أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - إيجابات رفيق في زمن الخيانة ، في زمن الردع العربي















المزيد.....

إيجابات رفيق في زمن الخيانة ، في زمن الردع العربي


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 5700 - 2017 / 11 / 16 - 22:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا قالوا : متْ على صخرة الثورة ، أوْ تحول خفاشاً حقيراً ينعم بالحياة .
قلْ لهم : أموت ألف مرة .. فالموت في صفوف الثورة توهّجٌ وقهر للموت ...
يقولون .. تنشد شعرا ..... ؟
قلْ لهم ... هو الجرح شعراً يتكلم .
هو الشعر جرح يترنّم ....
وأزمة الجراح فينا ، بعدٌ ، لم تفطم .
يتألم الكادح وهو في القهر يتألم
يصمت .....
يبكي .....
يستغيث ....
يسقط في الطين .. ومن الطين والقهر يتعلم ....
يسألون .....
تحمل النبوة ام شطآن للحلم .. ووصايا المحبوب والرفيق .... ؟
قل لهم ... احمل آفاق الطريق ، و آثار القيد والسم
وشرارة الرفض والحريق
وزادة من الهم .. وكلمة لهدم الصمت ....
يسألون :
قديساً ام نبياً أنت .... ؟
قل لهم ، لست لست – يا أعدائي -- قديساً ..
لكني ، رغم الأوراق ـ كادح ألهب الحرف ثورة
وبالجراح أكافح .... وسأظل أكافح ، لأني ما بدلت
الشجرة بالغصن ، ولا لحست أحذية سفاك أثيم
يقولون .. ها قد منحناك .. اتكئ ......
منحناك ، فاشتر الحذاء والقميص والرداء .
واكتر جحرا ، واجلب الخمر والنساء .
ومارس الجنس وكل أنواع الإستمناء .................
......لكن .. اتكئ .....
قل .. ما علمني الفقر الاتكاء
وما علمتني إياه القهر وأشباح النساء .
منحناك الإذاعات والمكاتب ..
وأصواتنا في المؤتمرات ..
فلماذا يا شعب المصائب ..
لا زلت ، رغم المجازر والجراح تحارب .
ونحن منحناك الحقائب
والإذاعات والمكاتب ....
اتكئ وخذْ لك مراتب
من كل السفارات ....
قل ... لست راغبا ..
والجرح يكره الحقائب والمراتب والرواتب والسفارات
والشهداء ، حين يمتدون تكبر المسافات
تسقط الخيانات وحيطان السفارات
ويصبح الوطن المصادر في لون الدم المسفوك
والجثة هوية تصفع وجه الاحتلال
فتمد الظلام وتموت الظلال
لان الرجال اختاروا طريق الشمس ....
فيا كلاب العواصم احترسي من لعبة الهمس
والزيارات المشبوهة للقدس ....
يقولون .... هذا زمن العشق والأحضان الدافئة
والليالي الزرقاء الشاردة .....
قل لهم ... هذا زمن الخيانات العظمى والردة الحاقدة ...
زمن الانبطاح والاستسلام ... والذئاب الجائعة ....
قل لهم ... هذا زمن الردع
هذا زمن الردع فافطم جرحك النازف وامض
الى مفترق الموت الأحمر والعمر
واكتب وصية الانفجار والنصر
فوق أسلحة الردع والقمع
وقرأ معي آية :
إن هذا زمن الكبت الأخرس والدمع
إن هذا زمن الردع .
يقولون .. هذا زمن العشق والليالي الشاردة
قل لهم : جربت العشق والساعات المجهدة
غرست أجساد الفاتنات برايات الجنس المسهدة
زرعت في الشفاه عقم الحب والجنون والنزوات ..
وبعد ان جلست أزهو بغنائم الغزوات ..
اكتشفت أني – يا ويلتي – كنت انكح ذاتي ....

جربت العشق والساعات المجهدة
وطُفْت بكل خرائط الأجساد المتعددة
فما اكتشفت السر بين النهدين ، وما وجدت العلامة ...
ضيعتني الأرداف بسحرها ، ورماني الكأس في الدوامة
وحين عدت الى نفسي ونظمت عنقي وحزني
عانقني السر في أقبية السجن
سافرنا في ليل الزنازين
وأعطاني اللغز نفسه فوق فراش السلاسل
فنما العشق في غموض الظل ، حفل عذري وحفل سنابل
فإذا الحقل فوق الصدر بيادر
وإذا الحفل طفلا في الأفق يقاتل ...
يسألون ...
أليست في دنياك حبيبة .... ؟
قل .. لست فستانا ازرقاً ولست حقيبة
حبيبتي تتجول الآن في شوارع الجرح – شرايين القصيدة
ماتت حبيبتي جوعانة من اجل العقيدة ....
حبيبتي مزقت رسائلها شظايا القنابل
ولا زال منشور حبيبتي يكتب المنشور يقاتل ... وسيقاتل للآتي لبيروت
وأنا في القمع أموت ...
يا رفاق الدرب في الصمت الخجول أموت .....
وحبيبتي في هذا الشهر من الجرح مزقت أوراقها الشظايا
وإذا الأوراق حكايات تخرق الصمت
في هذا الجرح من الشهر – أحبتي – كسر سبتمبر مرايا مدينتي
لكن حبيبتي في الصف غادرت للخندق المرايا
وكان صف الضحايا يمتد من عمان والبيضاء والى لبنان
وفي هذا الربيع من الجرح ، وهذا الجرح من الشهر كانت البيضاء وعمان
وكان الإنسان الكادح ....
كان الإنسان مطية القهر والطغيان .......
حبيبتي قد تموت جوعا مسجونة .. لكنها في كل مكان
قد تموت في عمان – عمان ولبنان
لكنها في كل مكان
تحيى حيث يعيش الإنسان الكادح ..... الإنسان
يقولون لك ،
قل .. اعرف كيف اغرق الساق أمواجا وسكر
وكيف اغسل الأرداف بالعطر والعنبر
وكيف احلل الجيد مرمر
وكيف بشعري تصبح عينيك أحلى واكبر
وكيف نهدك تحت شفتي يتكور .....
لكنني اعرف عمق الجرح أكثر
وان العهر في الصمت يتختر ....
يقولون هذا زمن الأطفال السعداء
والنساء الحالمات بالغيث والخصب ،
زمن الحب الساكن في نبض الأشياء
وفي غموض الموت ولحظة الرعب ...
قل .. هذا جيل الهزائم والدخلاء باسم الرب
والسموم المدسوسة في قلب الدرب ،
هذا زمني يا حبيبتي .... يا وطني
هذا زمن الردع
هذا زمن الردع العربي
تحولت سعيدة في قصيدتي الى سعاد ، حيث انتصبت الياء ألفاً في وجه الجلاد
فيا سعاد أسْدلي مئزر الحقد في وجه الليل
واغسلي بالدمع جراح الخيل الجامحة ...
اختمي ساحة الصدر بالشمع
ضعي القطران فوق قمة النهر
واتركي الحب لصيف سيجيء
مدّي الجسور لحلم سيضيء وجه الوطن
فالشهوة غامضة
وعسير هذا الحمل والمخاض وتقاسيم الولادة
عسيرة فوق جسمك أحرف الرفض
ومراسيم الشهادة .....
اختمي ساحة الصدر بالشمع
فانا لا ابحث ، فيك ، عن الأنثى – البكارة
عن البكارة – الطهارة
عن الطهارة – الدم
لا ابحث عن جسد يتقن الشهوة والعقم
لا ابحث عن شفاه مطلية بالأحمر
وتحت الأحمر يكمن القبح والسم ...
ابحث عن وطن خالي من التشرد والهم
ابحث عن أنثى تثقن تحطيم حدود النفي والوهم
وتضع مني جسرا عابرا
لغما ومفجرا
جسر عابر للسراب التي لم تُقبّل خطاك
لغما في الأقبية التي خنقت هواك بالأظافر الحقيرة
وما مدّتْ ثديها في الليلة الأخيرة ....
اختمي ساحة الصدر بالشمع
ضعي قلادة الدمع في عنق الجرح
فالشهوة غامضة
وتعالي اغتصبي الوقت فيّ فأنا جنازة من الشهداء
وذاكرة من جرح و زنازين ....
تعالي انظري سعاد من شرفة الجرح
تجولي في ساحة القتال
وزعي صورا تذكارية على هواة النضال
فها مهدي عامل ...
وها كريم مروة ....
وها ناصر كمال ...
وها كمال عدوان ......
وها ناصر كمال وكمال عدوان يعانقان
يعانقان في جريمة عبداللطيف زروال
والتهاني وجبيهة رحال ...
وها يوسف النجار يعانق المهدي ويستقبلان
عمر في فصل الزنازن والأمطار
في زمن الردع العربي والحصار .....
تعالي فالخنجر لا يفصل الشهداء
و لا يعطي بطاقة الحزب
لا ... و لا يمنع عقيدة التيار
موت الشهداء يحدد دوائر الصمت ودوائر الانفجار
ويعطي بطاقة الشهادة والنضال ...
وحين يبحر الشهداء في كل مكان ....
لهذا الوطن الجريح ...
المسمى عربي الأحزان
تمتد مساحات الأوطان ....
ويصغر حجم الزنازين ويكبر الإنسان في وجه الطغيان
تعالي اغتصبي الصمت والمكان فأنا جنازة من الشهدا
وذاكرة من جراح وأحزان وزنازين .



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إغتراب البطولة في رواية - وليمة لأعشاب البحر -
- خطاب الملك و مآل الصحراء
- ويستمر الظلم -- إخبار لاحرار وشرفاء الشعب المغربي
- رد على الجيش الالكتروني الجزائري الذي يديره الجيش والدرك وال ...
- خبث الجزائر ومكر البوليساريو
- السؤال الذي على المغرب طرحه على الاتحاد الاوربي
- لعبة الامم واشكالية صياغة القرارات الاممية -- الصحراء المغرب ...
- حدود تحرك البوليساريو كجبهة وكجمهورية
- اللقاء بين الاتحاد الاوربي والاتحاد الافريقي في مهب الريح
- الملك ضد الملك
- فشل إنفصال كتالونية
- آية الغضب المحْموم
- الحركات الانفصالية : الريف ، كتالونيا ، كردستان
- كردستان العراق ، كتالونية ، الصحراء : من الحكم الذاتي الى ال ...
- لا تلُم ْالكافر عن كفره ، فالفقر والجوع أب الكفار
- رسالة الى الاستاذ عبدالرحيم المرنيسي -- مملكة السويد الديمقر ...
- هل يمكن تغيير النظام في المغرب .... وان كان الامر ممكنا .. ك ...
- هل فشل حراك الريف ؟
- شهر نوفمبر سيكون عصيبا على المغرب ، ومصداقية ما يسمى بأصداقه ...
- بخصوص ما جرى بعاصمة الموزنبيق موبوتو


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - إيجابات رفيق في زمن الخيانة ، في زمن الردع العربي