أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - رحلات مغربية : من الدار البيضاء إلى طنجة : الأم هي الجذر الذي يشدنا إلى الأرض














المزيد.....

رحلات مغربية : من الدار البيضاء إلى طنجة : الأم هي الجذر الذي يشدنا إلى الأرض


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 5698 - 2017 / 11 / 14 - 00:10
المحور: الادب والفن
    



قررت أن أذهب إلى الشمال أنا وصديقي أحمد كريم، وهكذا كانت رحلتنا، إذ لا رحلة دون عزم، فوضعنا خطتنا في الذهاب إلى الشمال مساء يوم 12 من نونبر 2017، انطلقنا من الدار البيضاء، وتركناها مكتظة بشوارعها حيث كان البيضاويون يتأهبون لاستقبال الفريق الوطني، التقيت كريم بالقرب من محطة القطار يرتدي بيرية سوداء، كان يبدو متحمسا للمشاهدة والاكتشاف ورؤية عوالم أخرى، أول عائق واجهنا في الطريق هو توقفات القطار في أحيان كثيرة، الزمن لا وزن له في المغرب، إذ ينتهك بشكل فظيع، بقربنا كانت تجلس عجوز فرنسية، كانت متذمرة، لم تتوان في استفسارنا عن المكان الذي وصلنا إليه، كانت تقتل الوقت باستماعها لنقاشنا تارة وعودتها إلى هاتفها الخلوي تارة أخرى، وبعد برهة رأيناها تغط في نوم عميق لعل الزمن يموت، كان الظلام دامسا في الخارج، في حين كانت موجات من البرد تهز أجسادنا المنكمشة، في وقت متأخر من الليل، استيقظت ولاح القطار يخترق قرى نائية في الريف وتخترق أذناي أصوات العجلات، في ذلك الوقت استمعت إلى كريم يقضم البسكويت، كان يرتعد من البرد، قال : " لو أتوا لي الآن بدجاجة لالتهمتها، أنا جائع إلى الحرية وإلى كل القيم الإنسانية الكونية "، رافقنا في مقصورتنا رجل يتحدر من القصر الكبير، كان منكمشا في مكانه، كان في غاية الوداعة، لكن من خلال عينيه الذابلتين كان يبدو حزينا وميت الروح، ليس بسبب توقفات القطار الطويلة من مراكش وحتى سيدي قاسم، بل لأنه استيقظ هذا الصباح على وقع رحيل والدته، شعرنا بحزن كبير، قدمنا له العزاء، وطيلة الطريق ظللنا نواسيه إلى حين أن ودعنا، تذكرت رواية لعبة النسيان للأديب محمد برادة وكيف شرح تلك العلاقة الايروتيكية وذلك الرابط الوجودي الذي يشدنا إلى الأم، إنها الظل الذي نستظل به، والجذر الذي يربطنا بالحياة، حينما قرأ عليه أحمد كريم قولة هتلر: " الإنسان يظل شابا طول حياته ولما يفقد الأم يشيخ فجأة " راح يذرف الدموع، لقد شعر أنه شيخ ماض نحو النهاية، ألم يقل كامو أننا كلنا محكوم علينا بالإعدام ؟ غادرنا الرجل ونزل في محطة القصر الكبير، وترك لي مساحة اتمدد فيها، وبعد ذلك غصت في نوم عميق حتى وصلنا إلى محطة طنجة، كانت الجو باردا، كانت شوارعها فارغة. توقفنا عند سور المعكازين واستمتعنا بشروق الشمس .

ع ع/ طنجة / المغرب. 13 نونبر 2017 .



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن يتمكنوا من إقبارنا !!
- اسم في الخلود وفعل في الشجاعة
- مشاهد من الشيخوخة
- مشاهد من المراهقة المتأخرة
- مشاهد من المراهقة
- مشاهد من الطفولة
- قد أنبعث من رمادي
- الينابيع الأولى لحب القراءة: الشمعة والكتاب
- في انتظار الأمل الذي قد يأتي
- اتيان دولا بويسي مؤولا: العبودية طوعية والحرية بيد الشعب
- بين الحب الدنجواني والحب العذري: تمرد على شريعة الزواج . قرا ...
- من مراكش إلى قلعة السراغنة : حرارة البحث عن التاريخ العميق !
- من امنتانوت إلى مراكش : الأرض القاحلة
- من أكادير إلى امنتانوت : حين تجتمع الحرارة المفرطة بالطريق ا ...
- من كلميم إلى تيزنيت : شدة المناخ
- كلميم : باب الصحراء
- من افني إلى كلميم : بين اكجكال واجكال : لبس في المعنى
- إفني : عروس تجلس على هضبة ساحرة
- من مير اللفت إلى ايفني : الطبيعة الجميلة / المهمشة
- من أكادير إلى مير اللفت: المغامرة الأولى


المزيد.....




- “فرحي أولادك وارتاحي من زنهم”.. التقط تردد قناة توم وجيري TO ...
- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...
- ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ ...
- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
- -أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل ...
- طنجة تستضيف الاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز 20 ...
- -لم أقتل زوجي-.. مسرحية مستوحاة من الأساطير الصينية تعرض في ...
- المؤسس عثمان الموسم 5.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 باللغة ...
- تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 على النايل سات وتابع أفلام ال ...
- وفاة الكاتب والمخرج الأميركي بول أوستر صاحب -ثلاثية نيويورك- ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - رحلات مغربية : من الدار البيضاء إلى طنجة : الأم هي الجذر الذي يشدنا إلى الأرض