أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جودت شاكر محمود - قريتي والعولمة














المزيد.....

قريتي والعولمة


جودت شاكر محمود
()


الحوار المتمدن-العدد: 5716 - 2017 / 12 / 2 - 11:57
المحور: الادب والفن
    


قالوا...عالمنا تعولم
وأصبحنا قرية صغيرة كأنها فُله
يا سادتي...
في قريتي زمانٌ كنت أحب النخلْ
وماء النهر... واللعبُ مع الصغارِ كرة السلةْ
وإذا مرضتُ..
تأخذني أمي إلى رجلٍ وقور ٍ
يسكن في جوارنا.. اسمه المُلاْ
يقرأُ على رأسي..
أدعية تشفيني من سقمي ...والعلةْ
في قريتي ...
ما يُشترى ويباعُ.. فهو قله
فكل شيء يُعطى دون منهْ
قريتي...أسواقُها مليئةٌ بالغلةْ
يتساوى فيها الكوخ والقصر والفله
في قريتي كان الله يزرع المحبة
لا يزرع الموت والغلْ
كنا حين نعوم في النهرِ
لا فرق بين ذكر وأنثى... أو شيعة وسنه
كنا لا نعرفُ شيئا عن الدين والمذهب والملةْ
فأهلنا في القريةِ أخوان... وخله
وجاءت العولمةٌ ...
وغيرت عالمي كله
فأخي لا أراه أو أسمع له...
إلا عند كل ضيق وشده
يُرسلُ صباحات ومساءات بين مدة ...ومده
وأصدقائي كُثرٌ...لا أحفظُ أسماءهم
بعد أن كانوا عمرٌ وعليٌ وحناْ
حتى أنا في داري
لا أرى أبنائي ..أو يجلسوا معي
ولا يحدثوني عن ما جرى ويجري
في عالمي كله
وفقد الإنسانُ فيها ...إحساسه.. وظلهْ
وكل شيء أصبح له شريعة ومله
في عالمي كل شيء أصبح سلعة
يباع ويشترى مفردة وجمله
قيمنا... أخلاقنا...
يا سادتي...
أصبح لها ثمنٌ وعمله
في قريتي...
في سالفِ الأزمانْ
كُنا نُزينُ الشوارع والأبواب...
بالأفراحِ والأعيادِ والألوان ْ
واليوم حياتنا تملؤها الآلام والأحزانْ
كنا.. نصحوا على فيروز بعذبِ الألحانْ
واليوم صوتها بدعة ٌ ورجسٌ من عملِ الشيطانْ
ماذا جرى ؟
وأنهدت الأفلاكُ والأكوانْ
وأصبح بعضنا لبعضنا في قلبهِ شَنَآنْ
وكلُ شيء أصبح له أسعارٌ وأثمانْ
حتى الرحمة في عالمي...
أصبحت.... تُباع ُبالمكيالِ والميزانْ
يا ليتني عودُ.. ولو.. لمرةٍ... لقريتي
واسترجعُ طفولتي... وأحبتي
فعولمتي.... يا سادتي
هي حبي لبني الإنسان ْ
لا فرق في جنس ٍولا شكلٍ ولا.. ألوان و أديانْ
فكلنا في رحلةٍ...
لكنها يا سادتي بالمجان ْ



#جودت_شاكر_محمود (هاشتاغ)       #          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تانتالوس
- رحلة إلى عالمها
- همسات من عالم متغير
- تساؤلات غبية
- الفراشة الأخيرة:
- الفراشة التاسعة والعشرون:
- الفراشة الثامنة والعشرون:
- الفراشة السابعة والعشرون:
- الفراشة السادسة والعشرون:
- الفراشة الخامسة والعشرون:
- الفراشة الرابعة والعشرون:
- الفراشة الثالثة والعشرون:
- الفراشة الثانية والعشرون:
- الفراشة الواحد والعشرون:
- الفراشة العشرون:
- الفراشة التاسعة عشر:
- الفراشة الثامنة عشر:
- الفراشة السادسة عشر:
- الفراشة السابعة عشر:
- الفراشة الخامسة عشر:


المزيد.....




- فن الشارع في سراييفو: جسور من الألوان في مواجهة الانقسامات ا ...
- مسرحية تل أبيب.. حين يغيب العلم وتنكشف النوايا
- فيلم -جمعة أغرب-.. محاولة ليندسي لوهان لإعادة تعريف ذاتها
- جدل لوحة عزل ترامب يفتح ملف -الحرب الثقافية- على متاحف واشنط ...
- عودة الثنائيات إلى السينما المصرية بحجم إنتاج ضخم وتنافس إقل ...
- الدورة الثانية من -مدن القصائد- تحتفي بسمرقند عاصمة للثقافة ...
- رئيس الشركة القابضة للسينما يعلن عن شراكة مع القطاع الخاص لت ...
- أدب إيطالي يكشف فظائع غزة: من شرف القتال إلى صمت الإبادة
- -بعد أزمة قُبلة المعجبة-.. راغب علامة يكشف مضمون اتصاله مع ن ...
- حماس تنفي نيتها إلقاء السلاح وتصف زيارة المبعوث الأميركي بأن ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جودت شاكر محمود - قريتي والعولمة