أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيمون خوري - إنتظرنا - ذوبان السكر - ؟؟















المزيد.....

إنتظرنا - ذوبان السكر - ؟؟


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 5729 - 2017 / 12 / 16 - 18:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتظرنا " ذوبان السكر " ؟!
سيمون خوري :
مثل الفيلسوف " هنري برغسون " 1859- 1941 انتظرنا نحن ايضا " ذوبان السكر " لكي نحكم على الأفعال بنتائجها. رغم أنه لدينا مثل شعبي مشابه يقول : " ذاب الثلج وبان المرج " .
وهكذا ، منذ اللحظة الأولى التي رفع بها سيد البيت الأبيض شعاره الشهير، مترافقاً مع " سبابته " اليمنى ..
" أمريكا اولاً " .. ادركنا ، وفق اطروحات عالم النفس الشهير " سيغموند فرويد " طبيعة المأزق " العنصري، " الذي أنعطفت نحوه السياسة الخارجية والداخلية معاً . لدولة يعتقد أنها قامت على أساس أنها وطن كل المهاجرين ، وليس فقط أبناء " سكوتيا " . رغم أننا هنا لا نود فتح ملف المهاجرين " البيض " البريطانيين ، وكيف جرى بيع بعضهم في صفقات " الرق الزراعي " . وليس فقط الافارقة السود أو الصينيين ، والهنود . وشكلت " بريطانيا العظمى " في حينها ، أكبر مصدر للرقيق على صعيد دولي . قبل و أبان فترة الحرب " الأهلية " بين الشمال والجنوب المعروفة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية. ولا نود الحديث عن عمليات " التطهير " العرقي والإبادة بحق سكان أمريكا الأصليين . وهي عمليات مشابه لممارسات سلطات الإحتلال في فلسطين . وبطبيعة الحال إذا جرى تشريح هذا الشعار فسنكتشف الجذور النازية له . وهو نفس الشعار " الآري ..ألمانيا أولاً " . الذي دفعت " أوربا والعالم " ثمنا باهظا لتطبيقات هذا الشعار العنصري. والعالم ليس بحاجة الى حرب جديدة بناء على اساءة مبدأ استخدام القوة ، والتعدي على الديمقراطية.
على كلا الحالات ..
مبدئياً ، من حق أي دولة أو رئيس أن يرفع شعاراً من هذا النوع ، بما يضمن مصالح شعبه وبلاده . ولكن ليس من حقه تقريرمصير شعوب بلاد الأخرين وأنظمة حكمها . ومن حقنا رفع شعار مماثل " فلسطين أولاً " وقياساً عليه من حق " السلطة الوطنية الفلسطينية " أياً كانت التعامل بالمثل . لماذا .
" فلسطين أولاً " ليس من موقع عنصري ، بل من موقع اخلاقي . ولا أعتقد أن الأخلاق بحاجة الى وحي
" إلهي " . من موقع حان الأوان لصحوة ضمير هذا العالم الذي أسكرته تحالف الأديان مع الأستبداد السياسي عبر التاريخ .
ببساطة ، تحملنا " الصمت غير العقلاني " للعالم ، طيلة عقود من الزمن على إستمرار الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين .؟ التي ورد اسمها في " التوراة " فلسطين الكنعانية.. بهذا الأسم . وليس باسم أخر .
وراهن الشعب الفلسطيني، ومعه أحزابه بكافة أطيافه وقواه السياسية . على " انسانية " الولايات المتحدة ، وإمكانية قيامها بدور وسيط " السلام " المحايد . في مفاوضات سلام او اجبار الاحتلال على وضع حد لبرامج الاستيطان التوسعية . لكن خضعت الادارة الإسرائيلية لمشيئة اقصى اليمين العنصري " التلمودي " ومعها الإدارة الأمريكية . وبطبيعة الحال وبما أنه هناك علاقة بين الأفعال ونتائجها ، فقد تحولت الأرض الفلسطينية الى بؤر من المستوطنات السرطانية ..
وبات الحديث عن دولة فلسطينية مستقبلية ، بنظر " تل أبيب " ينحصر في حصول الفلسطينيين على اعتراف الإحتلال ، بولايتهم على المساحة الصغيرة المتآكلة و المتبقية من مفاوضات " أوسلو " وغيرها .
هذا المخطط التدميري ، الإستيطاني لآفاق قيام دولة وطنية فلسطينية مستقلة ، وعاصمتها القدس الشرقية . فرغ قضية المفاوضات من مضمونها ، وحولها الى عملية عبثية. مستثمرأ الزمن لصالح تكثيف الإستيطان وتحويله الى أمر واقع ... فعندما تدمر مرتكزات السلطة وهياكلها ، فضلاً عن إقتصادها ، وضعف إمتلاكها لأدوات الحكم والسيطرة الضعيفة على مواردها وبنيتها التحتية ، ففي هذه الحالة تفقد القدرة على الوفاء بالتعهدات التي تنطوي عليها عملية المفاوضات . أو تلك التي تتمخض من المفاوضات . لم يعد هناك ما يمكن ان تتنازل عنه ... وهذا ما سعت اليه سلطات الإحتلال . إضافة الى حالة الإنقسام الكارثي في صفوف الحركة الوطنية الفلسطينية . ووضع عربي مفكك لا يراهن عليه . وهيئة أمم عاجزة على تنفيذ قراراتها الشرعية . ووصلت الأمور الى طريق مسدود أكبر من الجدار " العازل ".
يذكرالكاتب " نعوم تشومسكي " الناقد الأكبر للسياسة الخارجية الأمريكية في كتابه " الدول الفاشلة " الحادثة التالية ، كمثال حول قضية المستوطنات . يقول :
" عندما جرت عملية إجلاء المستوطنين عن مدينة " ياميت " في سيناء المصرية في 1982 ، وصفها الصحافي الاسرائيلي " امنون كابليوك " في صحيفة " هآرتس " بانها واحدة من اكبر عمليات غسيل الدماغ التي قامت بها الحكومة الاسرائيلية ، لاقناع الشعب بانه تعرض الى " صدمة قومية " وكان الغرض منها خلق اجماع قومي ، معارض لاي انسحابات اخرى من المناطق المحتلة . وقال الجنرال " حاييم ارينز " الذي قاد عملية الاجلاء ان كل شئ كان مخططا له ، ومتفقا عليه وطلب من المستوطنين ابداء شئ من المقاومة " ؟؟! "
مشكلة المستوطنات كانت دائماً بنداً رئيسياً على طاولة المفاوض الفلسطيني ، دون حل . في مفاوضات " أوسلو وكمب ديفيد وفي كافة المفاوضات المارثونية ، دون نتائج . وكابد الفلسطينيون بصمت دولي الوحشية والاذلال،على حواجز المرور ونقاط التفتيش ومصادرة وهدم المنازل . بينما لم تتجاوز ردود الفعل الدوليه اكثر من بيانات إدانة تحافظ على مصالحها مع دولة الاحتلال.
وراهنا أيضاً حتى على " إنسانية " الخصم المحتل ، بإعتباره تعرض لعملية " إبادة " من قبل النازية . بيد أن المحتل تحول بدوره الى نازي أخر . وكنا نحن كشعب فلسطيني " الضحية الحقيقية " للنازية . فقد دفعنا ثمن أخطاء " هتلر " وسياساته العنصرية . وثمن سياسات الإحتلال البريطاني الذي قبض ثمن وعده بإقامة وطن قومي نقداً وعداً. وحال دون إفلاس بريطانيا العظمى في العام 1917.
كذلك دفعنا ، ثمن الفرصة التي سمحت لبلدان العالم الصناعي الصاعد أنذاك بالتخلص من " شيلوك المرابي " الذين ينتمي الى عصر الإقطاع ، وتهجيره الى وطن الأخرين . بعد أن جرى شطب فكرة وطن قومي في أوغندا وقبرص ، في المؤتمر السابع للحركة الصهيونية ، واستقر الرأي على فلسطين .ومعها بدأت عجلة أو ميكانيزم ترسيخ ثقافة مزيفة ،هدفها تبرير الإستعمار والإستيطان ،بغطاء ميثولوجي وأساطير لاتملك برهانها .
ترى هل علينا الأن أن ندفع مزيداً من الفواتير ..؟!
أرض فلسطين الباقية ، تحولت بفعل جرارات الإحتلال، وقطعان المستوطنين الى كانتونات غير قابلة للعيش . حتى المياه جرى سرقتها ..؟!
ثم ماذا بعد ؟؟
هناك شئ واحد بقي غير قابل للسرقة ، وهو عضونا التناسلي ...؟ فنحن بطبيعة الحال معادين للعالم البيولوجي " مالتوس " . ومع تحسين النسل وتخصيب العالم . ولا نعاني من عقم ثقافي، أو عنصرية ثيوقراطية . فلسطين وطن تاريخي ، ننظر الى الأمور من موقع أهمية الحفاظ على الإنسان وروح المحبة الكامنة فيه.
إخراج المنطقة من أزمتها الراهنة تتطلب أحد حلين تاريخيين . إما دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية . أو دولة ثنائية القومية ديمقراطية. تؤسس لمصالحة تاريخية مع الماضي والمستقبل . وبعيدأ عن كافة أشكال الهوس " الديني " والثيوقراطي . تجربة " جنوب أفريقيا " التي وضعت حدأ لنظام " الأبرتهايد " .
وحتى تحقيق هذا الحلم الإنساني والأخلاقي ، فإن الحالة الفلسطينية مدعوة لتصويب وضعها وإعادة النظر في كيفية الحفاظ على الحقوق الوطنية ، وصيانة المستقبل الديمقراطي للشعب الفلسطيني .
وعلى سلطات الإحتلال أن تدرك أن وجودها في المنطقة ، رهن بموافقة الفلسطينيين وليس إعتماداً على مبدأ القوة . أو الجدار العازل العنصري ، والبندقية لا تمنح حاملها الشرعية السياسية ، والقانونية ، ولا الأخلاقية بطبيعة الحال .
وعلى الجانب الأخر ، يبدو أن العالم مدعو لخوض معركة ضد " جنون العظمة " السياسية ، وذلك
" الإنتفاخ النرجسي " . الذي شكل حالة مرضية لنوع جديد من " الشيزوفرينا " السياسية ، ليس فقط في الشرق الأوسط، ، بل وفي علاقاته مع بلدان اخرى . وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤلياته الأخلاقية والسياسية . لأن قرار " ترامب " ببساطة يعتمد على بديهيات مفقودة من التاريخ . وإذا كان البعض لايدرك الفارق بين المعارف العامة وبين الحقائق ...فما عليه سوى إنتظار رحيل " الرئيس ترامب " لكي يرحل معه الى أرشيف الرؤساء. مشكلتنا ليست ذات طابع ديني .. بل هي مشروع المستقبل السياسي للشعب الفلسطيني والأسرائيلي معاً . ووضع حد للعنف والدماء والفوضى المدمرة وليست الخلاقة على طريقة " بوش الصغير " .
وبعد أن " ذاب السكر " هل حريتي معدومة ... وحرية الآخر لا نهائية ؟؟!
يبدو لي فعلا، على رأي " لامارك " الفرنسي أن عنق الزرافة قد طال أكثر مما يجب..؟!



#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وعد بلفور..الى وعد ترامب .
- لموتي القادم ..أغني ..؟
- أثينا ..فجأة ابتلع الشتاء الصيف ..!؟
- لصوص الزمن ..
- أهلاً .. يا ضناي .
- هل انتهى الفرح من العالم
- إنه ..القطار ..؟
- الربيع ...ومواسم أخرى
- سفر التكوين السوري
- عام أخر من القلق / والخوف والمرض والغرق
- بعد عشرين عاماً ..؟
- انتصار لليونان ..ورسالة للإتحاد الاوربي .
- أثينا ..صداع أوربي مزمن ؟!
- أنكرني الصباح ..؟
- معطفي الأزرق .
- صقيع ..وصمت .
- على رصيف ميناء غريب
- مياو...مياو / مياو..ووو ووو
- مريم ...ستنتظر المسيح / عند باب المدرسة في غزة ..
- عندما يفقد / الموت قيمته ..؟!


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيمون خوري - إنتظرنا - ذوبان السكر - ؟؟