أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - لماذا الحقيقة .. دورها .. اختفاؤها -- 1 / 2















المزيد.....

لماذا الحقيقة .. دورها .. اختفاؤها -- 1 / 2


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 5630 - 2017 / 9 / 4 - 12:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين يستدعي التاريخ الأقلام ، لتكتب عن الوقائع الجارية ، المؤثرة بحياة ووجود الإنسان ، ينبغي أن تقوم الأقلام بأداء دورها بشفافية . وتتجنب مؤثرات .. الانتماءات .. والولاءات .. والتهديدات .
وأعتقد أنني وفق هذه المعايير والقيم ، قد كتبت من قبل ، عن بعض الوقائع . وأحاول وفقها أيضاً في الوقت الراهن ، أن أكتب عن حقائق جرت قبل سنوات قليلة ، حول دور أهمية الإعلام الملتزم ، في زمن الصراعات المذهبية و الاضطرابات والحروب السياسية وسوف أستعين بجريدة " الحقيقة ، التي أصدرتها اللجنة المنطقية ، للحزب الشيوعي السوري ـ المكتب السياسي ، إبان الحرب الضارية في أوائل الثمانينات ، بين الاخوان المسلمين ، وطليعتهم المقاتلة " وبين السلطات السورية . التي ما زالت ارتداداتها .. تنفث فيروساتها المؤذية إلى الآن .

ابتداءا من قيام ، النقيب المناوب ،إراهيم اليوسف ، الحامل للعضوية الثنائية الحزبية ، في حزب البعث الحاكم ، وفي الطليعة المقاتلة التابعة للأخوان المسلمين .. قيامه .. بمجزرته الوحشية الطائفية ، التي قتل فيها ، في مدرسة المدفعية بحلب( 30حزيران 1979 ) نحو مئة طالب ضابط عزل ، من أصول مذهبية علوية . أخذت مدينة حلب مساء ذلك اليوم الأسود ، الذي وقعت فيه الجريمة الجماعية .. بملايينها الأربعة .. وتنوعاتها السكانية الحساسة .. أخذت تعيش حالة من التوتر ،
وتترقب المزيد من الجرائم .. سيما وهي ترى أن الطليعة المقاتلة ، ذات النفوذ الواسع بحلب ، تواصل تهديداتها ، وأعمالها العدوانية إزاء عناصر الحزب الحاكم ، الذين هم من أصول غير سنية .

بالمقابل ، كان رد القوى الأمنية .. ثم الجيش. على الطليعة المقاتلة .. عنيفاً وواسعاً ، من خلال الاشتباكات المسلحة .. هنا وهناك .. ومن خلال الاعتقالات . وفيما تبقى من العام ، جرت تحركات متقطعة في الشارع ، أسست لتحركات 1980، التي هي الأسوأ والأخطر .
في عام 1980 ، بدأت الحوادث تتصاعد . وكانت الطليعة المقاتلة ، هي الأقوى والأبرز في تحريك الشرع ، وفي التصدي لقوى الأمن ، والهجوم على قوى الحكم السياسية . ما أدى إلى تحجيم الأحزاب المعروفة ، وتجميد السياسات المألوفة . وكانت الطليعة المقاتلة تتهم الشيوعيين بالأعمال التخريبية والإرهابية ، التي تقوم هي بها ، وبالذات تلك التي تلقى استنكاراً من المواطنين . وقد كانت جريدتهم " النذير " هي التي بتوجيه الاتهامات والفبركات .

لقد بذلت الطليعة المقاتلة ، كل ما لديها من طاقات ، في الداخل والخارج ، لتجعل الصراع بينها وبين النظام طائفياً ، لإجراء فرز مذهبي .. شعبي .. وحكومي .. وعسكري . لكنها لم تحقق ما رمت إليه ، لجذب الأكثرية من السنة إليها ، والاستحواذ على السلطة . وربطت كل الخسائر والخطايا ، التي تحدث ، بمسؤولية رجالات المذهب الآخر .
في حين أن المطلعين على حقائق مجريات الأمور عن قرب ، ينفون أن يكون في سوريا نزاع طائفي .. وإنما هو صراع ذو مضمون وطني ، تمتد خيوطه ، وجذوره ، إلى جهات أجنبية صديقة لإسرائيل ، لجر سوريا إلى اتفاق سلام مع إسرائيل ، مماثل لاتفاقية " كامب ديفيد " التي عقدتها مع مصر . وإزاء رفض السلطات السورية مثل هذه الاتفاقية مع إسرائيل ، كان لابد من إضعاف الدولة السورية وزعزعة استقرارها ، من خلال إثارة الانقسامات المذهبية والعرقية المتعددة فيها .

ولذلك لم تلق الاثارة المذهبية فيها استجابة جماهيرية واسعة ، لمصلحة الطليعة المقاتلة . وكاد اصطناع الاستقطاب الثنائي للصراع في الشارع ( أخوان مسلمون / سلطة مذهبية + شيوعيون ) أن يستقر . وهكذا كان الخطاب السياسي والإعلامي عند الطرفين ، مشوشاً ومؤذياً للوعي السياسي ، حين ,يظهر أن القوى الحاضرة في الشارع ، مقتصرة على الطليعة المقاتلة السنية ، والسلطة الممثلة لمذهب آخر ، مصحوباً بعدد من الفبركات ضد الشيوعيين عامة ، لتخفيف الاستياء الشعبي من التصرفات التخريبية والدموية

لقد كانت أحداث 1980 ، لافتة وموجعة على المدن السورية ، وعلى مدينة حلب بالذات . وكان الطرفان المتصارعان ا، لطليعة المقاتلة والسلطة ، يملكان من القوى ، والخطط ، ما يحفظ لهما المبادرة والمتابعة . أما القوى الأخرى المترددة ، فقد همشت عددياً ، وبالتالي فقدت إمكانية الإعلام والنشر .
فقط بيان " التجمع الوطني الديمقراطي ، تميز ،بتوقيته ( 30 آذار 1980 ) ، وبمضمونه الذي اشتمل على المطالب الهامة . لكنه لم يتحول إلى حركة في الشارع . .

وإذا استثنينا دور الكم التنظيمي ، الذي له مقوماته ، فإن النشر في كل حال ، يعوض في مجالات الضعف . بل يكاد يكون في تلك الظروف الصعبة ،هو الفاعل الوحيد لدى القوى التي باتت محدودة تنظيمياً . وقد توصلنا في منظمة حلب ، بعد نقاش لدورنا ، وإمكانيتنا في تلك الظروف المضطربة الجارية ، في زمن خال من الكومبيوتر .. في التعامل الشعبي .. وخال بطبيعة الحال .. من شبكات التواصل الاجتماعي .. توصلنا إلى اكتشاف تقصيرنا في مجال النشر . فجريدة " نضال الشعب المركزية " تصدر بأوقات متباعدة متفاوتة . والمناطق خالية من أي وسيلة للنشر ، وخاصة منطقة حلب ، وهي المسرح الرئيس لعمليات الصراع الجارية في البلاد .

وتوصلنا لى أن وجود نشرة معبر ة عما يجري في حلب ، سوف يقوي المنظمة من جهات عدة .. من خلال إبراز ، وطرح ، وتوزيع ، رأيها النابع من الخطاب السياسي للحزب . وقد صدر قرار بالموافقة على إصدار جريدة للحزب تشمل ساحة اهتمامها ، حلب ، والمنطقة الشمالية في سوريا .ونحن أسميناها " الحقيقة " .
ونزلت " الحقيقة إلى الشارع .. إلى الجمهور .. بعناوين واقعية لافتة . وحرصنا على مواعيد إصدارها .

كانت الظروف المؤلمة .. وصرخات الضحايا .. التي هي تهتم بعناوين " الحقيقة " وتبويبها .. أكثر من الخبرة السابقة لدينا . وأطلقنا للكلمات العنان .. لتكون صدى صادقاً لأنين الشعب .. الذي تكثر جروحه .. ويكثر استنزاف دمه .. فيما هو يحلم بالحرية .. والأمان .. والاستقرار .
وقد حدث انسجام سريع بين " الحقيقة " وقرائها .. وذلك لأننا لم نستسلم للولاءات .. ولم نخضع للتهديدات .. كان حبنا لشعبنا ووطننا هو مصدر صلابتنا .. وزاد مسارنا .. وبوصلة مبادراتنا .
كنا نخاف على " الحقيقة " من المفاجآت والعثرات ، أكثر مما كنا نخاف على أنفسنا . فالحرب المشتعلة ليس لنهايتها أجل محدد ، أومتوقع . وفي حال توقف الاشتباكات المسلحة .. سوف تكون هناك حرب قمعية .. وثارات .. وأحقاد .. هي امتداد لحرب السلاح الجارية .. ووفق هذه الرؤيا .. سوف تزداد أهمية " الحقيقة " و في هكذا مناخ تزداد المخاوف عليها .



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهدف انتحار معارضة .. واغتيال دولة
- ثقوب سوداء في الدار البيضاء
- انتصاراً لفنزويلا البطلة
- الشعب يريد إيقاف الحرب .. والتحرير
- زبيدة
- الحوار المتمدن صحافة ومنبر ومنارة
- سوريا وطن الجميع ومسؤولية الجميع
- حذار من ثقافة الفوضى الخلاقة الجديدة
- هو .. الأ قصى
- التفاهمات الدولية ومخاطر التقسيم
- ثورة 14 تموز .. والمتحدة .. والمصير التاريخي
- عودة ووحدة اليسار مطلب وطني وطبقي
- خيار المقاومة وحتمية الانتصار
- عالم بلا قانون دولي
- في مواجهة غزو التحالف الدولي الأمريكي
- الرقة العظيمة .. صامدة .. تقاوم .. وستنتصر
- 50 عاماً على حرب حزيران ثانية
- خمسون عاماً على حرب حزيران
- الشعب لن ينتظر طويلا
- الرأسمالية ستزول .. والاشتراكية عائدة


المزيد.....




- نتنياهو يقر بأن إسرائيل تعاني من خسائر فادحة ومؤلمة في النزا ...
- إسرائيل تسير رحلات يومية لإعادة مواطنيها العالقين في الخارج ...
- بوتين: إيران لا تطلب مساعدة عسكرية من روسيا
- بوتين: مستعد للقاء زيلينسكي في المرحلة النهائية من التسوية ف ...
- ردا على سؤال.. بوتين يرفض مناقشة إمكانية قيام إسرائيل بقتل خ ...
- كيف تراقب دول الخليج الحرب الإسرائيلية الإيرانية وهل من مصلح ...
- بوتين: لا أريد حتى مناقشة احتمال قتل خامنئي ويمكن إيجاد حل ب ...
- ترامب يستضيف قائد الجيش الباكستاني في اجتماع غير مسبوق بالبي ...
- رويترز: محادثات نووية أوروبية إيرانية الجمعة في جنيف
- الخارجية الإيرانية: قادرون على مواجهة العدوان الإسرائيلي الم ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - لماذا الحقيقة .. دورها .. اختفاؤها -- 1 / 2