أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مالوم ابو رغيف - الاستفتاء الكوردستاني




الاستفتاء الكوردستاني


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 5648 - 2017 / 9 / 23 - 20:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


قد يتوجه الشعب الكوردستاني في يوم 25.09.2017 الى صناديق الاستفتاء لاختيار واحد من اثنين اما المضي في طريق تحويل الحلم الكوردي الى واقع باقامة دولته المستقلة او تاجيل تحقيق الحلم النبيل الى المستقبل.
تكاد النتيجة ان تكون محسومة لصالح الاستقلال، فاغلب، ان لم نقل جميع الكورد يهفون الى رؤية اليوم الذي سيكون اجمل يوم في حياتهم، يوم اعلان دولة كردستان.
نقول قد يتوجه، ليس لان قرار الاستفتاء غير محسوم، لكن لأن الضغوطات والتهديدات هائلة بحيث لم يحدث وان حصل في التاريخ مثل هذا الزخم الهائل لايقاف وسيلة ديمقراطية عن العمل لأستطلاع رأي الشعب في امر يخصه وحده. فهناك ضغوطات دينية وضغوطات سياسىية ودولية اوربية وامريكية ومن الامم المتحدة ومن مجلس الامن الدولي ومن الاتحاد الاوربي لتأجيل الاستفتاء.
لكن التاجيل حسب وجهة النظر الكوردية لا يعني سوى موعدا اخر لاجراء العملية، فقرار الاستفتاء قد اخذ وحسم امره، والاختلاف على التاريخ وليس على مبدأ التنفيذ.
ينبغي الاشارة الى ان الجهات الدولية التي تدعو الى التأجيل، تعترف بحق الشعوب في تقرير مصيرها ولا تستثني الشعب الكوردي من ممارسة هذا الحق، ولا يمكنها تجاهل الحماس الكبير الذي ابدته الجماهير الكوردستانية لتأييد الاستفتاء والاستقلال.
الحماس الشعبي المتدفق لتأسيس الدولة الكوردية ما كان ليكون بمثل هذه اللهفة لو ان الشعب الكوردي لا يعيش وسط بحر متلاطم من قوميات متعالية متغطرسة متفاخرة بماضيها وامجادها واجدادها وعصورها الذهبية المزيفة وحضارتها التليدة التي بنيت على اضطهاد الشعوب وأزدرائها.
وما كان هذا الحماس ليكون بهذه الحدة لولا همجية القمع التي اتبعها المحيط القومي لانهاء اي احساس فردي او شعبي بمميزات شخصية الكورد المستقلة حتى وصل الامر بالحكومات التركية الى منع التحدث باللغة الكوردية ومنع ارتداء الزي الكوردي الجميل.
اما في العراق فلم تتدخر الحكومات المتعاقبة وسيلة قمع الأ واستخدمتها ضد الشعب الكوردي ووصل الاضطهاد الى قمته في عهد المقبور صدام حسين، الذي يعتبره العرب سيد شهداء العصر، فأباد مئات الاف الابرياء ودفن الاف اخرى وهم احياء في المقابر الجماعية ولم يعف حتى عن الاطفال الرضع حيث وجدت مئات من بقايا هياكلهم الصغيرة ملتصقة بحطام صدور الامهات بينما تناثرت تمائمهم والعابهم في تراب المقابر المنتشرة في كل انحاء العراق.
ليس من شعب عانى الويلات عندما تتوفر له فرصة استقلال الذات، يتوانى عن تحقيقها. فحق تقرير المصير ليس حقا قانونيا فقط كي يرتبط بشروط وظروف تمليها عليه المحاكم والمنظمات الدولية، انه حق انساني قبل ان يكون حقا قانونيا لا سيما للشعوب التي تعرضت الى ابادات جماعية وقمع وحشي.
عمق المآساة التي مر بها الكورد حفرت جروحا في وجدانهم ليس من السهل ان تندمل او تُنسى اذ اصبحت شواهد تاريخية في ذاكرتهم الشعبية وليس من السهل تجاوزها ولا الأطمئنان بعدم تكرارها او منح الثقة لحكومات لا تعرف غير لغة التهديد والوعيد وتجهل لغة الحوار ولا تعرف غير الحلول الطائفية والمحاصصاتية لارضاء الاحزاب بينما تهمل بالكامل رغبات الشعوب.
المشكلة الاساسية التي يعاني منها العراق الجديد بشكل عام، هي انه تأسس على الفكرة الطائفية التي تقسم الشعب الى مكونات دينية واثنية وطائفية، ان ذلك فكك الروابط الوطنية واعطى الاولية للشعور الطائفي والمذهبي وشوه مفهوم الديمقراطية وافرغها من مكونها الرئيس وهو حق الاختيار الشخصي.
تتحمل الاحزاب الشيعية بشكل رئيس هذا التقسيم الطائفي والعرقي، وتتحمل المسؤلية الكبرى في استمرار التدهور الذي يمر به العراق وذلك باصرارها على بناء الدولة على اسس طائفية ورفض علمانية الدولة.
ان الشخصيات السياسية الاسلامية الشيعية تتحمل ايضا المسؤلية الاولى في تفكك العراق الى مكونات متصارعة لأنها اضعفت مفهوم الشعب الاعتباري الذي يوحد الناس بالرابط الوطني ورسخت روح الانتماءات الطائفية في الثقافة وفي المدرسة وفي الاعلام وفي الدين وفي التاريخ وفي تسميات الشوارع والمنشئات الحكومية.
واذا كان هذه هو الواقع الذي يعيشه العراق، فهل لنا ان نتوقع ان حوار حكومة كوردستان مع الحكومة العراقية او مع احزابها المتنفذة سيجد حلا ديمقراطيا للمشكلة القومية في العراق اذا كانت العملية السياسية لم تجد حلا لمشكلتها البنيوية سوى اعادة توزيع الحصص والامتيازات؟
نعتقد ان الحكومات الطائفية لا يمكنها ان تحل اي من المهام التي هي من اساسيات الدولة وهي الامان والامن الغذائي والصحي والمدرسي والسكني والمعيشي. فان كانت عاجزة عن ذلك فيكف لها ان تتوصل الى حل دائم للقضية الكوردية المعقدة بعد حملة التسقيطات التي قادها سياسيون متخصصون في الفتنة وفي اثارة الاحقاد والضغائن؟
ينبغي ان نشير الى ان الدعوة الى تاجيل الاستفتاء تنطوي على معنيّن مختلفين.
1ـ التأجيل للوصول الى حل للمشاكل العالقة مع بغداد والغاء فكرة الاستقلال. وهذه التي تستبطنها الدعوات الايرانية والتركية والعربية. ان حقيقتها تكمن في الغاء حق تقرير المصير.
2ـ التأجيل لان الظروف لا تسمح الان لكن العودة اليه في تاريخ لاحق يتضمن فكرة الاستقلال، وهذه التي تستبطنها دعوات الاتحاد الاوربي والامم المتحدة.
اما الحكومة العراقية التي تصر على الحوار، فقد طرحت موقفها واضحا من خلال تصريحات العبادي والمالكي والجعفري والحكيم والصدر وهم الشخصيات الشيعية المسيطرة على القرار في الدولة، فدعوات هؤلاء تهدف الى الغاء الاستفتاء بذريعة ان الشعب الكوردي قد صوت على الدستور اي صوت على البقاء ضمن مكونات الدولة العراقية، وحالة واحدة يمكن فيها انفصال كوردستان عن العراق وذلك بتغيير الدستور وتشريع نصا يسمح بالانفصال.
اذا وصل الشعب الكوردي الى قناعة تامة بان الانفصال عن العراق وتحقيق الاستقلال هو الافضل، فان من غير الجدوى الاصرار على بقاءه ضمن الكيان العراقي اذ ان ذلك في التعريف الاخير يعتبر قمعا لارادة الشعب وحجبا لحقه في تقرير مصيره بنفسه واضاعة للجهود.
اذا كان الاستقلال هو رغبة الشعب فان الوقوف ضد تحقيقه يكون صعبا ومكلفا ليس مالا فقط بل دماء ايضا.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استقلال كوردستان والآراء المضادة
- في تفسير الاله: آلهي لماذا تخليت عني
- في الفلسفة: مناقشة مع الزميل نعيم ايليا
- الماركسية والدين اساس التشابه والشبهات!
- رئيس للوقف الشيعي ام فقيه لداعش !
- عبودية الفوضى
- الحرب على سوريا: امريكا والهلال الشيعي
- مفهوم الحرية في الاسلام والشيوعية
- حكومة اللادولة
- العراق: استهتار السلطة اعتداء ذي قار نموذجا
- ديمقراطية المجتمعات غير المتحررة اخلاقيا
- المشروع الاسلامي
- الديمقراطية والكهنوت الديني
- هل هناك ما يجذب الشباب الى البشاعة
- المسلم المجرد
- العرب قومية ام أثنية ام مجموعة لغوية؟
- ناهض حتّر شهيد الكلمة الحرة والموقف الشجاع
- الدين والعقيدة والطائفة وهوية الانتماء
- اخوان من اطاع الله اول جيش ارهابي اسسه الملك عبد العزيز آلسع ...
- الديمقراطية الفاسدة


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مالوم ابو رغيف - الاستفتاء الكوردستاني