أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الدير عبد الرزاق - السينما المغربية و سؤال الفن















المزيد.....

السينما المغربية و سؤال الفن


الدير عبد الرزاق

الحوار المتمدن-العدد: 4130 - 2013 / 6 / 21 - 20:30
المحور: الادب والفن
    


الفن إمكانية من إمكانيات التعبير الإنساني في مجالات تتعدد بتعدد النشاط الإنساني في عدة بؤر يستقي معالمها من وجوده ككائن مفكر بالضرورة، لينتج خطابا فنيا يرتقي بالتواصل الإنساني إلى شكل تعبيري يتجاوز لغة اليومي ، و كما هو معلوم فإنه لم يتم التمييز بين الفنون الجميلة و الفنون الميكانيكية إلا خلال القرن الثامن عشر، مما يعني أن التفكير الإنسان يفكر في الفن منذ القديم تنظيرا لما تنتجه المهارة و العبقرية الإنسانية، و السينما فن من الفنون الجميلة التي تستقي مقوماتها من توظيف عدة آليات فنية تتداخل فيما بينها لتشكل لنا خطابا و إنتاجا ومادة سينمائية تشتغل على موضوعات تقارب إشكالات و أسئلة تختلف التصورات الفنية في معالجتها، و السينما العالمية عرفت تطورات جد مهمة سواء على المستوى الفني أو التقني، و السينما المغربية لا يمكن فصلها عن سياقات تاريخية جد مهمة، فقد تشكلت معالمها إبان الاستعمار الفرنسي، و لم تتبلور ـ إلى حدود الآن ـ في قالب فني له أسس و مرجعيات تشكل خلفية و قاعدة سينمائية صلبة، و ما الفوضى التي نشهدها اليوم في المجال السينمائي المغربي إلا صورة عكسية لواقع سينمائي تائه بين محاولات في الارتقاء بالفن السينمائي المغربي و محاولات في تمرير خطابات معينة بأقصر الطرق، لكن تصطدم دوما هذه المحاولات بمعيقات إما مادية أو في عمق المادة السينمائية، و هذا لسان حال مجموعة من المخرجين الذين خرجوا لنا من عمق المأساة السينمائية المغربية في العشرية الأخيرة ، و شرعوا في إنتاج نوع من الأفلام السينمائية التي تشتغل على الجنس و علاقاته و على الكلام الفاحش، و هذا يطرح أمامنا مجموعة من الإشكاليات كمتتبعين لحركية السينما في المغرب و تطورها كفن و أداة تعبيرية، بحيث كلما عُرِِض فيلم سينمائي يستعرض مشاهد جنسية و قبلات ساخنة و حوارات تستعمل كلمات نابية، إلا و يتخذ الفيلم السينمائي دروبا من الجدال سواء على المستوى النقدي أو الجماهيري، هذا يجعلنا نعود إلى القدرة الإبداعية CREATIVITE التي هي قدرة على إيجاد حلول جديدة لإشكالات و أسئلة مطروحة، و السؤال الذي يتبادر إلى الذهن: هل هذه النوعية من الأفلام السينمائية تقدم لنا حلولا للمشاكل التي تتطرق لها سينمائيا أم مشاهد مجانية لإثارة المشاهد؟
إذا كان هذا النوع من الأشرطة يقدم لنا مشاهد جنسية على أساس أنه ينقل لنا الواقع، حري بالمشاهد المغربي أن يشتري شريطا جنسيا أو يرفعه من الانترنيت و يشاهده دون أن يكلف نفسه عناء الذهاب إلى القاعات السينمائية، أو يخرج للشارع ليسمع الكلام النابي و الفاحش، لا مشكلة عندنا في مشاهدة شريط سينمائي يحتوي على مشاهد جنسية أو كلام فاحش، فهذا متداول و معروف، و قد نذهب أبعد من هذا بكثير إلى أن هذا الفيلم السينمائي و في مشاهده الجنسية مهما بلغ من التعبير عن طريق الصورة لن يصل إلى ما هو موجود في الواقع بمرارته، السؤال المنطقي الذي يطرح نفسه: ما هي الإضافة التي تقدمها هذه المشاهد السينمائية لرسالة الفيلم السينمائي؟
يقول مخرجو هذا النوع من الأفلام أنهم يملكون الجرأة في طرح طابوهات و مواضيع مسكوت عنها من أجل الكشف عنها و إطلاع المشاهدين عنها، و لا يعلمون هؤلاء المخرجون أن الواقع مؤلم بكثير، و ما أصبح متداولا في الشبكة العنكبوتية و أمام أعين و آذان المجتمع، هو أكثر بكثير مما يمكن أن يعرضه و يصوره شريط سينمائي.
في المغرب كله لا توجد مشاكل و قضايا و إشكالات غير الجنس و الكلام الفاحش؟ أين المشاكل السياسية الحقيقية؟ ألا يوجد فساد سياسي و قضائي يمكن التطرق له؟ ألا يعاني الإبداع الحقيقي من الاستبعاد و التهميش؟
إن كنا سننقل الواقع كما هو فلا داعي لسينما تكلفنا ميزانية ضخمة يمكن أن نشيد بها مؤسسات لتدريس فن السينما و الرفع من منسوب الثقافة و الوعي السينمائي.
يا سادة، "شارلي شابلن" شاهده العالم كله و مازال يشاهده بكل فئاته، لم يقبِل فتاة، و لم يُصَوَر و هو في غرفة نوم يمارس الجنس، و لم يقل كلاما فاحشا، و الأصل لم يكن موجودا أصلا صوتا يعبر به، و النماذج كثيرة جدا في هذا الباب.
حتى و إن كانت الضرورة السينمائية تفرض عرض مشهد جنسي هناك تقنيات سينمائية للتلميح لها، أما أن تعرض بالشكل الذي شاهدناه في أكثر من فيلم، بدعوى نقل الواقع، فالسينما لا يجب أن تنقل الواقع كما هو، و إلا اكتفينا بالواقع فهو معبر أكثر، و لا داعي لتمويل شريط سينمائي من جيوب دافعي الضرائب، فالشعب هو الذي يمول الأفلام، و من غير المنطقي أن نقدم له سينما تقدم كل شيء إلا فنا سينمائيا و صناعة سينمائية إبداعية، نحن نتفهم جدا الميزانية الضعيفة لإنتاج فيلم ضخم و جيد، و لكن ليس بأقصر الطرق التي تستهين بذوق المشاهد المغربي، لا يعقل أن المشاهد المغربي يضيع وقته و يحجز تذكرة في السينما، و يجد في الأخير الواقع الذي تركه وراء باب السينما موجودا داخل السينما بتأثيرات صوتية و فنية، فالإبداع يكمن في تقديم قضايا و مشاكل و إشكالات بشكل إبداعي سينمائي راقي، أما ما نشاهده هو أفلام سوقية تسويقية لا تضيف أي قيمة إبداعية جمالية تذوقية.
و في الضفة الأخرى نجد أشرطة تنقل كلمات فاحشة منبوذة أخلاقيا و اجتماعيا و تعرضها كما هي، بدعوى أنها موجودة في الواقع، و هذا نسميه غباء فنيا، و كلام سوقي بعيد كل البعد عن الممارسة السينمائية الحقيقية، لست أدري لماذا نخفي غابة السينما المغربية بشجرة السطحية و الابتذال في معالجة القضايا و المشاكل و الإشكاليات سينمائيا؟
يتفق جميع المختصين أننا نعاني من ضعف السيناريو و الحوار، وهل بإدماج كلمات نابية مع إضافة مشاهد جنسية نحل هذا المشكل؟
الواقع السينمائي المغربي اليوم يركز على الكم من الأفلام و لا يركز على النوعية، نحن مع إنتاج كم غزير من الأفلام، و لكن لسنا مع "بأي ثمن و أي طريقة"، أين الرقابة السينمائية؟ و أين لجنة الدعم السينمائي؟ هل تدرس كما تدعي الملفات التي تقدم لها من أجل الحصول على الدعم، أم أن يدها ممدودة لأي خروج عن المألوف و تكسير للقاعدة؟ أم هناك جهات أخرى سخية في تمويل مثل هذه الأفلام؟
السينما فن راقي جدا يجب احترامه فنيا، فهو متنفس للمشاهد المغربي المقموع اجتماعيا و سياسيا و اقتصاديا و نفسيا و إعلاميا، و نضيف حتى الفن لقمعه في ذوقه!!!!!
يجب فرض رقابة على الأشرطة السينمائية باسم الشعب الذي يدفع من عرق جبينه ليشاهد سينما مغربية راقية تقدم له متعة تحترمه، أما إذا أردنا بالسينما أن ننقل له مشاهد جنسية فارغة من أي محتوى فني، و نثقب أذنه بكلام فاحش، دعوا أمواله في جيبه و هو يعرف إن أراد مثل هذه الأشياء أين يجدها.
السينما المغربية لم تنطلق بعد ، و مازالت تعيش عقدة الانطلاقة، و إذا سرنا على هذا النهج سنسقط سقوطا هوليوديا رهيبا يستعصى علينا فيما بعد النهوض و إنشاء قاعدة سينمائية مغربية كمنطلق.



#الدير_عبد_الرزاق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في تجربة حزب العدالة و التنمية في الممارسة السياسية في ...
- غول سياسي في مواسم -الدعارة- السياسية


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الدير عبد الرزاق - السينما المغربية و سؤال الفن