أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - انطلاق الرحبي - قراءة في المفاهيم المعرفية للقرآن - العلم - الخلق














المزيد.....

قراءة في المفاهيم المعرفية للقرآن - العلم - الخلق


انطلاق الرحبي

الحوار المتمدن-العدد: 1466 - 2006 / 2 / 19 - 09:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وقل ربي زدني علما
إنك لعلى خُلُقٌ عظيم
إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ
أبلغلكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله مالاتعلمون
ولو كنت أعلم الغيب لستكثرت من الخير وما مسني السوء
بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم

أحاول اليوم أن أقرأ في مفهومي العِلمُ والخُلُقُ لإعتقادي بعلاقة التلازم بين المفهومين على المستوى المعرفي والإجتماعي على حد سواء. فلنفكر بطبيعة هذه العلاقة وأثرها المعرفي والإجتماعي على المستوى الفرد الإنسان أو المجتمع بشكل عام.
وقل ربي زدني علما فالخطاب يطلب من النبي أن يزيده علما ومن هو المعلم الذي طُلِبَ منه أن يأخذ العلم منه (ربي). الرب إذن تعطي معنى المعلم هنا الذي يعطي العلم ويعلم العلم، وما غاية الزيادة التي يرجوها النبي لنفسه ، هو زيادة الخير وتجنب السوء كما في الآية( ولو كنت أعلم الغيب لستكثرت من الخير ومامسني السوء) فزيادة العلم زيادة في الخير وعدم مس السوء فالسوء هو القبح من الأعمال ومنه جاءت السيئة ونقيضها الحسنة إذن عدم المس هو النتيجة لزيادة العلم وبعد هو العمل الحسن وهو هو الخُلُقُ العظيم فبهذا الترتيل للآيات نصل إلى علاقة التلازم بين العلم والخلق. فالزيادة في العلم هو زيادة في العمل الحسن وهو زيادة في الخُلُقُ الحَسِنْ وكما ذكر القرآن في مكان آخر مبيناً تلك العلاقة بين العلم والجسم حيث قال ( زاده بسطةً في العلم والجسم) أو كما يقال ( القلب السليم في الجسم السليم) وهذا كله على المستوى المعرفي لأن العلم من علم: أصل صحيح واحد يدلُّ على أثرٍ بالشيء يتميَّز به عن غيره1. هذا معناه اللغوي أما معرفياً فهو تمييز الحقيقة الوجودية في قلب الإنسان كما قررت سابقاً. إذن الزيادة في تمييز الحقائق الوجودية وهو زيادة في المعرفة وهنا يتبين لنا لماذا قرن النبي بين معرفة الرب ومعرفة النفس الإنسانية حين قال : من عرف ربه عرف نفسه والمعرفة هي نتيجة العلم = التمييز. فكل علم هو تمييز لحقيقة وجودية ومن ثم معرفتها وهوهو معرفة معلمها وهو الرب وبالتالي مميزها وهو الإنسان فهذا هو التلازم بين الإثنين . وشرط التحقق اي تحول العلم إلى معرفة وخلق هو الإستقامة والثبات على القراءة بعين المستوى الإنجذابى ( الملائكة ) في الوجود المعرفي للإنسان أي قلبه فنتائج الإستقامة والثبات هو كشف الحقيقة كما هي دون إنتباذ أو إنزياح، والأثر الإجتماعي لها هو الخُلُقُ العظيم. فعندي من الإستحالة تمييز الحقيقة الوجودية إذا كانت القراءة بعين المستوى الإنتباذي في الوجود المعرفي (القلب) لأنه الوهم والباطل فلا علم ولامعرفة . الذي ينتج المعرفة للناس هو ذو الخُلُقُ العظيم وإلاّ فهو قَلْبٌ للحقائق إلى نقائضها وهذا مانراه في الممارسة العملية في الواقع الإجتماعي للقوى المستبدة المسيطرة على البنية الإجتماعية التابعة فهي تعتمد سياسة التجهيل وتُلبِسَ الباطلَ ثوبَ الحق لتخدع الناس وما يخدعون إلاّ أنفسهم كما يقول القرآن . أو كما قال معلمنا علي عليه الصلاة والسلام: كلمة حق يراد بها باطل . آه لو نعي هذا القول العظيم والخطير إنّها المقتلة التي علينا أن نتبينها ونفضحها إن كنّا طلاّباً للحقيقة المعرفية وللعلم المنتج لها. لإنّه من هنا تنزاح الحقيقة عن وجودها الحقيقي ويتم قلبها إلى نقيضها وهو هو السوء أي القبح فالحذر كل الحذر من الغفلة حتى لاتتحول الحقائق إلى نقائضها فنتيه في العماء.وهو هو مبتغى الإستبداد والإستكبار على المستوى المعرفي والإجتماعي ( الأخلاقي ) إفساد الناس والفساد في الأرض .ولهذا يخشى العلماء معلمهم الحقيقي لعظمة مكانته في قلوبهم وهو يكشف لهم عن مكنون علمه بالتمييز الذي وهبهم إيّاه. فلاحظ الوظيفة المعرفية والإجتماعية للعلم أبلغكم رسالات ربي لما عنده من العلم وبعد أنصح لكم لاحظ عظمة التعليم والتربية وحب الخير للناس. فكيف قرن الإبلاغ لرسالات ربه بعد العلم الذي جاءه منه بالنصح ، وأنصح لكم : انصح من نصح: أصلٌ يدل ُّ علىملاءمة بين شيئين وإصلاح لهما..... ومنه النُّصح والنَّصيحة : خلاف الغشّ ، ونَصَحْتُه أنْصَحُه ، وهو ناصح الجيْب ، لمثَلٍ ، إذا وُصِف بخلُوص العمل ،...2. أي كان مخلصاً في ذلك وهذا هو الفرق المعرفي والإجتماعي بين المستويين الإنجذابي والإنتباذي فماذا نختار لنصلح حال أمتنا التي تاهت في العماء؟!. أقرأ الآية الأخيرة زيادة في الدليل على ماقلته من علاقة التلازم بين الإثنين فلاحظ العلاقة بين النقيضين إتباع الهوى ( الإنتباذ) عن الحق والعلم و(الإنجذاب) إلى الحق، فالهوى من هوي : أصلٌ صحيح يدلُّ على خُلُوّ وسقوط . أصله الهواء بين الأرض والسماء ، سمي لخلوّه..3 . وهنا إتباع أي الأسلوب ، ألأداة المعرفية كان الهوى : الشيء الخالي الساقط = الوهم الباطل صدق الصادق الأمين..
فأثر الأول الإجتماعي ماذا كان : الظالمون ! الله الله الظلم الإجتماعي
والثاني النقيض ماذا سيكون بالضرورة العدل الإجتماعي ! فالعلم يؤدي إلى الخلق وهما يؤديان إلى العدل والحرية ونقيضهما إتباع الهوى يؤدي إلى طمس الحقيقة موت المعرفة = الجهل وبالتالي إلى الظلم الإجتماعي . وهذا مايؤكده ويثبته لنا الواقع الإنساني والتجربة الإنسانية وهي أكبر دليل على ذلك ولهذا أعيد القول: أيها الناس إنَّ القرآنَ ليس نصاً بل هو واقعٌ يحيا ويتجدد تنتجه الحياة بتجددها وتطورها المستمرين.

1،2،3 : المقاييس في اللغة ابن فارس



#انطلاق_الرحبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القلب- الملائكة - الشيطان
- قراءة في المفاهيم المعرفية للقرآن - جعل - عربي
- قراءة في المفاهيم المعرفية للقرآن -التنزيل-
- قراءة في المفاهيم المعرفية للقرآن-الترتيل - المطهرون
- قراءة في المفاهيم المعرفية للقرآن -الإنزال -الحفظ - المحدث
- قراءة في المفاهيم المعرفية للقرآن- القرآن - الذكر
- قراءة في المفاهيم المعرفية للقرآن- النبي- الرسول - الخاتم
- قراءة في المفاهيم المعرفية للقرآن- الرشد-الغي
- قراءة في المفاهيم المعرفية للقرآن النفس - الروح
- قراءة في المفاهيم المعرفية للقرآن -القلب- الملائكة- الشيطان
- مفهوم النفس- والروح في القرآن
- مفهوم دولة الحرية والعدالة الإجتماعية في القرآن-دولة النبي-3
- مفهوم الدولة الدينية في القرآن 2
- دولة دينية أم دولة الحرية والعدالة الإجتماعية 1


المزيد.....




- -اليهودي المقدَّس-.. قصة فلسطيني اعتنق اليهودية وقتلته نيران ...
- أغاني البيبي تفرح وتسعد طفلك..حدث تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- رأي.. بشار جرار يكتب عن مستقبل -الإخوان- في الكويت والأردن: ...
- 3 أحفاد يهود.. هل تؤثر روابط بايدن العائلية على دعمه لإسرائي ...
- الشرطة الفرنسية تقتل جزائريا أضرم النار في كنيس يهودي
- أبو عبيدة: التحية لأخوتنا في المقاومة الإسلامية في العراق
- دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا
- جدل وسخط بين الأوساط الدينية في مصر ضد انطلاق -مركز تكوين ال ...
- قلوب ولادك فرحانة.. تحديث جديد لـ تردد قنوات الأطفال نايل سا ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف موقعي ‏بياض بليدا و‏البغد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - انطلاق الرحبي - قراءة في المفاهيم المعرفية للقرآن - العلم - الخلق