أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبير خالد يحيي - صراع في الأنا














المزيد.....

صراع في الأنا


عبير خالد يحيي

الحوار المتمدن-العدد: 5634 - 2017 / 9 / 8 - 19:31
المحور: الادب والفن
    


صراع في الأنا

-" مازال الغباء يتسيّد حياتك حتى لكأنك وهو صنوان لا ينفصلان ".
قالتها بغضب وخيبة للواقفة أمامها مشدوهة تضرب كفاً بكف لا تعلم أمن حيرة ألمّت بها أم أنها أُسقط في يدها، لا تدري !
تنفجر في وجهها صارخة بكل ما أوتيت من قوة :-" دعكِ مني، دعيني لغبائي، لعل الدنيا تريد أن تعلّمني المزيد، ما الذي يزعجك في ذلك ؟ هاه أجيبيني، هل طلبتُ مساعدتك ؟ هل استنجدتُ بك ِ ؟ لم أفعل، فعلام توبّخينني؟ ما عدّت قادرة على احتمال سياط ملاحظاتك ، وهل هي ملاحظات ؟ أشعر أنها تشفّي، لا أدري ما هي حقيقة حكايتك معي ؟! هل انت صديقة حقاً أم أن القدر سلّطك سكيناً على رقبتي لا تصدّق متى يأتيها أمر الذبح ؟!"
تنظر إليها هذه المرة بإشفاق مزيّف لا تخطئه عين حاذقة :-" أيتها البائسة ، إنما أشفق عليك من توالي الخيبات، وأنت ما تزالين على أعتاب الصفوف الأولى في مدرسة الحياة، يتكرر رسوبك في كل صف، دون أن تضيف لك التجارب أية نتيجة إيجابية، أنت عاجزة حتى عن الغش في امتحاناتك، ما هذا البلاء، غشّي كي تتجاوزي مرحلة، فهذا في عرف الحياة مباح ، لن تنتظرك الحياة طويلة ، ماضية هي وأنت مازلت في مرحلة اللطم والنواح، أما آن لك أن تتحجّري ؟!".
تنظر إليها وقد فتحت عينيها على أقصى اتساع، ثمّ زمّتهما إلى أضيق مدى،وقالت باستنكار : -"أتحجّر ؟ كيف أتحجّر وهل أنا فحم أم مادة تتحول لصخر في أعماق وعصور جيولوجية ؟".
نظرت إليها ساخرة :" ما شاء الله ! حتى أنك لا تفهمين المعنى المجازي للكلمة، ما بكِ يا امرأة، إلى متى ستبقين ساذجة، متى ستتحولين ؟ أجيبيني ؟ متى ستتغيّر ردات فعلك وتخرج عن وتيرتها المملة ؟".
تنظر إليها بتحدّ ٍ وتجيبها :" بالقريب العاجل ".
ذات صدفة تلتقيان، وجه مرمري تكسوه ابتسامة موناليزية، تثير الحيرة في كل العيون التي تقع عليها، تراجعت الأخيرة بخوف ، سألتها :" - مابك ؟ ماذا حدث لك، تغيّرت ِ كثيراً"
ابتسمت أكثر مكشرة عن أسنان لؤلؤية:"- ما بكِ أنتِ ؟ ألم تطلبي مني أن أتحجّر ؟ في ظهري مكان لطعنة واحدة، حجّرته بابتسامتي هذه "
تناثرت الأخرى متشظية فوق الأرض، تلعن المواقف الهزيلة التي جعلت الأقدام النحيلة تمشي على جزيئات مدببة لمرآة مضلِّلة، تقطر دما،ً غادر الوجه المرمري ذو الابتسامة الموناليزية نحو الأسفل..الأسفل، حيث مات الألم، وأشياء أخر.
#دعبيرخالديحيي



#عبير_خالد_يحيي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلة نام فيها الأرق
- حديث لم يصل
- دراسة ذرائعية للناقد المغربي سعيد انعانع لقصيدة / هواجس اليأ ...
- يوم مت
- تحليل ذرائعي للنص القصصي-زيارة- للكاتب-حسن مزهار بقلم الناقد ...
- دراسة ذرايعية للناقدة المغربية سميرة شرف لقصيدة ( الحرية ) ل ...
- مساء استثنائي
- دراسة ذرائعية للناقد المغربي محمد الطايع لنص ( الغزل في المم ...
- فلسفة الزمن ببعديه النسبي والمطلق
- الموت شنقا
- الاقتران الإنساني بين الوطن والشاعر وبين العمق الأدبي والعمق ...
- السياب يبعث من جديد
- إشهار كتاب (الذرائعية في التطبيق)
- الصفعة
- قصيدة لم تكتمل
- شرعنة جنس أدبي جديد ( الموقف المقالي) ابتكار المنظر الأدبي ا ...
- إشهار المجموعة الشعرية ( ترانيم سومرية ) للمنظر العراقي عبد ...
- عندما يسكن الوطن في وجدان شاعر
- مقدمة مجموعة ( أجنحة المعاني) مجموعة موقف مقالي للأديب العرق ...
- فلسفة العشق والحياة في نصوص الشاعر الفيلسوف عبد الحبار الفيا ...


المزيد.....




- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبير خالد يحيي - صراع في الأنا