أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - 50 عاماً على حرب حزيران ثانية














المزيد.....

50 عاماً على حرب حزيران ثانية


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 5548 - 2017 / 6 / 11 - 17:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن حرب حزيران 1967 ، هي حصاد ما جرى قبلها ، على المستويين الوطني والقومي .. حصاد تفكيك أول دولة عربية موحدة قامت بين سوريا ومصر ( 1958 ـ 1961 ) ، وبقاء التجزئة القومية .. حصاد ما جره ذلك من انحرافات ، وتوترات عربية عبثية ، وانحطاط مشين .
وحصاد ما جرى ويجري بعد العدوان ، من تواصل للتجزئة ، والتمزق ، والانحرافات اليمينية الفكرية والسياسية ، والعداوات والحروب العربية البينية البشعة ..هو غزو الإرهاب الدولي ، بدعم من أعدائنا من الدول الغربية الاستعمارية .. ومن الدول الإقليمية .. العربية الرجعية ، وتركيا ، وإسرائيل . وهو كل هذا الدمار الهمجي .. وكل هذا الموت المتأتي عن القتل المتوحش . إن هذا هو مفاتح موضوعنا الأول منذ أيام ، ومفتاح موضوعنا التالي في ذات المجال اليوم . وهو مفتاح ما يتريب من استحقاقات لتغيير نتائج حرب الإرهاب الراهنة علينا لصالحنا . فلنبدأ : ــ
الحرب تاريخ وعبرة
ـــــــــــــــــــــــــــــ:
حرب حزيران صارت تاريخاً لافتاً .. صارت درساً ومدرسة ، صار يستشهد بها الناس في التاريخ المعاصر .
خمسون عاماً ، بين حربين. هي سنون ثقيلة ، مشحونة بأحداث وتوترات ، لابد من أن تغيب من الذاكرة لدى المرء ، بعض الحقائق والوقائع ، سيما في حدث اشتمل على صراع إقليمي ودولي .. حربي .. وسياسي .. على مستوى عال من المسؤولية . ولقد تناول كثير ممن عايشوها ، واشتركوا فيها .. بالسلاح .. والسياسة .. والفكر أيضاً .

وبانفعالية ، أو جهل ، تم حصر تناول موضوع هذا الحدث ، بوقائعه ، وارتداداته المريبة المباشرة فقط . دون فتح ملفاته التآمرية العنصرية ، وملاقاته ملفات القوى الاستعمارية المتحالفة مع العدو بأشكال مختلفة .. ودون فتح ملفات ومقومات وتحركات هذه القوى المجهزة ليس لحرب واحدة ضد سوريا ، وإنما لحروب مستمرة شاملة ضد الوطن العربي كله . هدفها الاستراتيجي فيها هو وأ د، أي فكرة أو حركة جادة ، لإحياء الدولة القومية . بمعنى ، أن حرب حزيران ، لم تكن حرباً عابرة رداً على تحديات سورية .. وعلى إسناد مسري عسكري لسوريا .

وهنا تبرق اتهامات التقصير للمسؤولين . إن كل ما قيل في هذا المجال .. بعجالة .. أو جهالة .. أو عداوة .. عن تقصير المسؤولين في الحرب .. يعني بالمطلق .. أنه لو لم يقع التقصير لربحنا الحرب . وستخرج نتائجها عن سيطرة العدو وحلفائه . إذن ، إن كل ما قيل يستحق النقاش والبحث في مصداقيته الفنية والعملية ، سيما أن خسارة الحرب ، شملت أيضاً ، مصر ، والأردن ، ولعلهما تتقاسمان مع سوريا المسؤولية والتقصير ، وفي استحقاقات الحساب والقصاص الأخلاقي والسياسي والعسكري .

شتان بين تقصي وتقصير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ:
إننا إذ نعود إلى الموضوع ثانية ، فلأن الكثيرين ، قد اقتصر تناولهم للموضوع ، على الوقائع والأصداء القومية وحسب ، ولم يتناولوا عوامل ومقومات إقامة الكيان الإسرائيلي وبنية الخلفيات والمقومات الصهيونية والعنصرية ، ولا تناولوا التواطؤ الا ستعماري الدولي المستدام على كل الأصعدة ، مع الكيا ن الإسرائيلي ، وانعكاساته على البلدان العربية .
وقد كان ينبغي ، في الحراك النقدي المتعدد ، أن تتوجه الأضواء ، إلى خلفية هذه الحرب العنصرية التوسعية .. قبل الحرب وبعدها ، لتكون الاتهامات أ كثر موضوعية .. وأكثر إنصافاً .. وأكثر دقة في الأولويات ، عند وضع لوائح النقد للتقصير. ما أدى إلى ضعف النقد للتقصير في حال وجوده ، وإلى منح العدو ما يرمي إليه من نصر معنوي ، وأزاح جانباً العامل الأيد لوجي . وألحق ضرراً كبيراً في الدفاع عن الوحدة القومية ، وعزز قوى التجزئة على المستوى العربي ، وساعد على ظهور ممثلي قوى التجزئة في عدد من البلدان العربية
جاء السادات وعصابته إلى الحكم في مصر ، وقام بتصفية المسار التقدمي للشعب الصري . ووافق على قرار مجلس الأمن الدولي ( 242 )المرفوض شعبياً .
وجاءت الحركة التصحيحية بعد أن أطاحت بالنظام اليساري التقدمي الذي رفض القرار 242 ، وانتهجت سياسة مغايرة للعهد السابق . واختار حرب التحرير الشعبية في تحرير الأرض المحتلة .
وكرت" السيحة " اليمينية ، في السودان ، والجزائر ، واليمن الجنوبي . ما فتح المجال لانتشار أنظمة الاستبداد ، وإلى الانحدار الثقافي والفكري ، ولهجوم صهيوني وغربي إعلامي وسياسي ، اشتغل على قيام مجتمعات عربية متخلفة ، أفضت إلى ما سمي " الربيع العربي " ، وإلى هجوم الإ رهاب الدولي التدميري الدموي ، وإلى محاولات جذب هذه المجتمعات ، إلى التطبيع مع إسرائيل والتصالح معها .
ما مفاده أنه ، في السياسة والحرب ، قد تم إهمال المساس بالجذور ، وتجنب التعامل مع نتائجها السيئة المتأتية عن عدم مواجهتها ، بأماكنها وأوقاتها ، ما أدى طوال الخمسين عاماً الماضية ، محلياً ودولياً إلى التعامل ، غير العادل مع معادلة .. الوجود الإسرائيلي / والمصير العربي .
وتحلق الآن فوق الإقليم ، مخاطر التحالفات الدولية ، لتجعل من تحركات الحرب ، أو الحل السياسي ترتكز على ما تستمده من الجذور الصهيونية ، بدعم من الصهيونية العالمية والدول الاستعمارية ، من أجل تكريس الوجود الإسرائيلي وتوسعه على حساب الشعب العربي
هناك سباق وجود بين الصهيونية والشعوب العربية .. يرتكز فيه الرهان على خيار العرب الوجودي .. الذي يتجاوز حصاد إسرائيل في حرب حزيران وحصاد حرب الإرهاب الدولي .
والسؤال الآن : هل يحدد العرب خيارهم القومي ؟ ..



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمسون عاماً على حرب حزيران
- الشعب لن ينتظر طويلا
- الرأسمالية ستزول .. والاشتراكية عائدة
- من أجلك تشرق الشس
- أخي السوري اصنع نصرك
- موت عابر خلف قضبان الجحيم
- أول أيار عام سابع حرب
- كلنا فلسطين .. كل فلسطين
- مقدمات وتداعيات استفتاء أردوغان الانقلابي
- عيد الجلاء .. عيد المقاومة والتحرير
- عن غير يسار
- سوريا قادرة على دحر الإرهاب الأميركي
- الفرات حين يغضب إلى الرقة المحتلة
- لمواجهة الاعتداءات الامبريالية الجديدة
- يا أمي .. يا أم وجودي وعمري
- إنهاء الحرب بالوكالة ومتغيراتها
- مصباح يسرى إلى يسرى الإبراهيمي
- يوم تجديد نضال المرأة الاجتماعي والوطني
- هل يجلب هذا الرجل المختال السلام لسوريا ؟
- المعارضة في الزمن الأميركي الجديد


المزيد.....




- مصر: البرلمان يقر قانونا لهيكلة وبيع الشركات الحكومية.. ونائ ...
- نجل شاه إيران يدعو الإيرانيين إلى القيام بـ-انتفاضة شاملة-
- الاتحاد الأوروبي يحذر من تصاعد الحرب
- ترامب في منشور على تروث سوشال: خامنئي هدف سهل ونعرف أين يختب ...
- تحركات عسكرية لافتة في الشرق الأوسط وتهديد علني بالاغتيال.. ...
- حركة نزوح من طهران وسط التصعيد المستمر مع إسرائيل وتهديد بدخ ...
- -مهر-: إسقاط طائرة إسرائيلية جنوب غرب البلاد والبحث جار عن ا ...
- نووي إيران.. هاجس الغرب سلما وحربا
- مصر.. لجنة أزمات لمتابعة تداعيات التصعيد
- تركيا.. رفع مخزون الصواريخ بعيدة المدى


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - 50 عاماً على حرب حزيران ثانية