مدحت ناجى نجيب اسطفانوس
الحوار المتمدن-العدد: 5697 - 2017 / 11 / 13 - 17:42
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
" أستعد للقاء الهك "
يقول الوحى الالهى على لسان عاموس النبى 12:4 " استعد للقاء إلهك " ، انها رسالة قوية موجهة إلى كل شخص ، تحثه على أن يكون فى وضع استعداد وتأهب قصوى لملاقاة الله ، ثلاث كلمات لكنها قوية وفعالة تصرخ فى وجه كل انسان نطق بها النبى منذ آلاف السنين ، رسالة دعوة فى كل زمان ومكان ، ان حياتنا على الأرض قصيرة جداً مهما طال الزمان ، مثل البخار الذى يضمحل سريعاً ، فيقول ايوب النبى " أيامى أسرع من الوشيعة وتنقضى بلا رجاء " ، فالوقت يمر بنا دون أن ندرى ولا ننتبه لها فى انها لابد و أن تقف أمام الرب، انها لساعة مخيفة على كل انسان أن يقع فى يدى الله ليقدم حساب وكالته ، فسيسأل كل واحد منا : ماذا فعلت فى حياتك ؟ ، سنشعر جميعاً بالخزى والعار امام الاجابة على هذا السؤال ، لكنى عزيزى القارىء ربما يكون هذا السؤال ذوى جدوى وانت هنا على الارض ، انها ساعة لنستيقظ فيها من النوم ، فخلاصنا الآن أقرب مما نتوقع ، لا تقضى عمرك تائه وسط المشغوليات والاهتمامات الأرضية وتنسى أن الله موجود ، فى صباح كل يوم جديد تأتينا رسائل كثيرة من الله ، حوادث وكوارث وموت أحد الاصدقاء و موت الاطفال والشباب ومن هم بصحة جيدة ، رسائل كثيرة وقوية لكننا نتجاهلها ونعتقد انها لأشخاص غيرنا ، صدقونى أن كل ما يحدث حولنا من خير أو شر هدفه هو أن نتوب إلى الله ، لكن اصبحنا مشغولين للغاية بالتافهات وتركنا الباقيات ، نهتم بالارضيات أكثر من االسمائيات ، عمرك هذا يتمناه من سبقوك إلى الجحيم ، انهم يتضرعون إلى الله ليلاً ونهاراً للحصول على ثانية ليقدموا فيها توبة ولا يجدون ، اصبحنا لا نشعر بقيمة الوقت وأنه أعظم وزنة ينبغى أن نستغلها فى خدمة الله ، إن الله ينتظر رجوعنا فيقول " كل من يقبل إلى لا أخرجه خارجاً " ، انه يفتح حضنه بإستمرار لملاقاة الخطاة الذين أولهم أنا ، من له أذنان للسمع فليسمع ما يقوله الروح ، فرص كثيرة للتوبة نضيعها بسبب التأجيل وغداً ، إن الله لا يمهلك فى التوبة بل يستعجلك أن تقدمها بإستمرار ، لا أحد يضمن حياتك مهما كان ، ما يضمنها لك هى توبتك المستمرة فى هذه اللحظة وليس غيرها ، فلا تؤجل توبتك من أجل أى شىء كان ، من الآن قدم حياتك لله ليعمل بك عمل عظيم ، انه وقت مقبول ، فأستعد للقاءء الهك .
" إلى هنا اعاننا الرب "
#مدحت_ناجى_نجيب_اسطفانوس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟