أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - انطلاق الرحبي - قراءة في المفاهيم المعرفية للقرآن- النبي- الرسول - الخاتم















المزيد.....

قراءة في المفاهيم المعرفية للقرآن- النبي- الرسول - الخاتم


انطلاق الرحبي

الحوار المتمدن-العدد: 1429 - 2006 / 1 / 13 - 10:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ماكان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين.
ماكان لبشرأن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون.
أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة.
إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما.
إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده.
أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم.
وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح.

تناولت في الحلقات السابقة مفهومي النبي والرسول وقلت أن النبي هو من أتى بحقيقة الوجود المعرفي للإنسان الكاشف عن قوانين الكون والمجتمع( القرآن= النبوة) أما الرسول فهو الذي يشرع للواقع الإجتماعي للإنسان( الحكم والكتاب= الرسالة) . ولهذا كانت حرية الإختيار في الإيمان أو الكفر بالنبوة لأنها مسألة معرفية بحته والطاعة أو المعصية للرسالة لأنها تشريع ( قانون, أحكام) تنظم حياة المجتمع الإنساني من سياسة ( الشورى- أولي الامر) وإقتصاد( توزيع المال- الزكاة- التجارة- البيع- الربا) وعلاقات إجتماعية ( زواج - طلاق- إرث) .
وقلت أيضا أن النبوة بدأت مع نوح عليه الصلاة والسلام في بداية التكون المجتمعي للإنسان ( القوم) حيث واجه نوح المترفين وحلفائهم الكهنه من قومه في مسألتين :
الأولى الإستئثار بالثروة من قبل المترفين( الظلم الإجتماعي) والثانية التوحيد ( الإيمان بالله) بالضد من الكهنة الآلهة فكان نضاله على جبهتين معرفية ( التوحيد) وإجتماعية ( العدالة الإجتماعية) من خلال عدالة التوزيع للثروة في مجتمع قومه وهو الذي أدى إلى اصطفاف إجتماعي جديد بين المترفين والكهنة ونوح والأراذل من قومه ( الفقراء المستضعفين) وكان الإنقسام عمودياً على المستوى المعرفي والسياسي وليس على المستوى الإقتصادي بعد حركة نوح لتحرير الأراذل من علاقة التبعية السياسية والمعرفية للمترفين والكهنة. وهذه الوظيفة التحريرية العظيمة هي هي مهمة الأنبياء والرسل في حياة الإنسانية وتأريخها الطويل حتى تصل الى مرحلة الرشد فيتحقق حلم الأنبياء في مجتمع العدالة والحرية بين الناس. ولهذا خلد القرآن دعوة نوح فقال بحقه:( سلام على نوح في العالمين) لأنه أول من بدأ عهد النبوة والرسالة معاَ.
فلنقرأ في معنى الخاتم في الآية ( ماكان محمدا أبا أحد من رجالكم....):
خاتم من ختم الخاء والتاء والميم أصل واحد, وهو بلوغ آخر الشيء: يقال ختمت العمل, وختم القارىء السورة. فأما الختم, وهو الطبع على الشيء, فذلك من الباب أيضاَ, لأن الطبع على الشيء لايكون إلا بعد بلوغ آخره, في الأحراز. والخاتم مشتق منه, لأن به يختم . ويقال الخاتم, والخاتام, والخيتام , قال: أخذت خاتامي بغير حق.
والنبي (ص) خاتم الانبياء, لأنه آخرهم, وختام كل مشروب: آخره, قال الله تعالى:
( وختامه مسك) المطففين26, أي إن آخر ما يجدونه منه عند شربهم إياه رائحة المسك.
ابن فارس: مقاييس اللغة.
النبي فلها أصلان الاول من :
نبأ النون والباء والهمزة قياسه الإتيان من مكان إلى مكان. يقال للذي ينبأ من أرض إلى أرض نابيء, وسيل نابيء: أتى من بلد إلى بلد...
ومن هذا القياس النبأ: الخبر, لأنه يأتي من مكان إلى مكان, .....
والنبأة : الصوت, وهذا هو القياس, لأن الصوت يجيء من مكان إلى مكان.
ومن همز النبي فلأنه أنبأ عن الله تعالى, والله أعلم بالصواب.
أما الثاني فمن:
نبو النون والباء والحرف المعتل أصل صحيح يدل على ارتفاع في الشيء عن غيره
أو تنح عنه: ( نبا بصره عن الشيء) ينبو, ونبا السيف عن الضريبة: تجافى ولم يمض فيها. ونبا به منزله: لم يوافقه, وكذا فراشه, ويقال نبا جنبه عن الفراش, ....
ويقال إن النبي (ص) اسمه من النًبْوة, وهو الإرتفاع, كأنه مفضل على سائر الناس برفع
منزلته. ويقولون : النبي: الطريق, قال:
لأصبَحَ رتماً دُقاقَ الحَصَى
مكانَ النَّبيّ من الكاثِبِ
ابن فارس مقايس اللغة.
هذه الآية بحق واحدة من أعظم ماجاء به القرآن العظيم لأنها تكشف عن حقيقة معرفية/إجتماعية بنفس الوقت، معرفياً تخبرعن انتهاء دور الفرد( النبي) في الكشف
عن حقائق الوجود وتعطيه للراسخين في العلم كل حسب إختصاصه أو كما عبرعنهم القرآن في مكان آخر( بالأمة) أي الذين ينتجون المعرفة على المستوى المادي( قوانين الطبيعة) والإجتماعي( قوانين البنية الإجتماعية) . وهم ورثة الأنبياء على حد تعبير النبي محمد عليه وآله أفضل الصلاة والسلام : العلماء ورثة الأنبياء. وهي هي وظيفتهم المعرفية لتبيان ماتؤول اليه حقائق الوجود المادية في حياة المجتمع الإنساني، وليس السادة فقهاء الشعائرمن صلاة وصوم وحج والتي لاتحتاج إلى علم عالم لأنها أتتنا عنه(ص) بالتواتر جيلاً بعد جيل فلم يمر على المؤمنين يوما لم يعرفوا كيف يؤدوا فرائضهم هذا أولاً وثانياً إنها ثابتة غير قابلة للتغييرلأنها شعيرة تمثل الهوية بالنسبة للمؤمنين بنبوة ورسالة محمد (ص) أي هوية الايمان. وهنا تكمن الطامة الكبرى حيث أختزل العلم بالشعائر. العلم الذي نادى به القرآن والذي به يحيا الإنسان ويتطور نحو كماله الوجودي من خلال حركة الزمن (السيرورة) والتطور (الصيرورة) فالمجتمع الإنساني يتكون من ثلاثة أبعاد : الوجود المادي (الناس) , السيرورة ( الزمن= التاريخ), التطور( الصيرورة) وبوحدة الأبعاد الثلاثة ينتقل المجتمع الإنساني من مرحلة أدنى إلى مرحلة أعلى في سلم التطور الإجتماعي وهو هو قانون نفي النفي الإجتماعي والذي به يحصل التغيير في الواقع الإجتماعي للناس وهو هو معنى ( إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).تأمل في ما بأنفسهم لترى كيف يعمل قانون نفي النفي فالتغيير ما بالنفس من قديم تجاوزته الحياة بالجديد المنتج من قبل النفس فردياً أو إجتماعياً وعلى هذا فأن للمجتمع الإنساني ثلاثة أزمان : زمن التكون وزمن التطور وزمن التغيير وهذا ماعليه المجتمعات المدنية المنتجة فهي في سيرورة وصيرورة مستمرة نحو كمالها الوجودي بالعكس من المجتمعات التي طرحت بُعْدَ الصيرورة ( التطور) جانبا فباتت مجتمعات سكونية مستهلكة تدور في فلك المجتمعات المتطورة ذي الأبعاد الثلاثة , بعلاقة من التبعية البنيوية لضعفها الذاتي عن المنافسة مالم تعيد البُعْد الأهم بُعْدَ الصيرورة لواقع البُنْية الإجتماعية لتفتح الإمكان العملي للتغيير في قوانين البُنْية الإجتماعية وتحولها إلى بُنْية فاعلة ومنتجة وعند ذاك نستطيع التحدث عن الإستقلال والحرية الحقيقيين. فأنّا لعلماء الشعائر هذا . إنها الإستحالة النظرية والعملية بنفس الوقت لإختلاف القاعدة المعرفية بين الاثنين. بين معرفة منتجة ومعرفة مستهلكة. أعود لقراءة الآية العظيمة والتي تحمل هذا الحس التاريخي التطوري للواقع الإجتماعي وهي تعلن عن إنتهاء مرحلة الطفولة المعرفية إن صح التعبيروبداية التأريخ الحقيقي للإنسان في بلوغه مرحلة الرشد والتي بها يؤسس مجتمع الحرية والعدالة الإجتماعية. هذه المرحلة التي كانت النبوة الفردية فيها ضرورة معرفية وإجتماعية وهي زمان التطور والذي بدأ مع نوح وانتهى بمحمد حيث أعلن عن بداية زمان التغيير كاشفاً عن القوانين الإجتماعية للتغيير وآلية عملها في واقع البنية الإجتماعية. وعلى هذا أستطيع القول أن زمان التكون للبنية الإجتماعية الأولى للإنسان كانت مع آدم في تحول البشر من مملكة الحيوان الى مملكة الإنسان تلك القفزة المعرفية الكبرى والتي عبر عنها القرآن بـ( نفخة الروح) والتي أصبح الإنسان كائناً منتجاً للمعرفة من خلال وجوده المعرفي ( القلب) والمادي من خلال عمله اليدوي ( بنائه المادي). ثم زمان التطور والذي بدأ مع نوح وانتهى بمحمد وهو الزمن الذي تمت فيه عملية تكون المجتمعات الإنسانية وبنائها المادي ( الحضارات) وادي الرافدين ووادي النيل والصين والفرس والإغريق والرومان وباقي الحضارات وصولاً إلى العرب والمسلمين فبدأ بهم زمان التغييرحيث شكلت حضارتهم المرحلة الإنتقالية بين زمان التطور وزمان التغييرحيث وضعوا الأسس المعرفية والمادية لتلك العملية الكبرى وخصوصاً في حركة النبي/ الرسول المعرفية والإجتماعية في الأعوام الثلاثة والعشرين التي عاشها جهاداً وقتالاً وبناءاً في سبيل الإنسان وكماله الوجودي والتي تم التخلي عن أهم قانون فيها من قبل قومه العرب( وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا) وهو قانون الصيرورة ( التطور) فورثها أقواماً آخرين فساروا ووقفنا( فما بكت عليهم السماء والارض وماكانوا منظرين) . ( قل ياأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً).
فالنبي عندي من نبو إرتفاع المرتبة والوظيفة وهو الطريق الذي به تتكشف حقائق الوجود المادية وهو القراءة المنتجة للمعرفة الإنسانية الأصيلة وهو مايناسب المقام العظيم للنبوة وليس من نبأ والنبأ أي الذي يُنبأ أي المخبر الذي ينقل الأخبارفلم أجد في القرآن هذا الوصف للنبوة بل كان الفعل إقرأ هو المحور التي قامت عليه فالفرق عظيم بين أخْبِرْ وإقْرأ. الأول مستهلك والثاني منتج وهنا نكشف عن سبب ثاني لمصيبتنا وهو تحويل المنتج إلى مستهلك مما أدى إلى موت إنتاجه المعرفي والمادي .
فالختم بهذا المعنى كان للقراءة الفردية الشمولية وجعلها قراءة جماعية متخصصة وهو هو ماعليه واقع المجتمعات الحية في زماننا هذا. وهو إعتراف ينبو عن ثقة عظيمة بالإنسان في سيرورته وصيرورته نحو كماله الوجودي الذي بشر به الأنبياء. وهذا مايدعونا إلى إعادة النظر بكامل جهاز القيم والمفاهيم المعرفية الميتة نعم الميتة والتي آن أوان دفنها لنحرر وجودنا المعرفي من التحنط والدوران حول نفسه في تكرار إنتاج الماضي لعلنا نلحق بالركب: سفينة نوح وماأدراك ما سفينة نوح لنعيد الحياة لمعنى النبوة التي ختمت وظيفتها الفردية( خاتم النبيين) وليس ( خاتم النبوات) والفرق واضح بيّنْ .لأن لاحياة دون معرفة متجددة وهي هي وظيفة النبوة. أما الرسالة فهي للناس جميعاً معنى ذلك إنها تتطور وتتغير مع تطور وتغير البنية الإجتماعية ولهذا أتت حدودية حنيفية أي متطورة متغيرة ( الحدودية = المفتوحة الإحتمالات) و( الحنيفية = المائلة أو المتحولة), ولأنها أتت هكذا فلا ختم بل تجدد مستمر بتجدد الحياة الإجتماعية للناس.



#انطلاق_الرحبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في المفاهيم المعرفية للقرآن- الرشد-الغي
- قراءة في المفاهيم المعرفية للقرآن النفس - الروح
- قراءة في المفاهيم المعرفية للقرآن -القلب- الملائكة- الشيطان
- مفهوم النفس- والروح في القرآن
- مفهوم دولة الحرية والعدالة الإجتماعية في القرآن-دولة النبي-3
- مفهوم الدولة الدينية في القرآن 2
- دولة دينية أم دولة الحرية والعدالة الإجتماعية 1


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - انطلاق الرحبي - قراءة في المفاهيم المعرفية للقرآن- النبي- الرسول - الخاتم