هل تطور النقل البحري السوري وفق المعايير الدولية ؟؟؟

عبد الرحمن تيشوري

الحوار المتمدن-العدد: 1459 - 2006 / 2 / 12 - 03:21
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

يعتبر النقل عموما من اهم واخطر الوسائل التي صاحبت البشرية في كافة مراحل تطورها وعهودها وتاريخها حتى غدا اهم الانشطة الانسانية واكثرها التصاقا بتطور الاقتصاد الوطني والعالمي في وقتنا الحاضر .
ويحتل النقل البحري في مجال نشاط النقل عامة مركز الصدارة بين وسائل النقل الاخرى البرية والنهرية والبحرية والجوية ليصل الى نسبة 90% من حجم نقل التجارة العالمية
وليس خفيا على احد ان هذه النسبة لايمكن لها ان تنخفض في كافة ارجاء المعمورةوهذا التمييز للنقل البحري لايمكن ان يضمحل نظرا لان وسيلته السفينة التجارية (( التي تشكل العمود الفقري للنقل البحري )) تملك المقدرة العجيبة على التكييف مع كافة اشكال وانواع البضائع مهما كانت احجامها وانواعها واصحابها ولها القدرة على التطور وبشكل سريع مع متتطلبات الحداثة والتطوير التكنولوجي فنجدها اكثر مواكبة وملائمة للتطور الحضاري للمجتمعات اضافة الى كونها تبقى ارخص وسائط النقل كافة تكلفة من حيث اجور الشحن
من هذا المنطلق وعلى خلفية خرق السفينة المصرية والكارثة التي نجمت عنها في البحر الاحمر الاسبوع الماضي ومن اجل توجيه الاهتمام في بلدنا الحبيب سوريا الى هذا الموضوع جاء هذا المقال الصغير في صفحاته والذي يمكن ان يضاف عليه من قبل المختصين والمعنيين لجعل هذا النشاط امنا ومواكبا لكافة انواع التطور الدولي والتكنولوجي والعلمي
تطور النقل البحري السوري
تطور النقل البحري في سورية على ضوء قواعد السلامة الدولية والاتفاقات المرتبطة معها ولما كان النقل البحري يمثل مركز الصدارة في وسائط النقل الا خرى على مستوى التجارة العالمية فقد اخضع لنظام دولي عالي الاداء اقل خطورة على سلامة الملاحين والبضائع والبيئة والركاب واقل تكلفة من حيث نقل البضائع من مواقع انتاجها الى مواقع تصديرها ومع ما ترتب على ذلك من تحديث لانظمة النقل البحري ودخول معظم دول العالم ضمن المنظمة البحرية الدولية ( ) وتوقيعها على المعاهدات الخاصة بتطوير هذا القطاع وبالتالي انضوائها في حيز اللائحة البيضاء للدول التي تملك اسطولا بحريا وهذه كله دفع بدول اخرى كانت مقصره في مواكبة التطور العالمي لانظمة النقل البحري الى تطوير قوانينها وانظمتها البحرية وتحديث اسطولها للخروج من حيز اللائحة السوداء بشكل يلقى قبول لدى المنظمة البحرية الدولية وتصبح طرف في الاتفاقيات الدولية في هذا المجال ومن بين هذه الدول دولتنا الحبيبة سورية حيث خطت عدة خطوات وهي خطوات اولى لنتعرف عليها وهي
تحديث القوانين الناظمة للاسطول البحري
بدات الخطوة الاولى في طريق تطوير الاسطول السوري وتحديثه من خلال القانون رقم 57 لعام 2001 الذي نص على تعريف مناطق الملاحة البحرية وتطقيم السفن السورية بالضباط وفق رتب تتفق نوعا ما مع انظمة الملاحة الدولية وبمعايير تتفق مع مبدا سلامة اشخاص السفينة حيث جاءت هذه الخطوة ردا على الادارة الغير مسؤولة والغير منظمة لسفن الاسطول السوري طوال عقود من السنين بحيث كانت تدار من ملاحين غير مؤهلين علميا وكان يكتفي لادارتها من قبل اصحاب خبرات وبطاقم عدده قليل نسبيا مع ما خصص لكل سفينة من ملاحين وضباط فجاء هذا القانون ذو الرقم 57 الذي اصدره رئيسنا الشاب الدكتور بشار الاسد ردا صريحا على هذه العشوائية في ادارة سفن الاسطول السوري وتنظيما لها وتاكيدا على مسعى سورية لمواكبة انظمة الملاحة البحرية الدولية الحديثة وساورد تلخيصا سريعا لاحكام هذا القانون وفصوله وفقراته وهي :
*مناطق الملاحة وتشمل اعالي البحار وتعني المناطق التي تشمل المحيطات والبحار المفتوحة التي تقع خارج المناطق المحدودة
* الرحلة البحرية الدولية القصيرة والتي مداها 600 ميل عن الميناء الام ولا تبتعد اكثر من200 ميل عن اقرب بر
* الملاحة الساحلية وهي الرحلات البحرية ما بين موانىء سورية واحد موانىء البلدان المجاورة التي يستخدم في معظم اجزائها وسائل الملاحة الساحلية البصرسية في تحديد موقع السفينة
* المحمول القائم للسفينة ويعني الحجم الكلي لجميع فراغات السفينة
* رتب الضباط على السفن التجارية وفي الموانىء وتضم :
- الربان وهو الشخص المؤهل الذي يتولى قيادة السفينة ويكون مسؤلا عنها
- ضابط السطح وهو الشخص المؤهل من غير الربابنه والمرشدين ويتولى فعلا تسيير السفينة
- ضابط اولى اعالي بحار
- ضابط ثاني اعالي بحار
- ضابط ثالث اعالي بحار
-ضابط اللاسلكي وهو الشخص المؤهل الذي يتولى مسؤولية تشغيل وصيانة الاجهزة اللاسلكية على السفينة
- المرشد البحري وهو الشخص المؤهل لتولي عمليات ارشاد السفن في الموانىء والمصبات البترولية
- كبير المهندسين البحرين وهو الشخص المؤهل فنيا لادارة القوة الميكانيكية المحركة للسفينة وسلامة اجهزتها الميكانيكية
- المهندس البحري وهو الشخص المسؤول فنيا عن تشغيل وصيانة القوة المحركة للسفينة ويوجد منه مهندس بحري ثاني ومهندس بحري ثالث
- مهندس كهرباء السفينة وهو الشخص المسؤول فنيا عن صيانة واصلاح المعدات الكهربائية على السفينة
الشهادات البحرية
• شهادة ربان اعالي بحار يقود السفن من أي محمول ومن أي نوع وفي أي رحلة
• شهادة ضابط اول اعالي بحار يقود سفن بضائع يقل محمولها عن 500 طن وسفن بضائع في رحلات دولية قصيرة يقل محمولها عن 300 طن وسفن بضائع تقوم بالملاحة الساحلية وسفن ركاب تقوم بالملاحة الساحلية
• شهادة ضابط ثاني اعالي بحار
• شهادة ضابط ثالث اعالي بحار
• المهندسون البحريون والكهربائيون
• المرشدون البحريون وهم
- مرشد بحري درجة اولى يقود أي سفينة في منطقة الارشاد المحددة
- مرشد بحري درجة ثانية يقود السفن التي يقل محمولها عن 6000طن
- مرشد بحري درجة ثالثة يقود السفن التي يقل محمولها عن 3000 طن
- لا يجوز ان يمارس الارشاد في الموانىء والمصبات البترولية السورية الا الحائزون على الشهادات المذكورة
- يحق للعاملين في مديرية التفتيش البحري بالمديرية العامة للموانىء الصعود في أي وقت على متن أي سفينة موجودة في موانىء سورية بغرض التفتيش على الشهادة الاهلية البحرية للطاقم
افاق تطور النقل البحري السوري
يجب التاكيد على حفظ الاسطول السوري وسلامة ملاحيه واشخاصه ويجب اخذ العبرة من العبارة المصرية التي غرقت الاسبوع الماضي في البحر الاحمر وراح ضحيتها اكثر من 1000 انسان وهذه كارثة حقيقية لذا لا بد من استخدام انظمة السلامة الدولية ومنح الملاحين شهادات عالية باشراف الاكادمية العربية للنقل البحري وبالفعل انضمت سورية الى المنظمة البحرية الدولية في ايار عام 2003 وهي تواكب الان قوانين االنظمة البحرية الحديثة والمتطورة كما انها افتتحت فرع للاكادمية العالمية لملاحة البحرية في اللاذقية حيث تقوم هذه الاكادمية باجراء الدورات التدريبية واعطاء الشهادات التي اصبح معترف بها بعد انضمام سورية الى قائمة دول اللائحة البيضاء
القانون 36 لعام 2003
صدر القانون 36 الخاص بالكوارث البحرية والذي يتضمن 9فصول تشمل التعاريف والاجراءات الادارية والعدلية الواجب اتباعها في حال حدوث كارثة بحرية وكيفية التعامل مع السفن المنكوبة داخل الميناء وفي اماكن الرسو والسفن الموجودة في حالةة الخطر كما تشمل الاجراءات الواجب تطبيقها على السفن المنكوبة وعلى السفن الموجودة في حالة الخطر والتحري عن الحطام البحري والعثور عليه وانتشاله والبحث عن البضائع والاشياء الساقطة عن السفن في الموانىء والمياه الاقليمية
تحديث الاسطول السوري وفق المعايير الدولية
بما ان سورية انضمت الى المنظمة البحرية الدولية واتفاقاتها لذا اصبح لزاما عليها مراقبة مدى تجاوب السفن السورية والسفن التي تؤم الموانىء السورية مع قواعد السلامة الدولية وانظمتها فضلا عن خضوع السفن السورية في المرافىء الاخرى لتلك القواعد وما يترتب على الخروج عنها من مخالفات وجزاءات
لذا بادرت مديرية الموانىء بالتعاون مع اصحاب السفن لتجهيز السفن السورية لكافة انظمة الامان والسلامة والصحة والاسعافات واجهزة الاتصال الحديثة بشكل يتوافق تماما مع الية تطبيق القواعد الدولية لادارة السلام وتم تنظيم عمل تلك السفن بنظام شركات ملاحية وفق مناهج وضعتها انظمة قواعد السلامة الدولية وما نرجوه ان يكون هناك تطبيقا عمليا وسليما لتلك الانظمة والقواعد والقوانين حتى لا نشهد كارثة بحرية سورية كالتي حصلت للاشقاء في مصر وحتى نضمن وصولا امنا للسفن السورية مع ما تحمله من بضائع واشخاص
ان هذا الموضوع هام جدا يجب الاهتمام به واخذ العبرة من الاشقاء المصريين ومنع أي سفينة سورية من الابحار مالم تجهز تجهيزا كاملا بدا من الطاقم وانتهاءا باجهزة الامان حرصا على الارواح والبضائع والاموال السورية وحرصا على سمعة النقل البحري السوري
عبد الرحمن تيشوري

#عبد_الرحمن_تيشوري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات