مرام عطية
الحوار المتمدن-العدد: 5673 - 2017 / 10 / 19 - 09:36
المحور:
الادب والفن
عطُركِ شلَّالٌ ياأمِّي
--------------
شلَّالُ عطركِ غيَّرَ طقوسَ الرياحين
فوارسهُ عاتيةٌ تقتحمُ أسوارَ البعدِ ، تمحو فيافي الغيابِ و تبلسمُ الجراحَ ، جيادهُ العتيدةُ تطلقُ أسرَى الأحزانِ
لهبٌ يعيدُ صياغةَ أقانيم عمري ، يلبسني ثيابَ البراءةِ من خيوطِ الحنانِ
لشرفاتِ عينيكِ سأسدلُ ستائرَ اللهفةِ ، وأضيءُ قناديلَ الفرح ، وأنامُ على وسادة صدركِ الوثيرةِ طفلةً ، اشتاقتْ لهمسٍ من خوابي الياسمين ، وأدع دفءَ شفتيكِ يرسمُ ، بريشة الأمومةِ حكاية أبنائكِ الغائبين .
سأنتظرُ ككلِّ الأقاليمِ العطشى لرفيفِ النَّدى سحابَكِ الخصيبَ بين خواتمِ الخريفِ وأوائلِ الصَّيفِ ، حيثُ لاغيثَ يمرُّ في حقولِ قلبي ، أو نهرَ يروي قحطَ روحي ومساكبَ عمري سواكِ
تعالي إليَّ أمي بقامتكِ التي أهداها الوسامةَ النخيلُ ، وثوبكِ الأسودِ الطويلِ العابقِ بوردِ الأماسي ، و تراتيلِ الصباحاتِ المدرسيَّةِ
بجبينكِ الذي تعرِّشُ عليه النجوم ، تعشقه سنونوات الربيعِ ، و تزرعهُ أناشيدَ سلام
هبيني دفقةً من دنانِ صوتكِ الممزوجِ باللوزِ والتينِ لأصيرَ الكنارَ بين الطيورِ ، وبين البشرِ من القديسين .
--------
مرام عطية
#مرام_عطية (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟