يسرى الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 5739 - 2017 / 12 / 26 - 11:20
المحور:
الادب والفن
في الغِّياب !
تموتُ الحَّياة
ولا يبقى معنىً لـ أيِّ شئ
حيّثُ يغدو القادمونَ كـ الذاهبين
والجالسونَ كـ النائمين
حياةٌ مُملّة وشعورٌ مُعدم !!
في الغِّياب...
نتظاهرُ دوماً بـ أنّنا أقوياء
بيّنما قِوانا في الحَّقيقةِ
أوهَن من بيّتِ
العنكبوت
كيّف لا ونحن نستمدّ القُّوةَ
مِنْ تواجدِهم
في الغّياب...
حياةٌ بائسة نسير فيها
نحو المجهول
عينانِ بـ لا ضوء
وآخرُ ما رأت ملامحَ مَنْ تُحبّ
وأُذُنانِ
لا تسمعانِ شيئاً سِوى
زمهرير الشَّوق
ولساناً
مِنْ فرط موتِ الكلمات
باتَ أبكماً !!
في الغِّياب...
تتبعثرُ الرَّتابة وتطغى مشاعرَ البؤسِ
فينا والكآبة
ويقضّ السهاد مضاجعَ الوَّسَنْ
وتُسْرَقُ الأحلام
ويُصبحُ شُغلنا الشَّاغل
دراسةَ الذكريات
في الغِّياب...
ليست المُشكلة في غِيابهم هي الغِّياب !
بل هي في إنّهم لا يُدركون
ما يتركهُ غيابُهم
مِن آثارٍ
على تقاسيمِنا وأفئدتِنا
هُمْ لا يشعرون
كَمْ يعتصرُ الحَّنينُ قلوبَنا
ويلوِها بـ صمتٍ مُؤلم
سيّدي الغِّياب...
ليّتكَ تُخبرُهم ماذا يفعل بنا غيابهم !!
قبلَ أن يأتيَ يومٌ نموتُ فيه كَمِدَاً
دون أن يشعرون !!
#يسرى_الجبوري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟