هيام محمود
الحوار المتمدن-العدد: 5715 - 2017 / 12 / 1 - 15:43
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ملاحظة قبل البدء : لماذا هذه "اللّهجة" ؟ .. أكيد أنها ليستْ من باب "خالفي تُعرفي" لكن من باب "هذه أنا دون تجميل" ؛ أرى أنّ الإختلاف جميل و "الوداعة" صادقةً كانتْ أو مصطنعةً موجودة بكثرة فلتكن هذه "اللهجة" من باب "التنويع" حتى لا يضجر القراء , أيضا من باب "الصّدق" و "تسمية الأشياء بمُسمّياتها" , ولتكن أخيرا من باب "حريّة التّعبير" التي هدفها القطع جملة وتفصيلا مع البداوة وهذا "القطع" ليس شأن مجتمعات بل شأن أفراد "حصرا" وهؤلاء الأفراد هم هدفي ولن أُخفي أملي في أن يكون بينهم نسبة كبيرة من النساء : أرجو ذلك ! ..
محاور كثيرة موجودة في الموقع وهي تغطّي تقريبا كل ما "يلزم" للنّهوض بمجتمعٍ يرضخ تحت نِيرِ الإستلاب والتجهيل والتدجين , الملفتُ للنظر والذي يُحسب لهيئة الحوار - وهي يسارية - وجود محورين : الأول لنقد عمل مؤسسة الحوار والثاني لنقد الشيوعيّة واليسار , والذي يدعو الجميع إلى نقده في "عقر داره" لا يمكن أن يكون "بدويًّا" . أيضا وجود محاور كثيرة مُخصَّصَة إلى المرأة دفاعا عن حقوقها ودَفْعًا لكل المظالم عنها . رسالتي هذه إلى هيئة الحوار وعبرها إلى القرّاء , إعلام بـ "وجود" والرسالة تقول : "أنا لستُ "مثليّة" لكنّي أحبّ إمرأة وأنا موجودة" , فقط .. ورجائي ممن سيقول الآن "ثم ماذا ؟" أن يركّز معي قليلا فأبسط الأمور والتساؤلات تستطيع هدم أوهام يؤمن بها المليارات , مثلا هذه الملاحظات البسيطة التي لوحدها تستطيع إخراج كل نساء الأرض من سجون الأديان والآلهة : لماذا لا يحيض الرجال ؟ لماذا لا يحملون ؟ لماذا لا يلدون ؟ لماذا لا يرضعون ؟ ومن وضع هذا "النظام" ؟ هل هذا "عدل" أم جنون ؟ , مهما كذبتِ وكذبوا عليكِ لن تجدي إلا هذا الجواب : هو كده ! وهو جواب يستوجب منكِ ذرة عقل فقط لتتخلصي من خزعبلات صدقها مليارات البشر طوال تاريخهم المُزْرِ ولا يزالون ..
المفاهيم الجنسية البدوية قسّمت البشر إلى "ذكور" و "إناث" واعتبرتْ ما عدَا ذلك "بشرًا مُشوَّهين" و "غير طبيعيين", فأنت عندما تولد يجب عليك أن تكون إمّا "ذكرًا" أو "أنثى" وإذا كنتَ "بين بين" يجبُ أن تُعاد غصبا عنكَ إلى "حظائر" الجنس "الطبيعي" لأنّ المجتمع يريدها هكذا والمجتمع بنى قيمه المُهترئة على ترّهات الدّين الذي جاء به شوية بدو بدائيين ؛ المسألة هنا ليست تفسيرات علمية باتتْ معروفة لكن حياة بشر يُرفضون يُضطهدون وإن لم يُقتلوا ينتَحِرون في كثير من الأحيان فقط لأنّهم لا ينتمون إلى حظيرة "العادي" أو "الطبيعي" وصُنّفوا "شواذّا" أو "مُشوّهين" . هؤلاء فيهم من يقبل جسده كما هو ويريد أن يعيش به كما هو في سلام فهل يحق له ذلك ؟ هؤلاء فيهم من يرفض جسده إما إذعانا لثقافته الدينية الموروثة أو غير ذلك بناء على رغبة تخصه فهل يحق له أن "يتحوّل" في سلام ؟ .. جوابي نعم ومليون نعم وعلى من يزعم التحضر والعلمانية أن يقبل هؤلاء ويساعدهم ليكونوا كيفما أرادوا هم , قبول هؤلاء أمر "شخصي" و "ثقافة" بعيدة عن مجتمعاتنا اليوم : أنتَ وأنتِ طليعة هذا المجتمع , أكنسا بقايا الثقافة البدويّة الدينية من عقولكما وكونا سندا لبشر مثلكما لا ذنب لهم في عمل جيناتهم وهرموناتهم , ثم من يدري ربما الأمر يهمّكما مباشرة يوما ما فـ "تُرزقان" إبنا أو إبنة "بين بين" ..
هذه المفاهيم البدوية الجنسية وبتقسيمها للبشر "ذكورا" و "إناثا" ( فقط ) , وبما أنّها موروثة من الثقافة المنحطّة لأولئك البدو والتي تقول أن "العادي" هو علاقة "رجل" و "إمرأة" ويكون الهدف "أطفالا" , حكمتْ بـ "الشذوذ" على كل "شعور" أو "علاقة" خارج هذه المنظومة وذلك أصل تجريم المثليّة الجنسية واعتبارها "شذوذا" و "انحرافا" و "مرضًا" : وفي تجريمها أصلان , الأول أنه ليس علاقة بين "ثور" و "بقرة" والثاني لأن "إنتاج العجول" سيتوقف , وبالرغم أن "الإنتاج" اليوم مُتوفّر ولا يتوقّف عند أعداد كثيرة من المثليين إلا أن الرفض يبقى قائما والسبب الوحيد لذلك هو أن إله أولئك البدو قال أن "الصحيح" هو رجل وإمرأة أو "هو كده" !! ..
من العبث والإرهاب أن "يحتكر" أحد "الحب" من خلال هذه المنظومة "حصرا" أو يزعم أنه إمتلك "الحقيقة المطلقة" للحب لأن هذا "الحب" عند أغلب البشر ليس إلا جنسًا لـِ "إنتاج العجول" لا غير , ولمن سيزعم العكس أسأله : هل تستطيع الحياة مع إمرأة لاجنسية أو عاقر ؟ وأنتِ , كان "فحلا" قوته 1000 حصان ثم أُصيب بعجز ولا حظّ له في الهريسة , هل ستبقين معه ؟ أكيد هناك من سيقبل وهو حرّ في ذلك , والمشكلة هنا ليست في قبوله أو رفضه لكنّ المشكلة في زعمه أن "الطبيعي" هو علاقته هو / حبه هو وما عداه "شذوذ" . أرجو ألا يفهم من كلامي أني أقول أن علاقة رجل وإمرأة هي دوما جنس للإنجاب لكني أقول أن هذا هو الأصل البائس الذي لن يستطيع تجاوزه إلا من تجاوز مفاهيم أولئك البدو وأديانهم وثقافتهم ..
أيضا ولمن يزعم العلمانيّة ويرفض المثليين و "كل" حقوقهم : المشكلة ليست من "الصحيح" ومن "المخطئ" / من "الطبيعي" ومن "الغير طبيعي" ( ولمن سيركب حصان العلم هنا : غيِّره ) لكن هذا موجود وهذا أيضا موجود والأمر يخصّ بشرا هم "هكذا" وكفى ولا خيار إلا قبولهم كما هم خصوصا أنهم لا يضرّون أحدا بل فقط يطلبون أن يعيشوا في سلام كما يريدون هم لا كما يريد مجتمع متخلّف إلى اليوم يعتقد بترهات كمشة بدو , وكل الأكاذيب التي إلى اليوم تُردّد كون المثليين "بيدوفايلز" أو لا يصلحون لتأسيس "عائلة" وتربية "أطفال" كلّها أصلها تخاريف ديانة البدو العبرانيين وورثتهم لا غير ولا أساس لها من الصحة .
وبالمناسبة لتعرفوا الحقيقة البدوية المتخلفة لأدعياء العلمانية من المتديّنين اسألوهم عن رأيهم في حقوق المثليين "كلها" ودون إستثناء ورأيي الشخصي هنا : لا علاقة له بالعلمانية لو رفض عشر حق وليس حقا واحدا للمثليين لأنه "بلا عذر" وحججه الواهية لن تكون شيئا آخر غير ترهات دينه المتخلف , ولمن سيغتر بأسماء أو ألقاب أو معارف هؤلاء أقول أن المسألة لا علاقة لها بذلك كله بل فقط بثقافة قبول الآخر التي يجهلها هؤلاء ولو ملكوا الأرض وحصلوا على 1000 نوبل , رفضهم للمثليين "نقطة جوهرية" تكشف حقيقتهم البدوية الهمجية التي يخفونها فلا تغفلوا عنها , وكيف يكون علمانيا من يفرض على بشر "نوعا" ليس نوعهم وأنا لا أعلم بأيّ حق يجرأ هؤلاء على فتح أفواههم أصلا في أمر لا يعنيهم خصوصا أن المثلية ليست فكرا يُروّج له فيُخشى اتّباعه أو دينا يمكن إتباعه أو الإرتداد عن غيره إليه ؛ نعم ! الموقف من المثليين "كرت" مهم جدا لكشف كل أولئك العنصريين المتخلفين والإرهابيين الذين لا علاقة لهم بالشعارات الكبيرة الزائفة التي يرفعونها في كل مكان وهنا في الموقع بالأخص ليجدوا لهم مكانا مع الملحدين واللادينيين تحت عباءة "التنوير" : "خفافيش ظلام" اكشفوهم وأبعدوهم عنكم حتى لا يلوّثوكم بأوحالهم وأي وحل أقذر من أن أتسبّب في معاناة وربما قتل أخي الإنسان فقط لأن لونه كذا أو عرقه كذا أو .. هويّته الجنسية كذا ؟! .
ليلاحظ القارئ أن القصة هنا "جنس" إن كانا مغايران أو مثليان / مثليتان , الحب مع الجنس يؤسّسان "الزوج" بكل مفاهيمه ومتطلباته .. لكن ماذا لو لم يُوجد جنس أصلا ؟ هل يمكن الحديث عن حب في غياب الجنس ؟ ومن هنا يبدأ "بلاغي" , فالوهم الأكبر لا ينتهي بقبول المثليين بل بالنسبة لي يبدأ .. ورجائي مرّة أخرى أن يُفهم أن القصد ليس من الصحيح ومن الخطأ فلا وجود أصلا لهذا التقسيم إلا في الثقافة البدوية المتخلّفة التي أرى أنه يجب القطع معها نهائيا , وأظنّ أنّه قد فُهم أني أوجّه كلامي إلى "عِلْيةِ القوم" لا إلى رعاعهم , وأزعم أن "قمّة الهرم" لن يصلها أحد دون التخلّص من "كلّ" المفاهيم والعُقد الجنسية التي ورثناها كلّنا عن أولئك البدو وأديانهم . عِلية القوم أكيد لن يكونوا إلا العلمانيين متدينينا كانوا أو لادينيينا , والمتدينون العلمانيون كما تعلمون هم في الحقيقة أقرب إلى اللادينيّة منهم إلى الدين الذي ينسبون أنفسهم إليه .. ولمن سيرى كلامي "غرورا" خصوصا من المتدينين أقول : خدعوك فقالوا أنك "المختار" أو "الملح" أو "خير أمة" , شتان بين الحياة الكريمة التي أتكلم عنها وبين الموت الذي تدافع عنه شتان .
أريد هنا أن أتقدم بجزيل الشكر إلى المثليين الذين يُخفِّفون عني كثيرا من الآلام , فعندما "أُجنّ" عند طرح سؤال : كيف تؤمن النساء بأديان المهانة هذه ؟ أتذكر المثليين وأقول : هوني عليكِ فهناك من هم "أتعس" حالا من النساء ! فهذه الأديان إحتقرت النساء واستعبدتهن نعم لكنها على الأقل لم تأمر بقتلهن "لأنهن نساء" أما المثليون فأمرتْ بقتلهم ( فقط ) لأنهم مثليون وحكمت عليهم بـِ "الجحيم الأبدي" ( فقط ) لأنهم مثليون , غريب حقا كيف يوجد على الأرض اليوم مثليون يؤمنون بأديان تأمر ليس بالعنصرية ضدهم واضطهادهم فحسب بل بقتلهم والأغرب من ذلك كله كيف يدافع أولئك المثليون عن "إصداراتهم" من تلك الأديان بالكذب وليّ أعناق النصوص , غريب وعجيب ! لكن من حقهم أن يؤمنوا ومن حقي أيضا أن أقول ما قلتُ , فشكرا جزيلا لكم يا مثليون وهنيئا لكم بأديان البداوة والجهل والعنصرية والإرهاب و .. ( ملتقانا كلّنا في نار جهنم بإذن آلهتكم "آمين آمين" !! ) ..
يتبع ..
#هيام_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟