أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزيز الحاج - عار العدوان على مسيحيي العراق














المزيد.....

عار العدوان على مسيحيي العراق


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1447 - 2006 / 1 / 31 - 09:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما جرت سلسلة اعتداءات على الكنائس والنساء المسيحيات السافرات عام 2004 نشرت في أكتوبر منه مقالا عنوانه "ظاهرة اضطهاد المسيحيين في العراق". وفي ختام المقال طالبت بمعاقبة المعتدين، ومحاسبة العمائم التي تعتبر غير المسلمين كفارا، مقسمين هؤلاء إلى "كفار كتابيين" و"كفار غير كتابيين". إن هذا التوصيف وهذا التصنيف لا ينفرد بهما فقه مذهب إسلامي دون آخر بل هناك إجماع الفقهين عليهما، مع اختلافات في أساليب التعامل وفق الظروف.
إن جميع أشكال التزمت الديني تتفق على ما مر. وفي سلسلة فتاوى لكبير فقهاء الشيعة كما اقتبسها مرة الباحث جميل صالح نجد التصنيف والتوصيف نفسيهما، ونجد اعتبار البدء بالسلام على الكتابي غير مستحب إلا لضرورة قصوى، والرد على سلامه لا يجوز إلا لضرورة وبعبارة "عليكم" فقط!
إن مدارس التزمت والتطرف الإسلاميين بنشرها هذه الثقافة الدينية، التي تصد عن الآخر غير المسلم، تتحمل مسؤولية كبيرة عن أية أعمال عنف تقترف اليوم تجاه المسيحيين والصابئة المندائيين في العراق؛ وإذا كان التطرف المرتبط بدوافع إشعال الفتن الطائفية وراء تفجير المساجد الشيعية، فإن مطاردة المسيحيين منذ لحظة سقوط صدام، وسلسلة الاعتداءات على الكنائس التي اقترفت أمس حلقة جديدة منها في بغداد وكركوك، تمت قبل كل شيء لبواعث الكراهية الدينية للأديان الأخرى.
على ضوء ما مر نفسر العدوان على الكنائس أمس [ 29 يناير] والذي من المرجح أن تعود مسؤوليته للزرقاوريين الدمويين؛ وعلى هذا الضوء نفسه نفسر ظاهرة محاصرة المسيحيين والمسيحيات خاصة، التي بدأها أعوان مقتدى الصدر في مدينة الثورة، وامتدت للبصرة حيث اضطر المئات من المسيحيين فيها إلى الهجرة منها.
لقد كتبنا عام 2004 معبرين عن القلق لضعف اهتمام المسؤولين والقيادات السياسية والدينية بالظاهرة برغم بعض الاستنكار العابر والباهت؛ وقلنا إن مجرد الاستنكار لا يكفي وإن كان مطلوبا ونافعا، بل لابد من تدابير حكومية صارمة لاعتقال ومحاسبة كل متهم بالعدوان وكل داعية في المساجد لتكريه وتكفير معتنقي بقية الأديان.
إن عددا من الكتاب العراقيين قد ذكّروا في مناسبات سابقة بدور المسيحيين في تاريخ العراق قديمه وحديثه، وكيف كانوا الأكثرية من سكان العراق قبل الإسلام وكانوا من بناة الحضارات.
كما لعب المسيحيون دورا هاما ورائدا في مجال الترجمة في العهد العباسي؛ وهل ننسى الدور العظيم للمترجم السرياني حنين بن إسحاق، الذي وصفه صاعد الأندلسي في كتاب "طبقات الأمم" بأنه "أحد أئمة الترجمة بالإسلام." وقال عنه الذهبي "إنه شيخ الأطباء في العراق." أما البيهقي فيقول "ولا توجد هذه الأزمنة بعد الإسكندر أعلم منه باللغة العربية واليونانية."
ونعلم أنه في العصور الحديثة لعب المسيحيون دورا كبيرا ورائدا في فتح المدارس العصرية منذ القرن التاسع عشر، وفي جلب المطابع وفي المسرح والفن والصحافة واللغة. أما في القرن العشرين، وخصوصا منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة، فقد كانت إسهاماتهم كبيرة في مختلف المجالات الحكومية والاقتصادية والأدبية والسياسية والتربوية والطبية والبرلمانية وغيرها. وعندما أرى اليوم كيف كانت نتائج الانتخابات بالنسبة للكلدو ـ أشوريين، [رغم أن انقساماتهم لعبت دورا سلبيا خطيرا]، فلا بد من ذكر أن البرلمان الملكي على علله وعيوبه كان يضم منذ الثلاثينيات الماضية ستة نواب مسيحيين دوما وهي الكوتا التي خصصت للمسيحيين. فكيف يجب أن تكون الحالة اليوم ونحن ندعي بناء الديمقراطية؟!
وظهرت شخصيات مسيحية بارزة في حياة العراق الحديث، من أمثال يوسف غنيمة وأنستاس الكرملي وعبد المسيح وزير وميخائيل عواد وبشير فرنسيس ويوسف سلمان وروفائيل بطي ومتي عقراوي وفكيتور عيسائي وعشرات آخرين.
ترى كيف انحدر مجتمعنا لهذا المستوى من التمييز الديني بعد أن كان نموذجا للتعايش والتفاهم بين الأديان والمذاهب والأعراق؟ وهل ننسى مشاركة الكثيرين من العراقيين في الاحتفال بأعياد الميلاد والعام الميلادي الجديد"؟ أو ننسى مشاركة القسس والحاخامين في مجالس التعزية بذكرى شهداء وثبة كانون الثاني 1948 وداخل المساجد بالذات؟ أو ننسى تعزيتهم للشيعة بوفاة المرجع الشيعي الكبير السيد أبي الحسن، حتى أنهم أقاموا مجالس عزاء خاصة بتلك المناسبة الحزينة؟
إن من أكبر الفضائح والجرائم الواقعة في عدد من الدول العربية ظاهرة التضييق والتمييز ضد الأديان الأخرى، سواء كانت عن الحالة المصرية مع الأقباط أو اضطهاد الجنوبيين واغتصاب نسائهم في السودان أو تضييق عدد من التنظيمات الدينية على المسيحيين والصابئة المندائيين في العراق، ناهيكم عن الدور الإجرامي الخبيث للزرقاويين، الذين يفجرون مساجد الشيعة كما الكنائس.
لقد آن الأوان للقيادات الوطنية العراقية، وبالخصوص العلمانية منها، ومن مختلف القوميات، أن ترفع الصوت عاليا لوقف الاعتداءات المتكررة على الأقليات الدينية وأن تبدي اهتماما استثنائيا بالقضية.
30 يناير 2006



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- والآن؟!
- ومن الفساد ما يُضحِك !!
- بين تصريح الحكيم والقنبلة الإيرانية
- تداعيات عام..
- وجهة نظر عن دور القيادات الكردية في الوضع العراقي الراهن
- الانتخابات بين النتائج البعيدة والأهداف... بين الأسلوب والمم ...
- خطاب من القلب للأخوين العزيزين مسعود برزاني وجلال طالباني ال ...
- فرص التعديلات الديمقراطية المدنية على الدستور العراقي
- الديمقراطية لا يبنيها غير المؤمنين بها حقا
- كلارك وجائزة نوبل وبينهما القاضي الدمث رزكار
- الوجود الأمريكي المرحلي ليس أم المشاكل!!
- العراق بين -القواسم المشتركة- والأحزاب الإسلامية
- في فرنسا أيضا: حكايات أخرى مختارة!!
- عودة للأحداث الفرنسية.. ليست -ثورة فقراء-!
- هل فضح التدخل الإيراني هو -إيران فوبيا-؟!
- صفحات عن بعض دعاة الإصلاح الديني: محسن الامين نموذجا
- بعد الاستفتاء وقبل الانتخابات 2/2
- وجهة نظر: بعد الاستفتاء وقبل الانتخابات1 2
- مرة أخرى عن بؤس السجال العراقي!
- كلمة خاطفة: عمرو موسى في نجدة البعث والزرقاوي!!


المزيد.....




- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزيز الحاج - عار العدوان على مسيحيي العراق