أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مالوم ابو رغيف - استقلال كوردستان والآراء المضادة















المزيد.....

استقلال كوردستان والآراء المضادة


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 5609 - 2017 / 8 / 14 - 21:02
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


يقول السياسيون العراقيون : نحن مع تقرير المصير لكن الوقت غير مناسب الآن لاجراء الاستفتاء.
بالطبع هذه مغالطة واضحة وكذبة مكشوفة اذ ان الساسة العراقيين يؤكدون في كل مناسبة على وحدة العراق وسلامة اراضية. وهذا التصريح، وان بدى براقا ووطنيا ويحمل حسن النوايا، لكن في حقيقته يتبطن على سوء النية وفساد الضمير اذ انه يشير بشكل واضح وصريح الى معارضة استقلال كوردستان عن العراق.
ليس من محض الصدف هذا التناغم السياسي بين الحكومة العراقية وبين تأكيدات الاتراك والايرانيين والعرب المتكررة على وحدة العراق وعلى سلامة اراضيه، مع انهم يتدخلون في شؤون العراق الداخلية علنا فيؤدي الى احتراب داخلي يكون ثمنه المزيد من الضحايا وسفك الدماء.
تفرض تركيا سيطرتها بالقوة على بعض الاراضي العراقية ولها قواعد عسكرية بينما لايران تأثير كبير جدا على الاحزاب العراقية الاسلامية ولها فصائل عسكرية فاعلة في العراق ومع هذا يدعون بوقاحة الى وحدة وسلامة اراضي العراق!!.
الاحزاب الاسلامية القابضة على السلطة والمتحكمة بالمال والثروات العامة في العراق لا يهمها ان بقت كوردستان او استقلت او احرقها التنين او ابيد الشعب الكوردي عن بكرة ابيه او سيطر الاتراك على اراضيه وثرواته. تماما مثلما لا يهمها ايضا اذا اباد الارهاب ملايين العراقين او اذا أماتت الأوبئة والتلوث البيئي ملايين اخرى، ان ما يهم هذه الاحزاب هو هيمنتها على السلطة ودوام سرقتها للمال العام مقابل اي ثمن حتى لو كان خيانتها للوطن.
اذن لماذا يعارض السياسيون الاسلاميون والعرب استقلال كوردستان؟
ان الاحزاب العراقية الحاكمة لا تملك الا ان تنفذ بالحرف الواحد ما تمليه عليها الدول التي لا تحمل ودا للشعب الكوردي ونقصد تركيا وايران. ان مرجعية الاحزاب الاسلامية العراقية السياسية والدينية والروحية (سنية او شيعية) هي هاتان الدولتان.
فالاحزاب الشيعية مثلا لا تترك صغيرة او كبيرة الا وطرحتها على الولي الفقيه سيد علي الخامنئي لضمان واستحصال موافقته ورضاه.
حتى قضاياها الحزبية الداخلية وخلافاتها المالية لا يسمح لها ان تبث فيها وحدها دون عرضها على الولي الفقيه، وهذه الاحزاب لا تخفِ ذلك بل تتحدث فيه علنا من خلال الفضائيات الاخبارية.
فمثلا لم يؤسس عمار الحكيم حزبه الجديد المسمى تيار الحكمة الا بعد ان اخذ الضوء الاخضر من الولي الفقيه، الامر الذي ادهش قطيع كادر الملالي المتقدم في المجلس الاعلى فذهبوا الى نفس الولي الفقيه وهم يذرفون الدموع ويلطمون الرؤوس والصدور ويشتكون له عسف الفتى عمار الحكيم الذي سرق الجمل بما حمل.
كوردستان من الناحية الفعلية مستقلة لا ينقصها الا الاعتراف الدولي، فلها قوانينها وانظمتها المدنية والعسكرية والقضائية والتربوية ولها شرطتها وجيشها وماليتها المستقلة وعلاقاتها الدبلوماسية مع الدول الاجنبية ولها وزرائها وبرلمانها. كما انها غير معنية بالقرارات والقوانين التي تصدرها بغداد مهما كان درجة اهميتها كما ان بغداد من ناحيتها لا تهتم اطلاقا تنفيذ كوردستان للقوانين بصفتها فدراية خاضعة للدولة الاتحادية، ذلك ان بغداد لا تهتم بالكورد لا شعبا ولا حكومة.
ان اساس معارضة الاحزاب الاسلامية العراقية لاستقلال كوردستان نجده في حقيقة تبعيتها للإدارات الاجنبية، فلو كانت ايران مع الاستقلال، لرأيت الحوزات والمرجعيات والاحزاب الاسلامية تجند فرقها الاعلامية والدينية والاجتماعية في الدعوة لاحقاق الحق وازهاق الباطل، ولقرآنا احاديثا نبوية وامامية وايآت قرآنية تحث على الاستقلال ولسمعنا روايات ال البيت من على المنابر الحسينية تؤكد على حق تقرير المصير وعلى استطلاع واستمزاج اراء الناس بما يخص هذه الدعوة المباركة الدعوة الى الاستفتاء.
واذا كانت الاحزاب الاسلامية الحاكمة صدى لرغبات ومصالح دول الجوار، فما الذي يدعو بعض اليساريين الى الوقوف بالضد من الاستفتاء ناهيك عن الاستقلال؟
ان اهم ما يتحجج به هؤلاء هو بان الدعوة الى الاستفتاء ثم الى الاستقلال لا تخدم الا الادارة الكوردستانية التي تجد نفسها في ازمة سياسية واقتصادية ودستورية خانقة وان هذا الاستفتاء جاء لاشغال الشعب الكوردي والهائه عن الازمة الحقيقية باستفتاء صوري يقود الى التفرد بالسلطة.
لكن اصحاب هذا الرأي يتناسون بان جميع الحكومات العراقية المتعاقبة في بغداد ومنذ اسقاط النظام ولحد هذا اليوم هي حكومات فاسدة الى نخاع العظم، وان جميع الفعاليات السياسة، بل العملية السياسة المبنية على المحاصصة هي الاساس الذي ترتكز عليه اعمدة الفساد، وان الجهل والامية وانتشار المخدرات والسرقة والخطف والفقر والاختلاسات الكبرى والتزوير وتدني الثقافة والدراسة وتدهور الخدمات هي اهم ملامح العراق الجديد. كما ان سرقات مليارات الدولارات وهروب اصحابها الى بلدان اجنبية يحملون جنسيتها اصبحت شيئا روتينيا ومعتادا في عراق اليوم.
افلا تشكل الحملة الاعلامية والصحفية الكبيرة الموجه ضد استفتاء استقلال كوردستان وسيلة الهاء للشعب العراقي وتحويل انتباهه عن ازمة السلطة وازمة العملية السياسية وعن فيضان الفساد الذي لم يشهده العراق منذ فيضان نوح الى خصومة الشعب الكوردي والوقوف بالضد من حلمه القومي بتأسيس دولته المستقلة؟
وهل عدم استقلال كوردستان سيمنع الفساد وسيمنع تحكم الاحزاب المتنفذة بالشعب الكوردي ام ان العكس هو الصحيح، اذ ان استقلال كوردستان سيجعل قضية بناء وانجاح التجربة قضية نضالية يكرس الشعب الكوردي فيها كل امكانيته لانجاحها ولجعلها نموذجا رائدا لتحقيق الارادة الشعبية الحرة؟
نشير ايضا بان لا يحق لقومية او لمجموعة دينية او سياسية ان تنصب نفسها وصيا على قومية او مجموعة دينية او سياسية او ثقافية اخرى، ان هذا يتعارض ليس مع الديمقراطية فقط بل يتعارض مع ابسط مباديء الحقوق الطبيعية للانسان. لذلك لا يمكن لهذه المجاميع المعارضة لاستقلال كوردستان ادعاء التنبأ بالمستقبل المثبط للعزائم والمبشر بالتقاتل بين الاحزاب والمجاميع الكوردية. فالامة الكوردية هي وحدها المسؤولة عن مصيرها وهي وحدها القادرة على اشتشفاف المستقبل وهي وحدها التي لها حق الكلمة وتقرير مصيرها وليس من احد له الحق على اجبارها السير في طريق اخر لم تختره بنفسها اذا اختارت طريق الاستقلال.









#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في تفسير الاله: آلهي لماذا تخليت عني
- في الفلسفة: مناقشة مع الزميل نعيم ايليا
- الماركسية والدين اساس التشابه والشبهات!
- رئيس للوقف الشيعي ام فقيه لداعش !
- عبودية الفوضى
- الحرب على سوريا: امريكا والهلال الشيعي
- مفهوم الحرية في الاسلام والشيوعية
- حكومة اللادولة
- العراق: استهتار السلطة اعتداء ذي قار نموذجا
- ديمقراطية المجتمعات غير المتحررة اخلاقيا
- المشروع الاسلامي
- الديمقراطية والكهنوت الديني
- هل هناك ما يجذب الشباب الى البشاعة
- المسلم المجرد
- العرب قومية ام أثنية ام مجموعة لغوية؟
- ناهض حتّر شهيد الكلمة الحرة والموقف الشجاع
- الدين والعقيدة والطائفة وهوية الانتماء
- اخوان من اطاع الله اول جيش ارهابي اسسه الملك عبد العزيز آلسع ...
- الديمقراطية الفاسدة
- ليس هذا هو الاسلام!!


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مالوم ابو رغيف - استقلال كوردستان والآراء المضادة