أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مرام عطية - نقد















المزيد.....

نقد


مرام عطية

الحوار المتمدن-العدد: 5234 - 2016 / 7 / 25 - 01:51
المحور: الادب والفن
    


قراءة في //
الأُنُثى ،الوطن ، الذات الشاعرة
في مجموعة رياض الدليمي تسلقي عروش الياسمين
مرام عطية
القصيدةُ الأُنثى المتجدِّدةُ المدهشةُ ، التي لا تذبُلُ أو تشيخُ ، في كلِّ الظُّروفِ ، تعلو الأمكنةَ ، وتلبسُ رداءً أوسعَ من المكانِ الضَّيقِ ، والزَّمان المحدَّدِ بقيدٍ سياسيٍّ أو فكريٍّ أو تقليدٍ تاريخيٍّ ، أمُّها الأرضُ الخصبةُ على مساحةِ الكونِ ، وأبوها رحبُ السَّماء ، تعانقُ الإنسانيةَ ّفي لحظةٍ ما . القصيدةُ الخضراءُ ، ابنةَ الرَّبيعِ المتجدِّدِ ، هي المقيمةُ في ديوانِ الشَّاعِرِ رياض إبراهيم الدليمي . القصيدةُ التي وصلت إلى معارج الجمالِ والحداثةِ ، لا تقيمُ وزناً للمعاركِ أو الصِّراعِ بينَ القصائدِ الثَّلاثِ : العموديةِ ،والتفعيلةِ ، والنَّثريةِ لأنَّها تعلمُ أنَّه سجنٌ مؤبدٌ للشَّاعرِ الوثَّابِ ، وهي القضبانُ الحديديَّةُ ، الَّتي منعتْ تألقَ شعراءَ كثيرينَ في الماضي ؛ بسبب البيئةِ التي علتها طحالبُ الزمنِ ، والعفن الذي غزاها ، جراء القمعِ الأدبي والسلطوي الَّذي كبَّلها ؛ فلا نافذةَ تطلُّ على الآفاقِ الجديدةِ في آداب العالم ، والقيودُ الشعرية الصارمةُ، دفنت مواهب شعراء في مهدها . فالشاعر المعاصرُ ابنُ التَّفجرِ المعرفي ، والتَّاريخِ الفكري والسياسي والثقافي الطويلِ ، فكيفَ يلبسُ جلبابَ الأقدمين ؟!
يَغلبُ على نصوصِ الشَّاعِرِ تعاريفٌ ، أو مقولاتٌ( ثلاثٌ : ) الأُنُثى ، الوُطن ، والذاتُ الشاعرةُ) وكُلُّها تتماهى مَعَ الداخل (ذات الشاعر ) مع غَلَبَةِ قصائدِ الأنوثة في الأساليبِ الفنيَّةِ .
اعتمدَ الشَّاعرُ مصادرَ دينيةٍ وثقافيةٍ ،في بيئةٍ زمانيةٍ ومكانيةٍ ، ثمَّ انطلقَ إلى البشريةِ في ملِّ زمانٍ ومكانٍ ، إلاَّ أنَّ حقلا ً دلاليا كانَ مسيطراً ، على تلكَ المصادرِ وهو حقلُ الرمزِ والأسطورةِ والتاريخ . لقد وظف الشَّاعرُ الخطابَ الإبداعي ( أفعال الأمر ، والنَّهي والتَّعجبً والنِّداء والاستفهامِ ) الذَّي يبحثُ عن أُنوثَةِ القصيدةِ المتجدِّدةِ ، الَّتي صيغتْ بلغةِ البداهةِ والذكاءِ تارةً ، والرَّمز والمجازِ تارةً أخرى ، استعارَ فيها مِنَ الموروثِ الثَّقافي الهائلِ ، وابتعدَ عن الصُّورةِ التَّقليديةِ ، الَّتي تُسلِّمُ نفسها للمتلقِّي عادة ً ( في الشِّعرُ التَّقليدي ) راضيةً مرضيَّةً وتسَلَّقَ عرائشَ المجازِ ليقطفَ عنبَ الجمالِ في تموزَ ناضجاً ، في ظُروفٍ من نورٍ ، مُعتَّقةٍ بطعمِ المجازِ الوارفِ ، والاستعاراتِ ، أو تراهُ يلبسُ ثوبَ نحلةٍ ، ويُجهدُ نفسَهُ ، في رحلةٍ مشوِّقةٍ يجني فيها شهدا وعسلاً طيباً، فيأسرنا ، ويدهشنا، بالَّلونِ والصوتِ والحركةِ ، عبرَ لوحاتْ آسرةٍ تخاطبُ حواسَ وفكرَ القارئ الواعي ( السمع ، والبصرَ والحسَّ) .....مثل : ( تسألين عن أوطانِ النَّوارسِ ..، عن شبقِ الشَّمس عن غروب حضوري ، ووهمِ القوسِ قزحٍ أنحتُ شرائطَ الماسِ ..، تدمنينَ المرايا ، أذيبُ الشَّمعَ ، أرمي كراتِ الآه ) وتتسارع الصور في نهرٍ لا يهدأ ُ كغادةٍ فاتنةٍ ، في كلَّ مناسبة تلبسُ فستاناً جديدا، فتتوقُ لرؤيتها العيونُ وتتلهَّفُ لسماعها الآذانُ ..
أمَّا المفردةُ الشِّعريَّةُ ، فتكتسبُ دلالتها من ارتباطها بالتركيبِ الشعريِّ أو الجملةِ الشِّعريَّةِ مثل : ( أتنفس..أراجيح.، السُّهاد ...، السنابل ) في ( أتنفسُ أراجيل السُّهادِ ) ( أمرحُ بأراجيحِ الوقتِ ) (أثملُ برعشاتِ السنابل ) وتغلبُ على هذه الجملِ الرشاقةُ ، والمتانة والخطابيَّة (الأسلوب الإنشائي ) ومن خلالِ هذه الجملِ تنسابُ اللغةُ الآسرةُ عذبةً لينةً ممتنعةً على البسيطِ غيرِ المتقن ، ينثالُ المعنى مطراً غزيراً من سحابةٍ الإلهامِ الخصبةٍ ؛ ليعشبَ في ثرى النفوس نباتاً مورقا ، أو ينثرُ ثمرا لذيذاً ، في كل منحى أو منعطف حسيِّ ( هفهفي ضفائركِ .. كوِّعي حقائبكِ .. شمِّري الذِّراعَ.. كتمتُ الأنفاسَ .. توقَّفَ النبضُ .. ترميَ برقمِ الجوَّالِ .. سأنفثُ روحي بأوردةِ الاتِّصالِ.. سأغنيكِ عصفوراً لم يذقْ طعمَ النَّومِ ) وككلِّ قصائد الأدب الحديثِ ، في الواقعية الاجتماعيةِ الجديدة ، أو الأدبِ الواقعيِّ الاجتماعيِّ الجديدِ ، يهتمُّ بالبيئةِ المكانيةِ والزَّمانيَّةِ ، والتَّفاصيلِ الصَّغيرةِ ، والتاريخِ ، والرمزِ والأسطورةِ ؛ ( لا تتبخترْ أيُّها النَّملُ في حضرةِ سليمانَ (صحف داود .. طرق المغول .. بلاد السِّندِ أفياء جسرِ الهنودِ ....) وحينَ يُحلِّقُ الشِّعرُ تتولى الحواسُ مهمةَ تحريرِ السجناءِ سجنُ الشفتينِ ، واليدين ِ ، والفكرِ من أسرِ الخجلِ ، وجرادِ الخوف ، وعنكبوت الخرافاتِ ، وأعرافِ الزِّمَنِ البائدِ ، وتفرشُ لها سريرَ الرُّوحِ الهاربة من سجن الجسدِ الماديِّ ، فينتفضُ الجسدُ الأنثويُّ ، وتفوحُ منه روائحُ البنفسجِ والخزامى ، في تماهٍ جميلٍ لعشقِ الوطنِ والمرأة والأرض ، وتتولَّى ريشَةُ الحرفِ ، تلوينُ اللوحاتِ الأخَّاذةِ ، يستحضر الشَّاعرُ لتركيبِ المشهدِ الشِّعريِّ الماضي بكلِّ مكوناتهِ ، وعطرُ الأمكنةِ ، ومذاقُ الأشخاصِ واللحظةِ ؛ ( لن تجدي هناك كوثرا أو كنعان أو فرعون ..اعبري الفراتَ..) هكذا ينسجُ الشَّاعرُ المبدعُ رياض إبراهيم الدليمي ، المشاهد البهية الغنيَّة بالجمال ، بخيوطِ النارنجِ وزهرِ السَّوسنِ ، و سلالَ العشقِ السَّاحرةِ ، جامعاً فيها فاكهةَ المجازِ النَّادرةِ النَّاضجةِ ، مخاطباً القارئَ والمستمعَ الواعي والمثقفَ ، مؤمنا بثقافتهِ وحسنِ تفكيرهِ ، ويعطيهِ مهمةَ فكِّ شيفرةِ الرمزِ ، وتحليلِ النَّصِ الشِّعريِّ ، أو تركيبِ أجزائهِ المتناثرةِ لوحةً متكاملةً فنيةً مدهشةً ، فيكتملُ الفنُ بإدراكِ القارئ للنَّصِ وأبعادهِ ومراميهِ ، والتَّأثيرِ بهِ ، فيمنحنا في كلٍِّ نصٍٍّ زمردةَ فكرٍ مضيئةً ، أو فاكهةً روحيةً ، أو يطوفُ بنا في رحلةِ سندباده ، على متنِ قصيدتهِ في بحار عميقة لنلتقطَ لؤلؤا ومرجانَ ، وفي اليابسةِ نصعدُ القممَ حيناً ، ونهبطُ إلى الوديانِ أحيانا . لنستمتعَ برياضةِ الرَّوحِ والجسَدِ .
..........................
مرام عطية
كاتبة وشاعرة
سوريا حمص
تولد 1964
متزوجة
ماجستير لغة عربية من جامعة البعث في سوريا
تعمل في حقل التدريس
لديها ثلاث دواوين تحت الطبع
نشرت العديد من القصائد والدراسات في مختلف المجلات والصحف والدوريات



#مرام_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مرام عطية - نقد