أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - معايدةُ العيد من ألدّ خصومي!














المزيد.....

معايدةُ العيد من ألدّ خصومي!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 5632 - 2017 / 9 / 6 - 13:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




لماذا أكتبُ هذا المقال؟ ليس وحسب لغرابة الحكاية، بل أملاً في أن يحدث ما حدث لي، لغيري ممن تعرّض للظلم، من التنويريين الذين طالتهم يدُ الدعاوى الكيدية، فأُلقي بهم في غياهب السجون، أو ينتظرون، أو طالهم حكمُ الإدانة مع إيقاف التنفيذ، مثلي.
في صباح يوم عيد الأضحى المبارك، وصلتني مئات المعايدات والمباركات والزهور والدعوات الطيبات، من قرائي وأحبتي، صخرتي التي أعتصمُ بها من ويلات المتربصين. لكنْ، من بين تلك المئات، وصلت صفحتي الرسمية المعايدةُ الأغربُ، والأكثر إدهاشًا، الكاسرةُ لكل توقع. جاءت المعايدةُ من ألدّ خصومي وأشرسهم!
وعلّ القارئ يندهش من كلمة "خصم"! ذاك أنني أعلن دائمًا أن “لا خصومَ لي”، و”أنني لا أكره أحدًا، حتى مَن آذاني”. وتلك حقيقة لا أنكرها. لكن الشاهد أن الخصومةَ أمرٌ ثنائي، لأنها تقع بين طرفين. فقد أختصِمُ، وقد أُختَصَم. فحين أقولُ: “خصمي” هنا، فإنما أعني:مَن اختصمني، لا مَن اختصمتُه.
هو ذلك المحامي الذي رفع ضدي قبل ثلاثة أعوام دعوى قضائية بتهمة ازدراء الأديان، لأنني استنكرتُ أن تتم شعيرة نحر الأضاحي على غير أصولها الكريمة التي تأبى تحقير الأضحية أو تعذيبها أو التنكيل بها قبل نحرها. وانتهت الدعوى بالحكم عليّ بالسجن ستة أشهر، مع إيقاف التنفيذ.
بدأت الحكاية الأسبوع الماضي حين نشرتُ على صفحتي صورًا من شرفتي الحاشدة بعشرات العصافير التي تزورني كل يوم لتأكل وتشرب من الطعام والماء الذي أعلّقه لها في أغصان أشجاري. ومع الصور ناجيتُ العصافير بهذه الكلمات: “بكامل الحرية تملأون بيتي زقزقةً وغناءً وصدحًا. من دون قفص. فأنا لا أقايضُ حريةً ... بماءٍ وقمح. شرفتي محطُّ العصافير. شكرًا للموسيقى والشدو.”
ومن بين مئات التعليقات الجميلة على البوست، وجدتُ هذا التعليق من خصمي اللدود:
"مدام فاطمة، كل عام وأنت والأسرة بخير وصحة وسعادة. معايدة أبتغي بها استرضاء الله. إن كان في قلبك مني غصّة فسامحيني. وأنا لا أخجل أن أشكرك على كثير أمام الناس. مررنا بمحنة شديدة أنا وأانت. أسال الله العظيم ألا يعيدها لأي منا. ممكن المعايدة دي متعجبش ناس كتير. وممكن متعجبكيش أنتِ؛ الله أعلم. لكن كما قلت انها استرضاء لله.”
وكان ردّي:
"سامحتك منذ زمن. وعلّك لا تصدقني إن أخبرتك أنني لم أكرهك يوًما رغم ما مرّ بي من مرار واغتراب، ولم أدعُ عليك بسوء رغم شعوري اليومي لعامين بالظلم والغبن. فقد علّمتُ نفسي منذ طفولتي ألا أكره وألا أدعو اللهَ إلا في خير. حزنتُ؟ بالطبع نعم. بكيتُ كثيرًا واندهشتُ مما يحدثُ لي بسببك؟ دون شك. لكنني حتى لم أقل آمين لمن كان يدعو عليك بالويل أمامي من ذوي قرابتي أو قرائي. وعلّك لاحظت أنني شكرتك في مقال بـ المصري اليوم ، بعد الحكم. لأن تلك المِحنة العسرة جعلتني أكسب كنزًا من الأصدقاء الذين ساندوني، ولولا تلك المِحنة ربما ما كنت أعرف قدر رحمة الله الهائلة بي ولا قدري ومكانتي لدى قرائي: كنزي وصخرتي. أُثمّن كثيرًا أن معايدتك عليّ واعتذارك لي، بل وشكرك لي كان علنيًا، وليس في رسالة خاصة. لهذا أشكرك وأسامحك على الملأ اليوم، وقد سامحتك بيني وبين نفسي وبين الله منذ دهرٍ. بارك الله لك في أسرتك ومبروك افتتاح مكتب المحاماة الذي لولا مخافة سوء الظن لكنت أرسلتُ لك يوم افتتاحه باقة من الزهر. كل عام وانت في خير وفرح ونور وبركة.”
فجاء ردُّه:
حق عليّ أن أعتذر لك سيدتي عن كل قطرة دمع خانتك عيناك واسقتطهما رغما عنك لأمر كنت أنا مسببه، ولأسرتك الطيبة كل التقدير وأخص الخلوق نبيل بك بارك الله لك فيهم جميعًا. والأكيد أن شكري لك؛ سببه معان وحقائق أبصرتُها أثناء تلك التجربة. ربما أخبرك بها إن قدرت لي الأقدار شرف لقاك. وأشكر لكِ جميلَ ردك الذي لن أستطيع أن أسطر أبدع منه مهما حاولت. وقطعا أنا احب الزهر فلا حياة دون ورود. وورود فاطمة ناعوت تذكار عظيم الشأن؛ أنتظرها في جميع الأحوال.”
وكان ردّي:
أشكرك كثيرًا. ومنّي ومن نبيل ومازن وعمر، خالص الاحترام والمحبة. ودعني أعترف لك بأن معايدتك هذه، كانت الأكثر إدهاشًا لي، والأعلى إثلاجًا لصدري. لماذا؟ لأنني أكره أن أنام ليلي وثمة مَن يختصمُني. كلمة أخيرة: أنا مدينة للعصافير التي تحطُّ على شرفتي بالشكر؛ لأنها كانت سببًا على نحو ما في معايدتك تلك. شيءٌ من الفرح يغزوني أن جاءت معايدتك مع سرب العصافير. تحية لك.”
وجاء ردُّه:
"دائمًا في فرح وسرور. ويشرفني أن أكون ضمن حضور صالونك الشهري. كل الاحترام والتقدير لك.”
أرجو أن تكون تلك الرسالةُ من "خصمي اللدود"، بدايةَ حملة اعتذارات وندم من ظالمينا الذين زجّوا وراء القضبان بتنويريين أرادوا الإصلاح. أتمنى أن يندم أيضًا المحامي الذي اختصم "الشيخ محمد عبد الله نصر"، فذاق بسببه ظلمة السجون التي لا تليق به، بل تليق بالذين يشوهون الأديان ويشيعون الطائفية وروح البغضاء بين الناس.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (مسافة السكة) ل المنيا الشقيقة يا ريّس!
- محفوظ عبد الرحمن ... خزّافٌ يبحث عن الزمن المفقود
- الحبُّ على طريقة -أمّ الغلابة-
- رفعت السعيد … ورقة من شجرة الوطن
- رسالة غاضبة إلى أمينة ثروت أباظة
- أطهر صبايا العالمين … سيدة الحزن النبيل
- ماذا تعرف عن مدارس الأقباط يا شيخ عامر؟
- أبجد هوز … وخفة ظلّ العميد
- الشيخ عبد الله نصر بين التراث والموروث
- حطّموا الأصنامَ …. يرحمُكم الله
- سمير الإسكندراني … تعويذةُ الفراعنة
- جريمة -الشيخ عبد الله نصر-... بين التراث والموروث
- علا غبور .... فارسةٌ نورانية من بلادي
- أغنية حبّ من أجل مأمون المليجي
- غزوة المترو … والمطوّع على الطريق
- الحياة معًا …. كما أسراب الطيور
- داعش تغيّر وجه البشرية
- علا غبور … فارسةٌ من بلادي
- الكتيبة 103
- زي النهارده واليومين اللي فاتوا... كارت أحمر


المزيد.....




- إدانات فلسطينية وعربية وإسلامية لتصويت الكنيست على قانون ضم ...
- جيش الاحتلال الإسرائيلي يدعي: قصف الكنيسة الكاثوليكية في غزة ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وعر ...
- مفتي لبنان يكشف عن التحضير لقمة إسلامية مسيحية لتدارك المؤام ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وعر ...
- 62 وزيرا وعضوا بالكنيست يطالبون بتواجد يهودي دائم في نابلس
- حرب الإبادة في غزة.. انتهاكات جيش الاحتلال للمستشفيات والمسا ...
- فاشية عصر التنوير المظلم
- الرئيس الإسرائيلي يلتقي الشيخ موفق طريف الزعيم الروحي للطائف ...
- “حدثها الأن” تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي ن ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - معايدةُ العيد من ألدّ خصومي!