أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - انطلاق الرحبي - القلب- الملائكة - الشيطان















المزيد.....

القلب- الملائكة - الشيطان


انطلاق الرحبي

الحوار المتمدن-العدد: 1443 - 2006 / 1 / 27 - 10:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حلقة اليوم ستكون تمريناً معرفياً للقراءة في بنية الوجود المعرفي للإنسان الذي
يؤسس له القران من خلال المفاهيم الثلاثة ( القلب, الملائكة, الشيطان) والتي وقفت
عندها في حلقة سابقة. أرجو ان تكون صبوراً معي في هذا التمرين الصعب ,
. النص من القرآن وفي سورة البقرة الآيات29-34 , فلنبدأ من الاية 29:
(هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات,
وهو بكل شيء عليم). يخبرنا القرآن عن حقيقتين وجوديتين ( خلق ما في الأرض) و( الغلاف الجوي لها = فسواهن سبع سموات) وبذلك تمت الشروط الموضوعية للحياة على سطح الأرض. وذلك لما تحمله مفردات ( الخلق, الإستواء, التسوية, السماء) من معان في اللسان العربي 1 . أما الآية 30 :( واذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة. قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك. قال إني أعلم مالاتعلمون). نبدأ مع وإذ : فهي تعلن عن بداية مرحلة جديدة .أما فعل (قال) وفاعله ( ربك) نرى إنّ الفعل يكشف عن مسألتين:
الأولى: الخبر عن الوجود المادي والثانية : صيرورته وجوداً معرفياً ( كلمة) . لاحظ إن المخاطب هو الإنسان بشخص ( النبي) ربك أنت أيّها الإنسان النبي.
الملائكة: الطرف الموجب في بنية الوجود المعرفي للإنسان( القلب) المرتبط مع الحقيقة المادية والمعرفية العامة ( الرحمن) بعلاقة تلازم معرفي ( إنجذاب), والذي يؤدي الى معرفة الوجود المادي.
جاعل: وتعني التغيير في الصيرورة( الإنتقال من حال إلى حال). وهذا يعني أن نشوء الإنسان جاء حسب قوانين التطورالمادية, من أول كائن حي (وحيد الخلية) حتى أرقى كائن حي (الإنسان) .
الخليفة: خلف الرب في الأرض لأن الإنسان أصبح بعد نفخة الروح خالقاً مبدعاً
فالإنسان يخلق والله يخلق ولكن الله( أحسن الخالقين) والإنسان عالماً متعلماً ولكن الله
( العليم) والمعلم ( واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم) .
يفسد ويسفك : الوجود المادي للبشر قبل الأنسنة(البشرية الحيوانية), وهنا يؤكد القران على وحدة الوجود الموضوعي العام للإنسان في وحدة وجوده المادي والمعرفي . فالإستفهام من جانب الوجود المعرفي المجرد( الملائكة) كان قبل الوحدة الموضوعية للوجودين في بنية الإنسان الثنائية,عن إمكانية الوجود المادي( البشر) للتملك المعرفي لعمليتي (التسبيح والتقديس)=( الملائكة) . فالآية تصور لنا آلية(الجعل) الصيرورة أي التحول من مرحلة الحيوانية( البشر) إلى مرحلة الأنسنة( الإنسان) وشروط تحققها المعرفي في قلب الإنسان.
قال إني أعلم ما لاتعلمون: هذه العملية (الجعل) من إبداعه سبحانه أي تخص علمه وإرادته الذاتيبين.
الآية 31 : ( وعلم ادم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين).
علم: أصبح ادم إنساناً بعد نفخة الروح فصار بإمكانه( التعليم = التمييز, التقليم)
بواسطة السمع والبصر.
الأسماء: السمات المادية الموجودة في الخارج. وذلك بتمييزها (كصوت وصورة) وتمثل( كل عالم النبات والحيوان) في الأرض.
ثم عرضهم: أي الأسماء لاحظ (ثم) تدل على حركة الزمن وهو ما احتاجه ادم لكي يتعلم .وهذا يبين لنا الفرق بين الوجود المعرفي العام (القلب) ومستوياته المعرفية المختلفة ( الملائكة) .
أنبئوني : من ( النبأة) وهي الصوت ومنه ( النبأ) لأنه ينتقل من شخص لآخر كما
الصوت ينتقل من مكان إلى آخر.
بأسماءهؤلاء: واسطة النبأ هو التمييز الصوتي , فكان النبأ الصوت هو واسطة الدلالة على الإسم , فربط بين الصوت والإسم ( الصوت والسمة الصوتية له).
ان كنتم صادقين: تبين لنا الوظيفة المعرفية البحتة للملائكة لأن الصوت من مميزات الوجود المادي للإنسان. ولهذا أنكروا ذلك على أنفسهم.
الاية32 : (قالوا سبحانك لاعلم لنا إلا ماعلمتنا. إنك أنت العليم الحكيم).
ماذا يقول لسان حال المستويات المعرفية( الملائكة) : سبحانك .....قانون التسبيح (الوجود العام ) , فعلمهم (التخصص) منه لأنهم مستويات معرفية تراتبية من الأدنى إلى الأعلى وبالعكس. فعلمنا من تعليمك لأنك أنت (العليم). واختلاف مستوياتنا المعرفية من حكمتك لأنك أنت (الحكيم).
الاية 33 : (قال يا ادم أنبئهم بأسمائهم, فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم
غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون).
هنا آدم الإنسان يربط بين الصوت والإسم( الصوت والسمة الصوتية له) لما يملكه من وجود مادي (الحنجرة واللسان والشفتان) لاداء وظيفة (النبأ) هذا على مستوى النطق التعبير المادي للمعرفة أما عملية إنتاج الإسم أي إعطاء الشي المادي إسم فهي هي عملية التمييز للسمات الأساسية للوجود المادي الذي يقرأه بعين المستوى الإنجذابي الملائكة وبذلك صيرورته كلمة وجودية معرّفة. وينتقل الخطاب القراني
ليبين حقيقة علم الله واحاطته الكاملة بالوجود بشكليه المادي والمعرفي فالغيب وهو الحقائق الوجودية المادية غير المعروفة بعد من قبل الإنسان(غيب السموات والأرض) والحقائق المعرفية البادية والمكتومة في الوجودالمعرفي العام.
الآية 34 : (وإذ قلنا للملائكة إسجدوا لآدم فسجدوا إلاّ إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين) .
هذه الآية تعطي تعريفا جديدا لقانون الوجود المعرفي للإنسان في بنيته الداخلية في وحدة الضدين (الملائكة والشيطان) في قلب الانسان.
وإذ قلنا: الإرادة في حركة الزمن والتطور (الجعل).
للملائكة إسجدوا لآدم فسجدوا: وهو هو التملك المعرفي لآدم والذي تم له بعد (نفخة
الروح) والذي تمثل(العلم والمعرفة),( فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) أي تملكه لجميع المستويات المعرفية بحيث باتت ملك يمينه (منقادة ومطواعة بين يديه)وهو هو معنى السجود. وهو هو جوابه سبحانه لسؤالهم وبرهان ادم عليه .
أما إبليس: فمن (بلس) أي اليأس والقنوط. 2وهنا جاء بمعنى اليأس من (روح الله)
الذي وهبها لادم وبها صار إنساناً والذي يؤدي الى الكفر وهو كما قلنا = نكران الوجود الموضوعي . وهذا ماذكره القرآن في أكثر من مكان( ولا تيأسوا من روح الله إنه لاييأس من روح الله إلا القوم الكافرون).لاحظ دقة صياغة المفاهيم المعرفية في القرآن.
فاذا رسمنا مخطط للوجود المعرفي للإنسان:
الرحمن = الوجود المادي والمعرفي العام
الملائكة = المستويات المعرفية الدالة على الوجود المادي العام ( علاقة تلازم معرفي)= إنجذاب
إبليس( الشيطان) = نكران الوجود المادي والمعرفي العام (الكفر) = ( اليأس من روح الله)
علاقة تفارق معرفي = ( إنتباذ).
القلب = الوجود المعرفي للإنسان في وحدة بنيته الداخلية بين الضدين( الملائكة والشيطان) .
وهو هو سر الحرية الإنسانية التي وهبها الله للإنسان . ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) على حد سواء. فماذا نختارلنؤسس لمجتمع الحرية الإنسانية الذي ننشد لندخل التأريخ بعد خروجنا منه بهجرنا كتابنا المعرفي الأصيل والذي حولناه إلى خُرافة بكل معنى الكلمة. الكتاب الذي يدعو الى مجتمع الحرية والعدالة الإجتماعية بأرقى أشكالها. فهل من( أمة) منكم تعيدنا إليه عاملين فاعلين؟ .

*ــ ألفت نظر القارىء الكريم بانني استعرت من استاذي المفكر الرائع الدكتور محمد شحرورفي كتابه ( الكتاب,القران قراءة معاصرة) منهجه في إنكار الترادف في اللغة العربية وذلك في قراءتي وفهمي لايات القران العظيم.
1- 2:مقاييس اللغة: ابن فارس و غيره من علماء العربية من مدرسة إنكار الترادف (ثعلبة,الزمخشري,ابو هلال العسكري, الجرجاني...... وغيرهم).



#انطلاق_الرحبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في المفاهيم المعرفية للقرآن - جعل - عربي
- قراءة في المفاهيم المعرفية للقرآن -التنزيل-
- قراءة في المفاهيم المعرفية للقرآن-الترتيل - المطهرون
- قراءة في المفاهيم المعرفية للقرآن -الإنزال -الحفظ - المحدث
- قراءة في المفاهيم المعرفية للقرآن- القرآن - الذكر
- قراءة في المفاهيم المعرفية للقرآن- النبي- الرسول - الخاتم
- قراءة في المفاهيم المعرفية للقرآن- الرشد-الغي
- قراءة في المفاهيم المعرفية للقرآن النفس - الروح
- قراءة في المفاهيم المعرفية للقرآن -القلب- الملائكة- الشيطان
- مفهوم النفس- والروح في القرآن
- مفهوم دولة الحرية والعدالة الإجتماعية في القرآن-دولة النبي-3
- مفهوم الدولة الدينية في القرآن 2
- دولة دينية أم دولة الحرية والعدالة الإجتماعية 1


المزيد.....




- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - انطلاق الرحبي - القلب- الملائكة - الشيطان