذجا














المزيد.....

-الجنائية الدولية- بين عمى الألوان والإنتقائية الموجهة..الأردن نموذجا


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 5725 - 2017 / 12 / 12 - 01:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو أن عمى الألوان من الدرجة الأولى أصاب محكمة الجنايات الدولية التي أسست لتعديل مسار الحياة في العالم ،من خلال محاكمة قتلة الشعوب والمجرمين الدوليين ،لكنها إنحرفت عن مهمتها ولم تفلح سوى في محاكمة بعض القادة الأفارقة وآخرين من صربيا آخرهم إنتحر قبل أيام وهو يستمع للحكم الصادر عليه ،وعموما فإن هذه المحكمة الدولية صنفت نفسها على انها محكمة قطاع خاص لمن يدفع اكثر ،مع ان ميزان العدل لا يوزن بالذهب.
لم نفاجأ عندما قرأنا خبرا مفاده أن المحروسة محكمة الجنايات الدولية سوف تطلب الأردن للمحاكمة ،ليس لذنب إقترفه إلا لأنه سمح للرئيس السوداني عمر البشير بدخول أراضيه لحضور القمة العربية في شهر آذار المنصرم،وبذلك تكون هذه المحكمة قد كشفت عن نفسها وأماطت اللثام عن مهمتها ،وهي تنفيذ أجندات القوى العظمى ومن يدفع أكثر ،ويقيني أنها ضربت عصفورين بحجر واحد ،إذ لبت رغبة الولايات المتحدة الأمريكية وأرضت أباطرة البترو-دولار الذين كرسوا أنفسهم ودولاراتهم للتخريب أينما تطلب الأمر الصهيوني وخاصة بعد بزوغ فجر صفقة القرن .
أسئلة كثيرة تدور في الذهن ،لكن الجواب واحد ووحيد وهو أن الأردن هذه الأيام مستهدف من قبل حلفائه الأقربين والأبعدين لأنهم إتفقوا عليه ،بسبب وقفته ضد مشاريعهم العبثية وإمتلك جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين الجرأة المعهود وقال لا ،رغم ما عرض عليه من إغراءات رفضها لأنه أراد الموقف قبل المكسب.
كان مطلوبا لمن سعى وراء هذا القرار الكثير من الأردن وحاليا فإن المطلوب منه الإنسحاب من المشهد السياسي وحتى التنازل عن الولاية والوصاية الهاشمية عن المقدسات العربية في القدس المحتلة ،لأن اللاعب الغشيم الجديد قد أماط اللثام عن وجهه ودخل الساحة بعد أن إشترى مواطيء قدميه بالمليارات ، وتحالف مع الأفاعي والثعابين ، وربما يرغب بتجربة الرقص على رؤوس الأفاعي كما فعل حليفه علي عبد الله صالح الذي لدغته أفاعيه إنتقاما منه لأنه رقص فوق رؤوسها .
خاب ظنهم وفشل مسعاهم لأن الأردن ليس كما يظنون من الدول ذوات الوزن الخفيف ،فقراء نحن نعم ،والأردن دولة صغيرة ولا نجادل في ذلك ،لكننا نسبب عسر الهضم سلفا لمن يفكر في إبتلاعنا ، وأول ومضة أطلقها جلالة الملك عبد الله الثاني زيارة أنقرة ومن بعدها زيارة بروكسيل حيث مقر الإتحاد الأوروبي ،وحصل على دعم وتاكيد يوزنان بالألماس ودون أن يقدم الرشا بالمليارات كما يفعل الآخرون ،وأكدت له السيدة مورغيني أن الإتحاد الأوروبي يقف ضد قرار ترامب ويرفضه ،وهذا يعني أن الأردن مصان من العبث .
لم تتخذ محكمة الجنايات الدولية التي يليق بها وصف المحكمة الورقية بمفردها ،بل هناك من أوحى لها إما بجبروته أو بهباته وعطاياه ،ولكن فقهاء القانون حسموا الأمور منذ القدم بقولهم انه لا توجد هناك جريمة كاملة ،فالمحكمة الدولية وبسبب عمى الألوان الذي أصابها وشل حركتها ورماها في حضن الإنتقائية ،ولهذا إختارت الأردن فقط لمحاكمته لأنه إستقبل الرئيس السوداني البشير مع أنه زار الرياض وعواصم عربية واجنبية اخرى أيضا ،لكن هذه المحكمة الورقية التي يعبث بها الجناة أنفسهم عميت وإختارت الأردن لمعاقبته ليس إلا ،وقد أحسن السودان صنعا عندما رفض قرار الجنائية الدولية بإحالة الأردن لمجلس الأمن.
قلنا سابقا أن هناك هجمة على الأردن من قبل حلفائه السابقين الذين طعنوه في ظهره وتحالفوا مع مستدمرة إسرائيل،وقاموا بمحاصرته ماليا لإجباره على العودة مرة اخرى لبيت الطاعة ،وهناك أيضا هجمة لا تقل شراسة عن الهجمة التي يتعرض لها الأردن ،موجهة نحو السودان ورئيسه عمر البشير ،وأولى حلقات الرقص قيام البشير بإستدعاء الصين إلى السودان وإستخراج النفط السوداني الذي لم ترغب امريكا بإستخراجه بعد إكتشافه ،وظنت أن إحدا في الكون لن يستطيع إستخراج هذا النفط .
قاموا بحصار السودان وقصف بعض مناطقه لمعاقبته وإذلاله ،لكنه ذلّهم بطلبهم إستثناء مادة الصمغ العربي الذي ينتجها السودان من الحصار ،وعموما فقد تم قبل أيام رفع الحصار الأمريكي عن السودان بعد معاناة إستمرت لعشرين عاما،وقد مورست على الرئيس البشير ضغوطا متنوعة ، منها الضغط عليه للتطبيع مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيوينة الإرهابية ،وكان الوسيط الأكبر صاحب صفقة القرن ،ولكن الخرطوم أبت الخروج من تحت عباءتها العربية رغم ما قدم لها من إغراءات ،ناهيك عن موقف السودان من كارثة الخليج ، وتهديده بالإنسحاب من التحالف "العربي"في اليمن الذي أنيطت به تدمير ما تبقى من اليمن لأنه أصل العرب.
ليس هكذا تورد الإبل ،هذا ما تود قوله لحلفاء الأردن الأقربين ،اما حلفاؤه الأبعدون فنحن نعرف مواقفهم مسبقا ،وقد إتسمت العلاقة الأردنية الأمريكي بالجزر والمد وكانت جزرا في معظمها ،وكم حوصر الأردن ماليا إبان عهد الراحل الحسين ،ومع ذلك رفض الإشتراك معهم في حلف حفر الباطن ضد عراقنا الأشم ،ودفعنا الثمن ولسنا نادمين .
نجح الأقربون في إسقاط الدول العربية الكبرى من خلال الرشا وضعف الحكام ،ولذلك نرى ما نرى من إنبطاحات أكدت لنا عدم وجود مرجعيات قومية لنا ،لكن هؤلاء الراشون لشراء دور الإمبراطور ولو على حساب الكرامة والمباديء، لن يتمكنوا من شراء الأردن ،لأنه موقف يصعب على البعض إستيعابه.
أختم أن التاريخ لا يشطب هكذا بجرة قلم إلا إذا كان مزورا ،أما الهاشميون فهم سر الله في الأرض والسماء ،فهم سادة قريش ومنهم خرج النبي العربي الأمي الهاشمي محمد صلى الله عليه وسلم، يحمل الرسالة الخاتم وقد ربط برحلته فوق ظهر البراق بين الحجاز وفلسطين وأجنادها كالأردن ،وهذا ما يجعل التآمر على القيادة الهاشمية عصيا على التنفيذ ،وليس ذنبنا أن الآخر هو الطاريء وسيزول قريبا بإذن الله.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحل في الرياض
- قنابل كوريا وكوبا والعرب
- قرار ترامب..هلا بالخميس؟؟؟!!!!
- ترامب يبيع القدس بكرسي البيت الأبيض
- الملك عبد الله الثاني في أنقرة..هل وصلت الرسالة ؟
- قمة الكويت الخليجية ..دول الحصار خيّبت آمال شعوبها؟؟؟!!!
- سياسيون وأكاديميون يدعون لتوحيد الجهد العربي في مواجهة التحد ...
- الشاعر الاردني محمد خضير يرد على من اساء للفلسطينيين: رداً ع ...
- القدس عاصمة ل-إسرائيل-؟؟!!
- ويل للمطبعين
- -قعدة ع الرصيف- تناقش قضايا هامة
- العرب يمكّنون -إسرائيل-في الإقليم
- -العربية-لحماية الطبيعة ..خندق مقاومة محصن
- ظاهر عمرو:عزوف المواطنين عن الأحزاب بسبب مللهم من السياسيين
- -قعدة الرصيف- على أنغام فيروز وبحضور الأب نبيل حداد
- رسالة العار ..وثيقة الخيانة من الجبير إلى محمد بن سلمان ..ال ...
- -العربية لحماية الطبيعة-....محطات على طريق المقاومة
- التطبيع السعودي –ا لإسرائيلي بين العداء لعبد الناصر وإيران
- الطراونة:المشهد الأردني يمتاز بوجود إرادة سياسية تؤمن بحقوق ...
- مملكة خيبر تزول


المزيد.....




- ضابط روسي: تحرير -أوليانوفكا- ساهم بانهيار خط دفاع أوكراني ب ...
- تصريح غريب ومريب لماكرون عن سبب عدم فرنسا من مشاركة إسرائيل ...
- طهران للوسطاء: لا تهدئة قبل استكمال الرد الإيراني على إسرائي ...
- فيديو.. الأمن الإيراني يطارد -شاحنة تابعة للموساد-
- إسرائيل تقلص قواتها في غزة لأقل من النصف.. ما علاقة إيران؟
- إسرائيل.. ارتفاع عدد القتلى بعد انتشال جثتين من تحت الأنقاض ...
- -منتدى الأعضاء السبعة-.. متى وكيف قررت إسرائيل ضرب إيران؟
- فيديو.. قتلى ومصابون في هجوم إيراني جديد على إسرائيل
- فيديو.. صاروخان إيرانيان يشعلان النار بمحطة طاقة في حيفا
- تقرير -مخيف- عن الدول التسع المسلحة نوويا.. ماذا يحدث؟


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - -الجنائية الدولية- بين عمى الألوان والإنتقائية الموجهة..الأردن نموذجا