أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - الشعب لن ينتظر طويلا















المزيد.....

الشعب لن ينتظر طويلا


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 5533 - 2017 / 5 / 28 - 16:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما يجري الآن في العالم ، من تغييرات ، وتبدلات ، وخاصة في الولايات المتحدة . ومن ثم هجوم الإدارة الأمريكية السياسي المتسارع ، لفرض عقلية رئيسها الجديد " ترامب " في إدارة .. وتغيير النظام العالمي . هو بعض مما قد يحصل .. وينبغي أن ننتظر المزيد ، من الرئيس الأمريكي الجديد .، العبثي المقلق .
إذ أن المتغيرات الرأسمالية الجارية .. والمطلوب عالمياً .. الخضوع لمفاهيمها .. ومصالحها .. وفلسفتها ، التي يرمي البعض إلى أن تترسخ إلى الأبد ، هي ، عدا عن أن " ترامب " كما بدا من تصرفاته المعروفة ، هو غير قادر على استيعاب مهامها المطروحة على مستوى العالم ، وغير قادرعلى التعامل مع عالم متعدد الأقطاب القادم .. عالم تنافسي .. اقتصادي .. وسياسي .. وعسكري . سواء في السباق والتنافس من أجل اكتساب التفوق ، في تكنولوجيا الأرض والفضاء .. أو في السباق والتنافس ، في عملية التراكم والاستثمار ، أو السيطرة على المواد الأولية والأسواق .
إن الرأسمالية قد خرجت من ثوبها السابق . وهي بعد هيمنتها المطلقة على العالم ، سوف تظهر بثوب جديد ، لا يتعارض مضمونها .. وإنما يعززه ويقويه بآليات جديدة .

إن جري " ترامب " ، خلال شهر ماي خاصة ، للتواصل المباشر .. مع من يتوهم .. أنهم قادة العالم ، وأنهم قادرون على تلبية طموحاته ومصالحه ، كان ناقصاً من نواح عدة . لقد التقى في الرياض مع من رآهم .. أهم قادة العالمين العربي والإسلامي . والتقى في أوربا مع قادة " حلف الأطلسي " .. والاتحاد الأوربي ، وقادة الدول الصناعية السبع الكبرى .
وقد فاته أن يجتمع مع جامعة الدول العربية .. والاتحاد الأفريقي .. ومنظمة المؤتمر الإسلامي .. ومنظمة الدول الأمريكية .. ومنظمة مؤتمر دول عدم الانحياز ..

إنه بالمجمل قد بذل جهوده ، في خدمة الرأسمالية الأمريكية ، وذلك بابتزازه المملكة السعودية ، بصفقة مشتريات سعودية من أميركا ، بلغ ثمنها ما يقارب نصف تريليون دولار .. وثمن الأسلحة فيها يتجاوز مئة مليار دولار .
وابتز الاتحاد الأوربي ، بالإسراع بتسديد ديونهم المستحقة ل " حلف الأطلسي " .
وابتز دول الخليج ، بمطالبتها أن تصرف هي على الإنفاق الأمني لكياناتها ، وذلك بتأسيس حلف عسكري ، مماثل ل " حلف الأطلسي " . وهو سوف يضم دول الخليج العربية ، وإسرائيل ، وتركيا ، وبلدان عربية وغير عربية في المنطقة .. ما يؤمن استدامة المصالح الأمريكية أولاً .. وإحكام حصار روسيا والصين وإيران وسوريا .

بيد أنه مع كل هذا التسارع والاتساع ، في هجوم " ترامب " الدولي " ليقولب " المتغيرات الدولية حسب الرغبات الأمريكية عامة ، ورغباته هو خاصة ، لا جدوى منها كما يريد الرئيس المتحمس بشدة لمغامراته السياسية .. بالتوازي مع مضارباته العقارية والمالية . لا يستطيع التهرب من ردود الأفعال الدولية المنافسة ، التي ترصد تحركاته .. وتخبطه السياسي .
فمن جهة " بوتين " المتمرس سياسياً ومخابراتياً ، يراقب ويجهز ردود أفعاله ، على تحركات " ترامب " الدولية . ويلاحظ .. وربما هو أفضل من غيره بكثير .. أن رهانات " ترامب " المرتبطة بهيئات وقيادات أوصلت العالم إلى شبكة من الأزمات المالية والعسكرية والثقافية ، هي غير مجدية .

إن من يقرر متغيرات التاريخ على مستوى الحاضر والمستقبل ، حسب الكثير من المراقبين والخبراء ، ليس مثل هذه اللقاءات والقيادات ، وإنما يتم تغييرها عملياً ، بالاستجابة لضرورات وتطلعات التطور الإنساني والاقتصادي والحضاري . فيما أن الرأسمالية ذاتها ، صارت عاجزة عن التطور ، ومعوقاً إجرامياً للتقدم . فكيف إذا كان شخص مثل " ترامب " هو من يتصدى لقيادة المتغيرات الرأسمالية الدولية .

ومن جهة ثانية .. إن الشعوب المفوتة والمهمشة ، التي يتجاوز تعدادها أربعة مليار إنسان ، بما فيها شعوبنا العربية .. لن تستسلم وتخضع إلى الأبد ، ولن تموت وتنقرض كما يريد السيد " ترامب " وزمرته الفاشية .. بل ستتمرد وتقاتل .. وتكسر أقفال آفاق حلم الحرية .. وحلم الكرامة .. والحلم الأهم والأكبر .. حلم الاشتراكية .
لقد بينت الاشتراكية ، أنها تملك شموساً . قد تشرق ليس من الشرق فقط .. وإنما تشرق من حيث توجد شعوب منتفضة .. وثورات عمالية شعبية ناضجة .. مصممة على نيل حقوقها الإنسانية العادلة .
وقد أشرقت في أوائل القرن الماضي من الشمال .. حيث قام العمال الاشتراكيون البلاشفة في روسيا .. بثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى الأولى في التاريخ .
ثم أشرقت من الغرب .. حيث تنهض كوبا .. وفنزويلا .. ونيكاراغوا .. وبوليفيا .. والأكوادور

ومن اللافت في هذا السياق ..شهادة الرئيس الأمريكي السابق " باراك حسين أوباما " ، التي وردت في محاضرة ألقاها مؤخراً في ألمانيا .. إذ قال " إن النظام الدولي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية بدأ يتآكل "
قد يفسر البعض شهادة أوباما .. بأسفه على ذاك النظام الثنائي القطبية . أو بأنه يقدم الاعتذار للعالم على فشله ، في أن يفعل شيئاً أفضل ، إبان حكمه لأهم مركز دولي عالمي لمدة ثاني سنوات .. أو أنه يرحب بالتعددية القطبية الآن ضمناً .
أو ربما حسب بعض آخر .. أن أوبتما يحذر العالم من أجندة " ترامب " وزمرته ، وخاصة خوفه من تآكل النظام الدولي نحو الأسوأ تحت إدارة الرئيس الجديد.
إن مجريات ، وتحركات السياسة " الترامبية " الأمريكية ، إزاء شعوب العالم عامة ، وشعوب بلداننا الملتهبة خاصة .. تستدعي الحذر واليقظة .. واتخاذ مختلف لإجراءات الوطنية ، والاقتصادية ، والسياسية ، القوية السريعة ، لملاقاة عواصف " ترامب " والشرق أوسطية القادمة .. على أجنحة " حلف الأطلسي " وتركيا ، وإسرائيل ، والمملكة السعودية ، والأردن .. وربما ترافقها أجنحة السيسي والبشير .

إن المرحلة " الترامبية " القادمة ، هي من أعقد وأخطر مراحل الحرب على سوريا .
إن الشعب السوري لن ينتظر تردد البعض .. وعزلة البعض .. وتمسك البعض بوزارة دون أخرى عبر نقاشات البحث عن حل سياسي .. ولن تتأخر ترجمة عم الانتظار .. وسيدفع كل هؤلاء الثمن .



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرأسمالية ستزول .. والاشتراكية عائدة
- من أجلك تشرق الشس
- أخي السوري اصنع نصرك
- موت عابر خلف قضبان الجحيم
- أول أيار عام سابع حرب
- كلنا فلسطين .. كل فلسطين
- مقدمات وتداعيات استفتاء أردوغان الانقلابي
- عيد الجلاء .. عيد المقاومة والتحرير
- عن غير يسار
- سوريا قادرة على دحر الإرهاب الأميركي
- الفرات حين يغضب إلى الرقة المحتلة
- لمواجهة الاعتداءات الامبريالية الجديدة
- يا أمي .. يا أم وجودي وعمري
- إنهاء الحرب بالوكالة ومتغيراتها
- مصباح يسرى إلى يسرى الإبراهيمي
- يوم تجديد نضال المرأة الاجتماعي والوطني
- هل يجلب هذا الرجل المختال السلام لسوريا ؟
- المعارضة في الزمن الأميركي الجديد
- آفاق معركة الشعوب مع - الترامبية - الأميركية
- الشعب السوري هو صانع الدستور


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - الشعب لن ينتظر طويلا