أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - استفتاء الإقليم بين أكذوبة الفيدرالية وحقيقة الكونفدرالية!














المزيد.....

استفتاء الإقليم بين أكذوبة الفيدرالية وحقيقة الكونفدرالية!


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 5619 - 2017 / 8 / 24 - 14:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك أكذوبة سائدة ويتواطأ عليها جميع أطراف النظام السياسي العراقي القائم والمدافعين عنه من ساسة ومثقفين وأشباه مثقفين، وهي أن الدولة العراقية القائمة اليوم هي دولة اتحادية "فيدرالية". وهذه أكذوبة سمجة لأن إقليم كردستان منفصل فعليا وإداريا واقتصاديا وسياسيا عن الدولة العراقية منذ 1991 وحتى اليوم، بل هو اكتسب شرعية دستورية منذ 2003 بفعل دستور بريمر والصفقة السياسية بين الساسة الطائفيين الشيعة والقوميين الانفصاليين الأكراد منذ مؤتمر لندن للمعارضة العراقية قبل الغزو الأميركي.
العراق القائم اليوم هو حالة شاذة وأقرب إلى دولة "كونفدرالية" أي دولة موحدة من أكثر من دولة مستقلة، هي دولة أقرب إلى دولتين مستقلتين فعليا منه إلى الدولة الاتحادية المندمجة "الفيدرالية"! هذا واقع حال، لا ينكره الجميع ولكنهم يرفضون الاعتراف به رسميا ويكذبون على الشعب وعلى أنفسهم! ولما كان من شبه المستحيل العودة إلى عراق ما قبل 1991 فالحل ليس في استمرار ترويج هذه الكذبة الكبيرة واستمرار أجواء التهديد والرعب والابتزاز بل في البحث عن حل حقيقي متفق عليه يبدأ بإنهاء نظام المحاصصة ودولة المكونات الطائفية والعرقية!
فكرة مقترحة للتمعن والتأمل: لماذا لا يبدأ الحل الحقيقي للأزمة العراقية الشاملة في الاعتراف بالواقع القائم "الدولة المتحدة الكونفدرالية" ودسترته عبر الاعتراف بجمهورية ذات استقلال ذاتي كما كانت الحال في تجربة الاتحاد السوفيتي السابق (كان هناك عدة جمهوريات صغيرة ذات استقلال ذاتي إلى جانب الجمهوريات السوفيتية القائمة)، وهذا حل يستجيب لحق تقرير المصير للقومية الكردية العراقية ضمن إطار العراق الموحد أولا، ويحافظ على وحدة العراق بحدها الأدنى القائم اليوم ثانيا، وينهي الابتزاز والتهديد اللذين تمارسهما القيادات الاقطاعية الكردية ويدفع حكم المحاصصة الطائفية ثمنهما من دم ولحم الدولة والشعب والثروات الطبيعية ثالثا؟! لتكن البداية في إعادة كتابة دستور بريمر الملغوم، دستور دولة المكونات والطوائف والعرقيات من أجل إعادة بناء العراق الواحد الديموقراطي الموحد.
سؤال مهم وخطير آخر: هل ستهجر تركيا وإيران الأكراد فيهما إلى دويلة البارزاني المستقلة وتقضيان على حق تقرير المصير للأمة الكردية على حساب العراق؟ هناك حقيقية قاسية أكدتها تجربة الشعب الأرمني، يجهلها أو يتجاهلها الراكضون خلف مشروع استفتاء البارزاني بأي ثمن، وهي أن إقامة دويلة صغيرة لجزء صغير لا يتجاوز الخمس من أمة كبيرة في بقعة جغرافية محاصرة، سينهي إلى الأبد حق الأمة الأكبر في تقرير مصيرها.
التجربة التاريخية الموثقة أكدت أنه بعد إقامة دولة صغيرة للأرمن في الاتحاد السوفيتي، على ما تبقى من أرض أرمينيا التاريخية (وهذا المثال يختلف من الأمثلة التي ذكرتها في فقرة سابقة عن جمهوريات ذات حكم ذاتي ليس لها امتدادات قومية أخرى خارجها)، تم اعتبار قضية الأرمن منتهية، وضاعت أراضيها في تركيا الحالية وارتاحت الدولة التركية الكمالية من الصداع المزمن الذي كانت تسببه لها قضية حقوق الشعب الأرمني. لقد تم اعتبار جمهورية الأرمن السوفيتية والتي استقلت لاحقا عن الاتحاد السوفيتي بعد تدميره دولة الأرمن القومية والوحيدة والنهائية ولم يعد من حق الأرمن أفرادا كانوا أو مجموعات قومية في أية دولة أخرى المطالبة بحقوقه القومية إذ سيقال لهم: تلك هي دولتكم الكردية فاذهبوا اليها! هذا ما سيقال غدا لأكراد تركيا وإيران وسوريا، وقد يتم تهجير المطالبين منهم بحقوقهم إلى الدويلة البارزانية ذات الهوية الكردية وفق القوانين الدولية. كما ستكون هذه الدويلة هي المنفى الذي سترسل إليه دول الجوار كل كردي يطالب بالاستقلال أو ينشط ويناضل من أجل هذا الحق ويقوم بممارسات ممنوعة في هذين البلدين، وهكذا يكون البارزاني وحلفاؤه قد دمروا حق تقرير المصير لأربعة أخماس الأمة الكردية مقابل أن يتزعم هو دويلة صغيرة ومتنازع عليها بين الأحزاب والعوائل السياسية على أراضي الخمس الكردي الآخر في أربيل وضواحيها! إن مَن يستبعد ذلك يضحك على نفسه ويجهل التاريخ وتجاربه وخاصة التجربة الأرمنية التي لم يمض عليها قرن واحد بعد.
إن إقامة جمهورية ذات استقلال ذاتي في إقليم كردستان العراق، ضمن إطار الدولة العراقية الموحدة "الكونفدرالية" سينهي حتما، وتلقائيا، هذا الخطر المحدق بحق الأمة الكردية ذات الملايين الخمسة والثلاثين في الدول المجاورة الأخرى، على اعتبار أن ما حدث هو شأن عراقي داخلي وليس حلا نهائيا لمشكلة الأمة الكردية المقسمة بين أربع دول، ويحقق في الوقت نفسه طموحا إنسانيا مشروعا للأكراد العراقيين، وينهي حقبة مضطربة ومتأزمة من تاريخ العراق الحديث ويفتح صفحة أخرى قائمة على التعايش الديموقراطي والإنساني الحقيقي بين العراقيين في دولة مواطنة متحدة لا في دولة مكونات طائفية وعرقية ممزقة وتابعة للأجنبي.
إنني هنا استعمل الدولة الاتحادية كترجمة للدولة " الفيدرالية" والدولة الموحدة كترجمة للدولة الكونفدرالية متفاديا في الوقت نفسه الاختلاط والتمازج بين المفردتين والاصطلاحين اللذين أثارتهما تجربة الدولة السويسرية والتي هي كونفدرالية اسما وفيدرالية واقعا وتستعمل المفردتين -المصطلحين في الأدبيات الرسمية.



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلاح الدين الأيوبي والهجاء الطائفي المعاصر
- النكات والطرائف في بغداد العباسية تتحرش بالثالوث المحرم
- موقف هادي العلوي من اجتياح الكويت
- الحشد الشعبي بين الحل والمصادرة لمصلحة إيران
- إساءة نادية مراد لأهلها بزيارة إسرائيل
- خطاب الانتصار الموصلي وردود الأفعال
- لماذا التهجم على ثورة العشرين الآن؟
- حملة جاهلة وشتائمية ضد ثورة العشرين.. لماذا الان؟
- ج3/قراءة اقتباسية في كتاب تشومسكي(من يمتلك العالم)
- ج2/قراءة اقتباسية في كتاب تشومسكي(من يمتلك العالم)
- ج1/قراءة اقتباسية في كتاب تشومسكي(من يمتلك العالم)
- بغداد العباسية 10: الأطباء والمستشفيات والمكتبات
- استفتاء كردستان وحصار قطر
- أسرار المالكي غير السرية
- الاستفتاء الكردي من وجهة نظر الرفيق رائد فهمي
- البنية الخدماتية في بغداد العباسية
- إلى عادل مراد ..بالكردي الفصيح : فايده ي نيه = ماكو فايدة!
- صفة -رفيق- في بغداد العباسية و كبف استعملها العيارون والشطار ...
- العيارون والشطار البغداديون واستخدامهم لرتبة وصفة -رفيق-!
- نسخة طبق الأصل للمحاصصة الطائفية العراقية عن سيريلانكا


المزيد.....




- ترامب: لن أحصل على جائزة نوبل للسلام مهما فعلت
- حرب إسرائيل وإيران في يومها التاسع.. هجمات متبادلة وتل أبيب ...
- إسرائيل تحذّر من مخاطر كاميرات المراقبة المنزلية وسط تصاعد ا ...
- نعي كاتب وشاعر كبير..
- إسرائيل تقصف موقعا لحزب الله وتحذره من القتال مع إيران
- إسرائيليون عالقون تحت الأنقاض إثر هجوم إيراني واسع بالمسيّرا ...
- هل حسم ترامب قراره بشأن ضرب إيران؟
- قرار بإخلاء منزلين مطلين على الأقصى لصالح مستوطنين
- قاضية أميركية تعلق حظر ترامب التحاق الطلاب الأجانب بهارفارد ...
- محللون إسرائيليون: الحرب على إيران لم تحقق أهدافها


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - استفتاء الإقليم بين أكذوبة الفيدرالية وحقيقة الكونفدرالية!