أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوهر يوحنان عوديش - المشكلة العراقية ليست في الاعلام














المزيد.....

المشكلة العراقية ليست في الاعلام


كوهر يوحنان عوديش

الحوار المتمدن-العدد: 5679 - 2017 / 10 / 25 - 13:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مواقف واراء متباينة ومختلفة تناقلتها وسائل الاعلام بكافة انواعها بعد دخول الجيش العراقي وميليشيات الحشد الشعبي مدينة كركوك، فبعضهم رقص فرحا والبعض الاخر بكى حزنا وبين هذا وذاك اصبح جدار الكراهية اكثر ارتفاعا وازداد الحقد حجما.
مع كل المناشدات والدعوات المحلية والدولية لحل الازمة العراقية بالطرق والوسائل السلمية الا ان الاقتتال واستخدام القوة لفرض القرارات والاوامر كان النهج الغالب والرابح، ولو مؤقتا، لحل الخلاف القائم بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة اقليم كوردستان، وسبب هذا الاقتتال ليس الاستفتاء الذي اجراه اقليم كوردستان بغية الاستقلال كما يروج له، بل لفرض واقع جديد على العراق عموما واقليم كوردستان، الذي ينعم بنوع من الاستقلالية منذ تسعينات القرن الماضي، بصورة خاصة، لان الاستفتاء جرى بصورة سلمية وكان هناك دعوات كوردستانية سلمية لحل الخلافات عن طريق الحوار والتفاوض لكنها رفضت جميعها من قبل حكومة بغداد التي اشترطت الغاء الاستفتاء قبل البدء باي حوار.
ربما استطاعت حكومة بغداد فرض هيبتها على كركوك ومناطق اخرى بالقوة، واستطاعت ايضا تبديل العلم الكوردستاني المرفوع فوق الابنية والدوائر الحكومية بالعلم العراقي، واستطاعت ايضا اخراج البيشمركة من هذه المناطق بطريقة او باخرى... وامور اخرى كثيرة، لكن هذا لا يعني ان المشكلة حلت والازمة انتهت بل بالعكس من ذلك تماما فان المشكلة كبرت وضخمت والازمة الفعلية الان قد بدأت، لان القوة مهما كانت كبيرة وضاغطة فانها لن تستطيع حل مثل هذه الازمات وادامة امن وسلام هش فرض بالقوة كرها، والتاريخ يشهد على الكثير من الحالات التي انهارت فيها اعتى الجيوش واقوى الدول امام ارادة وعزيمة شعوب صغيرة وضعيفة عسكريا مثل امريكا في الفيتنام والاتحاد السوفياتي في افغانستان.
مشكلة العراقيين ليست في العلم ولونه الذي يرفع هنا وهناك، فلا يهم المواطن العادي البسيط فيما اذا كان هذا العلم احمر او اصفر او ابيض بقدر ما تهمه حياته ونمط عيشه ومستقبل اولاده، مشكلة العراقيين تكمن في الحقد والتعصب الذي بدأ ينمو في دواخلهم بسبب السياسة العوجاء التي اتبعها حكام العراق الجديد وبسبب الخطب الدينية التي يلقاها رجال الدين هنا وهناك لاستغفال الشعب واستغلاله والتي بسببها اصبح الانتماء الطائفي اكبر واقوى من كل الانتماءات الاخرى، واصبح صعبا ان لم يكن مستحيلا قبول الاخر والعيش معه بسلام وامان خصوصا وان العراق اصبح يدار ويحكم من قبل الميليشيات الطائفية المسلحة.
سياسة الاقصاء والتهميش والاحتكام الى القوة لحل المشاكل والمسائل العالقة اثبتت فشلها قديما وستفشل مستقبلا بالتأكيد، كان على الحكومة العراقية التعامل مع الاستفتاء الكوردستاني بعقلانية بعيدا عن لغة التهديد والسلاح، فبدلا من اغلاق المطارات والحدود لمعاقبة سكان كوردستان واستخدام الجيش والحشد الشعبي ضد بيشمركة كوردستان، كان يمكن حل الازمة بالحوار والتفاهم بدون شروط مسبقة، لان اي اقتتال داخلي لا يصب في مصلحة العراق بل يحقق مصالح دول الجوار التي لا تريد للعراق الاستقرار، لكن الذي حدث كان العكس وبذلك ضيع العراقيين جميعا فرصة اخرى لتحقيق سلام داخلي يرضي جميع اطياف الشعب العراقي بغض النظر عن انتماءاتهم.
اذا كانت حكومة بغداد مصرة وعازمة على تطبيق الدستور والقانون فعليها القيام بذلك دون تجزئة او تمييز، اي تطبيق بنود الدستور كليا! وتطبيق القانون على الجميع دون استثناء! خصوصا الذين نهبوا من اموال العراق مئات المليارات ولا زالوا في اعلى المناصب يديرون الدولة حسب اهوائهم ومصالحهم، عندئذ لم يكن احد يتجرأ على معارضة ما تقوم به حكومة بغداد من خطوات غير مسلحة لتطبيق الدستور وفرض القانون في جميع انحاء العراق دون استثناء.
لو اردنا للعراق الاستقرار ووقف جريان الدم العراقي، المسترخص من قبل اوليائه العائشين في النعيم، باقتتال داخلي يكون كارثة على العراقيين، فعلى المسؤولين والحكام وكل المعنيين البدء بحوار ومفاوضات جدية تخلو من شروط مسبقة وتقديم تنازلات حسب الممكن لابعاد العراق عن حرب اهلية محتملة لن تجلب للشعب سوى المزيد من الالم والويلات وللوطن المزيد من الدمار.

همسة:- مأساة العراق ليست في العلم بل في ضمور وموت الشعور بالانتماء اليه من قبل المسؤولين الجدد.



#كوهر_يوحنان_عوديش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هو ثمن قتل الشعب الكوردستاني هذه المرة؟
- الخلل في الدستور ام في العقول؟
- لا تجعلوها كوردية عربية
- استقلال كوردستان ووحدة العراق المتباكي عليها
- استقلال كوردستان خطوة لتعزيز الامن والاستقرار في المنطقة
- دعوة صريحة لاخلاء البلد من المسيحيين!
- وطن يتيم
- تحرير مناطق المسيحيين في سهل نينوى لا يكفي لعودتهم
- البرلمان العراقي يصوت على منع الخمور، اذا البرلمان موجود!
- الفساد في العراق قمة المهازل
- شجرة الميلاد العراقية وقبلة يهوذا
- البطاقة الوطنية خنجر اخر في خصر الاقليات غير المسلمة
- العبادي ... والمهمة المستحيلة!
- كلهم مع الاصلاحات ... اذا من دمر البلاد وشرد العباد؟
- وحدة العراق ليست اغلى من دماء ابنائه
- ارواح المسيحيين واعراضهم اغلى من كل المناصب يا سيادة النائب!
- هكذا هوى العراق
- العراق لا يبنى بالاحقاد ولا ينهض بالشعارات التجارية
- هل من مستقبل لمسيحيي الشرق في بلادهم الاصلية؟
- موقف جميل في زمن قبيح


المزيد.....




- نظرة نادرة.. فيديو يُظهر مقر إقامة بوتين داخل الكرملين وما ق ...
- باكستان تسقط 5 طائرات هندية وترد على الغارات -دفاعا عن النفس ...
- القضاء الجزائري يصدر مذكرتي توقيف بحق الكاتب الفرنسي الجزائر ...
- في ظل التصعيد.. رئيس وزراء قطر يجري اتصالين مع مسؤولين في ال ...
- ترامب يلوّح بإعلان -ضخم جدًا- قبيل زيارته للرياض.. هل اقترب ...
- الكرملين: الجيش الروسي اتخذ كافة التدابير لتأمين إقامة احتفا ...
- طائر بريء أم جاسوس محتمل؟ هل تحول الحمام إلى أداة جديدة في ا ...
- كشمير تحت النار ـ جماعات مسلحة تؤجج الصراع بين الهند وباكستا ...
- إستونيا تمنع الرحلات المتجهة إلى موسكو في 9 مايو من استخدام ...
- وسائل إعلام إسرائيلية: رصد إطلاق صاروخ من اليمن


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوهر يوحنان عوديش - المشكلة العراقية ليست في الاعلام