أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - في مواجهة غزو التحالف الدولي الأمريكي














المزيد.....

في مواجهة غزو التحالف الدولي الأمريكي


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 5558 - 2017 / 6 / 21 - 12:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المتغيرات العسكرية الميدانية والنوعية ، اللافتة في حرب الإرهاب على سوريا .. لها معنى واحد ، وهو تراجع وفشل " داعش ، والنصرة ، وغيرها من قوى التابعة لهما " ، وعلى القوى الدولية التي أنشأتها ، وجعلتها قوى بديلة لجيوشها الخاصة ، لإقامة مشروع دولة طائفية ، تشطر المشرق العربي وتعبث به ، كما تتطلب مخططات الهيمنة ، و " العولمة " الأمريكية .. أن تتقدم لتملأ الفراغ الناتج عن ، هذا التراجع بقواها الخاصة ، وذلك وفق لعبة جديدة ، تتولى فيها الولايات المتحدة ، دوراً رئيساً ، تتجاوز فيه الكثير من الخطوات المرسومة ، في مرحلة تولي الجماعات المسلحة ، تحقيق المهام والأهداف الكبيرة والصغيرة . وقد اتفق على توصيف ذلك ، أنه انتهاء دور الحرب بالوكالة ، والعودة إلى الحرب بالأصالة .

وقد كانت البدايات الهامة لهذا التغيير ، والتحرك الميداني للقوات الأمريكية ، والبريطانية ، منذ أن تم تشكيل " قوات سوريا الديمقراطية " المؤلف معظمها من قوات الحماية الكردية . وكانت معركة " عين العرب ـ كوباني " علامة بارزة في مرحلة الحضور الأمريكي البريطاني ، في عدد من المواقع فوق الأراضي السورية ، وخاصة شمالي سوريا ، سيما حيث تنتشر قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة معها .
الأكثر التفاتاً في هذا السياق ، هو التمركز الثابت لهذه القوات ، من خلال بناء قواعد ومطارات ، لاستخدامها في عملياتها ، بما فيها القتالية . وكان أول مطار سوري وضعت أميركا يدها عليه ، هو مطار زراعي في " الرميلان " . ثم وضعت يدها على مطار الطبقة ، بغطاء من مسلحي الحماية الكردية وحلفائهم . وصارت هذه القوات جزءاً هاماً في العمليات الميدانية ، في جرابلس ، والباب ، ومنبج ، وفي الزحف إلى الرقة .

الظاهرة الأكبر ، في سياق هذه المتغيرات والتراجعات ، وتداول الأدوار ، هي أن التحالف الدولي الأمريكي ، غير القانوني دولياً ، وغير الشرعي وطنياً المؤلف من نحو 60 دولة ، بما فيها ، تركيا ، والمملكة السعودية ، وقطر ، والإمارات المتحدة ، والأردن ، قد أسقط أقنعته ، وتقدم علانية ويخبث ، مدعوماً من حلف الناتو ، لأداء دوره العدواني في الحرب على سوريا ، بذريعة مقاومة الإرهاب .. و" داعش " بالذات . فإذ به يضرب مواقع الجيش السوري العصي على الجماعات المسلحة في جبل ثردة في دير الزور ، مدعياً خطأه في تحديد الهدف ، دون أي اعتذار . لكن " داعش " كشف عملية التنسيق بينه وبين التحالف الدولي في هذه العملية وفي أقل من ساعة من الهجوم على المواقع التي طاولها طيران التحالف .. اقتحم تلك المواقع .
ثم قام ـ التحالف ـ بعد تحرير تدمر ، بالهجوم على مطار الشعيرات ، دعماً لداعش ، الذي ولى الأدبار هرباً أمام القوات السورية .
وقام التحالف بتدمير عدد من الجسور على الفرات ، التي تشكل بنية تحتية هامة للسكان الذين يستوطنون ضفتيه .. وهي إهانة قذرة لهذا النهر العظيم .
وقام طيران التحالف بأبشع جرائم الحرب .. بقصف المدنيين العزل الأبرياء في محيط الرقة ، تعزيزاً لداعش والقوى الحليفة لداعش والتحالف . ، وتعويقاً لتحرير الرقة أمام الجيش السوري .. بدلالة إسقاط الطائرة الحربية السورية وهي بمهمة ضد داعش في الرقة .
وصارت تحركات التحالف الدولي الأمريكي ، الجوية ، وعملياته في التطاول على المواقع العسكرية السورية والمدنية ، مسألة عادية ، كحركة متممة لحركة القوات الأمريكي والبريطانية البرية المشاركة لحلفائها الانفصاليين .

بيد أنه ، منذ أن حقق الجيشات السوري والعراقي انتصارات كبيرة على داعش وغير داعش ، وبدا في الأفق الملموس ، الفشل لمشروع الدولة الإسلامية وتمزيق الدول والحكومات القائمة في المشرق العربي ، تسارعت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا لتدارك الموقف ، من خلال التصعيد العسكري ، بذريعة تحرير الرقة . ووضع أسس وجودها الدائم ، على شكل قواعد عسكرية موزعة في المناطق السورية الهامة ، متقدمة في ذلك قوى التحالف الدولي ، لفرض هذا الوجود " القواعد " بالقوة

فكان الجري إلى موقع " التنف " ، الذي أقيم فيه قاعدة بريطانية من قبل . والذي يقع على الحدود السورية العراقية ، وذلك لتعزيز القاعدة البريطانية وإقامة قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة . بما يتطابق مع تحرك وبرناج التحالف الدولي الأمريكي . ومع الإعلان عن الإجراءات الأمريكية البريطانية في التنف ، تم الإعلان عن تريخ وتوسيع القاعدة السكرية الأمريكية في الطبقة .. وكذلك في بقية التموضعات العسكرية الأمريكية فوق الأراضي السورية ، سيما في المناطق الشرقية والشمالية ، حيث البترول والغاز والسهوب الزراعي الخصبة شرقاً .. وتوفر إمكانية إقامة دويلات إنفصالية شمالاً .

وحسب هذه المعطيات . ولاشك أنه توجد معطيات أخرى قد تكون أهم وأخطر .. يطرح السؤال المصيري نفسه على المواطن سوري .. ما هو موقف كل القوى السياسية السورية ، من مشروع تقسيم سوريا دولياً .. وضياع كل الوطن . سواء كان هذا القسم تحت حماية الحلفاء .. أم أن ذاك القسم تحت سيطرة الأعداء .. ؟ .. في مثل هذه الحالة .. يفور العار ويطغي على كل التقسيمات والعصبيات ، القومية ، والدينية ، والمذهبية ، ويطغي على حق البقاء للإنسان السوري كفرد وكشعب .
إن التحالف الدولي الأمريكي .. يغزو سوريا .. للسيطرة عليها أرضاً وشعباً .. إن الواقع المؤلم يقتضي .. أن نفكر .. أفراداً .. وجماعات .. سياسية وثقافية ووطنية .. ماذا ينبغي أن نفعل .. لنحول دون التحالف الاستعماري الجديد تحقيق أهدافه القذرة في بلادنا ..



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرقة العظيمة .. صامدة .. تقاوم .. وستنتصر
- 50 عاماً على حرب حزيران ثانية
- خمسون عاماً على حرب حزيران
- الشعب لن ينتظر طويلا
- الرأسمالية ستزول .. والاشتراكية عائدة
- من أجلك تشرق الشس
- أخي السوري اصنع نصرك
- موت عابر خلف قضبان الجحيم
- أول أيار عام سابع حرب
- كلنا فلسطين .. كل فلسطين
- مقدمات وتداعيات استفتاء أردوغان الانقلابي
- عيد الجلاء .. عيد المقاومة والتحرير
- عن غير يسار
- سوريا قادرة على دحر الإرهاب الأميركي
- الفرات حين يغضب إلى الرقة المحتلة
- لمواجهة الاعتداءات الامبريالية الجديدة
- يا أمي .. يا أم وجودي وعمري
- إنهاء الحرب بالوكالة ومتغيراتها
- مصباح يسرى إلى يسرى الإبراهيمي
- يوم تجديد نضال المرأة الاجتماعي والوطني


المزيد.....




- أول رد من إيران على تصريحات ترامب عن -إنقاذ خامنئي من موت مش ...
- تحقيق إسرائيلي يكشف عن أوامر بقتل فلسطينيين أثناء تلقيهم مسا ...
- 11 شهيدا معظمهم أطفال في غارة إسرائيلية غربي مدينة غزة
- ترامب: وقف إطلاق النار بغزة بات قريبا
- فستان أبيض وياقة عالية.. من صمّم إطلالة العروس لورين سانشيز ...
- ترامب يشكر قطر على دورها في اتفاق السلام بين رواندا والكونغو ...
- خبير عسكري: عمليات المقاومة تعيق تقدم جيش الاحتلال داخل غزة ...
- لا وجود لـ-المهدي المنتظر- في تونس
- ترامب يتوقع التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة -خلال أسبوع- ...
- فيديو لدب يتسبب في إغلاق مطار باليابان وإلغاء رحلات


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - في مواجهة غزو التحالف الدولي الأمريكي