أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - أطفئوا مواقد الإرهاب والفتنة بدل صراع الكراسي!














المزيد.....

أطفئوا مواقد الإرهاب والفتنة بدل صراع الكراسي!


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1471 - 2006 / 2 / 24 - 11:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو الوضع العراقي، الشديد التشابك و"الخربطة" المأساوية، كلوحة سريالية معكوسة ومشوهة.
القتلى والجرحى يتساقطون يوميا بالعشرات، من عمليات إرهاب بعثية وزرقاوية متصاعدة، ومن عمليات خطف واغتيال في الظلام تمارسه بعض المليشيات، التي هي مسلحة وليست "منظمات مدنية" كما قال السيد رضا جواد تقي، القيادي في المجلس الأعلى. وبينما الإرهاب والقتل المضاد مستمران، نجد أن القيادات السياسية لم تستطع بعد تشكيل الحكومة، لأسباب من نزعات الهيمنة والتسلط عند البعض، وضعف الحسّين الوطني والديمقراطي عموما.
إن الاعتداء الأثيم والغادر على مرقدي الإمامين علي الهادي وحسن العسكري في سامراء، مفضوحة أهدافه وأغراضه للجميع، أي كمحاولة بربرية جديدة لإشعال الفتنة الطائفية. وسواء كان المنفذون من القاعديين أو من بقايا البعث أو من الطرفين، فإن العملية هي أخطر محاولة إجرامية تقع منذ سقوط صدام لدفع المجتمع والبلد نحو الصدام الطائفي.
إن من حسن الحظ أن القيادات الدينية الشيعية ورمزها آية الله السيستاني، والأطراف السنية الممثلة في الحزب الإسلامي العراقي وغيره، قد بادرت لقطع الطريق على دعاة الفتنة من القتلة الملوثة أيديهم بدماء الآلاف من العراقيين منذ سقوط النظام الفاشي.
إن القيادات السياسية تواجه صعوبات كبيرة للاتفاق، والائتلافيون يصرون على تولي أكبر المناصب التي تملك مفاتيح الأمن والنفط والمالية، بينما تصر أطراف وطنية أخرى على إبعاد المناصب الأمنية والدفاعية عن التحزب والتسابق الطائفي، فيما راحت الدول العربية تستقبل بأذرع مفتوحة السيد مقتدى الصدر، الذي صدر بحقه أمر قضائي في اليوم الأول من التحرير. وتلك أيضا من معجزات الغرائب والعجائب في عراق اليوم.
إن نداء السيد السيستاني لاستنكار الجريمة الكبيرة في سامراء مع تجنب العنف، موقف يلبي المستلزمات الدينية والأخلاقية والإنسانية، وهو من عدة نواح يصب في غدير الوحدة الوطنية، التي بدونها سوف نخسر كل ما تحقق من مكاسب، وستذهب دماء الضحايا وأرواحهم هدرا. إن مثل هذا الموقف النبيل والحكيم هو المطلوب من المقامات الدينية، بدلا من محاولات الأحزاب السياسية الدينية زج هذه المقامات الكريمة في دهاليز وتفاصيل العملية السياسية، كما يفعل الدكتور الجعفري والمجلس الأعلى. إن المجال السياسي الصعب والمعقد يشهد خلافات حادة وتضاربا في المواقف والآراء، وهو ما يجب تجنيب المراجع الدينية من زج نفسها فيها.
إن المأمول، وضحايانا تتكاثر كل يوم، ودعاة الفتنة المجرمون يواصلون عمليات الغدر الجبانة والوحشية، أن تفلح القيادات السياسية في الاتفاق على برنامج سياسي مشترك عاجل لتشكيل الحكومة على أساسه، وإنقاذ الوطن، بعيدا عن الطائفية ونزعات التسلط والهيمنة، والصراع المحموم على الكراسي.
نعم، نعرف أن الشارع العراقي يعاني كثيرا من عواقب الخراب الأخلاقي والسياسي والاجتماعي والفكري، الذي خلفه النظام الساقط، ونعرف أن الشارع يكاد يكون محتقنا طائفيا. وإذا عجزت النخب والقيادات عن ممارسة مهماتها في التوجيه، ورسم الطريق، والتوعية الصبورة والجادة للجماهير، فإنها ستحكم على نفسها بالفشل أمام التاريخ، وستتحمل هي مسؤولية أي خراب جديد والفوضى المستمرة، بدلا من الإصرار على الخطأ، والمكابرة ومحاولة إلقاء المسؤولية على الأمريكان، كما يفعل البعض. فبعد حوالي ثلاث سنوات من التحرير، وتجاوز الأخطاء الفادحة التي اقترفتها قوات التحالف في العراق، فإن مسؤولية إنقاذ العراق وشعبه اليوم تقع كلية على العراقيين أنفسهم، بالاعتماد على إسناد القوات متعددة الجنسية وتضحياتها، وهذه أولا هي مسؤولية النخب السياسية والفكرية والدينية، وكل في مجالها المستقل.
إن المزايدات السياسية والمذهبية، ومواصلة مغازلة العواطف الحامية للمواطنات والمواطنين الشاعرين بكل أنواع المرارة والإحباط، وبكل آثار الذل والتمييز الطائفي والتمييز العنصري لنظام صدام، هي سياسات خطرة جدا وتؤدي لكوارث جديدة.
وعسى أن نرى بداية فعالة لنهاية هذه



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آراء في صحف غربية عن الإسلام السياسي في الغرب..
- مواقف ووجهات نظر فرنسية.[2-2
- الحرب -الصليبية الجديدة!
- الغرب أمام التطرف والإرهاب الإسلاميين..
- نساؤنا وعام المرأة..
- عار العدوان على مسيحيي العراق
- والآن؟!
- ومن الفساد ما يُضحِك !!
- بين تصريح الحكيم والقنبلة الإيرانية
- تداعيات عام..
- وجهة نظر عن دور القيادات الكردية في الوضع العراقي الراهن
- الانتخابات بين النتائج البعيدة والأهداف... بين الأسلوب والمم ...
- خطاب من القلب للأخوين العزيزين مسعود برزاني وجلال طالباني ال ...
- فرص التعديلات الديمقراطية المدنية على الدستور العراقي
- الديمقراطية لا يبنيها غير المؤمنين بها حقا
- كلارك وجائزة نوبل وبينهما القاضي الدمث رزكار
- الوجود الأمريكي المرحلي ليس أم المشاكل!!
- العراق بين -القواسم المشتركة- والأحزاب الإسلامية
- في فرنسا أيضا: حكايات أخرى مختارة!!
- عودة للأحداث الفرنسية.. ليست -ثورة فقراء-!


المزيد.....




- بريطانيا: توقيف 200 شخص خلال تظاهرة تأييد لمنظمة -فلسطين أكش ...
- فرصة حزب الله التاريخية قد حانت
- 6 أسرار في -سيري- لم تكن تعرفها قبل
- محللون إسرائيليون: نتنياهو يعرف أن حماس لن تستسلم لكنه يحاول ...
- صحف عالمية: إسرائيل تنزف إستراتيجيا وخطتها للسيطرة على غزة و ...
- كيف توازن غرف الأخبار بين الحصول على التمويل واستقلالية التح ...
- لبنان يندد بتصريحات ولايتي بشأن سلاح حزب الله
- الجيش اللبناني يحذر من تعريض أمن البلاد -للخطر-
- الجيش الروسي يسيطر على -يابلونوفكا- ويسقط 475 مسيرة أوكرانية ...
- حماس تحذر إسرائيل من -مغامرة- احتلال غزة


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - أطفئوا مواقد الإرهاب والفتنة بدل صراع الكراسي!