أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الدير عبد الرزاق - المقدس و المدنس -رؤية مغايرة-














المزيد.....

المقدس و المدنس -رؤية مغايرة-


الدير عبد الرزاق

الحوار المتمدن-العدد: 5626 - 2017 / 8 / 31 - 06:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن بناء المعنى داخل الأنساق المغلقة للمقدس تصطدم بإشكالية أحادية الفهم لدى الشخص المتدين ـ متدين بمعنى ضرورة وجودة ثلاثية ( إله/ معتقد/ متدين) ـ ، فهذا الاصطدام غير الطبيعي في كنه، مرجعيته تاريخية تسمتد امتداداتها من الخرافة و الأسطورة ، و بداية رحلة بحث الإنسان عن الله في هذا العالم...
فمفهوم المقدس لا يمكن التوافق عليه، لاعتبارات يمكن إجمالها فيما يلي :
1/ الاختلاف الثقافي.
2/ الفروقات الفردية داخل المجتمعات.
3/ الفروقات الجماعية داخل الجماعات.
4/ تباين المستويات الثقافية و العلمية.
5/ الهرمية الدينية.
6/ التعدد الديني.
و أمام أي محاولة لتفتيت هذا المقدس و سبر أوغواره من خلال بعد إشكالي يستعدي علاقة الإنسان بالمقدس، نستنتج أن الإنسان بطبعه يميل إلى خلق مقدسات يعلق عليها خطاياه و نجاحاته، لكن ليس هناك اختلاف حول أنواع المقدس، فالمقدس إما يكتسي ثوب الزمن المقدس أو المكان المقدس، فليس هناك فهم واحد سواء للزمن المقدس أو المكان المقدس، فكل شخص يسكب فهمه للمقدس بشكل تصعيدي (أي يعطي وجوده لهذا المقدس مقابل إعفائه من التفكير الغيبي)...
و المقدس في كل زمان و مكان اتخذ أوضاعا و تجسيدات معينة حسب رؤية المجتمعات لهذه المقدسات...
أما المدنس ـ نقصد به أي مادة قابلة للفساد و الانحلال و الزوال ـ فهو يملأ كل مناحي الحياة و يتخذ أبعاد متعددة تعدد الوجود المادي و غير المادي للإنسان، هذا الأخير الذي راكم حقبا من "المدنسات " و التي أعطاه في أحيان كثيرة صفة المقدس ، و بقيت الأشياء "المدنسة " تتعايش مع وهم الإنسان و ارتباطاته الوثيقة مع "الأنا" الذي يغيب المنطق التجريدي للأشياء...
فاليوم نعيش أزمة "المقدس" و هيمنة "المدنس" ، و هي نتيجة حتمية و طبيعية لتراكمات البشرية، و البشر طبيعته الشر، هذا الشر الذي تبلور بشكل فظيع مع الحرب العالمية الأولى و الثانية و هيمنة الرأسمالية المتوحشة التي استفادت بشكل رهيب من العلاقة الملتبسة و الغامضة بين المقدس و المدنس.
و المقدس يصل إلى ذروته عندما يرتبط بالأشخاص، كما هو الحال اليوم مع اتجاهات دينية و سياسية و فنية ...، هذه العلاقة المتوترة التي تلغي الذات الإنسانية و تجعلها موضوعا لإسقاط نزوات و رغبات الشخص المُقَدس على أشخاص ـ لأنه غالبا لا يمكن تقديس فرد من طرف فرد و لكن من طرف جماعات، لأن الجماعات وحدها من تصنع المقدسات ـ بالضرورة هي علاقة متوترة و أي محاولة للاقتراب من هذه العلاقة و تحليلها و نقدها من الداخل، تصدم برغبة جامحة قد تصل في أحيان كثيرة إلى العنف المعنوي أو العنف المادي، مما يطرح سؤالا حول علاقة العنف بالمقدس؟.



#الدير_عبد_الرزاق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش التحالفات: فصل الخطاب عن سياسة كلها أعطاب
- ايبولا النقابة
- الطفلة -مريم- معنى مغايرا للموت
- أنين الذكرى
- سجلي اسمك -غزة-
- -بَنْكُ يَرَان- عفا الله عما سلف يناديكم: الوصايا الخمس لتكو ...
- شطحات سياسية (2):رفقا بتاريخ اتحاد كُتِبَ بدماء شهداء هذا ال ...
- شطحات سياسية: أبواق مستعارة
- خروج عن مألوف الأشياء في حضارة -الإنسان عبد و الشيء سيد-
- سؤال قضايا المرأة بين التصحيح و التجريح
- وفاء لذاكرة حبلى بداء -عمر-...*
- مأساة حقوق الإنسان في دواليب الاستهجان!!!
- القبلة الموقوتة
- هل سقطت .... أم أسقطوها؟ ........ قصة قصيرة
- على هامش أغنية الرحيل
- السينما المغربية و سؤال الفن
- قراءة في تجربة حزب العدالة و التنمية في الممارسة السياسية في ...
- غول سياسي في مواسم -الدعارة- السياسية


المزيد.....




- بعد إغلاقهما 12 يوما.. إعادة فتح المسجد الأقصى وكنيسة القيام ...
- إعادة فتح أبواب المسجد الأقصى أمام المصلين
- بزشكيان: القواعد الأمريكية تسعى لزرع الفتن بين الدول الإسلام ...
- الداخلية السورية: خلية جاءت من مخيم الهول وفجرت الكنيسة بدمش ...
- -سرايا أنصار السنّة- تتبنى الهجوم على الكنيسة في دمشق
- خبراء: فلسطين قضية محورية في تجديد الأمة الإسلامية
- مفتي القاعدة السابق يروي تفاصيل خلاف بن لادن والملا عمر
- تفجير الكنيسة يُفجع عائلة سورية.. ومناشدة للشرع
- “ماما جابت بيبي” استقبل دلوقتي تردد قناة طيور الجنة 2025 Toy ...
- أضبطها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الدير عبد الرزاق - المقدس و المدنس -رؤية مغايرة-