أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوهر يوحنان عوديش - ما هو ثمن قتل الشعب الكوردستاني هذه المرة؟














المزيد.....

ما هو ثمن قتل الشعب الكوردستاني هذه المرة؟


كوهر يوحنان عوديش

الحوار المتمدن-العدد: 5672 - 2017 / 10 / 17 - 11:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شروط وتصريحات حكومة بغداد ومعها قادة الحشد الشعبي في التعامل مع استفتاء اقليم كوردستان ونتائجه غير واقعية ولا تبشر بالخير ابدا، حيث ما زالت، حكومة بغداد، على رأيها في التمسك بالشرط التعجيزي بالنسبة لاقليم كوردستان الا وهو الغاء الاستفتاء ونتائجه!، اضافة الى رفضها للمبادرات التي قام بها رئيس البرلمان ونائبي رئيس الجمهورية واعتبار هذه المبادرات بالشخصية والاتية من خارج الحدود والحكومة غير ملزمة بها ولا تضع لها اي اعتبار، وهذا الموقف المتشدد يؤكد للجميع ويثبت لنا نحن العراقيين بان حكومة بغداد مصرة على ارضاخ كوردستان لقراراتها واطاعتها بصورة عمياء دون اعطاء فرصة للتفاوض او حتى النقاش، وبذلك يبدو ان طبول الحرب ستدق من جديد خصوصا وان تركيا وايران تدعمان حكومة بغداد في قمعها لشعب كوردستان.
نعرف جيدا ان العلاقات الدولية مبنية على المصالح، وان هذه العلاقات عندما تتغير بدرجة كبيرة في مدة زمنية قياسية، كما يحدث الان في العلاقات بين تركيا من جهة وايران والعراق من جهة اخرى، فان هناك شيء كبير وخطير يحدث ما وراء الستار وان ثمن هذا التغير الفجائي في العلاقات ثمنه باهض جدا.
بالرجوع الى التاريخ العراقي الحديث والتمعن في مسببات الاحداث ونتائجها، نلاحظ ان اكبر واهم اسباب عدم استقرار العراق كان عدم ايجاد حل جدي ومثالي للقضية الكوردية، وهذا كلف العراق مالا لا يقدر وارواحا لا تحصى، فبالاضافة الى زج الجيش العراقي في قتال مع الاحزاب الكوردستانية، فان القضية الكوردية كانت من اهم الاسباب التي ادت الى دخول العراق في حرب مدمرة طويلة استنزفت العراق ماليا وحصدت من كل بيت عراقي، تقريبا، روحا فتية طاهرة وبريئة اقتيدت الى الموت كرها ( القصد هو الحرب العراقية الايرانية التي اندلعت اثر الغاء اتفاقية الجزائر الموقعة بين الطرفين لضرب الثورة الكوردية).
ففي عام 1975 تم عقد اتفاقية بين العراق وايران سميت باتفاقية الجزائر ووقعت بين نائب الرئيس العراقي آنذاك (صدام حسين) وشاه ايران (محمد رضى بهلوي) وباشراف رئيس الجزائر (هواري بومدين)، وكان هذا الاتفاق ينص على اعتبار نقطة خط القعر كحدود مائية بين الدولتين، ونقطة خط القعر هي النقطة التي يكون فيها الشط باشد حالات انحداره!، وبذلك رضخ العراق للشروط الايرانية وتنازل عن حقوقه في جزء لا يستهان به من مياهه الاقليمة لايران، ام الهدف من هذا الاتفاق كما هو معلوم فكان ضرب الثورة الكوردية وحصرها من عدة محاور ووقف دعم شاه ايران لهم، اي ما معناه تنازل الحكومة العراقية عن حقوقها وسيادتها لدولة اخرى لضرب شعب كوردستان والذي هو جزء من الشعب العراقي.
ما يحصل اليوم في العلاقات التركية العراقية والتركية الايرانية، يشبه كثيرا ما حصل في 1975 لكن باختلاف صغير، فما حصل في 1975 كان علنيا ورسميا وتم باتفاق وتوقيع البلدين بحضور واشراف رئيس دولة اخرى وكان مكشوفا للجميع، اما ما يحدث اليوم فهو مخفي ومستور وغير معلن ولا احد يعرف الثمن هذه المرة غير المتفقين عليه، فليس هناك من استثناء في عدم معرفة نوع وطبيعة العلاقات الباردة والمتوترة بين تركيا وعراق وايران التي تحولت بين ليلة وضحاها الى علاقات ودية وتحالفات عسكرية لمحاصرة شعب كوردستان وضربه على اثر استفتاء الاستقلال الذي قام به!.
ليس خافيا على احد حجم وطبيعة المصالح التركية في اقليم كوردستان التي لا يمكن ان تستغني عنها بسهولة دون مقابل، ربما يكون هناك مخاوف تركية وايرانية من قيام خطوة مماثلة من قبل كورد هذه الدول لكن هذا لا يبرر كل هذا التصعيد والتهديد والتحشيد ضد كيان لم يولد بعد، مع كل الممارسات والتأكيدات الكوردية بان هذا الكيان لن يكون عامل تهديد لاي من هذه الدول، اضافة ان قطع العلاقات التجارية مع اقليم كوردستان يضر بتركيا قبل ان يضر باقليم كوردستان، لذلك لابد، بل ومن المؤكد، ان الحكومة العراقية قدمت بدائل اكثر اهمية واكثر ربحية لتركيا لغلق الحدود والتوحد ضد تطلعات وارادة الشعب الكوردستاني ( هناك تسريبات اعلامية تؤكد ان الجانب العراقي سيعوض تركيا عن الخسائر المادية الناتجة عن غلق الحدود وايقاف عملية تصدير النفط، والايام وحدها ستكشف حجم الثمن الان ومستقبلا ).
كان يمكن للحكومة العراقية بدل تكرار اخطاء وممارسات الماضي ضد شعب كوردستان ان تدعو الى حوار جدي وبناء يحفظ الارواح ويصون سيادة العراق دون تدخلات خارجية تؤجج الصراع وتبقي ابناء العراق منشغلين بالصراع والتقاتل فيما بينهم بينما دول الجوار تتهنى بخيراتهم.



#كوهر_يوحنان_عوديش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلل في الدستور ام في العقول؟
- لا تجعلوها كوردية عربية
- استقلال كوردستان ووحدة العراق المتباكي عليها
- استقلال كوردستان خطوة لتعزيز الامن والاستقرار في المنطقة
- دعوة صريحة لاخلاء البلد من المسيحيين!
- وطن يتيم
- تحرير مناطق المسيحيين في سهل نينوى لا يكفي لعودتهم
- البرلمان العراقي يصوت على منع الخمور، اذا البرلمان موجود!
- الفساد في العراق قمة المهازل
- شجرة الميلاد العراقية وقبلة يهوذا
- البطاقة الوطنية خنجر اخر في خصر الاقليات غير المسلمة
- العبادي ... والمهمة المستحيلة!
- كلهم مع الاصلاحات ... اذا من دمر البلاد وشرد العباد؟
- وحدة العراق ليست اغلى من دماء ابنائه
- ارواح المسيحيين واعراضهم اغلى من كل المناصب يا سيادة النائب!
- هكذا هوى العراق
- العراق لا يبنى بالاحقاد ولا ينهض بالشعارات التجارية
- هل من مستقبل لمسيحيي الشرق في بلادهم الاصلية؟
- موقف جميل في زمن قبيح
- محمية لشعب ينقرض!


المزيد.....




- مسيرات أوكرانية تُهاجم موسكو قبل -يوم النصر-.. وزيلينسكي يُح ...
- قبيل زيارة شي جينبيغ.. غارة أوكرانية على موسكو تجبر مطارات ا ...
- انفجارات متعددة تهز بورتسودان مجددًا.. شاهد آثارها
- الأول منذ شهور.. شاهد الأهداف التي هاجمتها إسرائيل للحوثيين ...
- الجيش الأمريكي يعلق رحلات مروحياته إلى -البنتاغون- تحسبا من ...
- ماذا نعرف عن سجن ألكاتراز الذي أمر ترامب بإعادة فتحه؟
- موسكو تشدد الإجراءات قبل يوم النصر... هل تخاطر أوكرانيا بهجو ...
- -تطبيق إسرائيلي- وراء فضيحة التسريبات وإقالة والتز
- ناشيونال انترست: واشنطن تبدي اهتماما كبيرا بالمعادن الأرضية ...
- إسبانيا.. تطوير جيل جديد من السفن الحربية


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوهر يوحنان عوديش - ما هو ثمن قتل الشعب الكوردستاني هذه المرة؟